بدوي BDOE

  • Home
  • بدوي BDOE

بدوي BDOE انك لا تهدي من احببت ولاكن الله يهدي من يشاء

04/08/2025

📚• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

الحَمْدُ للَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، أَمَّا بَعْدُ،

فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
"طَلَبُ العِلْمُ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ"

[رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ وَغَيْرُه، وَضَعَّفَ إِسْنَادَهُ أَكْثَرُ أَهْلُ العِلْمِ، وَحَسَّنَهُ آخَرُونَ كَالسِّيُوطِيُّ وَالمَزِي، لَكِن مَعْنَى الحَدِيثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلُ العِلْمِ].

قَالَ البَيْهَقِي مُعَلِّقًا عَلَى الحَدِيثِ: "فَإِنَّمَا أَرَادَ
-وَاللَّهُ أَعْلَم- العِلْمَ العَام الَّذِي لَا يَسَعُ البَالِغَ العَاقِلَ جَهْلُه" [المَدْخَل إِلَى السُّنَنِ الكُبْرَى].

وَسُئِلَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: مَا العِلْمُ؟ وَمَا يَجِبُ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ؟ فَقَالَ: العِلْمُ عِلْمَانِ: عِلْمٌ لَا يَسَعُ بَالِغًا غَيْرَ مَغْلُوبٍ عَلَى عَقْلِهِ جَهْلُه، وَهَذَا العِلْمُ مَوْجُودٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَيَنْقُلُهُ المُسْلِمُونَ وَيَحْكُونَهُ عَن رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَلَا يُنَازِعُونَ فِي وُجُوبِهِ [الرِّسَالَةُ للشَّافِعِي].

فَمِنَ المُقَرَّرِ عِنْدَ أَهْلُ العِلْمِ أَنَّ العِلْمَ الشَّرْعِيُّ يَنْقَسِمُ -مِن حَيثُ وُجُوبِهِ- إِلَى قِسْمَينِ:

الأَوَّلُ فَرْضُ كِفَايَة: وَهُوَ مَا يَجِبُ عَلَى الأُمَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ كَكُلِّ تَعَلُّمَهُ وَحِفْظَهُ، فَإِنْ قَامَ بِهِ بَعْضُ المُسْلِمِينَ بِمَا يَكْفِي كَانَ لَهُمُ الفَضْلُ وَالثَّوَابُ وَسَقَطَ الإِثْمُ عَنِ الجَمِيعِ، وَإِنْ لَمْ يَقُمْ بِهِ البَعْضُ بِمَا يَكْفِي أَثِمَ كُلُّ المُسْلِمِينَ، وَمِنَ العِلْمِ الَّذِي هُوَ فَرْضُ كِفَايَة: حِفْظُ القُرآنَ وَتَفْسِيرُه، وَالحَدِيثُ وَعُلُومُه، وَأُصُولُ الفِقْهِ...إِلَخ،

وَالقِسْمُ الثَّانِي مِنَ العِلْمِ الشَّرْعِيُّ فَرْضُ عَيْنٍ: يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ -كُلُّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ عَاقِل- أَنْ يَتَعَلَّمَه، فَإِذَا أَعْرَضَ عَنْهُ أَوْ قَصَّرَ فِيْهِ فَهُوَ آثِمٌ، وَمِنْ أَهَمِّ المَسَائِلِ الَّتِي يَتَعَيَّنُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمَ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يَتَعَلَّمُهَا فِي العَقِيْدَةِ هِيَ:

يَتِّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ الأُولَى: الاُصُولُ الثَّلَاثَةِ:
مَعْرِفَةُ العَبدِ رَبَّهُ، وَدِيْنَهُ، وَنَبِيَّهُ مُحَمَّدًا
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

فَإِنْ قِيْلَ لَكَ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَقُل: رَبِّيَ اللَّه، الَّذِي رَبَّانِي وَرَبَّى جَمِيْعَ العَالَمِيْنَ بِنِعَمِهِ، وَهُوَ مَعْبُوْدِي لَيْسَ لِي مَعْبُوْدٌ سِوَاه.

وَإِذَا قِيْلَ لَكَ: مَا دِيْنُكَ؟ فَقُل: دِيْنِيَ الإِسْلَام، وَهُوَ الاسْتِسْلَامُ للَّهِ بِالتَّوْحِيْد، وَالانقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَالبَرَاءَةُ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِه.

وَإِذَا قِيْلَ لَكَ: مَنْ نَبِيُّكَ؟ فَقُل: مُحَمَّدٌ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب بْنِ هَاشِم، وَهَاشِمٌ مِنْ قُرَيْش، وَقُرَيْشُ مِنَ العَرَبِ، وَالعَرَبُ مِنْ ذُرْيَّةِ إِسْمَاعِيْلُ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ (عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفْضَلُ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيْم).

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ الثّانِيَة: أَصْلُ الدِّين وَقَاعِدَتُهُ أَمْرَان:

١. الأَمْرُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَه، وَالتَّحْرِيضُ عَلَى ذَلِكَ، وَالمُوَالَاةُ فِيْهِ، وَتَكْفِيرُ مَنْ تَرَكَه.

٢. الإِنْذَارُ عَنِ الشٍّرْكِ فِي عِبَادَةِ اللَّه، وَالتَّغْلِيظُ فِي ذَلِكَ، وَالمُعَادَاةُ فِيْهِ، وَتَكْفِيرُ مَنْ فَعَلَه.

