Chihab éditions منشورات الشهاب

Chihab éditions منشورات الشهاب Maison d'édition et de publication Créée en 1989, Chihab Editions compte aujourd’hui plus de 900 titres édités, dont plus de 50 chaque année.

A sa création, Chihab Editions a pris le chemin de l’école et s’est tournée vers l’édition scolaire et universitaire. Un choix éditorial qui lui a valu une place parmi les leaders dans ces domaines. Consciente des enjeux éducationnels, Chihab éditions s’est investie également dans le livre pour enfants et a inauguré un ambitieux projet intitulé « Chihab Kids » dont les nombreuses collections corre

spondent aux différents paliers de l’enfance. Attentive à l’écriture de l’Histoire de l’Algérie, Chihab a construit une collection d’ouvrages qui abordent aussi bien la guerre de libération nationale — à travers les travaux d’historiens — que l’actualité politique et sociale de l’Algérie contemporaine par la voix de ses principaux acteurs. En 2000, le champ de la littérature et de la critique littéraire a également été investi avec succès. Une aventure passionnante, avec une génération d’écrivains porteurs d’une écriture jeune et novatrice qui a reçu un accueil très favorable auprès du public et des médias.

في الرواية نت - Alriwaya.net. أجرته الأستاذة سمية عبد الله مع الروائي بومدين بلكبير. قراءة ممتعة.في زمن تتوالى فيه الأزم...
13/07/2025

في الرواية نت - Alriwaya.net. أجرته الأستاذة سمية عبد الله مع الروائي بومدين بلكبير. قراءة ممتعة.

في زمن تتوالى فيه الأزمات الصحية وتتكاثر الأسئلة حول دور الإنسان في مواجهة الكوارث، تأتي رواية "عدو غير مرئي" للكاتب بومدين بلكبير كمرآة أدبية تسائل الواقع وتفكك تناقضاته. من خلال حبكة تتقاطع فيها الذاكرة الفردية والجماعية، يقدّم الكاتب رؤية عميقة للوباء لا باعتباره ظاهرة صحية فقط، بل تجربة ثقافية، سياسية، ودينية تُعيد تشكيل الوعي. في هذا الحوار، نقترب من عالم الرواية، نستقرئ أبعادها الرمزية، ونناقش مع الكاتب كيف يمكن للأدب أن يكون مساحة للمقاومة والفهم في مواجهة ما لا يُرى.

في زمن تتوالى فيه الأزمات الصحية وتتكاثر الأسئلة حول دور الإنسان في مواجهة الكوارث، تأتي رواية "عدو غير مرئي" للكاتب بومدين بلكبير كمرآة أدبية تسائل الواقع وتفكك تناقضاته. من خلال حبكة تتقاطع فيها الذاكرة الفردية والجماعية، يقدّم الكاتب رؤية عميقة للوباء لا باعتباره ظاهرة صحية فقط، بل تجربة ثقافية، سياسية، ودينية تُعيد تشكيل الوعي. في هذا الحوار، نقترب من عالم الرواية، نستقرئ أبعادها الرمزية، ونناقش مع الكاتب كيف يمكن للأدب أن يكون مساحة للمقاومة والفهم في مواجهة ما لا يُرى.

1- في رواياتك السابقة مثل "زنقة الطليان"، "خرافة الرجل القوي"، و"ثلاث حيوات لرجل واحد"، كنت تنحاز بوضوح للإنسان في صراعه مع السلطة بمختلف أشكالها، سواء كانت سلطة السياسي أو المجتمع أو رأس المال. لكن في رواية "عدو غير مرئي"، يبدو أن البوصلة قد تغيرت، إذ نلمس إدانة غير مباشرة لسلوك الإنسان المعاصر نفسه. هل يمثل هذا التحول مراجعة لموقفك من الإنسان؟ أم هو تطور طبيعي في رؤيتك لما آل إليه العالم؟

الأمر لا يتعلق بتحوّل بقدر ما هو محاولة لتعميق الرؤية. في أعمالي السابقة، كان انشغالي منصبا على كشف وتعرية البُنى الخارجية التي تَسحق وتقهر الإنسان وتشوّهه: سلطة السياسي، سلطة المال، ضغط المجتمع، وكل ما يضع الكائن البشري في موقع الضحية. لكن مع مرور الزمن، ومع تراكم التجربة والمراقبة وشيء من اليقظة، بدأت أكتشف أن الخطر لم يَعُد خارجيًا فقط، بل صار كامنًا في الداخل. الإنسان المعاصر، بانخراطه غير المشروط في منطق الاستهلاك، بهوسه بالتملك، وبأنانيته المغلّفة بوهم التقدّم، أصبح في يومياته يعيد انتاج ما يُهدد وجوده.

