
27/08/2025
مسلسل سحر العاشق الحلقة الخامسة:
Part 4____
المشهد العاشر – بحيرة زاهور – وقت الغروب
الخارج – الطريق المؤدي إلى البحيرة – وقت الغروب
السيارة تعكس أشعة الغروب الذهبية. غالية تقود بثقة، بينما ليلى تجلس بجوارها تشير للطريق.
ليلى
(تشير للطريق)
أيوه... دخلي من الممر ده.
الكاميرا: لقطة قريبة على اللافتة القديمة الصدئة.
غالية
(تقرأ بصوت واضح باللهجة اللبنانية)
"بحيرة زاهور"... واو! شكله مكان مميّز عنجد.
ليلى
(بدهشة)
تصَدّقي أول مرة آخد بالي من اسم المكان... بس تقريبًا حد قاله قدّامي قبل كده.
غالية
(تضحك وهي تركز في الطريق)
طبيعي حدا يكون قال لك... أكيد في عالم كتير بتزور هالمكان.
---
الخارج – بحيرة زاهور – وقت الغروب
الكاميرا: لقطات واسعة تُظهر جمال البحيرة، انعكاس الشمس على المياه، الأشجار تحيط بالمكان في سكون غامض.
غالية
(تفتح عينيها بدهشة وانبهار)
واااو... إييه هالمكان الساحر هيدا... بيجنّن!
ليلى
(تبتسم بفخر)
شُفتي بقى... قلتلك إن ذوقي حلو.
غالية
(بصدق، وهي تنظر لها)
يا ليلى... إنتي رائعة.
ينزلان من السيارة. أثناء نزول ليلى، تسقط السلسلة من جيبها. تنحني لتلتقطها وتعيد ارتداءها.
غالية
(تقترب منها بابتسامة)
إيه هالسلسلة الحلوة دي... إنتِ عنجد ذوقِك حلو بكل شي يا ليلى.
ليلى
(بابتسامة خجولة)
ميرسي بجد... إنتي الأجمل.
---
الخارج – قرب البحيرة – وقت الغروب
يجلسان على صخرة تطل مباشرة على المياه الهادئة. صوت العصافير يملأ الجو، والهواء محمّل برائحة الأعشاب.
غالية
(بفضول وبنبرة ودودة)
خبريني عن حالِك شوي... أنا عنجد حبيتك وبدي اتعرّف عليكي أكتر.
ليلى
(تتنهد قليلًا ثم تبتسم ابتسامة حزينة)
ماشي يا سِتي... أنا اتولدت في أمريكا، في نيويورك تحديدًا. ماما وبابا كانوا عايشين هناك واتعرّفوا على بعض هناك.
بابا كان عنده سلسلة مطاعم كبيرة، وماما كانت صاحبة شركة مستحضرات تجميل وكان عندها "بيوتي سنتر" ضخم.
كنا عايشين مبسوطين قوي... كنت وحيدة ماما وبابا. بابا كان مريض قلب... واتوفى وأنا عندي أربع سنين.
بابا كان أحن وأطيب قلب في الدنيا.
(صوتها يرتجف قليلًا)
بعد وفاة بابا، ماما بقت مسؤولة عن المطاعم وشغل بابا كله بجانب شغلها. اضطرت تدخلني مدرسة داخلية... وكانت بتزورني من وقت للتاني. بس برضو الحمل كان تقيل عليها جدًا.
رغم كده، كانت بتنجح وبتكبر.
(تتنهد وتخفض رأسها)
وأنا عندي سبع سنين، ماما اتجوزت. وبعدها بسنة خلفت بنت من الراجل اللي اتجوزته.
وطبعًا أنا ماكنتش أعرف حاجة... لأني كنت لسه في المدرسة الداخلية. ماما ماخرجتنيش حتى عشان أشوف أختي.
كانت بتزورني من وقت للتاني... لكن زياراتها ليا كانت بتقل مع مرور الوقت.
(صوتها يصبح أكثر ألمًا)
المهم... انفصلت بعد ما خلفت بسنتين. والراجل صمم ياخد البنت تعيش معاه.
وماما... ماما سابتله البنت بكل سهولة... وهو أخدها واختفى.
وماما ما سألتش عنها ولا دورت. سابتها زي ما سابتني أنا كمان.
