22/05/2025
تُعرف الجلجلوتية بأنها قصيدة أو دعوة تتضمن أسماءً وكلمات يُزعم أنها سريانية أو عربية قديمة أو عبرانية، ويُنسبها بعض المتصوفة ومريدي العلوم الروحانية إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. تُعرف هذه القصيدة أيضًا باسم "الدعوة الجلجلوتية" أو "الحزب الجلجلوتي". يدعي المتعاملون بها أنها تحتوي على أسرار وقوة روحانية تمكن من استحضار الجن والملائكة (حسب زعمهم) وتسخيرهم لأغراض مختلفة، سواء كانت لجلب الخير أو لدفع الشر.
لماذا تُعتبر الجلجلوتية سحرًا وليست علمًا
النسبة الكاذبة: أهم نقطة في رفض الجلجلوتية هي عدم صحة نسبتها إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. لم ترد هذه القصيدة في الكتب المعتبرة أو الأسانيد الصحيحة، وتُعتبر من المنحوتات التي اخترعها بعض المتصوفة أو السحرة. لو كانت صحيحة، لوردت عن طريق أئمة الدين وعلماء الحديث.
غموض المعاني والطلاسم: الكثير من الكلمات والأسماء الواردة في الجلجلوتية ليس لها معنى واضح في اللغة العربية، وبعضها يُعتقد أنه أسماء شياطين أو طلاسم غير مفهومة. شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء حذروا من الدعاء بأسماء مجهولة المعنى، لأنها قد تكون أسماء شياطين أو كلمات تحمل معاني شركية.
التعامل مع الجن: الهدف الرئيسي لممارسة الجلجلوتية هو استحضار الجن وتسخيرهم. هذا الاستحضار غالبًا ما يتم بشروط وطقوس معينة قد تتضمن أعمالًا مخالفة للشرع، مثل الخلوات الطويلة، أو استخدام بخور معين، أو حتى أفعال نجسة ومخالفة للطهارة في بعض الأحيان (خاصة فيما يُعرف بالجلجلوتية السفلية). الجن الذين يستجيبون لمثل هذه الممارسات هم في الغالب من الشياطين أو الجن الفاسقين الذين يضللون البشر ويوقعونهم في الشرك والمعاصي.
كتب السحر والشعوذة: تُذكر الجلجلوتية عادة في كتب معروفة بتعليم السحر والشعوذة، مثل كتاب "شمس المعارف الكبرى" للبوني. هذه الكتب محرمة شرعًا وينصح العلماء بالابتعاد عنها.
الضرر الديني والنفسي: الانخراط في ممارسات الجلجلوتية قد يؤدي إلى الوقوع في الشرك بالله، حيث يعتقد الشخص أن هذه الأسماء أو الطقوس لها قوة ذاتية أو أن الجن يمكنهم النفع والضر دون إذن الله. كما أنها تفتح بابًا للوساوس والأضرار النفسية والروحية، ويصبح الشخص عرضة لتلبس الشياطين وأذاهم.
الاستغناء عنها بالشرع: الدين الإسلامي كامل، وفيه الكفاية والغنى للمسلم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. الدعاء بأسماء الله الحسنى، وقراءة القرآن الكريم، والأذكار النبوية المأثورة هي الوسائل الشرعية المشروعة لطلب العون من الله والتحصن من الشرور. لا حاجة للمسلم أن يبحث عن طرق ملتوية أو مشبوهة.
خلاصة القول:
الجلجلوتية ليست علمًا ولا جزءًا من العلوم الشرعية أو الروحانية المباحة. إنها تقع ضمن دائرة السحر والشعوذة، وهي محرمة في الإسلام لما تشتمل عليه من شوائب شركية، وأسماء مجهولة المعنى، وتعامل مع الجن بطرق غير مشروعة، وكونها بابًا لضرر ديني ونفسي كبير. ينصح العلماء بالابتعاد عنها وعن كل ما يتصل بها، والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء المشروع والعبادة الصادقة.