رواية "عدو غير مرئي" ليست مرافعة أو إدانة أخلاقية بما تعنيه الكلمة، بل محاولة لفهم هذا التحوّل والتغيّر الجذري: كيف تحوّل الإنسان من ضحية إلى فاعل مخرّب؟ كيف ضاعت منه البوصلة، وصرنا نمارس العنف والتدمير والافناء لا كأداة، بل كأسلوب حياة؟ من هنا، أرى أن الرواية ليست قطيعة مع موقفي السابق، بل استمرارية في خط أكثر عمقًا: أن تنتصر للإنسان لا يعني أن تُسقط عنه المسؤولية أو تُعفيه من المساءلة، بل أن تضعه أمام مرآة ذاته ليس من باب القسوة أو شيء من الإنتقام، لأن الصمت أحيانًا خيانة للحقيقة.

2- في الرواية، تجلى الوباء ليس فقط كحدث بيولوجي، بل كظاهرة تمتحن القيم والمعاني الانسانية في المجتمع وغيابها. كيف ترون دور الثقافة والمثقفين في مواجهة الأوبئة؟ وهل يمكن للثقافة أن تكون سلاحاً رمزياً في مقاومة "العدو غير المرئي"؟

في الرواية، يمثل وباء كوفيد-19 لحظة صادمة، تكشف وتعري المجتمع من أوهامه وتفضح هشاشة منظوماته الثقافية والأخلاقية. فالعدو غير المرئي هو الجهل، غياب الوعي، زيف الأخلاق، تشوه وانهيار القيم، غياب الثقافة والمسؤولية الاجتماعية. الثقافة، في هذا السياق، ليست ترفاً ولا أداة لتجزية الوقت، بقدر ما هي جهاز مناعي (رمزي) يسعف الوعي الجماعي وينعشه على الصمود أمام أزمة الانهيار العظيم. من خلالها يعيد الإنسان المعاصر إنتاج المعنى وسط العبث، الفوضى، والخراب، وتضعه أمام سؤال: أي إنسان يريد أن يكون؟ ويقاوم عبر الكلمة والفن والخطاب عدوّاً لا يُرى ولكنه يحاصر الوجود من كل الجهات. لذلك، دور الثقافة والمثقفين في زمن الوباء، يتجاوز مجرد التوثيق أو التفسير، ليكون تدخلاً يعيد تشكيل الوعي الجماعي، فالثقافة تتحول إلى فعل مقاومة رمزية، تستنهض، وتعيد تشكيل الإنسان، وتعيد له مركزه حين ينزلق العالم نحو الفوضى غير الخلاقة واللانظام والعدم.

3- في روايتكم، يتجسد المثقف كضمير حي يتحمل مسؤولية اجتماعية عميقة؛ فهل هذا تمثيل لواقع قائم أم لصورة مثالية لما يجب أن يكون؟ وهل يعي المثقف المعاصر حقاً عبء الدور المنوط به، أم أنه تراجع عن موقعه التاريخي؟

تجسيد المثقف كضمير حي في الرواية، ليس مجرد انعكاس لواقع قائم، بل هو استثناء أو طرح لصورة معيارية لا يقاس عليها، أشبه بصرخة في الفراغ لما يجب أن يكون. إنه استحضار لدور غائب، أين كان المثقف في موقع الطليعة؛ يقرأ التحولات قبل حدوثها، ويقاوم الابتذال وسط الضجيج والقطيع المستثار، ويجترح أسئلة ضد التيار. لكن في واقعنا المعاصر، ثمة رِدة ملحوظة؛ كثير من المثقفين انسحبوا (طوعاً أو قسراً) إلى ردود الفعل، إما استلاباً وعجزا أو استغراقاً في نرجسيات الذات المجروحة.

هذا التراجع أو الإنزياح لا يلغي بالضرورة وجود نماذج مشعة، لكنها باتت عملة نادرة. السؤال الجوهري هنا ليس فقط: هل يعي المثقف عبء دوره؟ بل: هل ما زال المجتمع يمنحه شرعية هذا الدور؟ في زمن سيطرت فيه التفاهة، وسطحية مؤثري وسائل التواصل الإجتماعي، وتسليع وابتذال كل شيء، واختلطت فيه العملة الرديئة بالعملة الجيدة حتى تميّع المشهد الثقافي، يصبح دور المثقف أكثر تعقيداً، وأكثر حاجة إلى إعادة تعريف.