وَيَتَفَرَّعُ عَن هَذَا الأَصْلُ عَقِيْدَةُ (الوَلَاءِ وَالبَرَاء) الرَّاسِخَة، وَأَصْلُ هَذِهِ العَقِيْدَةُ قَائِمٌ عَلَى المُفَاصَلَةِ وَالمُفَارَقَةِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ وَغَيْرُهُمْ عَلَى أَسَاسِ الدِّينِ لَا عَلَى أَسَاسِ الأَرْضِ وَالقَوْمِيَّة،

فَالمُسْلِمُ المُوَحِّدُ أَخِي فِي اللَّه أُوَالِيَهُ وَأَنْصُرَهُ وَإِنْ كَانَ أَبْعَدُ بَعِيْدٍ، وَالكَافِرُ وَالمُرْتَدُّ عَدُوِّي أُبْغِضُهُ وَأُعَادِيه وَإِنْ كَانَ أَقْرَبُ قَرِيْبٍ.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ الثَّالِثَة: مَعْنَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه:

(لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه) هِيَ الفَارِقَةُ بَيْنَ الكُفْرِ وَالإِسْلَام، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَهِيَ العُرْوَةُ الوُثْقَى، وَلَا تَتَحَقَّقُ بِمُجَرَّدِ قَوْلُهَا بِاللِّسَانِ مَعَ الجَهْلِ بِمَعْنَاهَا وَعَدْمُ العَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا،

فَإِنَّ المُنَافِقِينَ يَقُوْلُونَهَا وَهُمْ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ
مِنَ النَّار، وإِنَّمَا تَتَحَقَّقُ بِقَوْلِهَا، وَمَعْرِفَةُ مَعْنَاهَا، وَمَحَبَّتُهَا، وَمَحَبَّةُ أَهْلِهَا وَمُوَالَاتَهُم، وَبُغْضُ مَنْ خَالَفَهَا وَمُعَادَتُه وَقِتَالُه.

وَشَهَادَةُ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه) نَفِيٌ وَإِثْبَات: فـ(لَا إِلَهَ) تَنْفِي جَمِيعَ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ عَن غَيرِ اللَّه تَعَالَى،
وَ(إِلَّا اللَّه) تُثْبِتُ جَمِيعَ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ للَّهِ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَه.

وَمِن مُقْتَضَيَاتِ شَهَادَةِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه) شَهَادَةُ
أَنَّ (مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّه)، وَشَهَادَةُ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه) تَتَحَقَّقُ بِطَاعَةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِيْمَا أَمَرْ وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَر وَتَصْدِيقَهُ فِيْمَا أَخْبَر.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ الرَّابِعَة: شُرُوطُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه:

جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى كَلِمَةَ التَّوحِيدِ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه) عُنوَانُ الدُّخُولِ فِي الإِسْلَام، وَثَمَنُ الْجَنَّة، وَسَبَبُ النَّجَاةِ مِنَ النَّار، وَلَكِنَّهَا لَنْ تَنْفَعَ قَائِلَهَا مَا لَمْ
يُحَقِّقْ شُرُوطُهَا،

فَقَدْ قِيْلَ للحَسَنِ البَصْرِي: "إِنَّ أُنَاسًا يَقُوْلونَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، دَخَلَ الْجَنَّة؟ فَقَال: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، فَأَدَّى حَقُّهَا وَفَرْضُهَا دَخَلَ الْجَنَّة"
[جَامِعُ العُلُومِ وَالحِكَمِ لابْنِ رَجَبَ الحَنْبَلِي]،

وَقَالَ الإِمَامُ البُخَارِي: "قِيْلَ لِوَهَبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه مِفْتَاحُ الْجَنَّة؟ قَالَ بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحِ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ" [جَامِعُ العُلُومِ وَالحِكَمِ لابْنِ رَجَبَ الحَنْبَلِي]،

وَأَسْنَانُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ هِيَ شُرُوطُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه، وَشُرُوطُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه هِيَ:

١. العِلْمُ بِمَعْنَاهَا نَفْيَاً وَإِثْبَاتَاً.
٢. اليَقِيْنُ وَهُوَ: كَمَالُ العِلْمُ بِهَا، المُنَافِي للشَّكِّ وَالرَّيْب.
٣. الإِخْلَاصُ المُنَافِي للشِّرْك.
٤. الصِّدْقُ المُنَافِي للكِذْب.
٥. المَحَبَّةُ لِهَذِهِ الكَلِمَة وَلِمَا دَّلَّتْ عَلَيْهِ، وَالسُّرُورُ بِذَلِكَ.
٦. الانقِيَادُ لِحُقُوقِهَا إِخْلَاصًا للَّه، وَطَلَبًا لِمَرْضَاتِه.
٧. القَبُولُ المُنَافِي للرَّد.

