
23/06/2025
محمد أرسلان لوراري هو فنان جزائري متعدد المواهب يُلقب بـ"بيكاسو الجزائر"، نظرًا لبصمته المميزة في مجالي التمثيل والفن التشكيلي. وُلد سنة 1948 في منطقة زيامة منصورية بولاية جيجل، وانتقل في صغره إلى العاصمة الجزائرية، حيث بدأت تظهر ميوله الفنية منذ نعومة أظافره.
بدأ مسيرته الفنية سنة 1970 بانضمامه إلى المعهد البلدي للتمثيل والموسيقى في الجزائر العاصمة، وتخصص في الأدوار الكوميدية. شارك في عدد كبير من الأعمال المسرحية البارزة مثل "المحقور" من تأليف عبد المالك بوقرموح، و"مجلس التأديب" من تأليف سليمان بن عيسى. ووقف على الخشبة إلى جانب كبار الممثلين الجزائريين أمثال حسن الحسني، عز الدين مجوبي، فريدة صابونجي، ونورية قزدرلي.
في التلفزيون، برز أرسلان في عدة أعمال درامية من أشهرها مسلسل "شفيقة بعد اللقاء"، الذي لاقى نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وأدى فيه دور "سليم"، الذي التصق في أذهان المشاهدين. كما كانت له مشاركات في السينما من خلال أفلام مثل "البوكسور" (1985)، "أبناء القصبة"، و"بورتريه" (1994).
بعيدًا عن التمثيل، يُعد محمد أرسلان فنانًا تشكيليًا مرموقًا، حيث أقام معارض داخل الجزائر وخارجها، ودرّس مادة الفنون التشكيلية في المدرسة العليا للفنون الجميلة. يعتبر الفن التشكيلي مساحة خاصة للتعبير عن ذاته، ويرى فيه امتدادًا لمشاعره ورؤيته للعالم.
ورغم النجاح، عبّر أرسلان في العديد من المناسبات عن استيائه من تراجع مستوى الأعمال الدرامية في الجزائر، ورفض المشاركة في عروض لا تليق بقيمته الفنية، مؤكدًا حرصه الدائم على تقديم محتوى هادف ومحترم للجمهور.
يُعتبر محمد أرسلان من القامات الفنية الكبيرة في الجزائر، وقد جمع بين الإبداع المسرحي والسينمائي والتشكيلي، وترك بصمة لا تُمحى في الذاكرة الثقافية الجزائرية.