Mostafa Ahmed Bek

Mostafa Ahmed Bek حواديت وحكايات من التاريخ. قصص غموض قد لا يستوعبها العقل البشري. ابطال ومجرمين هنا هتلاقي اصل الحكاية

يوم جديد لا نأمل فيه سوى أن يمر بسلام 💙🤍ـ صباح الخير 🤍☕ـ حي الخيامية - القاهرة 💙🤍📷
13/11/2024

يوم جديد لا نأمل فيه سوى أن يمر بسلام 💙🤍

ـ صباح الخير 🤍☕

ـ حي الخيامية - القاهرة 💙🤍📷

هناك شعور دافىء وحنين مستمر إلى أيام الماضي .. إلى سنوات طويلة يصعب عدها 💙💙بائع الانتيكات في مصر زمان 🖤🖤الصورة تعود إلى ...
31/10/2024

هناك شعور دافىء وحنين مستمر إلى أيام الماضي .. إلى سنوات طويلة يصعب عدها 💙💙

بائع الانتيكات في مصر زمان 🖤🖤
الصورة تعود إلى أواخر القرن 19 🖤📺

الحلقة التاسعة - الأخيرة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك ==================================                                  ...
30/10/2024

الحلقة التاسعة - الأخيرة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك
==================================



توقف ( كمال ) بسيارته للتو أمام ( البنسيون ) .. نزل بدوره من السيارة ، بينما ( أدهم ) أمسك ( إبراهيم ) من طرف ردائه ، ثم قال بنبرة حـادة :

- اتصرف طبيعى ، وإلا لو حد حس بحاجة هقتلك وهقتله .. انزل .

أومأ ( إبراهيم ) الذى كانت ترتعد فرائصه برأسه ، ثم نزل من السيارة يمشى على مهل متثاقل الخطى .. رمقته هنا فتاة ( البنسيون ) بنظرة خاطفة ، ثم أدارت وجهها فى الحال ، ولم تُعر الأمر إنتباهها .

حينها فتح ( كمال ) باب الغرفة .. دفع ( أدهم ) الرجل بكلتا يديه حتى تعثر بأحد الكراسى فسقط أرضاً .. جرى نحوه هنا ، أحكم قبضته عليه ، ثم لكمه لكمة قوية فى وجهه جعلت الدم يسيل من فمه .

أخرج مسدسه ، ثم لوح به عالياً مشيراً له بالجلوس .. نهض ( إبراهيم ) متحاملاً على يديه .. جلس على أحد الكراسى يلتقط أنفاسه ، ويمسح الدم الذى يسيل من فمه .

أخذ ( أدهم ) يُسعل كثيراً كعادته فى الأيام الأخيرة ، ثم قال بصوت مبحوح وهو يصوب مسدسه فى وجهه :

- عايزك بقى تحكيلى الحدوتة كلها .

سكت ( إبراهيم ) قليلاً .. ينظر فى وجه ( أدهم ) ، ثم قال :

- شوف يا ( أدهم ) باشا .. الأحسن ليك أنك تهرب ومتورطش نفسك أكتر من كده .. أنت مش قد الناس دول .

يا للعجب .. بالأمس كان يحرض على قتله بدون غضاضة ، واليوم بدا له ناصحاً .

وقف ( أدهم ) هنا ، ثم قام بشد أجزاء مسدسه ، و اقترب منه وهو يضع المسدس على رأسه .

- أنت هتعمل اللى بقولك عليه ، وإلا هقتلك .. هى رصاصة واحدة .. صدقنى مش هتردد ولا هفكر مرتين .

حينها ( كمال ) كان يقف مشدوهاً فى مكانه .. يشعر وأن الأمور تفلت من بين أيديهم .. كان متوتراً للغاية .

فى الحقية ( إبراهيم ) لم يكن فى موقف جيد يسمح له بالمساومة أو بالمماطلة أو بأى شىء .. كان لا يملك خياراً .

سقوطه كان أشبه بالسقوط الحر ، حينما تفتح ذراعيك لتعانق الهواء فتسقط غير مأسوف عليك . ولا شك أن الإنسان حينما يختار طريقاً بمحض إرادته سيأتى عليه يوم وسيلقى نتيجة إختياره .

وها قد حان اليوم الذى سيلقى فيه ( إبراهيم ) مصيره .

تنهد ( إبراهيم ) هنا ، ثم قال وهو يزيح المسدس عن رأسه :

- الحكاية كلها بدأت بتجارة الأدوية المخدرة .. عن طريق الدكتور ( سمير مصطفى ) اللى كان بيروجها ، و ( عادل السمرى ) اللى كان بيستوردها من خلال شركته .. واللى كان مسئول عن دخول الأدوية للبلد وتسهيل الإجراءات هو اللواء ( محمد النجار ) من خلال شركته وعلاقاته .

- وأيه علاقة اللواء ( مجدى ) بكل ده ؟ .. تسائل ( كمال ) .

أجابه ( إبراهيم ) قائلاً :

- اللواء ( مجدى ) هو اللى ابتدى اللعبة دى كلها .. هو اللى رسم الدايرة ، وكل حاجة كانت بتحصل بعلمه . فى الفترة الأخيرة حصل خلافات بينهم حول نسبة كل واحد .. وابتدى كل واحد يشتغل لحسابه .. اللواء ( مجدى ) خاف للعبة تتكشف .. فتخلص منهم .
جلس ( أدهم ) حينها قبالة ( إبراهيم ) .. شرد بذهنه بعيداً .. تراوده الكثير من الأسئلة السخيفة التى لن يجد لها أية أجابة .. إبتسم على جانب شفتيه إبتسامة تشى بخيبة أمل .

حينما تشعر أن كل الذى تؤمن به وتعتقده كان هباءاً .. كان لاشىء .. حينما تكتشف فجأة أن الذى تؤمن به ، وتبذل كل جهدك للدفاع عنه ، وبل وتعرض حياتك للخطر من أجله ، وربما للموت فى كثير من الأحيان كان كلاماً فارغاً .. كان عبثاً .. عفناً .. كان معتقدات رثة باهتة مكانها الأمثل صفيحة القمامة .

لماذا لم يُعاقب المخطىء وينتهى الأمر ؟
ولكن كيف ؟ .. هل أنا ساذج لهذه الدرجة ؟! تبـاً
إذا كان المخطىء هو الجلاد والحكم !
بربكم كيف تستقيم الحياة إذن ؟
وهل هذه تعد حياة ؟

نحن نعيش فى مستنقع وغصنا فيه حد الأعماق ، وأن كل من يحاول أن يخلص نفسه من هذا المستنقع ، فإنه وبلا شك ستطوله الكثير من الوساخات .

لا أحد يستطيع أن يغوص فى الطين دون أن تتسخ قدماه أيها الناس .

عاد ( أدهم ) هنا من شروده .. اعتدل فى جلسته ، ثم تسائل :

- والعمليات استمرت بعد كده ؟

- لاء .. العمليات كلها توقفت .. اللواء ( مجدى ) كان خلاص أخد كل اللى هو عايزه ، وكان مستنى اللحظة أو الوقت المناسب اللى يطلع فيه ويكشف الحقيقة ويطلع هو بدور البطل اللى أنقذ البلد من عصابة خطيرة زى دى ، ومش بعيد كان يمسكوه الوزارة بعدها .

ساد الصمت بين الجميع .. كل واحد يطالع الآخر بعيون مليئة بالأسئلة .. جلس ( كمال ) هنا مطأطأ رأسه إلى الأرض واضعاً كلتا يديه فوق رأسه .. ( كمال ) لم يكن يتخيل يوماً أن تئول به الأمور إلى هذا الحد .

قطع جرس الهاتف الخاص بـ ( إبراهيم ) هذا الصمت الذى يشبه صمت القبور . تذكر ( كمال ) أن الهاتف فى جيبه .. أخرجه فى الحال .. تراجع هنا للواء .. بدا مرتاباً .. رمقه ( أدهم ) حينها متسائلاً دون أن ينطق بكلمة واحدة .

قام ( كمال ) من كرسييه ، ثم إتجه نحوه ومرر إليه الهاتف . تفاجأ ( أدهم ) بدوره .. ظل ينظر إلى شاشة الهاتف حتى انقطع الرنين ، ولكنه عاد يدق من جديد .. مرر إصبعه على شاشة الهاتف فى تردد ، ثم قام بتشغيل مكبر الصوت .

- أيه يا سيادة الرائد .. مش هننهى الوضع السخيف ده ؟

لا شك أن اللواء ( مجدى ) قد علم كل ما حدث فى الشركة فى الحال .. رجل كهذا لن يترك شيئاً للظروف ..

أخذ ( أدهم ) يُسعل كثيراً ، وضع يده على صدره من شدة الألم .. تنحنح هنا ، ثم قال :

- اطمن يا ( مجدى ) باشا .. كل حاجة هتنتهى .

ضحك اللواء ( مجدى ) ساخراً .

- شوف يا ( أدهم ) .. أنا هديك الفرصة الأخيرة للهرب .. وأى حاجة هتعملها أو هتفكر أنك تعملها فهى مش هتكون فى مصلحتك على الإطلاق .. ومش هتأذيك لوحدك .. دى هتأذى مراتك وولادك .. حتى الست الطيبة والدة ( كمال ) هتروح فى الرجلين .. فكـر كويس .
ارتاب ( كمال ) فى الحال .. جلس على الكرسى مجدداً خشية أن تخونه قدماه .. بدا متوتراً .. خائفاً .. تقريبا هو لا يدرى ما هو الشعور الذى ينتابه الآن .. ما ذنب أمى فى كل هذا ؟

أخذ هنا يرمق ( أدهم ) بنظرات فيها الكثير من المعانى .. لا تدرى هل هو يرجوه ؟ أم غاضب عليه ؟
لا تدرى حقاً .. حينما تختلط المشاعر ببعضها ، وتتلعثم الكلمات على الشفاه .