غالية
(بصدمة وحنان)
وليش؟ وانتي كيف عرفتي كل هالحكاية؟ وليش ما دَوّرتي على أختِك؟ ومامتِك راحت وين؟
ليلى
(تبتسم بسخرية حزينة)
فجأة... زياراتها ليا انقطعت تمامًا. بس... كانت مصاريف المدرسة بتتدفع، وأي حاجة باحتاجها كانت بتوصلني.
وكان في واحدة بس هي اللي بتزورني... مدام رزان، أقرب صديقة لماما. ماكنش عندها أولاد... لكنها كانت أحن عليّا من أمي.
هي اللي خرجتني من المدرسة الداخلية، وأخدتني أعيش معاها. كانت بتعاملني كإني بنتها.
كنت دايمًا بسألها عن ماما... وكانت تقوللي إن ماما سافرت وهاتغيب فترة طويلة عشان شغلها.
(بصوت مبحوح)
مرت السنين... لحد ما تمّيت ١٢ سنة. وقتها، ماما رزان قررت تحكيلي كل حاجة.
وعرفت إن ماما صفّت شغلها كله وسابت أمريكا.
وعرفت كمان إن ماما رزان اشترت منها مطاعم بابا.
بس يا سِتي... ماما رزان فضلت جنبي لحد ما كبرت واتخرجت من الجامعة.
غالية
(بابتسامة حزينة)
وإي اللي خلاكي تتركي أمريكا وتجي لهون؟
ليلى
بعد ما ماما رزان توفت، أخوها ورث كل حاجة.
حسيت وقتها إن ماليش حد هناك. فجيت هنا... اشتغلت، وقابلت سارة... أقرب حد ليا في الدنيا دي.
غالية
(بفضول ممزوج بحزن)
وليش ما دَوّرتي على مامتِك وأختِك؟
ليلى
(تهز رأسها بقهر)
هادور إزاي على أختي؟ وفين؟
أما ماما... لأ. أنا مش هادور عليها. هي اللي سابتني.
غالية
(تقترب منها وتضم يدها)
خلاص حبيبتي، ما تبكِيش... يلا خلّينا نتصوّر شوي بهالمكان الحلو. أو شو رأيك نفتح لايف على تيك توك من هون؟
تبحث غالية في حقيبتها عن الهاتف ولا تجده.
غالية
(بابتسامة خفيفة)
ليلى... شكلي نسيت تليفوني بالسيارة، ممكن تجيبيه لي؟
ليلى
حاضر... هاجيبهولِك حالًا.
تتجه ليلى إلى السيارة. بينما هي بعيدة، غالية تخرج خاتمًا ثمينًا من حقيبتها وتضعه في حقيبة ليلى بخفة.
---
الخارج – بحيرة زاهور – بعد دقائق
تعود ليلى بالهاتف وتعطيه لغالية.
غالية
(تنظر للشاشة بدهشة)
ياه... ما فيش شبكة هون خالص! ما علينا... تعالي ناخد كام صورة وكام فيديو.
يبدأن بالتصوير. غالية توجه الكاميرا نحو البحيرة، ثم تلتقط فيديو سيلفي.
غالية
(بابتسامة عريضة، أمام الكاميرا)
هاي يا جماعة! المكان هون بيجنّن! حابة أشكر ليلى الحلوة اللي عرّفتني عهالمكان الرائع.
توجّه الكاميرا إلى ليلى التي تبتسم بخجل... فجأة، ليلى تسقط أرضًا.
الكاميرا: تسقط معها اللقطة للحظة، ثم تركز على جسد ليلى وهو ينتفض بعنف.
غالية
(تصرخ، وهي لا تزال تصوّر من الصدمة)
يا الله... شو هيدا!
تقترب من ليلى الممددة على الأرض. عيناها زائغتان، وجسدها يرتجف، وصوت مرعب يخرج من حنجرتها بلغة سريانية غامضة.
غالية
(بصوت مرتجف)
يا الله... يا الله... ليلى!
تطلق صرخة عالية، وصوتها يتردد فوق البحيرة، بينما الكاميرا تبتعد بلقطة درون بطيئة على البحيرة الهادئة، التي تعكس سماء الغروب المخيفة.
CUT TO BLACK
صوت همهمة سريانية خافتة... ثم صمت.