وَجَمِيعُ هَذِهِ الشُّرُوطُ عَلَيْهَا أَدِلَّةٌ صَرِيحَةٌ مِنَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ الصَّحِيْحَة.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ الخَامِسَة: نَوَاقِضُ الإِسْلَام:

إِنَّ الأَشيَاءَ الَّتِي تُخْرِجُ المُسْلِمَ مِنْ دَائِرَةِ الإِسْلَام، وَتُسْقِطُ عَلَيْهِ -إِذَا ارْتَكَبَهَا- اسْمَ المُرْتَدّ عَنْ مِلِّةِ التَّوْحِيدِ كَثِيْرَةٌ، وَأَعْظَمُهَا عَشْرَة هِيَ:

١. الشِّرْكُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى.

٢. مَنْ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ وَسَائِطَ يَدْعُوْهُمْ وَيَسْأَلُهُمُ الشَّفَاعَةَ وَيَتَوَكَّلُ عَلَيْهِمْ.

٣. مَنْ لَمْ يُكَفِّرُ المُشْرِكِينَ أَوْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ
أَوْ صَحَّحَ مَذْهَبَهُمْ.

٤. مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ غَيْرَ هَدِيِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَكْمَلَ مِنْ هَدْيهِ. أَوْ أَنَّ حُكْمَ غَيْرِهِ
أَحْسَنَ مِنْ حُكْمِه.

٥. مَنْ أَبْغَضَ شَيْئَاً مِمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

٦. مَنِ اسْتَهْزَأَ بِاللَّهِ أَوْ بِكِتَابِهِ أَوْ بِرَسُوْلِهِ
(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

٧. السِّحر، وَمِنْهُ الصَّرْفُ وَالعَطْف.

٨. مُظَاهَرَةَ المُشْرِكِين وَمُعَاوَنَتُهُم عَلَى المُسْلِمِين.

٩. مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَسَعَهُ الخُرُوجَ عَنْ شَرِيْعَةِ النَّبِيِّ مُحَمَّد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَمَا وَسَعَ الخِضْرَ الخُرُوجَ عَن شَرِيْعَةِ مُوْسَى (عَلَيْهِ السَّلَامْ).

١٠. الإِعْرَاضُ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى، لَا يَتَعَلَّمُهُ
وَلَا يَعْمَل بِهِ.

وَلَا فَرْقَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ النَّوَاقِضُ بَيْنَ الهَازِلِ
وَالجَادِّ وَالخَائِف إِلَّا المُكْرَه.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ السَّادِسَة: أَنوَاعُ التَّوحِيد:

١. تَوحِيدُ الرُّبُوبِيَّة: وَهُوَ تَوحِيْدُ اللَّهَ بِأَفْعَالِهِ،

وَيَتَحَقَّقُ بِأَنْ تَعْتَقِدَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ المَخْلُوقَاتِ وَحْدَه، وَيَرْزُقُهُمْ وَحْدَه، وَيُدَبِّرُ الأُمُورَ وَحْدَه.

وَمُعْظَمُ النِّاسِ -بِفِطْرَتِهِم- يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ الرَّازِقُ المُدَبِّرُ المُحِيي المُمِيت...
وَيَعْتَرِفُونَ بِكُلِّ ذَلِكَ وَيُقِرُّونَ بِهِ،

بَلْ حَتِّى الكُفّارُ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَاسْتَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأًموَالَهُمْ
كَانُوا يُقِرُّونَ بِذَلِك.

وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: (قُلْ مَنْ يَرزُقُكُم مِّنَ السْمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارِ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحًيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ) يونس: ٣١.

وَلَكِن تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ لِوَحْدَه، بِأَنْ يُؤْمِنَ العَبدُ
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَهُ وَرَزَقَهُ وَأَحْيَاه...؛

لَا يَكْفِي لِدُخُولَهُ الإِسْلَامَ مَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِتَوْحِيدِ الأُلُوهِيَّة.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ السَّادِسَة: أَنوَاعُ التَّوحِيد:

٢. تَوْحِيْدُ الأُلُوْهِيِّةِ: وَهُوَ تَوحِيْدُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَفْعَالِ العِبَادِ؛ كَالدُّعَاءِ، وَالنَّذْرِ، وَالنَّحْرِ، وَالرَّجَاءِ، وَالخَوْفِ، وَالرَّغْبَةِ، وَالرَّهْبَةِ، وَالإِنَابَةِ، وَالاسْتِعَانَةِ، وَالاسْتِعَاذَةِ، وَالتَّعْظِيمِ، وَالرُّكُوعِ، وَالجِهَاد...،

- وَمَعْنَاهُ أَنَّ العَبدَ يُؤَدِّي العِبَادَةَ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ وَحْدَه، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَصْبَحَ مُسْلِمًا قَدْ حَقَّقَ التَّوْحِيْدَ،

أَمَّا إِذَا أَدَّى العَبدُ عِبَادَةً مُتَقَرِّبًا بِهَا لِغَيْرِ اللَّه؛ أَوْ صَرَفَ بَعْضَهَا للَّه وَبَعْضَهَا لِغَيْرِ اللَّه؛ لَمْ يُحَقِّقْ التَّوْحِيْدَ وَوَقَعَ فِي الشِّرْكِ، وَالعِيَاذُ بِاللَّهِ.