4- في الرواية تظهر نماذج متعددة للمثقفين، من مثقف السلطة إلى مثقف الشارع وغيرهم، ويبدو واضحًا التباين في مواقفهم وأدوارهم. كيف يعكس هذا التعدد واقع المثقف في المجتمع العربي اليوم؟ ولماذا يبدو المثقف في كثير من الأحيان بلا موقف خاص أو مستقل، وربما يفتقر إلى الحياد الحقيقي؟ وهل يُمكن اعتبار تنوع هذه الشخصيات دليلاً على أن المثقف لا يقتصر على الكاتب فقط، بل يشمل كل من يملك تأثيراً فكرياً أو رمزياً في المجتمع؟

التباين بين نماذج المثقفين في رواية "عدو غير مرئي" مقصود وغير مقصود في الوقت ذاته، لأنه يعكس شيء من التنافس أو الصراع، ونوع من المفارقة في المواقف، بين الاصطفاف مع الموقف الحر أو التموقع المنفعي المريح. جراء منظومة زبائنية متشابكة تجعل نمطا من المثقفين يجنحون بسلوكياتهم المعتلة نحو النجاة أو التمكين. أما مثقف الهامش، بانخراطه في عالم الناس يعيش قلق الأسئلة الوجودي. ليس شرطا أن يكون هذا المثقف بطلاً أو مخلصًا، بل أن يكون شاهدًا حرًا غير خاضع (لا للسلطة، ولا للمجتمع)، يسائل، يثير الشك حين يغيب الوعي، ومساهما في إنتاج المعنى.

الرواية لا تُدين أحداً بقدر ما تُظهر المسارات المختلفة والمتعارضة أحيانا التي يفرضها السياق القائم، في حين يقف كل مثقف أمام امتحان أخلاقي يحدد خياراته أو أي مسار سيختاره في النهاية: هل يختار الحقيقة وقد يعزل أو يهمش او يحطم، أو ينكل به، لكنه يكون أكثر صدقاً مع ذاته، أم يستكين ويخضع ويتواطأ كغيره داخل آلة المنظومة السائدة، وهذا يدخله في مأزق لا ينجيه منه لا التبرير ولا المكانة او الحظوة، لا شيء ينجيه أمام فقدانه انسانيته وموقفه.

5- في روايتك حضوراً لمثقفٍ مستقل في عزلة يراقب التغيرات والمدينة من نافذته بيته، ويحاول أن يصنع عالماً خاصاً به بدل السعي إلى تغيير مجتمع يضيق بالمبادرة الفردية. في ظل تراجع مستوى المحتوى الثقافي مقارنة بما يُنتج في الغرب، وتحوّل أغلب الأعمال إلى تسلية سطحية، هل ترى أن مثقف اليوم يكتب من موقع المتفرج؟ وما هي الإكراهات التي تمنع المثقف الحقيقي من لعب دور تغييري في المجتمع؟ وهل يكفي أن يغير المثقف نفسه، حين لا يملك سلطة التغيير؟

المثقف الذي يكتب من نافذته لا يتهرب من الفعل، أو من القيام بأدواره، بل يمارس نوعاً من التأمل الصامت، الرافض والمقاوم للوضع الراهن. في عالم صاخب ومُتخم بالتفاهة، تصبح العزلة أحياناً موقفاً أخلاقياً وملاذًا أخيرًا. هذا المثقف الحر المستقل ليس سلبيا أو مُستقيلًا من أدواره، بل استطاع ان يعيش مع وباء "كورونا" بطريقته الخاصة ويؤدي رسالته. الإكراهات حوله كثيرة: في العمل، في حياته الخاصة، البيئة الثقافية، بنية سياسية تُقصي، وذائقة الجمهور تلهث خلف السطح لا العمق، تطلب التسلية لا المعنى. في مثل هذا السياق المعتل، لا يملك المثقف أدوات التغيير الجماعي، فيلجأ إلى أضيق الجبهات: ذاته. إنه يبدأ بنفسه أولا وقبل كل شيء، يصنع عالمًا خاصًا به، لكنه حين يغير نفسه، لا يفعل ذلك عجزًا أو فراراً، بل تأسيساً. فصناعة النموذج الفردي قد تكون نواة أو جوهر لتغيير مؤجل، هادئ، لكنه أكثر صدقًا من خطابات مثقف السلطة. الكتابة هنا ليست تعبيراً، بل إنقاذ. إنه يبحث عن خلاصة الفردي اولا، ليقوده في ما بعد إلى الخلاص الجماعي.

