مجلة صرير الصلصال

مجلة صرير الصلصال صدى قلوبنا على الماء لنشر وإعادة نشر الإبداعات العربية والعالمية.

فتحي مهذب    ***بعد الستين سنة بعد الستين سنةتغير كل شيء أقارن قوس ظهريبأقواس المدينةأنظر إلى الأغياركما لو أنظر إلى ذئا...
15/04/2025

فتحي مهذب
***

بعد الستين سنة

بعد الستين سنة
تغير كل شيء
أقارن قوس ظهري
بأقواس المدينة
أنظر إلى الأغيار
كما لو أنظر إلى ذئاب الغابات
لم يعد يسعدني شيء
في بلد مليئ بالرعب والجثث
صار الليل والنهار مثل لصين محترفين
يختلسان مجوهرات حياتي
ثم يلوذان بالفرار
لم يتركا شيئا جميلا
في غرفة قلبي
غير نواقيس جنائزية
تقرع في باحته المظلمة
بعد الستين سنة من عمري
لم يزل الشك يزأر
في حديقة رأسي
لم يترك غزلان يقيني
تنعم بالهدوء
كنت أملأ رأسي بالشعر والنبيذ
ليكف الزئير الموحش
وينام أسد الشك سكران
على رصيف السهو
بعد الستين سنة
التي سقطت من جيبي
في الوحل والعذاب والجنون
لم أجد أحدا يحمل قلبي
إلى الله
ليرتق ثقوبه العميقة
لم أجد إمرأة تصلح
لجبر جناحي المكسورين
وملء سريري بالفواكه والفرح الصافي
بعد الستين سنة
صرت أتكلم وحدي
أسمع مزيدا من الأصوات الغامضة
أنصت جيدا إلى روحي
حين تمر عربة الأموات أمامي
أسألها:بماذا توشوشين يا بنت؟
ستحملني يوما ما إلى ملاذي الأبدي
ستذهبين إلى بيت مجهول
أتعبتك كثيرا يا روحي
سامحيني قبل فوات الأوان
بعد الستين سنة
لم أجد أحدا أمشي وراء جنازته
بغيوم كثيفة من القلق الفلسفي
ونظرات فارغة من المعنى
لم أجد غير ذاتي
لأدفنها على عجل
قبل حلول المساء
بعد الستين سنة من عمري
لم تبق غير بضعة أوراق
تتمايل في شجرة العمر
كلما هبت ريح جامحة
قلت:هانذا مشرف يا نفس على الهلاك.
فتحي مهذب

عبدالرزاق الصغير       ***حقيبة يد صابرينالم يعد همي حجر الكيلومترات في الطريقولا شجر الأكاسيا الهرموطيور الغربان النافق...
14/04/2025

عبدالرزاق الصغير
***

حقيبة يد صابرينا

لم يعد همي حجر الكيلومترات في الطريق
ولا شجر الأكاسيا الهرم
وطيور الغربان النافقة في احواض شجر الدردار في الأرياف على الحواف
بورتريهات الشهداء على أبواب المستوصفات
لا تهم النساء الحوامل اللواتي ينتظرن الطبيب المتأخر

خط سير الخطوط العريضة في مجاز القصيدة العمودية
زهرة القرنفل البرتقالية في المجموعة الشعرية في حقيبة يد صابرينا
تحت المطر الغزير
جميع من في المقهى يتفرجون على القط الذي احتمى تحت السيارة
كيف فر ببساطة الى اسفل سيارة اخرى عندما غادرت الأولى
لم يكف الرجل عن شم و تقبيل ظهر يد المراة التي معه
والنوء تصب
تجيء قهقهة من خارج المقهى
من المنعطف
لم يعد همي تمثال الحديقة المقرفص
في القصيدة متخذ شكل المندهش المفكر
زهرة صفراء في كأس على مصرف مطعم
في نزل مشبوه سيء السمعة في رواية بولسية

قصيدة بلا إسم
مبهمة بلا نوء
عبدالرزاق الصغير
تونس

تامر أنور   ***قالت لي العصفورةُأنَّكِ بخيرٍترسمين شفتيه بفنجانِ قهوتِكِ الصباحيّةِ وتُقبّلي الفنجانَ على أنغامِ أُغنيتِ...
14/04/2025

