
19/03/2025
يقول العزيز #نيتشه في كتابه هذا هو #الإنسان:
(إن السنوات التي بلغت حيويتي فيها المستوى الادنى كانت هي السنوات التي انقطعت فيها عن كوني متشائما، كانت غريزة التجدد الذاتي هي التي منعتني من تعاطي فلسفة الفاقة والقنوط).
عزيزي نيتشه كأنما كنت تحتمي بالتشاؤم كما يحتمي سجين بجدران زنزانته، لا حبا في العتمة بل خوفا من اللاشيء الذي يكمن خلفها، لقد خدعتك الحياة حين ظننت أنك بحاجة إلى الأمل لتستمر، ما منحك القوة لم يكن سوى تلك الرؤية القاتمة للحياة، للدوامة التي تتكرر بإيقاعها الأبدي غير مكترثة بمن يسقط أو ينهض.
كل محاولة للتجدد ليست إلا تأجيلا بائسا للمأساة، وكل إرادة للحياة لم تكن إلا خدعة لإطالة زمن الاحتضار، فالتشاؤم لم يكن سوى وسيلة دفاع، وحين تخليت عنه وجدت نفسك عاريا أمام تفاهة الوجود، كائنا يعيد اختراع نفسه في كل مرة فقط ليدرك أنه لم يكن شيئ منذ البداية.
من منا ينجو؟ لا أحد، كل ما نفعله هو التسويف في انتظار الهاوية، كم كان سيكون موتك أكثر رحمة لو صبرت على التشاؤم حتى نهايته، لو تركت اليأس يكمل طقوسه دون أن تقاطعه بحلم سخيف عن #نيتشه جديد.
أيها العزيز لما ظننت أن الحياة وهبتك فجرا جديدا، أدركت بعدها أنه لم يكن سوى انعكاس لظل قديم يرقص خلفك، لم تكن إلا مسكين يفر من وهم إلى وهم؟ تيقن أن الحياة كذبة، والموت صدق، وما بينهما مجرد رقصة في جنازة.
#أسامة