بينما ( أدهم ) كان يبادله النظرات هو الآخر .. هو يعلم فى قرارة نفسه أنه من أدخل ( كمال ) فى هذه اللعبة رغماً عنه .، ولكنه كان يريد أن يقول له أن يكف عن نظراته هذه .

فهو الآخر يتملكه الخوف والرهبة حيال ما يحدث لزوجته وأولاده . المشهد عبثى للغاية ويثير الإشمئزاز .

لمن نشكو مآسينا ؟!

إذا كان الشخص المنوط إليه حمايتنا هو الذى يرهبنا ! .. إذا كان الشخص المنوط إليه تحقيق العدل فينا هو الذى يظلمنا .. الشخص المنوط إليه حفظ أرواحنا هو الذى يهدرها .. تأمل !!

قال ( إبراهيم ) مقاطعاً هذا الصمت المطبق :

- إحنا كده ميتين ميتين .

نظر إليه ( كمال ) شزراً ، بينما ( أدهم ) أمسك الهاتف فى تردد بعد فترة من التفكير .. قام بالإتصال على اللواء ( مجدى ) .

- فكرت يا ( أدهم ) ؟

- أيه المطلوب الظبط ؟!

- فى عربية هتكون عندك كمان نص ساعة .. جهز نفسك .

انتهت المحادثة هنا ، بينما ( أدهم ) ظلَّ واقفاً مكانه لا يحرك ساكناً .. ما الذى يريده هذا المخبول ؟!
نظر نحو ( كمال ) الذى كان قلقاً للغاية بشأن أمه ، فلن تستيطع أن تأخذ منه كلمة واحدة وهو فى هذا الحال .
أمسك هنا بهاتفه .. قام بإجراء الإتصال ليطمئن على والدته ، ولكنه وجد الهاتف غير متاح .
ازداد توتره وتسارعت ضربات قلبه .. ركل هنا الكرسى بقدمه من شدة الغضب الذى تملكه حينها .

بينما على الجانب الآخر كان اللواء ( مجدى ) قد أعدّ حاله جيداً .. كان يقف فى صالة منزله وأمامه مجموعة من المرتزقة الذين لديهم النية الكافية لسفك دم الناس من أجل بعض النقود .

كان يقف أمامهم كرئيس وحدة عسكرية يلقى على جنوده التعليمات .. سأل اللواء ( مجدى ) أحدهم :

- معاك إحداثيات المكان ؟

- مظبوط سيادتك .

عاد اللوء ( مجدى ) إلى غرفة مكتبه .. فتح هنا درج المكتب ، ثم أخرج مسدسه ودسه فى معطفه وعاد إليهم فى الحال .
نزل سريعاً .. ركب سيارته بصحبة إثنين من رجاله ، ثم انطلقوا بها سريعاً .

فى حين كان ( أدهم ) جالساً مطاًطاً رأسه إلى الأرض ينتظر مصيره الذى سيلقاه عما قريب . يتسائل فى نفسه ..

ما هى الحماقات التى ارتكتبها فى حياتى لتكون معقدة إلى هذا الحد ؟
لا شىء سوى أننى آمنت بالعدل وتحقيقه ، وقدست القانون الذى تم تدنيسه من المطالبين بتطبيقه .

انتبهوا هنا جميعاً على صوت إطارات لسيارة تَحُكُ بالأرض حكاً شدياً .. انتفض ( كمال ) حينها ، ثم قام من مجلسه ينتظر ما الذى سيحدث .

نزل اللواء ( مجدى ) من السيارة ، ثم أخذ يسير داخل ( البنسيون ) ومن خلفه أحد رجاله . تركت هنا الفتاة الرقيعة علبة المساحيق التى كانت تلطخ بها وجهها ، ثم اعترضت طريقهما وقالت :

- أيه هى وكاله ؟ رايحين فين ؟

دفعها هنا الرجل دفعة قوية حتى سقطت أرضاً ، ثم صعدا الدرج سريعاً .. ركله بقدمه هنا ، ثم دخل اللواء ( مجدى ) وهو يرسم على وجهه إبتسامة صفراء قميئة ، بينما كان الجميع يقفون مشدوهين من ذلك الموقف الذى ينبىء بمصائب عدة .

لا شك وان كل واحد منهم طار به عقله بعيداً ، ورسم به سيناريو مختلف عن الآخر ، ولا شك أيضاً أن كل السيناريوهات كانت كارثية .

تحرك داخل الغرفة على مهل ، ثم جلس على أحد الكراسى وقال :

- كنت معقتد أيه يا ( أدهم ) ها ؟ معتقد أنك هتد حاجة اتبنت من سنين ؟ .. وضع هنا إحدى قدميه فوق الآخرى ، ثم أردف : أنا بعمل اللى هيتعمل بيا أو من غيرى .

عاد ( أدهم ) حينها يُسعل من جديد ، ثم قال بصوت أنهكه التعب .

- مفيش شر بيدوم يا ( مجدى ) باشا .

إبتسم اللواء ( مجدى ) مجدداً وقال :

- ده كلام أفلام عربى قديمة .. لا أنت ولا غيرك هيقدروا يوقفوا اللى ابتديته .

اللواء ( مجدى ) كان واضحاً مع نفسه .. رسم الطريق وتعاهد أمام نفسه أن يكمله حتى النهاية مهما كان الثمن .. لن يقف فى منتصفه أبداً .. سيكمل المشوار إلى نهايته مهما كانت العواقب .

لن يتردد فى سفك دم من يعترض طريقه لو حتى صدفة .. لن يفكر مرتين ما دمت تقف فى طريقه .. سيركلك بعيداً بأى طريقة كانت .

على أى حال .. أخرج مسدسه هنا من معطفه ، ثم ألقاه ناحية ( كمال ) الذى التقطه فى الهواء وهو فى حالة ذهول من الذى يحدث أمامه .. كان يتصبب عرقاً .. يزدرد ريقه بصعوبة وكأنه يتجرع خلاً

أشار له اللواء ( مجدى ) برأسه وهو يقول :

- اقـــتــلــه .

لوى ( كمال ) رأسه متفاجئاً .. وقف مشدوهاً يتسائل بعينيه دون أن ينطق بكلمة .. أخذ يهز رأسه غير مصدق ما يُطلب منه . بينما أخرج اللواء ( مجدى ) هاتفه ، ثم قام بالإتصال على أحد ما ، وقام بتشغيل مكبر الصوت .

دوى صوت صراخ عالياً .. صوت ضرخات يُفجع القلب ويجلعه ينتفض فى مكانه .. كان هناك صوت لأطفال صغار .. بينما قال ( مجدى ) مجدداً :

- اقــتــلـه .
كان ( كمال ) ينظر نحو ( أدهم ) الذى كانت ترتعد فرائصه خوفاً على زوجته وأولاده .

التفت ( كمال ) نحوه ، ثم رفع المسدس وصوبه ناحيته بيدين مرتجفتين ، وعينين دامعتين . فى حين كان اللواء ( مجدى ) يتابع هذا المشهد بعينين جاحظتين يملؤها الشر .

أما ( إبراهيم ) فكان يقف فى مكانه متوتراً .. لا يعلم ما الذى سيقع عليه بعد لحظات من الآن .

لازال ( كمال ) يصوب المسدس نحو ( أدهم ) الذى وقف مستسلماً ينتظر لحظة نهايته .. لم يتوقع يوماً أن يموت بهذه الطريقة .

قال اللواء ( مجدى ) هنا :

- مش خايف على والدتك يا ( كمــال ) ؟!

بينما ( أدهم ) كان يقف فى مكانه لا يحرك ساكناً .. ينظر ناحية ( كمال ) الذى كان يصوب المسدس فى وجهه ، ثم بعد لحظات سيسقط أرضاً جثة هامدة على يديه .. كان يقف مضطرباً .. هل سيصوب ( كمال ) الرصاص حقاً ؟ هل سيقتلنى بسهولة هكذا ؟

حينها التقط ( كمال ) أنفاسه بصعوبة .. ازدرد ريقه ، ثم قام بشد أجزاء المسدس .. ثم فى بطء أخذ يقرب سبابته نحو الزيناد .

وفى لحظة مفاجئة غير ( كمال ) وجهته .. قام بإطلاق الرصاص على ذلك الرجل الذى كان يقف خلف اللواء ( مجدى ) فسقط جثة هامدة فى الحال ، بدوره ( مجدى ) أخرج مسدساً آخر ، ثم صوب به طلقة فى صدر ( كمال ) الذى تراجع للوراء ، ثم سقط على الأرض غارقاً فى دمائه .

انقض هنا ( أدهم ) على اللواء ( مجدى ) قبل أن يطلق عليه . أمسكه هنا ( أدهم ) بإحكام محاولاً أن يُبعد المسدس من يده ، ثم أخذ يُكيل له اللكمات على وجهه حتى بدا يفقد وعيه .. قام ( أدهم ) ، ثم ركل المسدس من يده بعيداً . أوقفه هنا ، ثم أخرج مسدسه وصوبه نحو رأسه .

قال هنا بنبرة حادة

- بلغ رجالتك ينهوا الأمر ، وإلا هقتلك .

ثم لكمه هنا لكمة قوية ، وأخذ يهدده بالقتل بلا توقف .