تامر أنور
***

قالت لي العصفورةُ
أنَّكِ بخيرٍ
ترسمين شفتيه بفنجانِ قهوتِكِ الصباحيّةِ وتُقبّلي الفنجانَ على أنغامِ أُغنيتِكِ المُفضّلةِ
العصافير التي تملك أجنحةً أقصرَ من المسافةِ بيننا
تُخبرُني الكثيرَ من الأشياء الكاذبةِ
لتسرقَ أكلَ الحَمَامِ من سورِ شُرفتي
٠٠٠
الحَمَامُ الذي توقّفَ عن كونِهِ زاجلًا
مزّقَ رسائلَ الجاسوسيّةِ واكتفى بوضعِ صورتِهِ رمزًا للسلامِ
بعد أن ألصقَ تُهمةَ الوشايةِ بالعصافير
ووضعَها وشمًا على قفا مُخبري شيخِ الغَفرِ
٠٠٠
الطفلُ الذي اشترى له أبواه بُندقيّةً لصيدِ العصافير
لا يشربُ القهوةَ في الصباحِ ولا يحبُ الموسيقا
قالت لي العصفورة أنّكِ لستِ بخير
وأن الصبي سيكبرُ مع بندقيّتِهِ ليُصبحَ شيخًا للغَفرِ
ثم توقّفت عن الزقزقةِ
تامر أنور
مصر

عبدالرحمن مقلد        ***صنعتُ مصِيري بذاتيتقدمتُ للصخرِ ملْتُ إليهشكوْتُ اتكأْتُوكمّمتُ وجهينزفتُ اخضْرارَ الطفولةِكتّف...
13/04/2025

عبدالرحمن مقلد
***

صنعتُ مصِيري بذاتي
تقدمتُ للصخرِ
ملْتُ إليه
شكوْتُ
اتكأْتُ
وكمّمتُ وجهي
نزفتُ اخضْرارَ الطفولةِ
كتّفْتُ حلمي
وأخْضَعْتُه بعَصَايَ
وخُنْتُ رفاقَ هواي
كتمتُ دموعِي
جززتُ
وأغلقتُ عينيّ
ثم تملّحتُ بالعرقِ الحَيِّ
حتى نشفتُ
وأكملتُ حظّي
عرفتُ طريقًا طويلًا إلى السوقِ
أحرثُه ثم أرجعُ
أضحكُ حتى أخدّرَ بالابتسامِ
وأنسى موازينَ تجذبُ رجليّ للأرضِ
ظهري تعامدَ بالصخرِ
روحيٍ مكبلةٌ ببلوغِ الكفايةِ
حتى أعودَ نظيفًا من العارِ
لا أتنفسُ ملءَ الهواءِ
لكي أحفظَ الأكسجينَ
لأبنائي الواقفين على الباب ينتظرون رجُوعِي
يدورن حوْلِي
ويغتفرون الغيابَ الطويلَ
ويتقربون لأعطيهمُ ما يكونُ بجيبي
ويحتفلون
وألمحُهم يسخرونَ
وهم يرقبون مقاومةَ الأبِ للنومِ
حتى يخورَ
ويغفو على صخرةٍ في المنامِ
يكونُ الصباح قريبًا
ويرجعُ يحمل صخرًا فصخرًا
ويصعدُ مبتسمًا للسماءْ
عبدالرحمن مقلد
مصر

عبدالله راغب أبوحسيبة             ***الحرية محض ع***ةــــــــــــــــــــــــــــــفتاتي التي كنت أرسمهاعلى حائط غرفتي و...
13/04/2025

عبدالله راغب أبوحسيبة
***

الحرية محض ع***ة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فتاتي التي كنت أرسمها
على حائط غرفتي
وغلاف كراسة التاريخ
وأتمتم بها علانية
في حشود الأصدقاء
فتاتي التي تخيف
الطائرات الشبحية
وحاملات الطائرات
لاحمرة خجل على خديها
جريئة حد الغواني
ناضجة كأمي
لكنها صارت غانية حد السفالة
عصية تفضحني
إذا غازلتها
ماتت ومازالت تمشي
في شوارع خيالي
الأن تتبول على رأسي
عندما أغازلها
أو أدعوها للتريض
فوق أرصفة روحي
ماتت في كراسة الرسم
ولم تنجب مني سوى
الضباع والأفاعي
تطارد جسد أحلامي
التي صارت نصف ميتة
وصورتها مازالت
على الجدران لكنها
بائسة ومسكينة
تتسول في أسواق الممالك القديمة،
جمهوريات الموز
تتسول كونيتها القديمة،
كانت تسمى حرية
هي الأن عارية
لا أعلام تستر
خرافة وجودها
كانت ولم نكن سوى
ممحاة
كلما عادت مشينا عليها
في كراسة التاريخ
عبدالله راغب أبوحسيبة
مصر