---
قطع
المشهد الحادي عشر – كافيه هادي – ليل
الخارج – كافيه هادي في الهواء الطلق – ليل
الإضاءة: خيوط أنوار دافئة معلّقة، وهوا خفيف يحرك الأشجار.
الصوت: موسيقى ناعمة بعيدة، وضوضاء خفيفة من الشارع.
الكاميرا: لقطة واسعة تُظهر الطاولات الخارجية للكافيه. سارة تجلس على طاولة جانبية هادئة، كوب قهوة أمامها. يدخل رامي بابتسامة ويحمل علبة هدية صغيرة.
رامي
(مبتسم وهو يقف أمامها)
عيد ميلاد سعيد يا سارة.
سارة
(ترفع عينيها بدهشة وهي تبتسم بخجل)
إيه ده! إنت عرفت منين إنه عيد ميلادي؟
رامي
(يجلس ويضع الهدية أمامها)
من على الفيسبوك... بس حبيت أفاجئك.
الكاميرا: لقطة مقربة على يدها وهي تفتح الهدية ببطء، تكشف عن إسورة أنيقة.
سارة
(بابتسامة صادقة)
واو... جميلة أوي، شكراً يا رامي.
رامي
(ينظر في عينيها بجدية)
سارة... أنا... بحبك.
الصوت: الموسيقى تتلاشى تدريجيًا، وتعلو دقات قلب خافتة.
سارة
(تتجمد للحظة، تتلعثم)
رامي... أنا...
رامي
(بلطف)
ما ترديش دلوقتي... بس عايز أسألك على حاجة، إيه اللي حصل معلكي وخلاكي تتعبي جامد اوي كدا وتروحي المستشفى؟ أنا قلقان عليك.
سارة
(تنظر في فنجان قهوتها بصوت منخفض)
أنا نفسي مش فاهمة اللي حصل... مش عارفة إذا كان كابوس ولا حقيقة.
رامي
(يميل للأمام مهتم)
احكيلي.
سارة
(تتنهد، تتحدث بصوت مهتز)
اليوم ده... أنا وليلى كنا بنضحك ونهزر... وفجأة افتكرنا موتة شريف البشعة.
وكمان افتكرنا موقف مرعب حصل قبلها بأيام.
المهم... حسيت إني خايفة جدًا. نمت جنب ليلى... هي نامت بسرعة... وأنا فضلت صاحية أقرأ قرآن.
الكاميرا: لقطة مقربة على عيني سارة وهي تلمع بخوف.
سارة
(تكمل، بصوت يرتجف)
وفجأة لقيت ليلى بتشدني من شعري... وتضحك وتقول: "نامي."
افتكرتها بتهزر... قلتلها تبطّل رخامة ورجعت أقرأ...
لكن تاني... شدت شعري وضحكت.
وبعدين... سمعت صوت مرعب... بيصرخ في ودني: "نامي!"
الصوت: همهمة خافتة مرعبة تظهر للحظة، للمُشاهد فقط.
سارة
(تخفض رأسها)
صرخت... وبعدها ما حسّيتش بنفسي غير وأنا في المستشفى.
رامي
(مصدوم)
طيب... البحيرة اللي رحناها... كنتِ تعرفيها قبل كده؟
سارة
(بهدوء)
طبعًا... من ليلى. هي طول الوقت بتروح هناك وتقعد بالساعات.
رامي
(بقلق واضح)
حاولي تخلي ليلى ما تروحش المكان ده تاني.
سارة
(تحاول تبتسم وتخفف الجو)
ليه؟ ده حتى مكان مريح.
رامي
(يخرج موبايله ويكتب "بحيرة زاهور" في البحث)
علشان... شوفي.
الكاميرا: لقطة قريبة على شاشة الهاتف تظهر نتائج البحث:
"بحيرة ملعونة منذ القرن التاسع عشر"
"اختفاءات غامضة متكررة"
"أصوات وهمهمات بلغات غريبة عند الغروب"
سارة
(تقرأ بصوت مرتجف)
"البحيرة التي لُعنت منذ أكثر من مئة عام... شهدت حوادث اختفاء متكررة... وأصوات وهمهمات بلغة غير مفهومة تُسمع عند الغروب."
الكاميرا: لقطة مقربة على وجه سارة، عينيها تتسعان بالرعب.
الصوت: موسيقى منخفضة مخيفة تبدأ تدريجيًا، يتخللها نفس الهمهمة المرعبة التي سمعتها سارة.