كان هناك حالة فوضى انتشرت بالشارع الذى يقع فيه ( البنسيون ) على إثر طلقات الرصاص .. تجمهر الكثير من الناس متسائلين .. وسريعاً سريعاً أطلت الشائعات برأسها .. لم يرّ أحدٌ أى شىء ، ولكن البعض منهم كان يجزم بأمر ما ويغلظ الأيمان ..

أخرج اللواء ( مجدى ) هنا هاتفه فى صعوبة حيث بدا يفقد وعيه ، وكانت الدماء تسيل من أنفه وفمه . أجرى الإتصال بصوت متهدج ، ثم أمر رجاله بالإبتعاد .

أخذ ( أدهم ) يلتقط أنفاسه .. كان يُسعل كثيراً .. يتقيىء دماً بغزارة .. رمق هنا جثة صديقه ( كمال ) التى كانت غارقة فى دمائها .. حبس دموعه ، ثم نظر نحو اللواء ( مجدى ) بعينين يملؤها الشر . تراجع للوراء خطوتين ..

- متوديش نفسك فى داهية يا ( أدهم ) .. قال ( مجدى ) بصوت متهدج .

نظر نحوه ( أدهم ) بعينين يملؤها الشر ، ثم أطلق رصاصة استقرت فى رأسه لينتهى أمره وليسدل الستار على حياته .. أخذ ينظر نحو جثته وعلى شفتيه إبتسامة غريبة .. كانت عيناه تلمعان .

التفت هنا لـ ( إبراهيم ) الذى كان يقف منزوياً يستجدى ( أدهم ) بنظراته أن لا يقتله .. رفع ( أدهم ) مسدسه نحوه ، ثم بلا تردد أطلق رصاصة آخرى فى صدره لتنهى حياته ويسقط أرضاً غير مأسوف عليه .

ألقى حينها المسدس بالأرض . وضع كلتا يديه على وجهه .. ظل واقفاً فى مكانه ولا أعلم ما السبب وراء وقوفه هكذا .

وفجأة سقط على وجهه متأثراً برصاصة فى ظهره .

*****

- نـــدمان ؟

سـألت الكاتبة الشابة هنا التى كانت تدعى ( هند الشافعى ) .

كانت تجلس داخل غرفة هادئة ومرتبة ترتيباً جيداً وسط ضوء هادىء يشير إلى الراحة النفسية ، بينما أجابها ( أدهم ) الذى كان يجلس على كرسى متحرك .

- لاء .. مش ندمان .. سكت قليلاً ، ثم أردف : هل هتكتبى كل اللى سمعتيه ؟

تنهدت ( هند ) .. تركت القلم من يدها .. خلعت نظارتها الأنيقة ، ثم قالت :

- أكيد فى حاجات مش هقدر أكتبها .. هنوه عن أن القصة من نسج الخيال . أنا بس أصريت أنى أقابلك أكتر من مرة عشان أنت الشاهد الوحيد على القضية دى .

أومأ ( أدهم ) برأسه بينما تسائلت هنا :

- هل الطلقة اللى صابتك فى ضهرك هى اللى خليتك على كرسى متحرك .. أنا آسفة .

إبتسم ( أدهم ) إبتسامة هادئة ، ثم قال :

- بالظبط .

- أنا متشكرة جداً على وقت حضرتك يا ( أدهم ) باشا .. وآسفة تانى أنى أصريت عليك كتير جداً عشان تتكلم وتخرج كل اللى جواك وعارفة ومتأكدة أن دى حاجة مش سهلة .. خليتك ترجع تفتكر ذكريات وأحداث أكيد مكنتش تحب أنك تفتكرها

قال ( أدهم ) وهو يمسح دموعه التى كانت تهرب من عينيه :

- ياريتنى كنت أقدر أنسى ..

استأذنت هنا ، قامت من مجلسها ، ثم ودعته قائلة :

- مرة تانية بشكر حضرتك .

- العفو .. قال ( أدهم ) مبتسماً .. بينما التقطت هى حقيبتها ، وكذلك بعض الأورق ، ثم ذهبت .

تحرك ( أدهم ) حينها بالكرسى المتحرك ناحية الشرفة ، ثم أخذ ينظر من النافذة رافعاً رأسه إلى السماء .

****

(( بعد مرور 10 سنوات على هذه القضية تم إصدار رواية بعنوان غرفة 310 للكاتبة الشابة هند الشافعى تحكى فيها تفاصيل هذه القضية على لسان الرائد أدهم سيف الدين ، ونوهت أنها قصة من نسجل الخيال ))

****

فى النهاية عايز أعرف رأيكم بصراحة 

- الفكرة
- الأسلوب
- السرد والحوار
- النهاية

30/10/2024

‏الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، وإن الإنسان اذا طال به التهميش يصبح كالبهيمة، لايهمه سوى الأكل،والشرب،والغريزة ".


#فلسفة

30/10/2024

‏هذا الكائن لا يمت لي بِصلة لا من قريب ولا بعيد ولا أعرفه ..
كان هذا ما قاله حين حدق طويلا في المرآة ..

الحلقة الثامنة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك ==========================                             بينما ( أدهم ) حينها كا...
29/10/2024

الحلقة الثامنة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك
==========================



بينما ( أدهم ) حينها كان جالساً يدخن بشراهة كعادته .. ربما فى يوم من الأيام ستودى هذه العادة بحياته .
دق هنا هاتفه .. قام من مكانه مسرعاً ، ثم التقط الهاتف من فوق الطاوله .. مرر إصبعه على الشاشة وقال :

- أيوة يا ( كمال ) .. أيه الأخبار ؟

تلقى ( أدهم ) الجواب بحالة ذهول ، ثم شكر ( كمال ) بدوره وانتهت المحادثة .

وضع الهاتف جانباً ، ثم ذهب نحو الورقة البيضاء التى يدون بها ملاحظاته .. رسم دائرة خامسة .. كتب داخلها إسم الشركة ، ثم كتب تحتها ( اللواء محمد النجار ) .

بينما فى مساء هذه الليلة كان يجلس سيادة اللواء ( مجدى ) داخل عرفة المكتب خاصته فى هدوء تام وضوء هادىء ينبعث من ( الأباجورة ) الصغيرة التى بجانبه وسط دخان السجائر الذى يتطاير فى أرجاء الغرفة .

دقائق قليلة ودق جرس الباب .. قام اللواء ( مجدى ) بدوره متجهاً نحو باب المنزل .. يبدو أنه يعيش بمفرده داخل هذا البيت الكبير . فتح الباب ، ثم قال :

- متأخرين عن ميعادكم ربع ساعة يا حضرات .

رد أحدهم :

- معلش بقى يا ( مجدى ) باشا .

تقريباً كانوا ثلاثة أو أربعة أشخاص .. أشار لهم بالدخول ، ثم ساروا خلفه نحو غرفة المكتب .. أضاء المصباح ، ثم جلس على كرسى المكتب ،

قال أحدهم بعدما جلس على الأريكة وكان يدعى ( إبراهيم فرغلى ) :

- أيه الأخبار يا ( مجدى ) باشا .. أنا حاسس بشوية قلق من بعد هروب الواد الظابط ده .. وضع إحدى قدميه فوق الآخرى ، ثم أردف : أيه الحكاية يعنى ؟ كبيره رصاصة وهنستريح منه للأبد .

بدا الأمر وأنه لعبة .. ما الحكاية ؟ اقتلوه وأقيموا من حوله الطقوس ، وانتهى الأمر .

بدت إسالة الدماء وإزهاق الأرواح أمر هين للغاية ..

اقتلوا ذلك الذى يريد أن يعكر صفو حياتنا ويكدر عيشنا .. اقتلوه ودعوا الحياة تمر .

هكذا بمنتهى البساطة .

قال اللواء ( مجدى ) :

- مفيش داعى للقلق ده كله .. ده عيل خايب وقريب أوى هيقع تحت إيدينا ونقفل القصة دى تماماً .
- أتمنى ذلك يا ( مجدى ) باشا والله .

اعتدل اللواء ( مجدى ) فى جلسته وقال :

- خلينا فى المهم .. أنا مش عايز موضوع قتل ( عادل السمرى ) يتربط بتجارة الأدوية المخدرة ، لأن ده هيفتح الملف من تانى وده طبعاً مش فى صالحنا ، ولو قدروا يربطوا العلاقة بين ( عادل السمرى ) و الدكتور ( سمير مصطفى ) و اللواء ( محمد النجار ) اللعبة كلها هتتكشف .

- ومفروض نعمل أيه دلوقتى يا ( مجدى ) باشا ؟

تنهد قليلا ، ثم أجاب قائلاً :

- هنهدى الدنيا شوية لحد ما نحل موضوع ( أدهم ) .. ومفيش أى عمليات خلال الفترة دى خالص .

****
فى صباح اليوم التالى كانت الأمور هادئة .. ولكن ( أدهم ) كان يبدو متوتراً ..كلما خطى خطوة نحو معرفة الحقيقة يشعر وأن روحه تنتفض بداخله .. لقد تم تلفيق له تهمة بالباطل ولربما كان فى عداد الموتى فى أى لحظة .. لربما تتأذى أسرته من جراء كل ذلك .

كان كثير التفكير فى الأيام الماضية .. ربما بات لا يقلق لشأنه هو ، بل بدا قلقاً على زوجته وطفليه .

استيقظ منذ قرابة نصف ساعة من الوقت .. كان يعد حاله جيداً .. بدل ملابسه .. ارتدى قميصاً أبيضاً وبنطالاً أسوداً ، ثم ارتدى فوقهما معطفاً طويلاً .

خرج من غرفته .. مر على الفتاة الرقيعة التى تعمل بالإستقبال .. أشارت له بيدها عالياً وهى تبتسم له .. بادلها هو الإبتسامة وهو يومىء لها برأسه .

