
05/03/2025
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ
الحمدُ للهِ دائمُ العطاءِ، واسعُ الرحمةِ، الكريم الذي لا ينفد فضله، والحكيم الذي يُدبِّر الأمور بحكمته الذي إنْ أعطى أدهش، وإنْ منعَ فبحكمةٍ يعلمُها وحده. تتوالى النِّعَمُ علينا، وتأتي الفَرحةُ بعد الفَرحة، لا بذكائِنا ولا بقوتِنا، بل بِلُطفِ اللهِ وحكمتِه التي تُدبِّر الأمرَ كلَّهُ مِن حيثُ لا نَحتسِب.
﴿وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
وكم مِن مرةٍ تركنا الأمرَ للهِ، فإذا الذي أرادَ بنا شرًّا صارَ في الحقيقةِ خادمًا لنا! وكم مِن مَكرٍ حاكوهُ في الخفاءِ وظنّوه مُحكَمًا، فكانَ وبالًا عليهم!
﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾.
فالحقُّ لا يَضيعُ، والمكرُ السيئُ يَرتدُّ على صَاحبه، والنُّفوسُ السَّوْداءُ لا يَدُومُ لها ظُلمٌ ولا خداع.
لكن لا يعني هذا أننا معصومون، فكلنا نُخطِئُ طَورًا ونُصيبُ طَورًا، نَتعثرُ أحيانًا ونقومُ أحيانًا، وما نحنُ جميعًا سواءً، فالفارقُ في القلوبِ والنوايا، وفي السعيِ للإصلاحِ لا الإفساد. أمَّا من ظَلَمَ وتجبَّر، فليتذكَّر أن الله مُطَّلعٌ لا يَخفى عليه شيء، وأن الحسابَ آتٍ لا محالة.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
فاللهمَّ لكَ الحمدُ على ما أعطيتَ وما منعتَ، وما رفعتَ وما أخَّرتَ، فكلُّهُ بعِلمِك وحكمتِك، ونسألُك اللهمَّ دوامَ نِعَمِك وواسعَ فَضلِك، وألَّا تَجعلَنا مِمَّن مكروا فمكرْتَ بهم، ولا مِمَّن بغَوا فقصمتَهُم، واجعلنا مِن أهلِ الخيرِ الذين تُحبُّهم وتَرضى عنهم اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فانه لا يملك زالك احد إلا أنت يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والاكرام نسألك من فضلك العظيم اللهم امين اجمعين يارب العالمين 🤲