6- في روايتكم " عدو غير مرئي"، تناولتم وسائل الإعلام والتلفزيون، خصوصًا في ظل فترة الحجر الصحي، حيث أشرتم إلى دورها في تكريس الرتابة وربما حتى الجهل داخل المجتمع. كيف ترون واقع الإعلام اليوم مقارنة بما يجب أن يكون عليه؟ وما مدى تأثير العلاقة بين المثقف ووسائل الإعلام والسلطة في هذا السياق؟ وهل ترون إمكانية لالتقاء هذا "الثالوث" – المثقف، السلطة، والإعلام – بشكل يساهم فعليًا في خدمة المجتمع وتنويره؟

التلفزيون في الرواية كان نافذة او الوسيلة التى يتواصل بها الانسان مع العالم، انتشار الوباء، أحداث الحجر وأخبار الموتى.. لكنه لم يكن على قدر المتوقع بل تحول إلى مجرد خلفية أو قناع، لا يُظهر الواقع بل يعيد انتاجه أو تشكيله على هواه، يشوِّه الوعي ويكرِّس الاستهلاك، الإلهاء، التكرار والفراغ. للأسف ترضخ وسائل الاعلام اليوم لسلطة رجال المال ورجال السياسة، وهذا التواطوء يجعلها في الغالب، تبتعد عن السؤال النقدي والرأي التنويري، ولا تخدم الحقيقة؛ إنها مجرد شاشة تساهم في تخدير العقل وتجميد التفكير وصناعة الزيف والبلاهة.

لا يمكن الحديث عن علاقة سوِّية بين المثقف، الإعلام، والسلطة، على المثقف أن يتحوَّل إلى مهرج وبوق وكائن مهادن ومطيع لا يخرج عن تأدية الأدوار المطلوبة منه على أكمل وجه، كتلميذ نجيب أو كخادم من درجة عبيد المنزل؛ فهناك مثقفون لا يغادرون بلاتوهات البرامج التلفزيونية ليستضيفهم برنامج آخر، وكل هذا الظهور في سبيل أن تراهم السلطة وترضى عنهم وتمنحهم في نهاية المطاف والتزلف والتملق منصب صغير يليق بطموحاتهم البسيطة والمحدودة، في حين هناك من يخرج عن السرب، لكنه يُهمَّش ويُحاصر ويُستنزف ويُخوّن ويُشوّه وينفى ويدفع الثمن باهضًا (وحيدا لا أحد يدافع عنه) لتأديبه وإخافة أو ترهيب كل من تسوّل له نفسه رفع وجهه وإبداء رأيه أو الخروج عن قواعد اللعبة. السلطة في الكثير من البلدان غير مستعدة لسماع صوت العقل، ويضيق صدرها من الأصوات المختلفة والمعارضة والمستقلة والمنافسة، في حين تلك الأصوات لا تهدم كما يروّج الإعلام والسياسي، بقدر ما تبني وتطور وتنتج المعنى وتخلق القيمة وتخدم المجتمع والإنسان.

7- في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتخنقنا أنماط الروتين، نجد أن المجتمعات غالباً ما تلجأ إلى أشكال استهلاك ثقافي سريعة وسطحية، قد تُلهي لكنها نادراً ما تُثري. برأيك، هل خذلتنا النماذج الثقافية والإعلامية في تقديم بدائل ترفيهية ذات قيمة؟ وكيف يمكن للمثقف أن يستعيد دوره في هذا المشهد المزدحم، ليحوّل الترفيه المنزلي من وسيلة للهروب إلى أداة لغرس المسؤولية وتوسيع أفق الوعي؟ وهل تعتقد أن هناك فجوة تتّسع بين ما يُنتج من محتوى عميق وما يُستهلك فعلياً من قبل الجمهور؟

يمكن لأي ملاحظ رؤية اقتراب أغلب النماذج الثقافية والإعلامية السائدة في المنطقة أو خارجها، من الإستهلاك المفرط والمظاهر الفارغة وما يثير الحواس والغرائز، في حين يلحظ نفورها من الثقافة والجوهر وما يقدم لمخاطبة الوعي وينتج لتنمية الروح. وهذا محبط جدًا ومخيب للآمال وبمثابة خذلان مما هو منتظر منها من دور تنويري لا يتقاطع أبدًا مع السقوط في هوة الترفيه الفارغ والتسليع المبتذل.لا يمكن اعفاء المثقف من مسؤولية الصمت أو محاولة الانسجام والتأقلم مع هذا المشهد المليء بالشعارات والمزدحم بالصخب والصراخ والسرعة وتجمييل القبح.