ـــــــــــــــــــــ
تجريب

محمد العُرَفي   ***"تمتمات"هشٌّ، وبالٍذاك الصندوقُ المسكونُ بسكون الريحلم يُبصر وجهاً يطرقُهُلم يسمع غيرَ خُطى التيهِ عل...
06/03/2025

محمد العُرَفي
***

"تمتمات"

هشٌّ، وبالٍ
ذاك الصندوقُ المسكونُ بسكون الريح
لم يُبصر وجهاً يطرقُهُ
لم يسمع غيرَ خُطى التيهِ على خشب النسيان

يمتدُّ الحرفُ على مدادِ الوقتِ
ينسابُ مثلَ غبارِ الوهمِ
يَنزلقُ دونَ أن ينشقَّ الفراغُ بصوت
دونَ أن تجرحَ الهمسةُ شفافيّةَ ما لا يُقال
ما بينَ ظلٍّ يتآكلُ في العتمةِ

وبينَ امتنانٍ يتوارى وراءَ الغياب
هو حافظُ الأسرارِ
رحيمٌ، كسحابةِ ليلٍ لا تمطر
لا يصرخُ في وجهِ الريح
ولا يُفشي وجعَ ما يَحملُهُ من ثقلِ الغموض العتيق

ألا نقترب؟
ألا نمنحَهُ وجهاً لا ينعكسُ في الفراغ؟
ألا نتركَهُ أكثرَ من فكرةٍ
أكثرَ من شبحٍ يتمددُ في اللاوجود؟
لكنْ، دونَ اكتراث
يظلُّ المعنى هشّاً
تأكلهُ الريحُ
ويبتعد.
محمّد العُرَفي
مصر

إفين حمو     ***جسدٌ بلا جغرافيالم أكذبْ عليك يومًالكنني لم أَشعر  بحرارة اسمي حين ناديتَني آخر مرة.أيعقل أنك قد نسيته ع...
06/03/2025

إفين حمو
***

جسدٌ بلا جغرافيا

لم أكذبْ عليك يومًا
لكنني لم أَشعر بحرارة اسمي حين ناديتَني آخر مرة.
أيعقل أنك قد نسيته على وسادةٍ أخرى بينما انحنى الليل ليشرب وجهي؟
أم أن الريح سرقته بعيدًا؟

أنا أحبُّك
ليس هذا سرا
لكن الحبَّ ليس سياجًا تعبره الطيور
ولا قفصًا يُشرّعُ للعصافيرِ درسَ الولاء المطلق
أنا امرأةٌ بلا جغرافيا
بلا وطنٍ يحميني
يتبعني المطر أينما توجهت
ولا يسأل عن عنواني.
يفتحُ فمي ويملأه بأسماءٍ تذوبُ كأقراصِ السُّكرِ
وأنا لا أجرؤ على لفظِها

حين أعودُ إليكَ
لا أعود لأنني ضللتُ الطريق
ولا لأن الليلَ قذفني كجرحٍ في فم الريح الهائجة
بل لأن يدَكَ آخرُ ما يشبهُ الأرضَ
في هذا العالم المشقوق نصفين!

وأنا مذ ولدتُ
أتبع هذا الشرخَ لأغرق فيه
فربما أجدُ في موتي ما يعيدني إليك
إفين حمو
سوريا

محمد عياد    ***تتعلم أن تقتل الطفلَ فيكَ كي تصبح رجلًا يقدر أن يقفَ في وجهِ العالمويقولَ لا.تتعلم أن تكونَ آلة حرب حتى ...
21/02/2025

محمد عياد
***

تتعلم أن تقتل الطفلَ فيكَ كي تصبح رجلًا
يقدر أن يقفَ في وجهِ العالم
ويقولَ لا.