خرج من باب ( البنسيون ) تائها لا يدرى السبيل .. كان يسير على مهل مطأطأ رأسه إلى الأرض .. يبدو وأنه شارد الذهن .

هناك الكثير من الامور التى تدور برأسه .. كم هائل من التساؤلات لا يتوقف .

ما الفائدة من وراء كل ذلك ؟
ماذا إن حدث لى مكروه ؟ كيف ستكون الحياة لدى زوجتى ؟ وأبنائى ؟
وماذا عن ( كمال ) المسكين الذى أقحمته فى هذه الوحلة التى لا مخرج منها ؟
ما ذنبه ؟
ربما ذنبه الوحيد أنه يؤمن بما أؤمن به .. يؤمن بسيادة القانون والعدل .. وأن كل من أخطأ لابد أن يعاقب .

كل هذا ليس مهماً .. الأمر المحير أنى أسير ولا أعلم ما الذى يفكر فيه الآخرون ، لربما ينتهى أمرى الآن وأنا أسير هكذا .. يا الله .

توقف ( أدهم ) حينها ، ثم رفع رأسه إلى السماء وهو ينظر بعينيه التى تحبس دموعه . تنهد هنا طويلاً ، ثم واصل السير .

انتهى به الحال عند أحد ( الكافيهات ) .. جلس على إحدى الطاولات المنزوية بجانب الحائط .. بعد لحظات جاءه النادل يسأله عن ماذا يطلب .. طب ( أدهم ) فنجاناً من القهوة .

أخرج من جيبه علبة السجائر .. كان يدخن بشراهة حتى بدأ فى الأيام الأخيرة يسعل كثيراً بلا توقف .. تشعر وأن روحه ستخرج من شدة السعال ، كما أن صوته بدأ يتحشرج قليلاً .. يتنحنح فى كثير من الأحيان ليدفع الأذى عن رئتيه .

كان النادل قد أتى لتوه .. وضع فنجان القهوة أمامه ، بينما نفث ( أدهم ) دخان سيجارته ، أمسك بفنجان القهوة ، ثم رشف منه قليلاً .

كانت ( سلمى ) وصلت لتوها .. وقفت قليلاً محاولة أن تجده .. لمحته عندما أشار لها بيده عالياً .. سارت نحوه ، قالت بعد أن جلست أمامه :

- عامل أيه يا ( أدهم ) ؟

أجابها بصوت مبحوح :

- الحمد لله .. أنت عاملة أيه ؟

تفاجأت ( سلمى ) من نبرة صوته .. قالت هنا :

- مال صوتك يا ( أدهم ) ؟ .. شكلك تعبان !

أخذ فى السعال ، ثم قال وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه :

- متشغليش بالك .. دول شوية برد بس .

- الف سلامة عليك .. قالت ( سلمى ) ، ثم فتحت حقيبتها وأخرجت منها ورقة كبيرة كانت قد دونت عليها أسماء الأدوية الموجودة بمخزن المستشفى .

- دى الورقة اللى طلبتها منى .

تناولها ( أدهم ) من يدها فى الحال ، ثم أخذ ينظر إليها طويلاً .. فى طبيعة الحال هو لن يفهم شيئاً من هذه الورقة ، ربما يستطيع أن ينطق بأسماء الأدوية على أقل تقدير .

- ( سلمى ) أنتى تقدرى تعرفى أيه فى الأدوية دى ممكن يسبب الإدمان ؟

التقطت ( سلمى ) الورقة مجدداً ، ثم قالت بعد أن طالعتها قليلاً :

- بص يا ( أدهم ) وجود بعض الأدوية اللى بتسبب الإدمان مش جريمة .. لأن الأدوية دى بتتاخد حسب وصف الدكتور ، وبتتاخد بكميات محددة ، ولازم تتصرف بروشته من أى صيدلية .

رشف قليلاً من فنجان القهوة ، ثم قال :

- ولو قولنا أن فى دكاترة فاسدين ، وبيستخدموا الأدوية دى فى ترويجها زى المخدرات !

سكتت ( سلمى ) قليلاً .. بينما واصل ( أدهم ) قائلاً :

- أكيد فى أدوية عندك ممنوع استيرادها مظبوط ؟

أومأت ( سلمى ) برأسها إيجاباً وقالت :

- مظبوط .

- ووجود الأدوية دى فى مخزن المستشفى ده أمر طبيعى ؟!

هزت ( سلمى ) كتفاها ، ثم قالت :

- أكيد لاء .. بس أنت تقصد أيه ؟

نفث ( أدهم ) دخان سيجارته مجددا ، ثم قال وهو يميل نحوها مخفضاً صوته :

- ( عادل السمرى ) اللى كان شريك لـلدكتور ( سمير مصطفى ) كانوا بيتاجروا فى الأدوية دى ، والاتنين اتقتلوا أكيد بسبب التجارة دى .. أكيد لهم منافسين .

جحظت ( سلمى ) عيناها .. أسندت ظهرها للوراء ، ثم بدا التوتر يتسلل إليها .. تنحنحت هنا ، ثم قالت :

- فى حاجة تانية أنا عرفتها عايزة أقولهالك .

- أيه هى ؟! .. تسائل ( أدهم ) .

- الأدوية دى أنا عرفت أن فى شركة وحيدة هى بس اللى بتوردهالنا .

- شركة ( نيـو فارما ) ؟

أجابت ( سلمى ) :

- أيوة صح ؟ أنت عرفت منين ؟

- الشركة دى بتاعة ( عادل السمرى ) .. رشف هنا من فنجان القهوة ، ثم قال :
- ينفع أطلب منك طلب تانى .. متخافيش ده آخر طلب هطلبه منك .

شبكت ( سلمى ) أصابع يديها ببعضها ، ثم قالت فى توتر :

- أيه هى ؟

- عايز أعرف المخازن بتاعة الشركة دى فين ؟

مطت ( سلمى ) شفتاها للأمام ، ثم قالت :

- حاضر هحاول ، ولو أنى مش عارفة هعمل ده أزاى

****

بعد أن إنتهت هذه المقابلة .. كان ( أدهم ) قد اتفق على مقابلة الضابط ( كمال ) أيضاً ..

حينها كان ( أدهم ) يقف ينتظره تحت إحدى المظلات التى تكون على جانب الطريق .. كالعادة أخذ فى السعال كثيراً بلا توقف .. شعر وأنه يريد أن يتقيىء .. أخرج منديلاً ورقياً من جيبه سريعاً ، ثم وضعه على فمه .

أعاد المنديل الورقى ليتفاجأ ببعض نقاط الدم .. أخذ يحدق فى المنديل الورقى طويلا وهو يتلقط أنفاسه .. أمسك بالمنديل ، ثم ألقى به داخل صندوق القمامة الذى كان بجانبه على غير العادة .

دق هاتفه .. دارت مكالمة قصيرة بينه وبين الضابط ( كمال ) .. تحرك ( أدهم ) حينها .. ثم بعد بضع دقائق تقابلا . قال ( كمال ) :

- سيادتك مصمم أننا نروح شركة التخليص ؟

أجابه ( أدهم ) بصوت أنهكه التعب :

- عندك حل تانى ؟!

تنهد ( كمال ) ، ثم أشار له نافياً .

انطلقا بالسيارة سريعاً حتى وصلا إلى مقر الشركة .. الشركة كانت تبدو شركة ضخمة من أول وهلة .. بداية من الشارع الكبير والنظيف .. البناية الفخمة التى بها الشركة .

نزلا من السيارة وكل واحد منهما ينظر للآخر دون أن ينطقا بكلمة .
سأل ( كمال ) عن الشركة ، فأخبره موظف الأمن بالطابق فى الحال .

استقلا المصعد حتى توقف بهما فى الدور الرابع . لن يحتاجا ليسألا مجدداً .. هناك لوحة ضخمة دون عليها إسم الشركة .. كان الباب مفتوحاً على مصرعيه .. الشركة كانت كبيرة جداً .. كل شىء كان يبدو فخماً .. السجاد المفرةش بالأرض .. آثاث المكاتب الذى ربما لن تجده فى الوزارات الحكومية أصلاً .

توجه ( كمال ) نحو موظفة الإستقبال وبجواه ( أدهم ) .

- النقيب ( كمال عواد ) .. مباحث .

إبتسمت هنا الفتاة ، ثم قالت :

- تحت أمر حضرتك يا قندم .
- لو سمحتى عايزين نقابل مدير الشركة .

أشارت لهم الفتاة بالجلوس قليلاً .. مر بضع دقائق حتى أشارت لهم قائلة :

- اتفضلوا .

قام ( أدهم ) ، ثم تبعه ( كمال ) .. دخلا إلى غرفة المدير .. جلسا قبالة بعضهما . ثم بعد لحظات دخل ( إبراهيم فرغلى ) المدير الإدارى للشركة الذى كان فى مقابلة مع اللواء ( مجدى ) بالأمس .

رحب بهما ، ثم أشار لهما بالجلوس مجدداً .

- النقيب ( كمال عواد ) .. مباحث .. وسيادته الرائد ( أدهم سيف الدين ) .

امتقع وجه السيد ( إبراهيم ) فجأة فور ما سمع ( أدهم سيف الدين ) .. قام من مجلسه فى الحال ، ثم استأذن منهم وخرج من غرفة المكتب سريعاً .

نظرا تجاه بعضهما ، بينما تسائل ( كمال ) :

- هو فى أيه ؟

قام ( أدهم ) من مجلسه ، ثم تحرك خارج الغرفة .. وجد السيد ( إبراهيم ) يقف منزوياً يتحدث فى الهاتف بصوت منخفض .

