
20/07/2025
رسالة لم تصل… والإطار يرد على شبح..كواليس رسالة المرجعية)….
تحقيق: معتز الطبطبائي..
في لحظة سياسية مشبعة بالتوترات والاصطفافات قبيل الانتخابات، وبينما كانت غرف القرار في الإطار التنسيقي تتأرجح بين الحذر والطموح، دخل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى اجتماع الإطار الأخير حاملاً ما بدا أنه “رسالة ثقيلة من مكان عالٍ”.
قال لهم ما معناه: “المرجعية العليا لديها ملاحظات واضحة على الأداء الحكومي، وتطالب بالإصلاح… وعلى الإطار أن يعضد الحكومة لا أن يتنصّل منها.”
ثم عرّج، كما نُقل، على ثوابت المرجعية تجاه فلسطين، الشيعة في لبنان، والموقف من إيران. الصيغة كانت مرتبة… مُقنعة… لا تحتمل اللبس.
وما إن انتهى الرجل من كلامه، حتى سادت القاعة لحظة ارتباك صامت، تلتها تحركات عاجلة من قيادات الإطار.
عمار الحكيم، العبادي، العامري، وقيس الخزعلي بدؤوا جميعًا بإعداد مسودات للرد، متبادلين الملاحظات والعبارات، وكأنهم يتعاملون مع وصية سياسية عليا لا تحتمل التأخير.
في المقابل، نوري المالكي ظل أقل حماسة، وربما أكثر تشككًا؛ فهو يعرف دهاليز النجف أكثر من غيره، وعلاقته مع السوداني ليست على ما يرام.
لكن القصة لم تقف عند هذا الحد.
في الوقت الذي انشغل فيه الإطار بالرد على “الرسالة المجهولة”، دخل على الخط رجل دين معمم، قيادي بارز في حزب الدعوة، لا يشغل منصبًا سياسيًا مباشرًا، لكنه معروف بقربه من العقل المرجعي.
هذا الرجل، الذي فضّل العمل في الظل، بدأ اتصالاته الخاصة، متجاوزًا السياسيين، متوجهًا إلى المفاتيح الصامتة داخل الحوزة. والنتيجة كانت مذهلة.
مكتب المرجعية لم يرسل شيئًا. لم يلتقِ أحدًا من السياسيين. ولم يصدر عنه أي رسالة أو موقف رسمي.
التحقيق قاد إلى لقاء فعلي بين إحسان العوادي، مدير مكتب السوداني، والشيخ عبد المهدي الكربلائي، حيث طرح الأول سؤالًا عامًا عن أداء الحكومة، فجاءه الجواب واضحًا:
“هناك فساد، محسوبية، بعثيون متغلغلون، ومتورطون بقضايا لم يُحاسَبوا… الحكومة لا تسير كما ينبغي.”
لكن هذا الجواب لم يكن رسالة.
ولم يكن إذنًا بإطلاق موقف.
إنه كان – ببساطة – رأي شخصي صريح في مجلس مغلق.
السؤال هنا:
هل قرر العوادي أن “يُصيغ” الرسالة بطريقته، خدمةً لموقع رئيسه؟
أم أن السوداني نفسه رتّب المشهد بدقة لإحراج الإطار ودفعه للدعم الكامل عبر بوابة النجف؟
في الحالتين، ما حدث كان مناورة ذكية، اصطادت الإطار في غفلة اللحظة.
أما البيان الوحيد الذي صدر علنًا، فجاء من عباس العامري، الأمين العام ومقرر الإطار، لينفي بشكل مقتضب وصول أي رسالة من المرجعية.
لكن بعد ماذا؟
بعد أن تحركت ماكينة الردود، وكاد الجميع أن يُسلّم بأن “العتبة قالت”، وأن “الصمت فيها إذعان”.
الحقيقة؟ لم تأتِ رسالة من النجف.
وما وصل إلى الإطار لم يكن سوى صدى ذكي لرسالة لم تُكتب.
والمفارقة أن الإطار، بكل ثقله، كاد أن يردّ على شبح سياسي صنعه دهاء السلطة، لا مشيئة المرجعية.
هل ترغب بعنوان بديل أكثر اختزالًا؟
أمثلة:
الرسالة التي لم تكتب… والإطار الذي ارتبك
دهاء في النجف أم خدعة من بغداد؟
الإطار يرد على الهواء… لا على المرجعية