شبــكة الإعــــلام الثــــقافي والـــوعي المنتــــظر
----------------
الأستـــــاذ: زغلامي رائد
إن الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، بإعتبارها هيئة ثقافية إعلامية وطنية، فهي ليست مجرد جمعية أدبية، ولا منتدى إعلامي، وليست محفلاً فنياً، ولا اطارا اكاديمياً، وليست حركة فكرية، ولا هيكلاً ثقافياً، وإنما هي كل ذلك، وأكثر من ذلك، إن الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي هي أمل مستقبلي، وواقع تاريخي، وفعل حضا
ري، تملك من القوة. نوعية الإقتراح، وجمالية الإبداع، ورقي الأخلاق، وسمو الأفكار، وعلو التواصل، تتطلع إلى القيم الإنسانية العالية، وتنشد المثل السامية، تعمل بإحترافية، وتنجز بمسؤولية، تتجاوز المعهود من الممارس في المشهد، وتأمل في تجسيد المأمول والقادم من إنجازات الأيام. ومنذ حصولها على الإعتماد الرسمي من وزارة الداخلية شرعت في تنفيذ مشروعها ميدانيا وهو المستمد من أحلام وطموحات وتطلعات الأجيال الجديدة والنخب القادمة وهو المشروع الذي يعمل على الإستجابة التاريخية للتحديات المصيرية التالية. بداية بإزالة الفوارق التقليدية الوهمية و تفتح قنوات جديدة للنقاش و الحوار الفعاّل بين المثقفين و الإعلاميين، لأن الإعلام بشكل عام سلطة لها حضورها و قوتها في صناعة و توجيه الرأي العام، أي أن دور الإعلام أصبح يتعدى تقديم الإخبار و التثقيف ليصل إلى ممارسة تأثير في توجيه السلوك و تغيير الآراء، و في ظل التطور التكنولوجي الرهيب إزدادت قوة الإعلام حيث تطورت وسائله بشكل مذهل خاصة الإنترنت التي قزمت العالم و جعلته كخلية صغيرة ليسهل معها كل ما كان صعباً، غير أنا حديثنا هذه المرة وجهناه نحو الإعلام الثقافي، الذي يعد العمود الفقري في نشر الوعي الثقافي و رفع مستوى الفرد و المجتمع من خلال القضايا التي يطرحها. إن الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، تمثل رؤية واضحة للوضعية الشاملة للممارسة الإعلامية، والفعل الثقافي انطلاقا من كون الصحفي المشتغل بالفعل الثقافي، وطبيعة التعامل مع الخبر الثقافي، ومكانة الرسالة الثقافية المتضمنة للخبر تحتاج إلى الكثير من الجهود التي يمكنها أن تعيد بناء المفاهيم وتعديل السلوكات، فلذلك يمكن القول أن الهدف الرئيسي من تأسيس هذه الشبكة هو صياغة مناخ تفاعلي، بين الفاعلين في المشهد الثقافي العام، وتقريب المسافة بين الفعل الثقافي والنشاط الإعلامي وفق صيغ تشاركية، مع إنجاز فضاءات تواصلية، تعمل على ترقية الفعل الثقافي الإعلامي، وتوفير الإمكانات المناسبة لتفعيل المشهد الثقافي الإعلامي، وكذا مد جسور للتواصل بين الحقلين، و ذلك بما يحقق التطلعات المشروعة للفاعلين فيهما. إن مشروع الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، مفتوح لكل المثقفين والإعلاميين، مهما كان مجالهم واختصاصهم، بدون إقصاء أو تهميش فالفكرة تكمن في كيفية التواصل ببساطة وسهولة ويسر، بين المثقف والإعلامي، ولذ لبى نداء المشروع والتف حوله الكثير من المثقفين والإعلاميين، من مختلف ولايات الوطن، وكل واحد من هؤلاء له رصيده الثقافي والمهني، الذي يؤهله إلى تقديم إضافة نوعية إلى رصيد الثقافة الجزائرية، وإثراء تراكماتها التاريخية، بعيداً عن التصنيفات الجزئية والفئوية، كوننا مقتنعون بأن الثورات التكنولوجية الإتصالية الحديثة، غيرت الكثير من المفاهيم والتعريفات الكلاسيكية، مثل مفهوم المثقف والإعلامي وغيرها من المفاهيم، والمجتمعات الذكية تتجه نحو الاستثمار في القدرات الرهيبة والإمكانيات الكبيرة للإنسان، ونحن نراهن على الإنسان الجزائري، وبالذات الشباب منه، الذي يحتاج اليوم إلى توفير المناخ المناسب والأجواء القادرة على إستثمار إمكانيات وطموحاته الكبيرة وهو رهاننا القادم . إن تجربة المجتمع المدني الثقافي، عرفت الكثير من التعثر والسقوط وعدم التمكن من النجاح لأسباب متعددة، في مقدمتها عدم الإحترافية في العمل والبقاء في أحضان الرؤية التنشيطية الهامشية للفعل الثقافي، والتشتت في التنظيم مما جعلنا نتوارث الكثير من الكوارث، التي وصلت إلى درجة جمود الكثير من الهيئات الثقافية الوطنية وعجزها عن تلبية حاجات المجتمع، مما يفرض علينا اليوم المسارعة إلى حوار وطني مسؤول، يكون بمثابة رسالة أمل مستقبلية تحظي، بمشاركة الإعلامي والمثقف والمبدع والأكاديمي ورجل الأعمال، وبقية الفاعلين في الساحة لا يتطلب سرعة في الإنجاز بقدر ما يهدف إلى إعادة تأسيس مفاهيم جديدة للعمل الثقافي، وجعل الثقافة في مرتبتها الحقيقية، بإعتبارها الثروة الوطنية الأساسية التي عليها يتشكل مستقبل البلاد. إن الجزائر المستقبلية، في تصور الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي بحاجة ماسة إلى مشروع تعاون ثقافي إستراتيجي، يتشكل من الإرادة الصادقة لأبنائها، ويكون بوابة الأمل في الإنخراط الثقافي الجزائري، في المنظومة الإنسانية، ويعيد الإعتبار للثقافة الجزائرية، لأن لكل جمعية مشروعها وأهدافها وأساليب عملها، وإن لم تتمكن من تحقيق كل ما ترغب فيه، إلا أن الفرصة اليوم مناسبة لإنقاذ المشهد الثقافي من المخاطر المحدقة به، وفي مقدمتها التشتت والتشرذم والفردية وقلة الإمكانيات، والحرمان من منافع التكنولوجيات الإتصالية وغيرها من المصائب التي تتطلب اليوم، تكاتف الجهود ورص الصفوف، ومن هنا فان الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، توجه دعوة صادقة وتمد يدها إلى كل الفاعلين في المشهد الثقافي، لتأسيس مشروع ثقافي تعاوني جديد.
Notifications
Soyez le premier à savoir et laissez-nous vous envoyer un courriel lorsque شبــكة الإعــــلام الثــــقافي والـــوعي المنتــــظر-تبسة- publie des nouvelles et des promotions. Votre adresse e-mail ne sera pas utilisée à d'autres fins, et vous pouvez vous désabonner à tout moment.