وَتُوْحِيْدُ الأُلُوْهِيِّة، وَيُسَمَّى (تَوْحِيْدُ العِبَادَة)، هُوَ الَّذِي لِأَجْلِهِ أُرْسِلَت الرُّسُل (عَلَيْهِمُ السَّلَامْ)، إِذْ كَانَ كُلُّ رَسُولٍ يَبْدَأُ دَعْوَتَهُ لِقَوْمِهِ بِالأَمْرِ بِتَوْحِيْدِ العِبَادَة، قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ) [النحل: ٣٦]،

وَقَالَ نُوْحٌ وَهُوْدٌ وَصَالِحٌ وَشُعَيبٌ (عَلَيْهِمُ السَّلَامْ) مَقُوْلَةً وَاحِدَة: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [الإعراف: ٥٩، ٦٥، ٧٣، ٨٥].

وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ أَنْوَاعِ التَّوْحِيْدِ هُوَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كُفَّارَ قُرَيش، وَمِنْ أَجْلِهِ قَاتَلَ الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ المُرْتَدِّين.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ السَّادِسَة: أَنوَاعُ التَّوحِيد:

٣. تَوْحِيدُ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات:

» وَهُوَ الإِيْمَانُ بِكُلِّ مَا وَرَدَ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ وَالأَحَادِيثِ الصَّحِيْحَةِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهَا رَسُوْلُهُ ﷺ عَلَى الحَقِيْقَةِ،

» وَاعْتِقَادُ أَنَّ اللَّهَ ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [الشورى: ١١]،

» وَيَجِبُ الإِيْمَانُ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ الثَّابِتَةِ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِمَعَانِيهَا وَأَحْكَامِهَا عَلَى فَهْمِ السَّلَفِ الصَّالِحِ،

» فَأَسْمَاءُ اللَّه وَصِفَاتُهُ تُعْرَفُ مِنَ القُرآنِ وَالسُّنَّة، وَلَا يَجُوزُ لأَحَدٍ -أَيًّا كَان- أَنْ يَأْتِي مِنْ عِندِهِ بِاسْمٍ أَوْ صِفَةٍ للَّهِ تَعَالَى،

» لِأَنَّ أَسْمَاءَ اللَّه وَصِفَاتِهِ تَوْقِيْفِيَّة، أَيْ: نَتَوْقَّفُ فِيْهَا عِندَ الأَسْمَاء الَّتِي سَمَّى اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهَا، أَوْ سَمَّاهُ بِهَا رَسُولُهُ ﷺ أَوْ وَصَفَه.

» وَأَسْمَاءُ اللَّه كُلُّهَا حُسْنَى، وَهِيَ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا: الصَّمَدُ، البَارِئُ، السَّمِيعُ، البَصِيرُ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ،... كَمَا لَهُ سُبْحَانَهُ صِفَاتٌ كَثِيرَة كُلُّهَا عَلِيَّا، مِنهَا: الرَّحْمَةُ، القُوَّةُ، الحِكْمَةُ، العِزَّةُ، العِلْمُ، الجَبَرُوت،...

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ السَّابِعَة: أَنوَاعُ الشِّرْك:

١. الشِّرْكُ الأَكْبَر: وَهُوَ ذَنْبٌ عَظِيم، لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ وَلَا يَقْبَلُ مَعَهُ عَمَلًا صَالِحًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ ﴾ [النساء: ٤٨]،

وَقَالَ سُبْحَانَه: ﴿ إِنَّهُ مَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ وَمَأواهُ النّارُ وَما لِلظّالِمينَ مِن أَنصارٍ ﴾ [المائدة: ٧٢]،

وَقَالَ جَلَّ جَلَالُه: ﴿ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ ﴾ [الزمر: ٦٥].

وَالشِّرْكُ الأَكْبَر أَرْبَعَةُ أَنُواع، هِيَ:

أ.شِرْكُ الدَّعْوَة،
ب.شِرْكُ النِّيَّة وَالإِرَادَة وَالقَصْد،
ج. شِرْكُ الطًّاعَة،
د.شِرْكُ المَحَبَّة.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ السَّابِعَة: أَنوَاعُ الشِّرْك:

٢. الشِّرْكُ الأَصْغَر: وَهُوَ كُلُّ مَا كَانَ ذَرِيعَةٌ إِلَى الشِّرْكِ الأَكْبَر وَوَسِيلَةٌ للوقُوعِ فِيه،

كَالرِّيَاءِ، وَالْحَلْفُ بِغَيْرِ اللَّه، وَقُولُ "مَا شَاءَ اللَّه وَشِئتَ"، وَقُولُ "أَنَا مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكَ"

وَغِيْرُ ذَلِكَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي قَلَّ مَنْ يَسْلَمُ مِنْهَا،

» وَكَفْارَتُهَا أَنْ تَقُول:

"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئَاً أَعْلَمُه، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا لَا أَعْلَم".

[رَوَاهُ أَحْمَد وَغَيْرُه وَصَحَّحَهُ الهَيْثَمِي
وَابنُ حِبَّان]

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ التَّاسِعَة: أَنوَاعُ النِّفَاق:

١. النِّفَاقُ الأَكْبَر (الاعْتِقَادِي): وَهُوَ إِبطَانُ الكُفْرِ فِي القَلْبِ، وَإِظْهَارُ الإِيْمَانِ عَلَى اللِّسَانِ وَالْجَوَارِح، وَأَنوَاعُهُ سِتَّة، صَاحِبُهَا مِنْ أَهْلِ الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّار، وَهِيَ:

أ.تَكْذِيبُ الرَّسُول، ب.تَكْذِيبُ بَعضُ مَا جَاءَ بِه الرَّسُول، ج.بُغْضُ الرَّسُول، د.بُغْضُ بَعضُ مَا جَاءَ بِه الرَّسُول، ھ.المَسَرَّة بِانْخِفَاضِ دِينِ الرَّسُول، م.الكَرَاهِيَّة بِانتِصَارِ دِينِ الرَّسُول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ).

