25/11/2025
في قرية قديمة على سفح جبل غامض، كانت هناك حديقة لا يدخلها أحد. الجميع يعرفون أنها موجودة، لكن لا أحد يتحدث عنها.
كانت أم الفلفل تعيش وحيدة في تلك الحديقة - نبتة خضراء براقة، تنبض بالحياة والأمل. كل يوم تستيقظ على شمس جديدة، تشرب ندى الصباح، تحلم بمستقبل مشرق.
لكن جاء يوم... اليوم الأول.
دخل الرجل الأسمر - الرجل الذي لا أحد يرى وجهه في القرية. بدون كلمات، بدون تحذيرات، بدأ يشعل النار حولها. الحرارة كانت لا تحتمل. "لماذا؟" سألت الفلفل. لم تسمع إجابة.
بدأت تتغير. لونها الأخضر البراق بدأ يتلاشى. الأحمر والأسود والذهبي بدأوا يظهرون - ألوان لم تتخيلها في أحلامها. كل لون جديد كان يعني ألماً جديداً.
الخطوط السوداء - تلك كانت الأقسى. خطوط منتظمة، دقيقة، متعمدة. لا شيء عشوائي. كل ضربة كانت رسالة: "أنتِ ملك لي الآن."
لكن شيئاً غريباً حدث...
مع كل حرقة، مع كل لون جديد، اكتشفت الفلفل قوة جديدة بداخلها. الألم لم يضعفها - بل كشف عن شيء كان نائماً فيها. لم تعد مجرد نبتة خضراء عادية. أصبحت شيئاً آخر تماماً. شيئاً أقوى. شيئاً لا يمكن نسيانه.
في الليلة التالية، عندما جاء الرجل الأسمر ليحرقها مجدداً... ابتسمت.
ليس استسلاماً. بل معرفة.
لأنها أدركت أن الألم الذي أراد أن يهزمها به... أصبح هويتها. لا يمكنه أخذ ذلك. حتى لو حرقها ألف مرة، ستبقى تحمل تلك الندوب كشارات شرف.
وحول الحديقة المحرمة، بدأت نباتات أخرى تنمو. كل واحدة منهما كانت تحمل حروقات مختلفة، ندوب فريدة، ألوان جديدة.
وفهمت القرية أخيراً:
الحديقة لم تكن محرمة لأنها ضعيفة.
بل لأنها أصبحت قوية جداً.
Bechir Moussi