17/09/2025
التسامح في الإسلام قيمة عظيمة تظهر في تعاليم القرآن والسنة، ويتمثل في صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل عفوه عن أعدائه في فتح مكة، ودعوته لليسر والسماحة، ويُشجع على الصبر والرحمة والعفو عن الآخرين بدلاً من الانتقام والحقد، ويُعدّ طريقاً لبناء مجتمع متماسك يسوده السلام والوئام، ويُظهر سمو الإنسان وقدرته على تجاوز الأخطاء.
من أقوال القرآن الكريم والسنة النبوية:
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (فصلت: 34) - تدعو هذه الآية إلى رد الإساءة بالإحسان، وهو قمة التسامح.
قوله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159) - تبيّن أن النبي تميز بالرحمة واللطف مما جعل الناس يلتفون حوله، وهو أساس التسامح.
قوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" - يؤكد على حرمة دماء المعاهدين، وهو تعبير عن التسامح والعدل.
خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لقريش يوم الفتح: "يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم، وابن أخ كريم. قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ" - مثال عملي للتسامح والعفو عند المقدرة.
أهمية التسامح في الإسلام:
يحقق السلام والأمان: التسامح يزيل البغض والكراهية من القلوب ويُقلل الضغط العصبي، وينتج عنه مجتمع يعيش في سلام وأمان.
يظهر قوة الإرادة: التسامح يتطلب قوة نفسية أكبر من الانتقام، ويعكس سموًا في النفس وقدرة على تجاوز الإساءات.
يبني العلاقات الإنسانية: يجعل العلاقة بين الناس أفضل ويُساعد على استمرار الود والتواصل في العلاقات، خاصة في الصداقة والعائلة.
يعكس أخلاق الأنبياء: يجسد التسامح السيرة الحسنة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة التي اقتدى بها الصحابة.