أشار ( أدهم ) سريعاً فى الحال بالنهوض ، ثم قال هامساً :

- يلا بينا بسرعة .

خرج ( أدهم ) أولاً ، وجد نفسه أمام أحد أفراد الأمن يتقدم نحوه ومن خلفه السيد ( إبراهيم ) .. أشهر ( أدهم ) سلاحه فى الحال ، ثم صوب طلقة فى قدم فرد الأمن الذى سقط أرضاً صارخاً من شدة الآلم .. ضج الموظفون بالصراخ ، وانتفضوا فزعاً .. بينما تراجع السيد ( إبراهيم ) للخلف فزعاً .. كان لا يستطيع أن يتحرك سريعاً لوزنه الزائد .. جرى ( أدهم ) نحوه ، ثم أمسكه من طرف ردائه وسط حالة ترقب شديدة من الجميع وهو يضع المسدس على رأسه

- طلع التليفون بتاعك .

مدّ يده فى جيبه ، ثم أخرج هاتفه دون أى مقاومة . ألقى ( أدهم ) بالهاتف نحو ( كمال ) ، بينما أخذ ( أدهم ) يجر السيد ( إبراهيم ) الذى كان بديناً للغاية وهو يقول :

- امشى امشى .

كان مستسلماً للغاية .. ترك نفسه للقدر الذى سيلقاه ربما بعد لحظات قليلة .. اقتاده ( أدهم ) أمامه ، ثم التفت للوراء ليشهر المسدس فى وجه موظفة الإستقبال التى كانت تمسك بسماعة الهاتف .. أشار لها بالمسدس وهو يجحظ بعينيه .. ارتبكت هنا ، ثم ألقت بالسماعة جانباً ، بينما كان ( كمال ) يشهر مسدسه فى وجه العاملين الذى كانوا يقفون فى أماكنهم مفزوعين .

اقتاده ( أدهم ) حتى نزل به إلى مدخل البناية أمام أعين الكثير الذين ارتعدت فرائصهم خوفاً وفزعاً .. تحرك الرجل الذى يعمل بالأمن نحوه مسرعاً ، لم يتردد ( أدهم ) لحظة واحدة .. ضربه بالمسدس فوق رأسه حتى سقط الرجل مغشياً عليه .

كان ( كمال ) متفاجىء كثيراً .. ما الذى يحدث ؟ كيف نتصرف بهذا الجنون ؟!

ألقى ( أدهم ) به داخل السيارة ، ثم صرخ على ( كمال ) الذى كان واقفاً مشدوهاً فى مكانه .

انتبه ( كمال ) فى الحال ، ثم جرى نحو السيارة .. ركب سيارته .. ضغط على المكبس المحرك لها وانطلق سريعاً .

============

تابعوا كل يوم الحلقات بتنزل ع البيدج الساعة ٩ مساءا 🖤🙏

متنسوش تقولوا رأيكم ف حلقة النهارده سواء بالايجاب أو بالسلب 🤍🙏

وايه هي توقعاتكم للحلقة الجاية ؟

رحلات يومية بين مصر وفلسطين 💙💙الصورة تعود إلى عام 1974
29/10/2024

رحلات يومية بين مصر وفلسطين 💙💙

الصورة تعود إلى عام 1974

28/10/2024

لا بد لكل إنسان من أن يجد ولو مكاناً يذهب إليه ، لأن الإنسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما ، إلى أي مكان. - فيودور دوستويفسكي

الحلقة السابعة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك ========================امسك هنا ( كمال ) بالملف الخاص باللواء ( محمد النجار )...
28/10/2024

الحلقة السابعة | غرفة 310 | مصطفى أحمد بك
========================

امسك هنا ( كمال ) بالملف الخاص باللواء ( محمد النجار ) ثم قال :

- وانا براجع الملف ده .. لقيت حاجة غريبة شوية

اعتدل هنا فى جلسته ، ثم تسائل :

- حاجة ايه ؟ا

عتدل ( كمال ) فى جلسته وقال :

- سنة 2013 .. اللواء ( محمد النجار ) قدم استقالته من الداخلية .. معرفش أيه السبب .. وموضوع الصداقة بين وبين الدكتور ( سمير مصطفى ) اللى اتقتل برده أكيد وراها حاجة .

تسائل ( أدهم ) :

- أنت تقصد مثلاً أن اللواء ( محمد ) والدكتور ( سمير ) متورطين فى حاجة ؟

- منقدرش نجزم بده .. بس فى حاجة ممكن توصلنا أو تحطنا على أول الطريق .

تسائل ( أدهم ) مجدداً :

- أيه هى ؟

أجاب ( كمال ) :

- ( عادل السمرى ) كان اترشح لعضوية مجلس الشعب ، وأثناء حملته الإنتخابية طلعت عليه إشاعة أنه بيتاجر فى الأدوية اللى بتسبب الإدمان .. بس طبعاً الكلام ده اعتبروه فى الإعلام أنه تشوية لصورة المرشح وماخدش حجم أكبر من ده .

نهض ( أدهم ) حينها ، ثم قال :

- ( عادل السمرى ) كان شريك للدكتور ( سمير مصطفى ) فى المستشفى بتاعته .
عقد ( كمال ) حاجباه هنا وقال :

- بصراحة أنا مش فاهم حاجة .

الأمر بدا معقداً للغاية .. الخيوط كثيرة ومتباعدة ويصعب ربطها ببعض إذا كانت حتى فى الإتجاه الصحيح .. كل هذه الأشياء تدخل تحت مفهوم الاستنتاجات ، ومن المحتمل أن تكون خاطئة .

قال ( أدهم ) هنا :

- سيبلى طيب الملفات دى .. وأنا لو وصلت لأى حاجة هكلمك .

أومأ ( كمال ) برأسه ، ثم تركه وذهب .

جلس ( أدهم ) بعدها فى حيرة من أمره .. يفكر من أين يبدأ .. ترى ما هى العلاقة التى تجمع هؤلاء الضحايا ؟

وهل من من الممكن أن يكونوا متورطين فى أمر ما ؟

تنهد هنا فى مرارة ، ثم قال :

- يــا رب .

أطرق بصره إلى الأرض ، ثم أخذ يفكر طويلاً .. نهض فجأة من مكانه .. وضع الملفات جانباً .. التقط أحد الأكياس .. بدل ملابسه سريعاً ، وأعد حاله جيداً ، ثم خرج فى عجلة من أمره .

استقل سيارة حنيها ، وللتو وصل إلى الفندق الذى حدثت به جريمة القتل .. نزل من السيارة ، ثم دخل إلى الفندق على مهل .. ينظر فى كل ركن .. كانت الأجواء عادية للغاية .. لم يتأثر الفندق بالرغم من كل هذا .. هكذا الناس ينسون سريعاً .

خطى نحو موظفة الإستقبال ، ثم قال بإبتسامة :

- لو سمحتى مكتب مدير الفندق ( صالح غالى ) منين ؟

أشارت له الفتاة وهى تبتسم :

- من هنا يا فندم .

شكرها بدوره ، ثم سار حسب ما أشارت له .. كان هناك غرفة بآخر الردهة .. طرق حينها الباب ، ثم دخل بعد أن أُخبر بالدخول .

قام ( صالح ) من مجلسه مرحباً به :

- أهلا ( أدهم ) باشا .. اتفضل .

جلس ( أدهم ) على الكرسى المقابل له تماماً ، ثم قال بعد أن أشعل سيجارة ونفث دخانها عالياً :

- كنت عايز اطلب منك طلب يا صالح باشا .

- اتفضل .

نفث دخان سيجارته مجدداً ، ثم قال :

- أكيد حضرتك فاكر الولد العامل اللى اتقتل .

أومأ ( صالح ) برأسه وقال :

- طبعاً فاكر .

- كويس أوى .. أنا عايز بياناته .

لم يتردد ( صالح ) فى مساعدته .. أجرى إتصالاً سريعاً يطلب فيه بيانات ذلك الشاب .

قال ( صالح ) مبتسماً :

- معلش يا ( أدهم ) باشا .. نسيت أقولك تشرب أيه .

- لا ملوش لزوم .. أنا ماشى على طول .

دقائق وكان أحدٌ بالخارج يطرق الباب .. قال ( صالح ) : ادخل .

دُفع هنا الباب من قبل أحد الموظفين .. دخل فى خطوات بطيئة فى تردد وهو يحدق النظر فى ( أدهم ) الذى كان يدخن سيجارته ، ثم أعطى ورقة البيانات للسيد ( صالح ) وخرج .

مد ( صالح ) يده بالورقة تجاه ( أدهم ) قائلاً :

- اتفضل يا ( أدهم ) باشا .

أمسك ( أدهم ) بالورقة ، ثم شكره بدروه وذهب فى الحال .

لم يهدر ( أدهم ) من الوقت ، توجه فى الحال إلى العنوان الذى دون بالورقة .

كان العنوان يشير إلى أحد المناطق الشعبية البسيطة التى تجمع الناس البسطاء فى كل أمرها .. البسطاء فى معيشتهم .. أفكارهم ، وحتى أحلامهم .

وصل ( أدهم ) إلى هذه المنطقة البسيطة .. كان يمشى يتلفت يميناً ويساراً .. يطالع الورقة الصغيرة التى بين يديه .. خطى هنا نحو رجل بسيط لديه دكان صغير يقوم فيه ببعض الحلويات .

- لو سمحت بيت نمرة 9 فين ؟

أجابه الرجل فى الحال ووصف له الطريق ، بينما شكره ( أدهم ) بدوره ، ثم سار فى طريقه .