كيف نربي الذائقة على المحتوى العميق؟ وكيف يمكن صناعة جمهور ذواق؟ وكيف يمكن إعادة تشكيل صورة المثقف والاعلام ومراجعة أدواره وفق عصر جديد.

8- عرضت الرواية مشهد التعليم الجامعي كجزء من سياق اجتماعي أوسع يبدو مأزوماً، وإذا تأملنا الواقع نجد أن تدهور مستوى التعليم غالبًا ما يُشكل قاسمًا مشتركًا في اختلالات مثلث (السياسة، الاقتصاد، والمجتمع). فهل هي رسالة مفادها أن الجامعة، بدل أن تكون مصنع النخب، تحوّلت بدورها إلى جزء من الأزمة؟ وهل هذا العجز عن إنتاج وعي نقدي ومجتمعي يعكس فشلاً مؤسساتياً أم هو امتداد لمشكلة أعمق في البنية الثقافية نفسها؟

سؤال عميق يتجاوز حدود الرواية ليطرح مأزق الجامعة والتعليم، فبدل أن تكون الجامعة مصدرا للوعي ولابداع الحلول أصبحت جزءًا من أزمة عميقة ومركبة ومربكة أيضًا! الجامعة كمؤسسة، تعيش خللا وظيفيا وبنيويا في ذات الوقت، إذ تحولت إلى مجرد جهاز بيروقراطي يوزع الشهادات والمناصب والدرجات العلمية ويكافئ على الولاء لمنظومة الحكم المستمرة والممتدة في الزمان والمكان. يمكن إرجاع هذا التراجع أو النكوص الخطير إلى عجز أو عقم البنية المجتمعية والثقافية ككل، التي تقوم على التلقين والحفظ لا الخلق والإبتكار.

9-في رواية "عدو غير مرئي"، نماذج وعينات مختلفة من الترفيه، مثل السينما باعتبارها أحد أشكال الترفيه ذات الخلفية الثقافية والاقتصادية والفكرية. كيف ترون العلاقة بين الرواية عموما والسينما؟ وهل يمكن – من وجهة نظركم ككاتب – خلق مساحات مشتركة بينهما تساهم في تشكيل وعي الجمهور وفتح آفاق جديدة للترفيه الهادف؟

العلاقة بين الرواية والسينما لا تتجسد فقط في الانتقال من الكلمات إلى الصورة والحركة، يتقاطعان في استثارة الخيال والحلم واعادة تشكيل التجربة الانسانية، بينما تتعدد وتتباين الوسائط التي يعتمدانها في تحقيق ذلك. فضلا عن التفاعل العميق في سرد الحكاية، الغوص في اعماق وتفاصيل الشخصيات، وتحفيز السؤال الوجودي او القيمي أو الهوياتي. قد يخدمان بعضهما ويتبادلان المنافع؛ الرواية خزان بالموضوعات والمضامين العميقة، في حين السينما تنمي وتطور الرواية على مستوى الايقاع والرؤى البصرية، علاوة على ان تفاعلهما يسهم في صناعة الترفيه والمتعة ويعيد تشكيل الوعي وتغيير الرؤية إلى الذات والعالم.

10- يصدق على هذه الرواية ما قاله هنرى ميلر عن يوميات الكاتبة آناييس نين: "سوف تحتل موقعها إلى جانب اعترافات القديس أوغسطين، وبترونيوس، وأبيلار، وجان جاك روسو، ومارسيل بروست.."، لأسباب مختلفة لعل أهمها أنها من أول الأعمال الأدبية في المنطقة تعالج قضايا عالمية وإنسانية. لماذا برأيكم ما تزال الرواية العربية، في كثير من الأحيان، حبيسة الإطار المحلي؟ ألا ترون أننا بحاجة إلى روايات تحمل أفقًا إنسانيًا كونيًا وتخاطب العالم كما فعلتم في هذا العمل؟