تتعلم أن تكونَ آلة حرب حتى تصبح رجلًا
يقدر أن يدفع ثمنَ الدمارِ ويحمي
حتى يصبحَ العالمُ لك.

تتعلم أن تسيطر على العالم
كي تكفلَ ألا ينشأَ طفلُكَ
في مكانٍ يُفرضُ فيه على قتلِ طفولته
بِعمر الواحدة.

*تسيطر على العالم
كي تكفلَ ألا يقتلَ المكان
طفولةَ طفلكَ ليصبحَ رجلًا
لا يعرف إلا كيف يكون
آلة حرب.
محمد عياد
فلسطين

محمد النصار      ***ملحقات يتنقلطليقامن الأريافالتي لايزالقشها لامعابتأنيب الملك في رقعة أرواحناالى الضواحيالتي نحسبهاحي...
21/02/2025

محمد النصار
***

ملحقات

يتنقل
طليقا
من الأرياف
التي لايزال
قشها لامعا
بتأنيب الملك
في رقعة أرواحنا
الى الضواحي
التي نحسبها
حيلة
للملمة الضياع....

الفزع مر مثل قهوتنا
ومتقلب المزاج
مثل الحياة
التي تتزحلق كلماتنا فيها
على خيانات الحرير....
طليق
وماهر
في الأفلات
من تدابيرنا
التي تساومها
نساؤنا
عاشقات الطيور
عندما
تترادف العلل
وتشح التعلات
ويتساوى
في ميزان الذهب
ضوء الشموع
وملحقات الجحيم.....

الفزع
يتهرب
من الضرائب المرجأة
لنزيف المهج
واستحالة السطوع
ويناور
ضحايا تكتمه
والموالين لصمته الغامض
وها هم
يتناثرون
نصوصا
خرسا
تتموج
فوق سطوح الآنهار.
محمد النصار
العراق

عــــلى مـــنصـور      *** حكاية ل " كاعب "كنت في قطار ، يا كاعب ، وكان أخي الذي يكبرني بسنواتٍ ثلاثة ، يحادثُ رجلا ويطل...
19/02/2025

عــــلى مـــنصـور
***
حكاية ل " كاعب "

كنت في قطار ، يا كاعب ، وكان أخي الذي يكبرني بسنواتٍ ثلاثة ، يحادثُ رجلا ويطلبُ يدَ ابنتِه ، فلمّا أحسَّ منه مراوغة ًقال : نتزوّجُ ابنتيكَ ، أنا وأخي ـ وكان يقصدُني ـ فابتسمَ الرجلُ ، وكان آخرُ يجاورُنا ويسمعُ ، فتدخـَّلَ مُثنيًا على خُلقي بينما أنا لا أتكلمُ حتى لمحتُ موافقة َالرجل ِ، وكانت لا تخلو من علاماتِ شحٍّ ، فقلت : أهكذا تظنّ بمن تملكُ التقوى زمامَ أمرهِ !! وغضبتُ ، فتدخـَّلَ الجارُ مُبَينـًا أنَّ لا حقّ للرجل فيما أبدى ، فتراجعَ الرجلُ ولانَ عارضًا تـَرحَابَهُ الصريحَ ، قلتُ : لكنكَ لم تسأل البنتين ِ، قالَ : هُما خلفنا ترقبان ِ ، وسألني أن ألتفت نحوهما ، لكنني أعرضتُ ، وقلت : لا أقدر، فجاءت الكبرى قبالتنا بيضاء ، فارعة ، وضحوكة ، وخصلة شعرها الناعم تنفر على جانب الجبهة ، وفي فرح أشارت لأختها أن تعالَي ، فجاءت المراهقة ُالتي من المفترض أن تكونَ لي ، فرأيتُ شعرًا أسودَ خفيفـًا على ساقيها ، و كانت ترتدي بنطلونا من الجينز الأزرق فقالت لي : أنا موافقة ، وحدّقت في عينيَ بجسارة ، وكان حاجباها عفيَّين ، طويلين وبريين لم تقرُبْهما من قبل، فاستيقظتُ ، يا كاعبُ ، من دون أنْ أنطقَ بكلمةٍ واحدة !!
... .... ..... ..... .