٢. النِّفَاقُ الأَصْغَر (العَمَلِي): وَيَحْصُلُ بِعَمَلِ شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ المُنَافِقِين وَالاتِّصَافُ بِصِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِم، مَعَ بَقَاءِ أَصْلِ الإِيْمَان، وَهُوَ خَمْسَةُ أَنوَاعٍ

ذَكَرَهَا رَسُولُ اللَّه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِي قَولِهِ: " آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثُ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ"، وَفِي رِوَايَة: " إِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ". [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ]

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

المَسْأَلَةُ العَاشِرَة: مَعْنَى الطَّاغُوت،
وَرُؤُسُ أَنوَاعِه:

أَوَّلُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى ابْنِ آدَمَ الكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ وَالإِيْمَانِ بِاللَّه، وَالدَّلِيل قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَقَد بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: ٣٦]،

» وَصِفَةُ الكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ أَنْ تَعْتَقِدَ بُطْلَانَ عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّه وَتَتْرُكَهَا وَتُبْغِضُهَا وَتُكَفِّرَ أَهْلَهَا وَتُعَادِيهِمْ،

» وَأَمَّا صِفَةُ الإِيْمَانِ بِاللَّه فَأَنْ تَعْتَقِدَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الإِلَهُ المَعْبُود وَحْدَهُ دُونَ سِوَاه، وَتُخْلِص جَمِيعَ أَنوَاعِ العِبَادَةِ كُلَّهَا للَّه، وَتَنْفِيهَا عَنْ كُلِّ مَعْبُودٍ
سِوَاه، وَتُحِبُّ فِي اللَّه، وَتُبْغِضُ فِي اللَّه.

» وَالطَّاغُوتُ: هُوَ كُلُّ مَا تَجَاوزَ بِهِ العَبْدُ حَدَّهُ
مِنْ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ.

• فَمِثَالُ المَعْبُودِ » شَيَاطِينُ الجِنِّ الَّتِي تَأْمُرُ سَحَرَةَ البَشَر بِعِبَادَتِهِمْ، فَيَعْبُدُونَهُمْ،

• وَمِثَالُ المَتْبُوع » رُؤَسَاءُ الدُّوَلِ وَالحُكُومَاتِ وَالمُلُوكِ وَالأُمَرَاءِ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ رَعِيَّتَهُمْ بِمُخَالَفَةِ الشَّرِيْعَةِ وَالتَّحَاكُمِ إِلَى القَوَانِينِ الوَضْعِيَّة،

وَيُحَارِبُونَ تَحْكِيْمَ الشَّرِيْعَةِ وَمَنْ يَدْعُو إِلَى تَطْبِيْقِهَا، فَتَتَّبِعَهُمُ الرَّعِيَّة،

• وَأَمَّا المُطَاعْ » فَمِثْلُ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ وَمَشَايخُ السُّوءِ الًّذِينَ يُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَيُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللَّه، فَيُطَاعُونَ فِي ذَلِكَ.

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

» تَكْمِلَةٌ للمَسْأَلَةِ العَاشِرَة:

بَيْنَمَا المُسْلِمُ المُوحِّدُ يَكْفُرُ بِكُلِّ مَعْبُودٍ أَوْ مَتْبُوعٍ أَوْ مُطَاعٍ مِنْ دُونِ اللَّه، وَيَتَبَرَّأُ مِنْهُمْ وَمِنْ أَتْبَاعِهِمْ، وَيُعَادِيهِمْ وَيُبْغِضُهُمْ، وَهَذِهِ هِيَ -مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ- (عَلَيْهِ السَّلَام) الَّتِي مَنْ رَغِبَ عَنْهَا سَفِهَ نَفْسَهُ،

وَهِيَ الأُسْوَةُ الحَسَنَةُ الَّتِي حَثَّنَا اللَّهُ عَلَى الاقْتِدَاءِ بِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفْرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبِيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: ٤].

وَمِنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ أَنْ نُقَاتِلَ الطَّوَاغِيتَ وَأوْلِيَاءَهُمْ وَأَتْبَاعَهُمْ إِعْلَاءً لِكَلِمَةِ اللَّه،

قَالَ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيْفًا ﴾ [النساء: ٧٦].

» وَالطَّوَاغِيتُ كَثِيْرَة، رُؤُوسُهُمْ خَمْسَة:

١. الشَّيْطَانُ الدَّاعِي إِلَى عِبَادَةِ غَيْرِ اللَّه، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَني آدَمَ أَنْ لَّا تَعْبُدُوا الشِّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: ٦٠].

فَالشَّيْطَان هُوَ الطَّاغُوتُ الأَكْبَرُ، الَّذِي يَسْعَى دَوْماً لِصَرْفِ النَّاسِ عَنْ طَاعَةِ اللَّه، وَهُنَاكَ مِنَ البَشَرِ مَنْ يُشَارِكُونَ الشَّيْطَانَ فِي صَدِّ النَّاسِ عَنْ عِبَادَةِ اللَّه، وَهَؤُلَاء هُمْ أَيْضًا طَوَاغِيت.

