
30/03/2025
مع كل شهر رمضان يهل علينا، نجد بيننا رجالًا نذروا أنفسهم لخدمة الدين، وأفردوا أوقاتهم للعلم والدعوة، لا يبتغون إلا وجه الله ونفع الناس. ومن بين هؤلاء الأفاضل، يبرز فضيلة الإمام (الطيب)، الذي كان نموذجًا للعالم العامل، الذي يجمع بين إمامة المصلين، وتعليم الناس أمور دينهم، ونشر الوعي والفكر المستنير في المجتمع.
🔸لم يكن دوره في هذا الشهر الفضيل مقتصرًا على إمامة الصلاة، بل تجاوز ذلك إلى تقديم الدروس والمحاضرات التي كانت منارة للمصلين، ينهلون منها الفقه والمعرفة، ويتعلمون أصول دينهم بيسر وسلاسة. لقد كان صوته الصادق وكلماته النابعة من قلبه تجذب القلوب، وتزرع في النفوس محبة الخير، وتشجع على السير في طريق الاستقامة.
🔸إن مسيرة الإمام طيبي محمد الدعوية لم تبدأ اليوم، بل هي ثمرة سنوات طويلة من الجهد والمثابرة، حيث خطى أولى خطواته في ولاية البويرة، متنقلًا بين مساجدها، خطيبًا ومذكّرًا وناصحًا، فكانت منابر تيزي الأربعاء، تيلوين، الأخضرية وغيرها شاهدة على تفانيه في الوعظ والإرشاد، وغرس القيم الإسلامية في قلوب الناس. وبعد أن ترك بصمة واضحة في تلك الربوع، عاد إلى مسقط رأسه، ولاية أدرار، ليواصل مسيرته بكل همة، متنقلًا بين مساجدها، ملبّيًا دعوة كل من قصده، لا يتوانى عن نشر الخير، ولا يدّخر جهدًا في خدمة الدين.
🔸إن مثل هذه الشخصيات تستحق كل الشكر والتقدير، لأنهم مصابيح تنير الدرب، وصوت الحق في زمن كثرت فيه الفتن. فجزاك الله خير الجزاء، فضيلة الإمام (الطيب)، وأجزل لك العطاء، وبارك في علمك وعملك، وجعلك ممن يقال لهم يوم القيامة: اقرأ وارتقِ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.