الرواية العربية، لا تزال مسكونة بهاجس إثبات الذات، حبيسة المحلي، تكتب بدافع النجاة، أو من عقدة أو من جرح لم يلتئم بعد؛ لأن المجتمعات التي أنتجتها لم تُنهِ بعد صراعها مع أسئلة الانتماء والهوية والوجود. المشكلة تكمن في كيف يمكن لحكاية شديدة المحلية أن تصبح مرآة لقلق الإنسان في أي مكان؟ فالمحلي ليس عائقًا بحد ذاته، لكنه يصبح كذلك حين يتحول إلى غاية الكتابة لا وسيلة. بينما الرواية التي تنشغل بالجوهر الإنساني – بالتأمل، بالشك، بالقلق، بالخسارة، بالحب، بالخوف من الزمن – هي وحدها من تتجاوز الحاجز الجغرافي واللغوي والوهمي. ما نحتاجه، في رأيي، ليس أن نحكي عن أنفسنا، أو التخلي عن المحلي، بل تجاوزه نحو الأعمق؛ أن نكتب من داخل تجاربنا، لا عنها فقط، أن نرى في الألم المحلي الخاص صورة لوجع كوني كلي، وأن ننصت لما يجعل من الإنسان إنسانًا، لأن الحقيقة الأعمق لا تُقال باسم القبيلة، بل باسم الإنسان. هناك، في هذا الالتقاء، يتجلى الأدب العظيم.

https://www.alriwaya.net/post/interviews/hoar-maa-alroay-algzary-bomdyn-blkbyr-aandma-tthol-alaob-l-mra-llthkaf-oalsyas-oalroh

منشورات الشهاب تُصدر  أربع روايات للروائي بومدين بلكبير   أعلنت منشورات الشهاب - الجزائر عن صدور طبعات جديدة لأربع روايا...
08/07/2025

منشورات الشهاب تُصدر أربع روايات للروائي بومدين بلكبير



أعلنت منشورات الشهاب - الجزائر عن صدور طبعات جديدة لأربع روايات للروائي الجزائري بومدين بلكبير، ويتعلق الأمر بالأعمال التالية:

"زنقة الطليان"، "خرافة الرجل القوي"، "عدو غير مرئي"، و"ثلاث حيوات لرجل واحد".

الطبعات الجديدة تأتي ضمن سلسلة إصدارات جويلية 2025، وتتوفر قريبًا في المكتبات في مختلف المدن الجزائرية، ومعرض الجزائر الدولي للكتاب، إضافة إلى نقاط البيع المعروفة.
الطبعات تتميز بإخراج فني جديد، وغلافات عصرية، بما يعكس التزام منشورات الشهاب بتقديم الأدب الجزائري في أبهى صوره.

يُقدم الروائي الجزائري (بومدين بلكبير) أعمالًا تُعيد تعريف العلاقة بين الأدب والمجتمع، وتُظهر قدرة الكاتب على التفاعل مع محيطه وتحويله إلى نصوص أدبية تُثري المشهد الثقافي. فمن خلال أعماله، يظهر بلكبير قدرة على تجديد الأسلوب الروائي وتقديم رؤى جديدة. أعماله لاقت اهتمامًا نقديًا وأكاديميًا واسعًا في الجزائر وخارجها.
من أبرز أعماله رواية "زنقة الطليان"، حيث وصلت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2022. ورواية "عدوّ غير مرئيّ"، عمل أدبي غير تقليدي، يُقدم تجربة الكاتب خلال فترة الحجر الصحي، الرواية تتناول العزلة، الخوف، والتأملات الوجودية بلغة شفافة، وتحولها إلى إبداع. أما رواية "خرافة الرجل القوي"، تُظهر اهتمامه بتقديم سرديات تُعالج قضايا اجتماعية وإنسانية بطرق مبتكرة. ورواية "ثلاث حيوات لرجل واحد"، حيث تعكس بُعدًا إنسانيًا عميقًا وتُسلط الضوء على قضايا الهوية، الهجرة، والتشظي النفسي. فضلا عن ذلك، بلكبير أكاديمي، وله عشرات الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة في تخصص إدارة الأعمال والشركات.

Histoire, Mémoire et Colonisation. Essai de Hosni Kitouni, Chihab Editions, 221 pages, 1.200 dinarsOn le connaissait inf...
03/04/2025

Histoire, Mémoire et Colonisation.

