
05/05/2025
في عام 1955، اجتمع العالمان جوزيف لوفت وهاري إنغهام على فكرة بسيطة لكنها عميقة: كيف يمكن للإنسان أن يعرف ذاته حقًا؟
ومن هذا التساؤل، نشأ واحد من أبرز النماذج النفسية التي لا تزال تُستخدم حتى يومنا هذا، وهو ما يُعرف بـ نافذة جوهاري.
هذا النموذج يقسم وعينا الذاتي إلى أربع مناطق رئيسية، وكل منطقة تكشف جانبًا من شخصيتنا:
1 - المنطقة المفتوحة:
ما تعرفه عن نفسك ويعرفه الآخرون عنك.
كاسمك، مهاراتك، أسلوبك في الحديث، وكل ما تشاركه علنًا دون تردد.
2 - المنطقة العمياء:
ما لا تعرفه عن نفسك لكن يعرفه الآخرون.
كطريقة نظراتك، أو نبرة صوتك في لحظات معينة، أو عادات قد تُزعج من حولك وأنت لا تدرك ذلك.
3 - المنطقة الخفية:
ما تعرفه عن نفسك ولكن تخفيه عن الآخرين.
كأفكارك الخاصة، مشاعرك العميقة، مخاوفك، أو تجاربك الشخصية التي لا تبوح بها لأحد.
4 - المنطقة المجهولة:
ما لا تعرفه عن نفسك ولا يعرفه الآخرون أيضًا.
كقدرات لم تُختبر بعد، أو جراح دفنتها في اللاوعي، أو ردود أفعال قد تظهر في مواقف لم تمرّ بها من قبل.
إن نافذة جوهاري هي أداة تحليل نفسي ووسيلة لبناء وعي ذاتي أعمق، وتعزيز الثقة بين الأفراد، وتحسين مهارات التواصل سواء في العلاقات الشخصية أو في بيئات العمل والجماعات.
في نهاية المطاف، لعلّ الطريق لفهم الآخرين يبدأ أولًا من نافذة نطلّ منها على أنفسنا.