انتهى به الحال حسبما أشار له الرجل أمام بيت بسيط ربما يتكون من طابقين أو ثلاثة فقط .. استوقف أحداً حينها ، ثم سأله :

- بيت ( أحمد سعد ) الدور كام ؟

- الدور الأول .

صعد ( أدهم ) الدرج سريعاً ، ثم طرق على الباب عدة طرقاتً .. انتظر قليلاً من الوقت .. فتحت إمرأة مسنة الباب .. كانت ترتدى عباءة سوداء واسعة وتغطى رأسها بحجاب من نفس اللون .. قالت هنا :

- أؤمر يبنى .

- حضرتك والدة ( أحمد ) الله يرحمه ؟

أطرقت إلى الأرض وقالت فى حزن :

- الله يرحمه .

- البقاء لله .. ممكن اتكلم معاكى شوية يا أمى .. أنا ( أدهم ) ظابط مباحث .

أشارت له بيدها ، ثم قالت :

- اتفضل .

دخل ( أدهم ) إلى المنزل المتواضع بعض الشىء ، ثم أشارت له بالجلوس .

- خير حضرتك ؟! .. تسائلت هنا .

اعتدل ( أدهم ) فى جلسته ، ثم قال :

- خير يا أمى .. أنا بس كنت حابب اتكلم معاكى كلمتين بخصوص ( أحمد ) .. سكت قليلاً ثم أردف : حضرتك ملاحظتيش أى حاجة غريبة عليه فى الفترة الأخيرة ؟

سكتت الأم قليلاً .. كانت تبدو حزينة للغاية على فقدانها لولدها بهذه الطريقة البشعة .. مؤلم جداً أن تفقد عزيزاً لديك .. ربما لم تكتفى منه .. تكتشف فى الأخير أنك قصرت فى حقه ، أو تباعدتم بسبب ظروف الحياة الصعبة ..
تكتشف حقيقة الحياة القصيرة مهما طالت .. تتمنى لو يعود إليك لحظة واحدة تملّى عينيك منه قبل رحيله .. تحتضنه بقوة وتود أن لو يستمر هذا العناق إلى الأبد خشية الفراق .
تود لو أن الله يزيد فى عمره وعمرك سنيناً وسنيناً لتظلا هكذا . ولكن هيهات ..
هكذا هى الحياة تملى لنا وتلهينا ، ثم تفاجئنا فى إحدى المرات ونكتشف حينها مدى عجزنا .. نعتصر ألماً حينها .. نرى الدنيا كلها سوداء فى أعيننا ، ولكن برحمة من الله نواصل حياتنا .

على أى حال قالت هنا الأم فى حزن :

- ( أحمد ) إبنى كان غلبان ولا له فى أى حاجة .. كان بيشتغل مندوب بيلف فى الشوارع يبيع شوية حاجات كده .. بس كانت شغلانة مرتبها قليل وهو زهق .

- كملى يا أمى سامعك .. قال ( أدهم ) .

أطرقت إلى الأرض ، ثم قالت :

- اتوسطتله أنا بقى عند الست اللى بشتغل عندها تشوفله شغلانة ، حكم جوزها لواء كبير فى الداخلية هو اللى شغله فى الفندق .

سكتت حينها ، ثم أخذت تمسح دموعها التى بللت وجنتيها . بينما تسائل ( أدهم ) :

- تعرفى اسمه ايه اللواء ده ؟

- مجدى .. مجدى عواد .

تلقى ( أدهم ) الجواب بالسكوت ولا شىء غيره .. تعجب من الامر ! بينما واصلت الأم حديثها قائلة :

- فى الأيام الأخيرة كان مبسوط ، والشهادة لله هو كان حنين .. يوم ما كان بيبقى معاه قرشين مكانش بيبخل عليا بحاجة .. سألته يا ( أحمد ) أنت جبت الفلوس دى منين ؟
رد عليا وقالى ادعيلى ياما أنا بشتغل مع واحد من الكبارات .. بخلصله شغل وأوراق وهو راجل كويس اوى .

انخرطت فى البكاء حينها ، بينما حاول ( أدهم ) أن يهدئها قليلاً .

- وحدى الله يا أمى .. إن شاء الله الحقيقة هتبان واللى عمل كده ياخد عقابه .

- كله عند الله يبنى .. كله عند الله .

استئذن ( أدهم ) هنا ، ثم ذهب وعقله مشغولاً ومتعلقاً بإسم سيادة اللواء ( مجدى عواد ) .. تراوده الكثير من الأسئلة .. يشعر وأن فقدانه لعقله بات قريباً للغاية .

أمسك ( أدهم ) هاتفه ، ثم أجرى الإتصال بالضابط ( كمال ) .. تبادلا الترحيب سريعاً بينما تسائل ( كمال ) :

- خير يا ( أدهم ) باشا ؟

- فاكر يا ( كمال ) الواد اللى اتقتل فى نفس الليلة اللى اتقتل فيها ( عادل السمرى ) ؟

بدا ( كمال ) وأنه يحاول أن يتذكر بالرغم من أنها جريمة قتل لشاب فى مقتبل العمر حدثت فى نفس الليلة التى قتل فيها رجل الأعمال .
كان من السهل جدا أن يتذكر ( عادل السمرى ) بمجرد ذكر إسمه لأنه رجل أعمال وبالطبع حينما يقتل تنقلب الدنيا رأساً على عقب ، بينما ذلك الشاب المسكين لن يأبه لأمره أحد .

ستغلق القضية سريعاً وتنتهى كافة الإجراءات وتقيد القضية ضد مجهول وانتهى الأمر .. لن يحتاج الامر أكثر من ذلك ، اذا كانت الحكومة لم تأبه لأمره طيلة حياته .. فهل ستفتش وتنقب عنه بعدما مات وراحت حياته هباءاً ليس لشىء ثمين .

أمثال هؤلاء المساكين يأتون الدنيا فى هدوء ويغادرونها فى هدوء غير مأسوف عليهم .

ثم بعد عناء طويل حاول فيه ( أدهم ) أن يعتصر ذاكرة ( كمال ) .

- ايوة افتكرته .. ماله ده ؟

قال ( أدهم ) هنا :

- عايزك تسأل اللواء ( مجدى ) عليه .. اللواء ( مجدى ) كان هو اللى شغله فى الفندق .. بس عايزك تسأله بشكل غير مباشر ولو أنكر معرفته به يبقى شكى فى محله .

سكت ( كمال ) هنا .. خطى خطوات قليلة ، ثم جلس على كرسى المكتب خاصته .

- ألو .. ( كمال ) أنت سامعنى ؟

أجابه قائلاً :

- معاك يا ( أدهم ) باشا .. بس الموضوع محير شوية .

تنهد ( أدهم ) ، ثم قال :

- احنا مش هنخسر حاجة .. أسأله وشوف رد فعله .

- حاضر .. حاضر .. قال ( كمال ) على مضض .

انتهت المحادثة ولازال ( كمال ) جالساً على كرسى مكتبه لا يحرك ساكناً .. ترى لو أن اللواء ( مجدى ) متورطاً فى أمر ما ؟! كيف ستسير الأمور ؟!

بدا متوتراً للغاية .. أخذ ينقر بأصابعه فوق سطح المكتب .

لا عليك يا ( كمال ) .. كف عن السؤال قليلاً .. هى بضع خطوات خارج مكتبك وستجد نفسك أمام سيادة اللواء ( مجدى ) .. عليك أن تتشجع قليلاً .

نهض من مكانه ، ثم سار نحو مكتبه اللواء ( مجدى ) .. طرق الباب هنا .. بينما أجابه اللواء ( مجدى ) بالدخول .

دفع الباب برفق ، ثم خطى نحوه متثاقل الخطى .. يشبك يديه ببعضهما .. يبدو متوتراً .. تتلاشى الكلمات من على شفتيه كلما حاول أن يتكلم .

- ما تتكلم يا ( كمال ) .. فى أيه .. قال اللواء ( مجدى ) بينما كان منهمكاً فى مطالعة بعض الأوراق الملقاه أمامه على سطح المكتب .

- أبدا يا فندم هى كانت فكرة بس ممكن تساعدنا فى القضية قولت أخد رأى سيادتك فيها .

- فكرة أيه يا سى ( كمال ) .. قال غير مهتم .

تنحنح ( كمال ) ، ثم قال :

- لو تفتكر كان فى شاب اتقتل فى نفس الليلة اللى اتقتل فيها ( عادل السمرى ) .. أنا كنت بفكر أمشى ورا الخيط ده يمكن يوصلنا لحاجة .. أيه رأى سيادتك ؟

ترك اللواء ( مجدى ) بعض الأوراق من يده ، ثم خلع نظارته وقال :

- جرالك أيه يا ( كمال ) باشا ؟ هو ده اللى ربنا قدرك عليه .. سايب القضية الأساسية ورايح تدورلى على شاب بيشتغل عامل فى فندق اتقتل !

- يا سيادة اللواء ...

قاطعه هنا قائلاً :

- بقولك أيه يا ( كمال ) أنا مش فاضى للدوشة دى .. ركز فى القضية اللى معاك ، وبعدين قضية الواد ده بيحقق فيها ظابط تانى ، ولما يوصل لحاجة يا سيدى ابقى بص على نتيجة التحقيقات .. يلا اتفضل .

لوى ( كمال ) رأسه ، ثم انصرف بخيبة أمل .. لم يستطع أن يجزم بتورط اللواء ( مجدى ) من عدمه .. عاد إليه مجدداً .. تفاجأ اللواء ( مجدى ) بدوره .

- فى أيه تانى ؟!

- سؤال أخير بس معلش .