Essai de Hosni Kitouni, Chihab Editions, 221 pages, 1.200 dinars

On le connaissait infatigable chercheur de références historiques ayant trait à la période coloniale. C'est pour cela que la dernière œuvre de l'auteur n'étonne pas. S'appuyant sur des sources historiques souvent méconnues (cachées dans des archives presqu'interdites à la consultation ou délibérement ignorées par les historiens d'outre-Méditerannée), l'auteur s'en est allé à nous faire découvrir les pratiques concrètes du colonisateur, au fur et à mesure de la « conquête », avec son cortège de violences inouïes: liquidations de masse dans le Dahra (entre autres), viols, pillages et spoliations, séquestres, impôts ethniques. etc... Autant d'actes barbares ayant un impact démographique sur la population algérienne et conduisant à une paupérisation généralisée. On est alors loin, bien loin, très loin des « aspects positifs de la colonisation » en Algérie en particulier et en Afrique en général. En introduction de son ouvrage, l'auteur revient sur la spécificité du « colonialisme de peuplement », à savoir un processus de remplacement / substitution des populations. Un mode opératoire « potentiellement génocidaire, c'està-dire une entreprise globale irréductible au massacre, par laquelle le colonisateur détruit les personnes, les fondements de leur existence, s'attaque à leur patrimoine culturel, à leur économie, aux détenteurs de savoir, aux élites religieuses, aux lieux de culte, aux bibliothèques, c'est-à-dire en dernière analyse, détruit les infrastructures de vie afin de priver les communautés de leur capacités à se régénérer et à assurer leur souveraineté ». Voilà qui nous ramène aux exactions commises actuellement par le colonisateur israélien en Palestine et à Ghaza en particulier. Des « similitudes anthropologiques » entre les massacres de Gaza et ceux de la guerre d'Algérie (1830 -1871) sont relevées. Pour exemple concret, durant leurs exactions, les soldats ont trouvé le moyen de faire des « selfies » pour immortaliser leurs horreurs. Les correspondances des « généraux », les articles de la presse locale d'Algérie, fourmillent de descriptions macabres et horrifiantes « qui, toute proportion gardée, préfigurent ce à quoi nous assistons aujourd'hui à Ghaza . Ces auto-narrations sont destinées aux parents, aux amis, elles racontent sans voile et sans honte les plus abominables cruautés ».

En historien rigoureux, il examine de manière critique et avec minutie, parmi tous les multiples « massacres en vase clos », le narratif d'un événement « emblématique » de la conquête, « L'enfumade des Ouled Riah », à Nekmaria, en juin 1845 ; un massacre commis par Saint Arnaud (800 à 1.000 hommes, femmes enfants et vieillards ou bien plus).

L'Auteur : Etudes en économie (Paris VIII Vincennes), enseignant durant quelques années avant de rejoindre la Télévision algérienne où il écrit et réalise des émissions culturelles et de nombreux documentaires historiques et sur le patrimoine, chercheur associé à l'Université d'Exeter en Angleterre, entre 2018 et 2021. Chercheur indépendant en Histoire du fait colonial. Déjà auteur d'une monographie sur « la Kabylie orientale dans l'histoire » (2013) et d'un essai sur le « Désordre colonial » (2018) et de plusieurs études consacrées à la violence et aux changements induits par les dépossessions massives au cours du XIXème siècle

Sommaire : Introduction/ Livre I : Formation d'un imaginaire collectif. Esthétiser l'horreur ; Invention d'un euphémisme, enfumade ; Invention d'un récit et mythe de la réitération : Discours de gauche et violences systémiques ; Massacres coloniaux et repentance/ Livre II : Enquête. Omission et Mensonges de l'historiographie française / Livre III : Les vaincus n'ont pas d'histoire. La colonisation, un génocide ? ; Le « célèbre four du Dahra » / Livre IV : Changer de perspective ou une histoire des Ouled Riah ; Le Dahra, un pays imprenable ; Que s'est-t-il passé à l'intérieur de la grotte ? ; La revanche des Sbeha ou l'échec de Saint Arnaud/ Bibliographie

Extraits : « Entre 1830 et 1871, plus d'une centaine de villes ont été dévastées, 5 millions d'hectares dépossédés, 336 tribus réduites à la misère totale, 1,2 millions d'Algériens ont été massacrés ou ont disparu » (p12), « L'Algérie s'est imposée durant toute la seconde moitié du XIXè siècle comme un véritable laboratoire où s'élaborent les pratiques de la guerre totale dans l'espace impérial de la Nation et celle d'un savoir de racialisation des colonisés fondé sur leur appartenance religieuse à l'Islam.