٢. الحَاكِمُ الجَائِرُ المُغيِّرُ لِأَحْكَامِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ أَلْمَ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقْدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: ٦٠].

يَتَّبِعْ إِنْ شَاءَ اللَّه...

❖ #يتبع 📚

• عَشرُ مَسَائِلٍ فِي العَقِيْدَةِ،
لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهَا وَيَجِبُ عَلَيْهِ تَعَلُّمُهَا:

» تَكْمِلَةٌ للمَسْأَلَةِ العَاشِرَة: رُؤُوسُ الطَّوَاغِيت:

٣. الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّه، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: ٤٤].

فَإِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ أَوْ القَاضِي بَيْنَ مُتَخَاصِمَينِ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّه؛ كَأَنْ حَكَّمَ القَوَانِينَ الوَضْعِيَّة أَوْ الأَعْرَافِ وَالتَّقَالِيدِ العَشَائِرِيَّةِ وَالقِبَلِيَّة؛ فَقَد ارْتَدَّ عَن دِينِ اللَّهِ وَصَارَ طَاغُوتًا..

وَالحَاكِمُ بِغَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ كَافِر، وَمَنْ تَحَاكَمَ إِلَيْهِ مِنَ المُتَخَاصِمِينَ كُفَّارٌ أَيْضًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: ٦٥].

فَنَفَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ الإِيْمَانَ عَنْهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُحَكِّمُوا شَرْعَ اللَّه بَيْنَهُمْ، وَحَكَّمُوا الطَّاغُوت.

٤. مَنْ اِدَّعَى عِلْمُ الغَيْبِ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ لَّا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: ٦٥].

فَمَنْ يَدَّعِي أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَهُوَ طَاغُوتٌ كَذَّبَ صَرِيحَ القُرآنِ الكَرِيم.

يتبع.

01/08/2025

3️⃣
بعد أن تحدثنا عن أصل الخليقة وقلنا ان الأصل في هذه البشرية الإسلام وأن الشرك والكفر طارئان عليها
فلو سألك سائل مالأصل في بني آدم فقل الأسلام
والشرك والكفر من الأمور الطارئة على هذه الأمة
لو قال لك مادليلك فقل
دليل الميثاق والفطرة والعقل
آية الميثاق 172 من سورة الأعراف
وآية الفطرة 30من سورة الروم
وآية العقل 164 من سورة البقرة
وقل له أليس أبينا أدم كان مسلماً ونحن من صلبه فنحن تبع للأصل الذي هو آدم عليه السلام
‼️ولم يخالف في هذا الأصل إلا الخوارج والمعتزلة الذين قالو إن الأصل في الناس الكفر.
🔷️ ونحن نقول أن الكفر والشرك من الأمور الطارئة
وأن الأصل في اهل السنة والجماعة الأسلام وكل من انتسب للأسلام نقول الأصل أنه مسلم أما الشرك والكفر من الأمور الطارئة عليه .
وبعدها كيف انتشر هذا المنهج الرباني وكيف ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأجيال على التوحيد التي حملت لنا الإسلام على عاتقها وبرعاية الله تعالى وحفظه لهذا الدين أرسل الله جبريل عليه السلام بصورة رجل من الأعراب ليعلم اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم
🔶️ هذا الرجل هو دحية بن خليفة الكلبي كان من أجمل رجال العرب وإليكم الحديث .
عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.

قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمةُ ربَّتها، وأن ترى الحُفاة العُراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، ثم انطلق، فلبثتُ مليًّا، ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يُعلمكم دينَكم.رواه مسلم

01/08/2025

مقدمة 《2》
♦️[تاريخ الصراع بين الحق والباطل ]

يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
[ البقرة: 30]
أراد سبحانه أن يستخلف في الأرض من يبلغ الناس فيها أمره ونهيه ويحمل الناس فيها على الحق ويقربهم من ربهم حتى ينالو جنته ويسلموا من ناره فخلق آدم عليه السلام بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة أن يسجدوا لأدم تهيئة له من أجل هذه المحبة وإظهاراً لشأنه وفضله بين الملائكة .
قال تعالى [فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ
إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰٓ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ ] ٣٠ الحجر .
وكان إبليس مع الملائكة ولكنه أبى السجود إستكباراً وعناداً وتفضيلا لنفسه على آدم عليه السلام .
وكان هذا العناد والأستكبار منه الشرارة الأولى لأنقسام الخليقة جمعاء إلى فريقين وحزبين فريق المؤمنين يتقدمهم أبونا "آدم " عليه السلام وفريق الكافرين يتقدمهم إبليس لعنه الله ، وحينما علم إبليس بخسارته وإفلاسه وذلك بطرده من رحمة الله حيث قال له سبحانة [ قَالَ فاخرج مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعنة إلى يَوْمِ الدين ] الحجر ٣٤ .
حينها طلب من الله أن يمهله فقال [ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ] الحجر ٣٦
مقصود الشيطان بذلك أنه يعمل ما يستطيع لإغواء الناس، وصدهم عن الحق وإخراجهم من الهدى إلى الضلالة حتى يكونوا معه في الجحيم.
فأعطاه الله ماطلب،
{ فإنك من المنظرين} يعني من المؤجلين. { إلى يوم الوقت المعلوم} قال ابن عباس : (أراد به النفخة الأولى)، أي حين تموت الخلائق. وقيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه، ويجهله إبليس. فيموت إبليس ثم يبعث؛ قال الله تعالى { كل من عليها فان} [الرحمن : 26]. وفي كلام الله تعالى له قولان : أحدهما : كلمه على لسان رسوله. الثاني : كلمه تغليظا في الوعيد لا على وجه التكرمة والتقريب. [تفسير القرطبي الآية ٢٩ _٤٢]

[قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ] أي: أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى، حتى يكونوا منقادين لكل معصية. { وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: اصدهم كلهم عن الصراط المستقيم،
[إلا عبدك منهم المخلصين ]
فبداء إبليس يوسوس لأبينا آدم فمازال به حتى قارف المعصية ،ثم تاب الله عليه وهداه ، ثم أنفذ الله أمره الأول بإن يجعل في الأرض خليفة فقال بعد ذلك:[ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون] [سورة البقرة:38، 39].
فنزل أبونا آدم وأمنا حواء ونزل معهم إبليس كل قد نزل ولديه عمل يقوم به ويؤديه واعتقاد ينافح عنه ويدعو إليه ، وعاش أبونا آدم على الأرض مع اولاده إلى أن توفاه الله وأخذت الخليقة في التكاثر من بعده ومرت عشر قرون بعد وفاة أبينا آدم كلها كانت على التوحيد وإفراد الله بالعبادة .
كل ذلك وإبليس يتحين الفرصة السائمة لإغواء بني آدم فلم ينسى وعده الذي اخذه على نفسه وتوعد به آدم وبنيه إلى أن جاء زمن نوح حيث أن هناك
🔶️رجال صالحين من قومه كانو منشغلين بالعبادة والتبتل إلى الله تعالى والتقرب إليه وهم : ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا .
وكان لهم أتباع يقتدون بهم فلما ماتوا وسوس الشيطان في صدور أتباعهم : أن انحتوا صورهم ليكونو أشوق لكم في العبادة إذا تذكرتموهم .
فصوروهم فلما ماتوا اتى الجيل الذي بعدهم دبَّ إليهم إبليس فقال [إنما كانوا يعبدونهم وبهم كانوا يسقون المطر فعبدوهم ].
🔴فكان هذا أول إنحراف عن التوحيد ووقوع في الشرك من بني آدم فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى عبادة الله وحده ولكن التبعية العمياء للأباء والتعصب للأراء منع أكثرهم من قبول الدعوة الحق ﴿ بَلۡ قَالُوٓاْ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّهۡتَدُونَ ﴾
[ الزخرف: 22]
فكذبه أكثر الناس [وما آمن معه إلا قليل] هود ٤٠
فأنجاه الله ومن آمن من قومه وأغرق الله الباقين جزاء شركهم بالله وكفرهم به ثم توالى الأنبياء واحداً تلو الآخر كلٌ يحمل راية التوحيد
ويجدد للناس ما اندرست من معالم الملة إلى أن جاء زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكمل مسيرة إخوانه الأنبياء كما قال تعالى [وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ] .
♦ السورة ورقم الآية: النحل (36).
فبدأ صلى الله عليه وسلم بترسيخ التوحيد وغرس مبادئه وتشييد أركانه عشر سنين قبل أن يدعو إلى أي أمر آخر لأن التوحيد هو أساس الملة وأصلها

ثم لبث فيهم بعدها سنوات، داعيا ومربيا وحامكاً بشرع الله، ومجاهدا لتكون كلمة
الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى حتى توفاه الله.
فجاء بعده الخلفاء الراشدون، فساروا سيرته في أهل الشرك، وقمعوا بيقينهم أهل
الريب والشك، فأعل الله بهم منار الإسلام، وفتح لهم البلاد والأمصار، وبلغ دين الإسلام
كل مكان، ثم مرت السنون، فتجرأ عباد الصليب وأهل الكفر فغزوا ديار الإسلام، وأعادوا
الجاهلية، وطمسوا معالم الحق، والأيام خلال الصراع دول والحرب سجال، وسنة التدافع
ماضية في الزمان مها طال قال تعالى :وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الحج/39-40.
إلى أن استفاقت الأمة على واقع غريب وزمان عجيب ، قامت فيه الط واغيت على
الرقاب سنوات وأزمانا ومنعوا إقامة شرع الله في الأنام ظلما وعدوانا، فساموا المسلمين سوء
العذاب ، وأدخلوا عليهم الكفر من كل باب ..
وجثموا عل صدر الأمة أكثر من نصف قرن من الزمان ، ملئت بالذل والهوان ، بل قد
أذاعوا شركهم في الناس ، وزينوه ليقتلعوا التوحيد من الأساس ، فيا لله ما أشدها من فتنة
وأعظمها من رزية
وكل كسر الفتى فالدين جابره
والكسر في الدين صعب غير ملتئم
حى قامت الناس هائجة ثائرة ، من كثرة الظلم والبطش ..
وهم في ذلك ذووا مشارب ومآرت، كل ينشد غاية ويلوح براية .
واختار الله من بينهم أهل إصلاح وتسديد، واعتقاد رشيد، غايتهم ورايتهم: (حتى لا
تكون فتنه ويكون الدين كله لله ) .
فدعوا إلى إقامة دولة إسلامية ، تجتمع تحتها كلمة الموحدين ورايتهم، ويؤدون فرضى الله
عل الأمة بإقامة خلافة إسلامية تحكم بشرعه وتحقق العبودية لله تعالى من جميع الوجوه.
فلم يرق ذلك لفريق المشركين، وأصحاب الرايات العلمانية، والدعوات القومية فكشروا
عن أنيابهم، وصرحوا لإبليس بولائهم، ولأهل الحق بمحاربتهم وعدائهم!
فحاربوا دولة الإسلام ، ليطفئوا نور الله ، فلم يزدها ذلك إلا صلابة في الحق ، وثباتا
وتبين لأهل التوحيد من تلك المحنة، وذلك الخطب الجلل ، أن تمايز الصفوف أمر
شرعي وقدري كون لابد منه، وأنه لابد من إرجاع الناس إلى القسمة التي أراد الله الخليقة أن
تكون عليها، فريق المؤمنين، وفريق الكافرين، كا قال تعالى: ماكان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب .
وقال الله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
[ التغابن: 2]
ومن هنا نستفيد أمرا غفل عنه وتناساه أوللئك الذين يظنون أنهم يستطيعون العيشي مع
الكافرين في سلم وأمان مع سلامة الدين وخلوص التوحيد، أن ذلك الظن يكذبه الله في كتابه
فيقول: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..
فكما أن التوحيد والشرك لا يجتمعان في قلب، فكذلك أهل التوحيد الخالص لا يمكن أن
يجتمعوا في العيش مع أهل الشرك والتنديد.

