19/08/2024
قصة اليوم: ما قدر يكون🌺🤍
كان أحد الملوك يهتمّ بأمر رعيته بشكلٍ دائمٍ. وفي أحد الأيام خطر بباله أن يطوف في نواحي مملكته مُتكتّمًا، فيستطيع أن يطّلع على رأي أبناء رعيّته فيه، وعلى ما يحتاجون إليه، فيُلبّي مطالبهم من دون أن يعلموا أنّه عرفها منهم.
تخفّى الملك بملابس لا تدلّ عليه. وكذلك فعل وزيره. وخرجا يطوفان في المدينة وضواحيها، ويقعدان إلى التّجار والعمّال والفلاّحين ويتحدثان إليهم، ويسألانهم عن أحوالهم، وعن ملكهم، كأنّهما غريبان لا يعرفان شيئًا عن بلادهما.
وصلا إلى بيت فلاحٍ فقيرٍ، فجلسا يستريحان عنده، فقدّم لهما الفلاّح طعامًا، فأكلا وشَكَرا له ضيافته.
كان للفلاح طفلٌ صغيرٌ في مثل عُمر بنت الملك، رآه الملك بين ذراعيّ أمه. وكان الوزير مّمن يقرأون المُستقبل في الوجوه وتقاطيعها، فقرأ على جبهة الطفل أنّه سيكون، حين يكبر، صهر الملك. فأخبر الملك سرًا بذلك. فضحك الملك وقال له: " لن أدعه يتزوّج ابنتي، فهو سيشبّ فقيرًا حقيرًا، ولن يصلح أن يكون زوجًا لبنت ملك. وسأريك كيف أمنعُ هذا الزّواج".
نادى الملك الفلاّح وسأله إن كان إبنه هذا وحيدًا. فقال الفلاح: كلاّ! إن له أخوةً ثلاثةً. فقال له الملك: إنّ لا أولاد لي، وأريد أن أتبنّى ولدًا وأربّيه وأعلّمه وأورّثه ثروتي الكبيرة. هل تعطيني الطّفل ما دام عندك ثلاثة أولاد غيره?؟
تردّد الفلاح وزوجته في بادئ الأمر، ولكنّهما فكّرا بمستقبل ابنهما في رعاية هذا الرّجل الغنيّ الذي سيُربّيه تربيةً حسنةً ويعلّمه، كما سيورثه ثروةً كبيرةً يمكنه معها أن يساعدهما ويساعد إخوته. فرضيا بما عرضه عليهما. وقدّم لهما الملك مبلغًا من المال ليُحسّنا أوضاعهما.
حمل الوزير الطفل وسار مع الملك حتّى وصلا إلى نهرٍ، فتناول الملك الطّفل من الوزير وقذفه في النّهر وقال للوزير: أرأيت كيف أكذّب المُقدَّر؟ فليتزوج بنتي بعد الآن! فقال الوزير: لن تستطيع يا ملك الزّمان أن تغيّر شيئًا ممّا قدّره الله. سوف ينجو هذا الطّفل ويتزوّج ابنتك. فضحك الملك ساخرًا من تفكير وزيره، ورجعا إلى القصر.
أمّا الطفل فحمله تيّار النّهر حتى قذف به في مجرى ماءٍ يدير حجر مطحنةٍ، فسدّ الطفل الفوهة، ونقص الماء عن الحجر، فوقف عن الدوران. فظنّ الطّحان أن صخرةً وقعت في المجرى فسدّت فوهته، فصعد إلى سطح المطحنة ليرى السبب، فوجد طفلاً ناشبًا بين قضبان الحديد الموضوعة على الفوهة...... يتبع🌺