14/07/2025
منذ يومان ظهر لي بودكاست للدكتور أسامة الشاذلي، يتحدث فيه عن كتابه الجديد الذي يتحدث فيه عن حقيقة يأجوج وماجوج
في البداية وقبل أي شيء، هو شخص ذو صوت إذاعي يجذب المستمع، وقد راق لي ذلك.
وإن عامل الجذب لديه هو ما أعطى (من وجهة نظري) قدرته على اقناع الآخرين، وهنا لا اقصد صوته فقط، بل حضوره وكلماته وطريقته في الحديث.
اما عن طرقه في الاجتهاد، فإني قد احبب بحثه في التاريخ
ليصل إلى شخصية تشبه ذو القرنين، ليثبت ان الشائع من القول ان الاسكندر المقدوني هو ذو القرنين ، هو امر غير صحيح
اما اجتهاده عن حقيقة يأجوج ومأجوج فهو أمر لم أستطع هضمه أبدا
فهناك الكثير من الكلمات القرآنية التي تدحض كلامه، فهناك السياق القرآني الذي لم يستطع رؤيته سوى من خلال رأيه
مثلا قول الله عز وجل:
"إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض"
"فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا"
"قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا*
فتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا"
فهذه آيات تصف الفساد الذي سيتسبب به قوم ما، وحين حبسهم ذو القرنين حاولوا الخروج منه فما استطاعوا، وإن الله يتحدث عن إرادة هنا، إرادة الخروج من سجن، فكيف تكون هذا الإرادة لمخلوقات لا إرادة لها في الحياة الدنيوية؟
" فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما"
حيث نجد الآيات والأحاديث تتحدث عن يأجوج ومأجوج بصيغة الجمع
وأخيرا حين وصف الله القتال بين البشر ويأجوج ومأجوج فقال (بعضهم يموج في بعض) أي يتقاتلون
حتى يأمر الله بالنفخ بالصور، فيأتون جميعا للحساب.
كما أن هناك العديد من الأحاديث النبوية التي وضعها جانيا ولم يأخذ سوى بحديثي البخاري ومسلم، مع العلم بأنه فقهيا نستطيع الاعتماد على الاحاديث النبوية الصحيحة من غير الصحيحين، حتى الاحاديث التي تم تحسينها
وخاصة ان لم تخالف في معناها الاحاديث الصحيحة.
على سبيل المثال، الحديث في صحيح الترمذي:
عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في السَّدِّ قالَ: يحفِرونَهُ كلَّ يومٍ، حتَّى إذا كادوا يخرقونَهُ قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستخرقونَهُ غدًا، قال: فيعيدُهُ اللَّهُ كأشدِّ ما كانَ، حتَّى إذا بلغَ مدَّتَهُم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم على النَّاسِ. قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستَخرقونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ واستَثنى، قالَ: فيرجعونَ فيجدونَهُ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيخرقونَهُ، ويخرُجونَ على النَّاسِ، فيستقونَ المياهَ، ويفرُّ النَّاسُ مِنهم، فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجعُ مخضَّبةً بالدِّماءِ، فيقولونَ: قَهَرنا مَن في الأرضِ وعلَونا مَن في السَّماءِ، قسوةً وعلوًّا، فَيبعثُ اللَّهُ عليهم نَغفًا في أقفائِهِم فيَهْلِكونَ، قال: فوالَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ تَسمنُ وتبطرُ وتشكُرُ شَكَرًا مِن لحومِهِم
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح
وهنا دلالة كافية على إنهم قوم ، وليسوا براكين وأمواج عاتية.
أما النقطة الأخيرة التي اود قولها
هو رؤيتي لميل الناس لإنكار أي شيء إعجازي غيبي
وتفضيلهم لرؤية أي شيء ديني ضمن إطار علمي
لماذا علينا إنكار وجود قوم كامل من غير البشر محجوزين بين جبلين لا أحد يعلم عنهم،
وأنهم عبارة عن بركان كبير وتسونامي كبير، وان ذو القرنين لم يستطع حجز قوم لا نعرف ماهيتهم، ولكنه استطاع احتجاز بركان متفجر كبير وتسونامي؟!!؟؟
إن الإيمان بالأمور الغيبية أمر مهم في العقيدة،
ليس علينا فهم كل شيء بالحرف،
وإن الأمور التي تخص قرب يوم القيامة، وأحداث نهاية الزمان أمر لا اجتهاد فيه.
في النهاية،
حينما سأل الناس النبي عن ذو القرنين، قال:
"ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا"
فذو القرنين كان معروفا بشخص عبر البلاد ولم يعرف عنه الكثير.
وقد قيل في تفسير هذا الآيات، أن سؤال النبي عن ذو القرنين والروح واهل الكهف امتحان له ليتأكدوا من صدق نبوته.
فهم لم يعرفوا الكثير عن هذا الأسئلة الثلاثة،
ولو حاولنا افتراض أنهم كانوا يعرفون عن أهل الكهف وذو القرنين فسيدحض هذا الافتراض السؤال عن الروح، فمن ذا الذي يعرف تفاصيلا عن الروح؟ وقد جاءت الآية الكريمة فاصلة حينما قال الله تعالى:
قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
إذن، قصة ذو القرنين من الأمور الغيبية التي لا يجوز لأي أحد الفتي فيها بهذه الطريقة
أما التأمل بالآيات الكريمة وفهمها فهو أمر آخر ، المهم ألا يتعلق بالغيبيات