01/08/2025

مقدمة [1]
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على النبي الامين وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن أصل الدين وقاعدته وأساسه هو الإيمان بالله والكفر بالط اغوت ولا ينتظم الإنسان في سلك الإسلام ويستظل بظله وينعم بحكمه إلا بمعرفه أصل الدين والعمل به فالتوحيد هو أصل الدين ولبه وأساسه الذي ينبني عليه جميع الدين ولا يصح إيمان ولا يقبل عمل إلا بتحقيقه والبراءة من ضده .
والتوحيد أصل عزه المسلمين ومصدر قوتهم واجتماعهم وبه يظفرون وبمعيه الله وبحسن تاييده يكرمون بدفاع الله عنهم وتمكينهم ونصرهم على اعدائهم ولقد سعى أهل الكفر والنفاق في طمس معالم الدين وتحريف مفاهيمه حتى يبعدوا أهل الاسلام عن مصدر قوتهم ووحدتهم .
وأوكلوا الى وكلائهم الط واغيت مهمه تحريف الدين وتغريب المسلمين فاستخدموا سلطاتهم في منع صوت الحق بسجن وتصفيه العلماء الصادقين وتعاونوا مع المنافقين وعلماء الضلالة في نشر الضلال والانحراف العقدي والمنهجي حتى أندرست معالم الحق فقيض الله لأمة الإسلام من يجدد لها دينها ويحيي عقيدتها
كما قال صلى الله عليه وسلم إن الله يبعث على كل رأس 100 سنه من يجدد لهذه الأمه أمر دينها فصدعوا بالحق وأقاموا شعيرة ال جهاد وقارعوا أهل الكفر والردة والعناد حتى مكن الله لهم بإقامة الدين يحكمون بشرع الله ويحيون ما أندرست من معالم التوحيد .
فاليوم بفضل الله نعيش في هذه البلاد يجب علينا ان ننشر الحق وندعو اليه لينشأ جيل جديد موحد صادق يعيد الله على يديه أمجاد امتنا
فوجب علينا أن ننشر دعوة التوحيد ونتعلمه ونعلمه لأن
القاعدة :تقول كل علم تتوقف عليه صحة العقائد والشرائع فتعلمه واجب.
وعلى كل من تعلم التوحيد عليه ان ينشر هذه الدعوة ويبلغ الناس اوامره سبحانه وتعالى ونواهيه وأنه سبحانه وتعالى اعظم امر نهى عنه هو الشرك بالله
قال ابن دقيق العيد رحمه الله من تعلم مسالة فهو من أهل العلم بها فوجب عليه أن يبلغها.
والواجب على طلبه العلم الحفظ والتدوين والمراجعه قال الامام أحمد رحمه الله قرأنا كثير فلم يبقى معنا إلا ما حفظنا . وإن علم التوحيد من اهم العلوم على الاطلاق لأنه به المرء يدخل في دين الله وعليه يترتب الثواب والعقاب
وقد روي عن جندب رضي الله عنه انه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيانا حزاورة فتعلمنا الايمان قبل أن نتعلم القران فلما تعلمنا القرآن أزددنا به إيمانا.
والمراد بالايمان هو التوحيد أي العقيدة لأنها أساس الدين فإذا صحت صح كل الدين فلا تقبل الأعمال إلا بالتوحيد فلا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج لمن لم يحقق التوحيد ولو صام وصلى طول حياته لاينفعه شيئ أن لم يحقق التوحيد فاللهم أنا نسألك تعلم التوحيد والعمل به فإنك ولي ذلك والقادر عليه .

Address


Alerts

Be the first to know and let us send you an email when بدوي BDOE posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share