اعتدل اللواء ( مجدى ) فى جلسته ، ثم قال وهو يضع يده أسفل ذقنه مستهزءاً :

- اتفضل .

- هو حضرتك اطلعت على تحقيقات القضية بتاعة الشاب ده ؟

- لاء ..

- أمال حضرتك عرفت منين أن الشاب ده بيشتغل عامل فى الفندق ؟!

ساد الصمت طويلاً .. تبادلا النظرات فيما بينهما .. بدا اللواء ( مجدى ) فى حيرة من أمره .. وقع السؤال على أذنيه كان كالصاعقة ، بينما ( كمال ) كان لا يريد أن يسمع إجابة منه .. لقد فهم الأمر دون أن يبذل الكثير من الجهد .

دق هنا الهاتف الارضى لدى اللواء ( مجدى ) .. بدوره رفع السماعة ، ثم أشار للضابط ( كمال ) بالخروج ..
أومأ ( كمال ) برأسه وهو يبتسم فى وجهه ، ثم تركه وذهب ******* *****



خرج ( كمال ) من غرفة اللواء ( مجدى ) شارد الذهن تائها .. لم يتوقع شيئاً كهذا من قبل .. ولكن كيف ؟!

إن العالم كله يسير على هذا النحو .. الكثير من المعتقدات التى آمنا بها وفى يوم وليلة تبخرت فى الهولاء .. تلاشت .. عندما نفتش فى دفاترنا القديمة نكتشف كم كنا مغفلين فى الكثير من الأحيان .

الحياة ذاتها يا ( كمال ) تفعل مثلما فعل اللواء ( مجدى ) .. ألم تصفعك الحياة مرات ومرات ؟
ألم تحتضنك الحياة وتعانقك عناقاً كافياً ليكسر ضلوعك ؟

حتى الناس .. كم من الناس ظننت فيهم الخير وباغتوك بالكثير من الوقاحة ؟!

هذه حقيقة ثابتة وأزلية .. أنا أعلم أنها صفعة قوية كونك كنت تعتقد الكثير من المعتقدات .. أعلم أنك كنت تؤمن بالعدل المطلق الذى لا يشوبه أى شىء .. كنت تؤمن أن هذا هو الباب الوحيد الذى سيحقق العدل للناس جميعهم .
ولكنك وجدت فجأة أن الظلم ليس ببعيد عنك .. بل قريب منك لدرجة لم تتخيلها يوماً .

سار ( كمال ) حينها خطوات بطيئة مترنحة نحو مكتبه .. جلس على كرسى المكتب خاصته ، ثم أخذ يمرر يده على جبهته .. بدا وأن الصداع يدب فى رأسه .. أسند ظهره للوراء .. أشعل سيجارة ، ثم نفث دخانها عالياً .. أمسك هاتفه المحمول ، ثم قام بالإتصال على ( أدهم ) الذى كان ينتظر مكالمته بفارغ الصبر .

دار حديث قصير بينهما لم يتعدى بضع دقائق كان ( كمال ) قد أخبره بما حدث ، وانتهت المحادثة سريعاً ، بينما على الجانب الآخر كانت ردود أفعال ( أدهم ) باردة .. ( أدهم ) كان أنضج من صديقه ( كمال ) .. لقد تعوّد على المفاجأت .. بدا كل شىء يحدث حوله أمراً إعتيادياً .

حنيها كان ( أدهم ) يواصل مطالعة الملفات .. كان يجلس على طاولة متوسطة يضع فوقها الملفات الثلاثة المكتظة بالأوراق الكثيرة .. يمسك بيده قلم يدون به كل ملاحظة يجدها مهمة حتى ولو كانت بسيطة للغاية
مثل أن الطبيب ( سمير مصطفى ) كان طبيباً نفسياً ، بينما رجل الأعمال ( عادل السمرى ) كان لديه شركة تقوم باستيراد الأدوية من الخارج .

رسم ( أدهم ) على ورقة بيضاء ثلاث دوائر وكتب داخل كل دائرة الأسماء الثلاثة ، ثم أخذ يدون تحت كل إسم ملاحظاته .

أزاح الورقة قليلاً عنه ، ثم نهض مكانه ولازال يطالعها .. يفكر فى كيفية الربط بين هؤلاء الثلاثة .. الأمر المجهول لديه هو اللواء ( محمد النجار ) .. ما هى العلاقة التى تربطه بهذه الشبهات بالرغم من أن سجله الوظيفى خالياً من أى تجاوزات ؟!

جلس ( أدهم ) مجدداً ، ثم رسم دائرة رابعة وكتب داخلها " تجارة الأدوية المخدرة " .. أخذ يعبث بلحيته قليلاً .. تراوده الكثير من الأسئلة والشكوك ، ولكنه يبدو أنه عاجز فى حل هذا اللغز .

ترك الورقة البيضاء والقلم من يده .. ألقى بالملفات جانباً .. كان يبدو متوتراً بعض الشىء .. مسكين .. كيف لأحد أن يتحمل كل هذا الضغط العصبى دون أن يفقد أعصابه ؟

تنهد طويلاً ، ثم أشعل سيجارة ونفث دخانها عالياً .. ارتدى معطفه هنا ، و ( كوفية ) غطى بها نصف وجهه ، ثم خرج .
فى الحال استقل سيارة أجرة إلى البيت الذى تجلس به زوجته ( أمنية ) وطفلاه .. للتو وصل إلى العنوان .. نزل من السيارة بعد أعطى الأجرة للسائق .

عدّل من هندامه قليلاً .. أزاح ( الكوفية ) عن وجهه ، ثم دخل إلى البناية .. استقل المصعد الذى توقف به بعد دقائق قليلة فى الطابق السادس .. خطى خطوات معدودة نحو باب الشقة .. ضغط على زر الجرس ، ثم انتظر قليلاً حتى فُتح له الباب . كان وراء الباب سيدة مسنة تبدو طيبة جداً من ملامحها الهادئة .. تسائلت فى هدوء :

- حضرتك مين ؟

أجاب ( أدهم ) محرجاً :

- أنا ( أدهم ) زوج ( أمنية ) .

ابتسمت هنا السيدة فى الحال ، ثم أشارت له بالدخول مرحبة :

- اتفضل يا ( أدهم ) .. اتفضل بيتك .

شكرها بدوره مبتسماً ، ثم دخل إلى الشقة ، بينما أشارت له بالجلوس إلى أن تخبر زوجته . دقائق قليلة بل لحظات وكانت ( امنية ) تخرج من غرفتها مسرعة نحوه .. قام ( أدهم ) من مجلسه بدوره ، بينما احتضنته ( أمنية ) بقوة وطوقته بذراعيها فى حين كانت تنهمر الدموع من عينيها بغزارة .

أمسكها من كتفيها بكلتا يديه ، ثم مسح دموعها وهو يبتسم فى عينيها ، ثم قال :

- شكلك حلو بردو وأنتى بتعيطى .. ابتسم هنا ، ثم استطرد قائلاً : تعرفى أيه اللى تاعبنى فى الموضوع ده كله ؟

تسائلت ( أمنية ) بينما كانت تمسح دموعها كالطفلة الصغيرة ؟

- أيه ؟

أجاب وهو لايزال يحافظ على إبتسامته الحانية :

- أنى بعيد عنك ومش عارف أشوفك .

اعتلت الضحكة المنكسرة المشوبة بالحزن وجه ( أمنية ) ، ثم قالت وهى تشير له بالجلوس :

- طمنى عليك .

تنهد ، ثم قال :
- أنا كويس .. طمنينى عليكى أنتى الأول ، و الأولاد فين ؟

- الأولاد نايمين .. متقلقش علينا .

حينها كانت السيدة والدة ( كمال ) التى كانت تدعى ( نادية ) قادمة تحمل بين يديها كأسان من العصير .. خطت نحوهما فى هدوء ، ثم قالت وهى تضع المشروب أمامها :

- اعتبروا البيت بيتكم يا ( أدهم ) .

ابتسم ( أدهم ) خجلاً ، بينما قالت ( أمينة ) :

- شكراً يا ماما ( نادية ) .. أنا عارفة أن أحنا متقلين عليكى .

- متقوليش كده يبنتى .. ربنا ينجيكم من محنتكم .

قالت السيدة ( نادية ) ، ثم تركتهما وذهبت .

اعتدل ( أدهم ) فى جلسته وقال :

- عايزك تتصلى بـ ( سلمى ) أختك خليها تيجى هنا .. عايز أسألها على شوية حاجات .

تعجبت ( أمنية ) قليلاً ، ثم تسائلت :

- حاجات أيه ؟

- ( أمنية ) اعملى اللى بقولك عليه وبعدين هتفهمى .

وبالفعل راحت ( أمنية ) تتصل على أختها ( سلمى ) ، ثم طلبت منها أن تأتى سريعاً .. انتظر ( أدهم ) مجيئها حوالى نصف ساعة أو أكثر .

حينها دق هنا جرس الباب .. سارعت ( أمنية ) نحو الباب ، ثم أشارت لـ( سلمى ) بالدخول بعد أن فتحت الباب .
دخلت ( سلمى ) على مهل .. عقدت حاجبيها حينما رأت ( أدهم ) يجلس أمامها .

قال ( أدهم ) هنا :

- تعالى يا ( سلمى ) متخافيش ..

تقدمت ( سلمى ) نحوه .. وضعت حقيبتها جانباً ، ثم جلست بجوار ( أمنية ) أمامه .

- ( أدهم ) !! .... أنت ازاى هنا ؟ نظرت نحو ( أمنية ) ، ثم أردفت : أنا مش فاهمة حاجة .