L'Algérie a remodelé l'imaginaire impérial de la France » (p 29), « Il y a là (commentaire d'un ouvrage de Antoine Porot, décrivant le colonisé: « Notes de psychiatrie musulmane ») une évolution remarquable du discours colonial de racialisation qui passe de la légitimation de l'infériorisation des indigènes par des préjugés ethnoculturels à des arguments pseudo-scientifiques » (p 70), « On constate que plus la question coloniale déborde sur le champ public, provoque des conflits mémoriels anxiogènes, plus elle s'éloigne comme objet de connaissance, d'investigation et de recherche. Pas une thèse (note : au sein de l'Université française) ne traite par exemple du racisme colonial, des dépossessions des terres, du travail gratuit, de la guerre coloniale, de prise d'otage, des razzias, de l'impôt arabe, des viols, de l'oppression culturelle et liguistique, de la sexualisation des rapports de domination, etc » (p109), « Contre les mythes coloniaux d'une Algérie latino-chrétienne, les islamistes opèrent un renversement en mettant en avant une identité algérienne sémite et musulmane qui aurait existé, depuis la nuit des temps » (p117), « La massacre des Ouled Riah n'est ni le premier du genre, ni le plus horrible, ni le dernier, sa particularité est d'être devenu le plus célèbre mythe guerrier problématisant la question de la violence en situation coloniale » (p151), « Malgré une guerre terrible de plus de 40 ans et face à une des armées les plus puissances du monde, les Algériens ont su préserver les ressorts de leur résilience....les Algériens ont résisté sous des formes multiples et complexes pour faire échouer le projet de leur extermination physique et civilisationnelle » (p213)

Avis - Passionnant ! Mais pourrait être déprimant pour les êtres et/ou âmes sensibles à la lecture des massacres commis par l'armée coloniale française. Intéressant sur le plan méthodologiquee avec une autre façon méticuleuse d'analyser et d'écrire l'histoire de la colonisation. Recherche poussée... peut-être un peu trop « chargée » de détails bibliographiques. A lire absolument et ne pas se décourager face au style assez académique et émouvant mais très pédagogique

Citations : « Toute colonisation de peuplement vise à éliminer les natifs pour les remplacer par une immigration massive » (p 9), « Violence donc de l'irréversible, le massacre creuse un fossé de sang et de haine au présent et dans l'imaginaire des générations futures» (p 15), « Le passé colle à la terre et la terre est essaimée de lieux de mémoire » (p55), « Les massacres ne sont pas un but délibéré de la guerre, mais un succédané à son échec. Autrement dit, le massacre survient quand la brutalité ordinaire ne parvient pas à ses buts : soumettre les populations » (p154)

par Belkacem Ahcene-Djaballah

https://www.lequotidien-oran.com/index.php?news=5337154

« Jean El-Mouhoub Amrouche, Algérien universel », Réjane Le Baut, Altredit, Paris, 2003 / Chihab Editions, Alger, 2014.
25/03/2025

« Jean El-Mouhoub Amrouche, Algérien universel », Réjane Le Baut, Altredit, Paris, 2003 / Chihab Editions, Alger, 2014.

Jean El Mouhoub Amrouche était présent, le 18 mai 1961, aux premiers entretiens d’Evian, parmi les journalistes. L’émotion était grande :

[…] Les Algériens, étudiants, membres de l’Organisation, ou refugiés politiques frémissent de fierté. Pour eux, c’est un moment solennel, historique. L’arrivée officielle d’une délégation algérienne, c’est le premier signe manifeste de l’indépendance de leur pays. Pleur de joie d’émotion…

Les Algériens approchent. On s’embrasse à l’algérienne. Krim* me dit : ‘’ je suis en pleine forme. J’ai maigri de vingt kilos. Cela m’a fait du bien’’.

Il sourit, mais l’émotion, le sentiment de ce qu’il représente et le poids de sa responsabilité alourdissent et raidissent sa démarche quand il va vers le micro, face à la tribune ou le guettent les journalistes […]

Jean El-Mouhoub Amrouche, In « Jean El-Mouhoub Amrouche, Algérien universel », Réjane Le Baut, Altredit, Paris, 2003 / Chihab Editions, Alger, 2014.

*-Par Krim, il désignait son ami Krim Belkacem, chef historique du FLN, chef de la délégation du GPRA et signataire des accords d’Evian.

📷 Amrouche (en-arrière plan, à gauche), Olivier Long, diplomate suisse et facilitateur des pourparlers d’Evian, Ahmed Boumendjel et Krim Belkacem, deux dirigeants historiques du FLN (en premier plan).

Adresse

10, Avenue Brahim Gharafa
Bab El Oued
16000

Heures d'ouverture

Lundi 09:00 - 18:00
Mardi 09:00 - 18:00
Mercredi 09:00 - 18:00
Jeudi 09:00 - 17:00
Samedi 09:00 - 18:00
Dimanche 09:00 - 18:00

Téléphone

021 97 54 53

Notifications

Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque Chihab éditions منشورات الشهاب publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.

Contacter L'entreprise

Envoyer un message à Chihab éditions منشورات الشهاب:

Partager

Type