رامي
(بهمس، بنبرة خوف)
في حاجة غلط كبيرة بتحصل يا سارة.
الكاميرا: تتحرك ببطء للخلف، تُظهر الطاولة معزولة وسط الكافيه، بينما الضوضاء تختفي تدريجيًا، ويبقى الصمت الثقيل.
CUT TO BLACK
---
قطع.
المشهد الثاني عشر – بيت آدم – ليل
الداخل – شقة آدم – ليل
الإضاءة: خافتة، مصابيح صفراء باهتة، جو هادئ خانق.
الصوت: خطوات متثاقلة، صوت مفتاح يدور في القفل، ثم باب يُفتح ويُغلق ببطء.
الكاميرا: لقطة واسعة للباب وهو يُفتح.
يدخل آدم متعبًا، ربطة عنقه مرتخية، بذلته غير مرتبة من أثر الحفلة.
آدم
(بصوت متعب وهو يرمي مفاتيحه على الطاولة)
"تعبان... مش قادر."
الكاميرا: تتابعه وهو يخلع جاكته ويرميها على الأريكة، ثم يستلقي بجسده المنهك.
زاوية قريبة – شاشة الهاتف
رسالة من نغم:
> "وحشتني."
آدم
(بابتسامة ساخرة، بصوت خافت)
"ييادي نغم... ييادي نغم... عاملة السواد كله في حياتي."
الكاميرا: لقطة مقربة على وجهه.
ابتسامة مختلفة ترتسم حين يتذكر ليلى.
يمسك الهاتف، يبحث عن اسمها، يدخل إلى صفحتها.
زاوية قريبة – شاشة الهاتف
صور ليلى: ضحكة بريئة، نظرات حالمة.
الكاميرا: تتحرك ببطء عبر الصور، يظهر الاشتياق في عينيه.
يفتح الرسائل ويكتب:
> "هاي... يعني من آخر مرة اتقابلنا ما سألتيش!"
ثم يترك الهاتف على الطاولة بلا اهتمام.
---
الداخل – غرفة النوم – ليل
الكاميرا: تتبعه وهو يدخل ببطء، الإضاءة خافتة.
يقف أمام المرآة، يبدأ بفك أزرار قميصه.
الصوت: يبدأ يغني همسًا:
> "أول مرة تحب يا قلبي... وأول يوم أتهنّى..."
الكاميرا: زاوية خلفية، تُظهر وجهه في المرآة وهو يغني بابتسامة هادئة.
---
لقطة ثابتة – المرآة
فجأة...
انعكاس آدم في المرآة لا يتحرك.
جسده يتحرك، لكن خياله ثابت... مبتسم... ابتسامة باردة ومرعبة.
الصوت: وشوشات خافتة غير مفهومة تبدأ تتصاعد من العدم.
آدم
(يتوقف فجأة، عينيه تتسعان، يهمس لنفسه)
"إيه... ده؟"
الكاميرا: زاوية قريبة على المرآة.
الخيال يبدأ يرمش ببطء... ثم يبتسم ابتسامة أوسع.
الصوت: الهمهمات تتحول لضحكة مكتومة مرعبة.
آدم
(يتراجع للخلف، يده ترتجف، قلبه يخفق بقوة)
الكاميرا: تهتز قليلًا مع خطواته المتعثرة.
الصوت: الضحكة تتصاعد فجأة مع دقات قلب متسارعة.
---
لقطة بطيئة – سقوط
يتعثر آدم، يسقط أرضًا، رأسه يرتطم بحافة الطاولة الزجاجية.
زاوية قريبة – الأرض
قطرة دم تنزل ببطء على الأرض، تتسع بقعة الدم تدريجيًا.
الكاميرا: لقطة واسعة – جسد آدم ممدد بلا حراك.
المرآة تُظهر الخيال وهو لا يزال واقفًا، مبتسمًا ابتسامة مُجمدة، يطلق ضحكة باردة خافتة.
الصوت: الضحكة تخفت تدريجيًا... ثم صمت تام.
لقطة أخيرة – المرآة
عين الخيال ترمش ببطء... قبل أن تختفي صورته.
CUT TO BLACK
---
نهاية الحلقة الخامسة
#سحرـالعاشق #مسلسل #سيناريو #حكايات #رعب #غموض #رومانسي #ديناـالهادي