نفث ( أدهم ) دخان سيجارته ، ثم قال :

- للأسف مفيش وقت عشان تفهمى يا ( سلمى ) .. أنا طالب مساعدتك .

حالة من الصمت سادت المكان .. يتبادلون النظرات المليئة بالأسئلة فيما بينهم حتى قطعت ( سلمى ) حالة الصمت هذه متسائلة :

- طب وأنا هساعدك أزاى ؟

- كويس أوى .. قال ( أدهم ) ، ثم تابع : أنتى بتشتغلى فى المستشفى دى بقالك أد أيه ؟

- حوالى 3 سنين .

قال بعد أن نفث دخان سيجارته مجدداً :

- عندكم مخزن للأدوية داخل المستشفى صح ؟

أومأت ( سلمى ) برأسها ، بينما قال ( أدهم ) :

- عايزك تجبيلى قائمة بأسماء الأدوية اللى موجودة داخل المخزن .. بس كده

أشارت ( سلمى ) بالموافقة بالرغم من عدم فهمها السر وراء ذلك .

- خلاص يا ( سلمى ) مفيش حاجة تانية .. بس ياريت تجبيلى اسماء الأدوية دى فى أسرع وقت .

- حاضر يا ( أدهم ) .. قالت ( سلمى ) ثم قامت من مجلسها ، ثم استئذنت وذهبت بعد أن ودعت أختها وقبلتها .

- وأنا كمان همشى يا ( أمنية ) .

أومأت هى فى حزن ، ثم قالت وهى تشد على يديه :

- خلى بالك من نفسك .

إبتسم هنا إبتسامة حانية ، ثم قال وهو يخطو نحو باب الشقة :

- هبقى احاول أشوفك تانى .

نزل ( أدهم ) إلى الشارع حينها .. قام بوضع ( الكوفية ) على نصف وجهه مجدداً ، ثم أخذ يسير فى طريقه .
أخرج هاتفه ، ثم قام بالإتصال على ( كمال ) الذى كان قد من عمله للتو . كان جالساً داخل غرفته شارد الذهن .

دق هنا هاتقه المحمول .. التقطه ، ثم مرر إصبعه على الشاشة وقال :

- أيوة يا ( أدهم ) باشا .

قال ( أدهم ) :

- اسمعنى كويس يا ( كمال ) .. فى شركة اسمها ( نيو فارما ) .. شركة أدوية بتقوم بإستيراد أدوية من الخارج .. عايزك تعرفلى الشركة دى بتدخل الأدوية من أى ميناء ، ومين الشركة اللى بتقوم بعميلة التخليص الجمركى .

- بسيطة جداً .. نقدر نعرف ده بمنتهى السهولة .. بكرة الصبح إن شاء الله المعلومة هتبقى عند سيادتك .

شكره ( أدهم ) بدوره ، ثم واصل طريقه .

****

فى صباح اليوم التالى تقريباً كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهراً .. كان أدهم جالساً يفحص الملفات الثلاثة من جديد ربما يعثر على أى شىء يساعده فى حل هذا اللغز ، وبينما كان منهمكاً فى عمله دق هاتفه المحمول ، وبالطبع كان ( كمال ) فهو الوحيد الذى لديه رقم هاتفه :

التقط ( أدهم ) الهاتف .

- خير يا ( كمال ) ؟ وصلت لحاجة ؟

أجابه ( كمال ) :

- تمام سيادتك .. أنا عرفت الشركة بتدخل الأدوية عن طريق ميناء أيه .. عن طريق ميناء إسكندرية

- كويس أوى .. الله ينور عليك يا ( كمال ) .. وبالنسبة لشركة التخليص قدرت توصلها .

- عيب عليك يا ( أدهم ) باشا .. تلميذك .. أنا ربع ساعة بالكتير وهكون عندك .

تنفس ( أدهم ) الصعداء .. شعر بقليل من الإرتياح .. جلس مكانه ينتظر مجىء ( كمال ) بفارغ الصبر .

مر ما يزيد عن ربع ساعة بقليل حتى كان ( كمال ) يطرق على باب غرفته .. قام ( أدهم ) فى الحال .. فتح الباب سريعاً ، ثم أشار لـ ( كمال ) بالدخول .

دخل ( كمال ) ، ثم جلس على أقرب كرسى أمامه ، ثم أخذ يلتقط أنفاسه . بينما قال ( أدهم ) :

- لا يا ( كمال ) أنت جاى تموت دلوقتى .. قولى بسرعة أرجوك .

تنهد هنا ( كمال ) ، ثم قال :

- بص يا ( أدهم ) باشا .. أولا الشركة بتدخل الأدوية تقريباً من جميع الموانى اللى فى مصر .. بس أكتر ميناء هى إسكندرية ، وده بيان بعدد الشحنات الواردة بإسم الشركة خلال السنة اللى فاتت .

التقط ( أدهم ) الورقة ، ثم أخذ يحدق فيها .. كان مدوناً بها الكثير من البيانات التى تتعلق بالأعمال الجمركية التى لم يستوعبها ( أدهم ) بالطبع .

- تمام يا ( كمال ) .. فى أيه تانى ؟

أجابه ( كمال ) :

- بالنسبة لشركة التخليص الجمركى فهى شركة واحدة ولها فروع كتيرة جداً .. فرعها الرئيسى فى القاهرة .. ولها فرع فى إسكندرية ، بور سعيد ، والسويس .. تقريباً فى كل مدينة بها ميناء .

تسائل ( أدهم ) هنا :

- اسمها أيه الشركة دى ؟

- اسمها ( MG للأعمال البحرية و التخليص الجمركى ) . و كمان جبتلك رقمها الضريبى .

وقف ( أدهم ) فى مكانه وقال :

- ( كمال ) بالرقم الضريبى ده نقدر نعرف مين صاحب الشركة دى .

وقف ( كمال ) بدوره ، ثم قال :

- مظبوط .

- كويس أوى .. فى واحد صديق ليا إسمه ( على سالم ) بيشتغل فى مأمورية ضرائب الجيزة .. هتروحله وتقوله أنك من طرفى .. وهو هيعرف يجيب بيانات صاحب الشركة .. وأول ما توصل لمعلومة تكلمنى .

تحمس ( كمال ) للفكرة ، لم يتردد ثانية واحدة .. وافق على الفور ، ثم استئذن وقبل أن يذهب تذكر شيئاً أخيراً .

- ( أدهم ) باشا .. ده عنوان شركة التخليص فى القاهرة .

التقط ( أدهم ) منه الورقة ، ثم قال :

- تمام .. مش هوصيك يا ( كمال ) أول ما توصل لمعلومة تكلمنى .

- اطمن يا ريس .

نزل ( كمال ) مسرعاً .. استقل سيارته وانطلق بها سريعاً ، بينما كان ( أدهم ) الجانب الآخر يبدو متوتراً .. ينتظر مكالمة ( كمال ) بفارغ الصبر .. يذهب ويروح داخل الغرفة مراراً .. أشعل سيجارة كعادته يُخرج فيها توتره وقلقله .

بينما ( كمال ) لايزال يقود سيارته .. شوارع القاهرة فى وقت الظهيرة دائماً ما تكون مزدحمة كثيراً ، ولكن ( كمال ) كان مضطراً لمواصلة القيادة .

مر أكثير ما يزيد عن ساعة فى الطريق حتى وصل لمقر مأمورية الضرائب .. توقف ( كمال ) بسيارته على جانب الطريق .. ألقى بسترته داخل السيارة ، ثم صعد الدرج سريعاً ..

كانت المأمورية تكتظ بالناس والموظفين .. ربما يوجد الكثير لديه مجموعة من المشاكل تتعلق بالضرائب لا تنتهى .. ربما البعض لديه الكثير من الحق فى إستعادة جزء كبير من الضرائب ، والمأمورية ترفض إعادة المال له بحجة أن هناك ورقة لابد أن تختم من جهات متعددة ، لو ظل الرجل يلف بهذه الورقة ليعتمدها من كل هذه الجهات لمات فى وسط هذه الرحلة الشاقة ، ولتاهت أمواله وذهبت بلا رجعة .

على أى حال .. كان ( كمال ) هنا يبحث عن الموظف ( على سالم ) .. يسأل هنا وهناك ، حتى أشار له أحدهم على مكانه .

تحرك ( كمال ) نحوه ، ثم تبادلا الترحيب وأخبره أنه جاء من طرف الضابط ( أدهم ) ، وطلب منه المساعدة .

بينما ( أدهم ) حينها كان جالساً يدخن بشراهة كعادته .. ربما فى يوم من الأيام ستودى هذه العادة بحياته .
دق هنا هاتفه .. قام من مكانه مسرعاً ، ثم التقط الهاتف من فوق الطاوله .. مرر إصبعه على الشاشة وقال :

- أيوة يا ( كمال ) .. أيه الأخبار ؟

تلقى ( أدهم ) الجواب بحالة ذهول ، ثم شكر ( كمال ) بدوره وانتهت المحادثة .

وضع الهاتف جانباً ، ثم ذهب نحو الورقة البيضاء التى بدون بها ملاحظاته .. رسم دائرة خامسة .. كتب داخلها إسم الشركة ، ثم كتب تحتها ( اللواء محمد النجار ) .

====================

تابعوا كل يوم الحلقات بتنزل الساعة ٩ مساءا 🖤🙏
متنسوش تقولوا رأيكم في حلقة النهارده سواء بالايجاب أو بالسلب 🖤🙏

وايه هي توقعاتكم للحلقة الجاية 💙📺🙏

ولو وصلت في القراءة لحد هنا فأنا بقولك شكرا من كل قلبي 🤍🤍🙏

Address

Alexandria

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Mostafa Ahmed Bek posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category