
01/05/2025
تخيل معايا كده… تصحى من النوم عادي، تلبس، وتروح شغلك… بس بدل ما تدخل مكتب ولا معمل، يقولولك: "يلا يا باشا، هنهربك من الكوكب ده، وتبقى أول واحد في تاريخ البشرية يسيب الأرض كلها ويفرّ للفضاء!" حرفيًا، ده اللي حصل مع يوري جاجارين، الشاب الروسي اللي كان عنده 27 سنة بس، وفي يوم 12 أبريل 1961، قرر يعمل اللي محدش قبله عمله: يطلع بره الأرض، ويشوف الكوكب من فوق، من السما اللي كلنا بنبص ليها ونقول "يا ترى إيه وراها؟"
جاجارين ركب كبسولة صغيرة كده، اسمها فوستوك 1، ما فيهاش رفاهية ولا كراسي مريحة، كله كان بدائي جدًا، وحزام أمان كأنك راكب موتوسيكل مش رايح رحلة فضاء. والجميل بقى؟ الراجل ده ماكانش ضامن يرجع، يعني كان داخل على الموت وهو بيضحك، ويقولهم قبل ما ينطلق الجملة الأشهر: "يلا بينا!"
ويا دوب، وهو بيطلع، بدأ يشوف الأرض بتصغر تحت رجليه… الكوكب اللي إحنا بنحارب عشانه، ونتخانق على شبر فيه، بقى قد كرة صغيرة زرقا. المنظر ده لوحده كان كفيل يغير دماغ البشرية كلها. ومن هنا بدأت رحلة الهوس بالفضاء… من أول العلماء، لحد هوليوود اللي قالتلك "طب ما نعمل أفلام زي Interstellar وGravity ونخلي الناس تحلم هي كمان."
بس خليني أقولك على حاجة يمكن متعرفهاش… جاجارين ماكانش بيتحكم في المركبة بنفسه، لأ، كل الرحلة كانت ماشية أوتوماتيك، عشان الحكومة وقتها ماكنتش واثقة إن الإنسان تحت الضغط ده هيعرف يفكر أصلا! يعني الراجل حرفيًا كان راكب ومستنّي يشوف الدنيا هتاخده لفين.
ورجع؟ آه، رجع بعد 108 دقيقة، بس نزل بالبراشوت، مش بالمركبة، لأن فوستوك نفسها مكنتش مصممة تهبط ومعاها بني آدم جوهها! يعني الرحلة دي كلها كانت مليانة ريسك، بس فتحت لنا باب مكنش حد متخيله. ومن يومها، بقى عندنا رواد فضاء، ومحطات بتلف حوالينا، وأفلام علمتنا نحلم نسيب الأرض ونروّح كواكب تانية.
السؤال بقى اللي بيدور في دماغي ودماغك دلوقتي… لو كنت مكان جاجارين، وعرضوا عليك تكون أول بني آدم يسيب الأرض، كنت هتوافق وتغامر وتدخل التاريخ؟ ولا هتقول لأ، خليكوا إنتوا وانا أتابع من هنا؟