شعر على منصور
مصـــر

محمد صالح     ***سكة سيدنا الولي                                                                             ===========...
19/02/2025

محمد صالح
***

سكة سيدنا الولي

============

جدي هو من بني المقام
وضرب السور من حوله
ورحنا نتوارث الدوران من بعده
في الدورة الأولي
تقاسمت معه صندوق النذور
كنت جائعا
وما وضعته السيدة العجوز في الصندوق
ليعود ابنها الضال يكفي الطعام ، وعلبة من التبغ الرخيص
ربما تسامحني السيدة العجوز
لأن ابنها قد عاد بالفعل
بعد دعوتين له عقب شبع
ربما يسامحني صاحب المقام
لأنني لم أدخن داخل المقام أبدا
ولأنه لم يدخن في حياته قط
وربما تؤذي صدره رائحة البخور
في الحقيقة لا أعرف رجلا لم يدخن
وعاش حياة سوية .
في الدورة الثانية كانت جدران حجرتي تعج
بصور لنجمات السينما .
في الدورة الثانية كنت قد تعلمت صيد العصافير
ولكنني كنت أخشي مصير اساف ونائلة ،
فابتعدت عن المقام قليلا ، وعن السور أقل ،
وعن طفولتي بمسافات شاسعة
ربما يجري فيها الخيّال شهرا
وقلت حتما هو يعلم بطبيعة المرحلة ،
ونزق العصافير .
في حقيقة الأمر لم أعرف
عصفورة تكسرت أجنحتها ولم تتقن الطيران .
الولي النائم في دثاره الزيتوني
يفتح خمس بيوت
ويجدد طلاء مقامه، وارتفاع السور من حوله
كل عام علي نفقته الشخصية ،
كما يضمن لنزق
تبغا رخيصا ،
وعصافير تسعي اليه كل مساء .

. محمد صالح
مصر

أحمد عابد   ***شفيفٌ كأنَّ الوجود مياهٌخفيفٌ كأنَّ يديه هواءٌيحرِّك ما عنَّ دون انتباهٍويخفي الظلال وراء الظلالولا يدَّع...
18/02/2025

أحمد عابد
***

شفيفٌ كأنَّ الوجود مياهٌ
خفيفٌ كأنَّ يديه هواءٌ
يحرِّك ما عنَّ دون انتباهٍ
ويخفي الظلال وراء الظلال
ولا يدَّعي حكمةً في الفعال
مجرَّد حدسٍ.. يصدِّق ما ظنَّ
دون ارتيابْ

ينامُ وحيدًا؛ لئلَّا تزاحمَه الحلم
أنثىٰ، ويحلم دومًا بأنثىٰ.. لديه
فدادين في الحلم.. كاد يصير
إلٰه الخيال/ إلٰه السَّرابْ

يطمئنُ كلَّ الوحيدين.. يُشعل
إصبعه في الظلام لهم، ويغنِّي
كأُمٍّ تهشُّ الكوابيسَ عن طفلها:
"لا تخف يا صغيري.. أنا هٰهنا
ويدي ستصدُّ الذِّئابْ"

وفي اللَّيل يجلس خلف القصائد
يشحذُ مفردةً من خيالٍ شحيحٍ
ينادي علىٰ عبقر الشَّعراء، ويبكي
كلامًا.. يمزِّقه.. لا يلائمه.. ويُجنُّ،
ويهوي علىٰ الأرض مثل
ندًىٰ في الضبابْ

يقول: "أنا ضدُّ نفسي، وضدُّ
الكلام، وضدُّ الخيال، وضدُّ
الزَّمان، وضدُّ تضادِّي، وضدُّ
الوجود، وضدُّ الممات،
وضدُّ الغرابْ"

يؤرجحُ ساقًا، ويغمزُ عمدًا
لشخصٍ يراهُ جليًّا ولسنا نراه
ينادي علىٰ شبحٍ غارقٍ في التَّلاشي
ويحلفُ إنَّ الحياة أخفُّ كثيرًا
بغير اغترابْ

يضمُّ يديه على فخذيه، يواري
الدموع بوردته، ويصرخُ حتَّىٰ
يصيرَ المدىٰ واسعًا واسعًا،
وتغيبُ الحياةُ.. يغيبُ الغيابْ

#
أحمد عابد
مصر

Address

Alexandria

Telephone

+966565690937

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة صرير الصلصال posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category