01/08/2025
أولاد الحشد”… يتصادمون على الحدود، ويتقاسمون المناصب بالوراثة
رصاص الورثة يتطاير في البصرة… والحشد يتحول إلى ملكية عائلية بعلم الدولة وصمت القانون.
في مشهد لم يكن ليتخيله حتى كاتب دراما سياسية عبثية، اندلع صدام مسلح داخل هيئة الحشد الشعبي بين عناصر من دائرة العلاقات العامة واستخبارات الهيئة، وذلك قرب أحد المنافذ الحدودية في محافظة البصرة. المواجهات أسفرت عن سقوط ثلاثة جرحى من عناصر الحشد، أحدهم بحالة حرجة، بينما بقيت “القيادات العليا” مشغولة بإدارة الإرث، لا المؤسسة.
وبحسب مصادر خاصة، فإن أحد المتسببين الرئيسيين في الاشتباك هو نجل قائد كبير يُعرف بلقب “أبو امتحان” من منظمة بدر، وهو اليوم يتقلد منصبًا حساسًا في استخبارات الحشد، ليس بالكفاءة، بل باسم العائلة.
الحادثة لم تكن صدفة. بل نتيجة منطقية لمعادلة باتت واضحة:
كل من قاتل في الأمس، أورث اليوم نجله أو شقيقه منصبًا… وكأن العراق عقارٌ قابل للتوريث لا وطنٌ للجميع.
ابن هادي العامري (مهدي)، ابن “أبو امتحان”، وأبناء آخرين من “الصف الأول” جميعهم اليوم في مناصب عليا داخل الهيئة. لا مسابقة، لا سيرة ذاتية، لا محاسبة، فقط لقب العائلة يكفي لركوب الموجة.
ما يجري على المنافذ الحدودية هو صراع بين أولاد الذوات الذين كبروا في كنف الحشد، وأدمنوا النفوذ، واعتادوا أن كل شيء يُؤخذ بالقوة، حتى لو كان من زميل في نفس الهيئة.
هل الحشد ما زال هيئة أمنية أم أنه أصبح “بيت عائلي موسع” تُدار فيه القرارات بروح القبيلة لا منطق الدولة؟
المواطن العراقي الذي دعم الحشد في أشد الظروف، يقف اليوم مذهولًا، لا من رصاص الاحتلال… بل من رصاص “أولاد الحشد”، الذين أداروا فوهات أسلحتهم نحو بعضهم، لا نحو العدو