21/09/2024
كائنات فضائية أم علم حقيقي
لازلت أعتقد في صحة الرأي العلمي لبعض علماء المصريات (ليس كلهم بالطبع) أن سيدنا إدريس عليه السلام الذي جاء إلي مصر و عاش فيها حوالي 800 سنة أنه و كما يشير إسمه كانت رسالته الموكل بها من الله هي تعليم البشر (آنذاك) العلوم الكونية. و هذا أصله و نسبه كالآتي:
قيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيت بن أدم واسمه عند العبرانيين أخنوخ) وهو من أجداد نوح ذكر ابن الجوزي نسبه الكامل: إدريس عليه السلام واسمه أخنوج بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن أدم. كذلك قال الزبير بن بكار أنه إدريس بن يارد بن مهلانيل بن قينان بن آنوش ابن شيث بن آدم وإنما قيل له إدريس لأنه أول من درس و درّس الوحي المكتوب و العلوم التي تعرف الآن بالعلوم الكونية. ذكره القرآن باسمه في سورة مريم، الآيتين 56 ,57 حين قال تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا 56 ورفعناه مكاناً علياً 57} سيدنا ادريس هذا هو الذي غير قدماء المصريين اسمه بعد وفاته فأسموه الإله أوزوريس. سيدنا إدريس هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن حين ذكر صراحة أنه نبي وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلا أى يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لان القرآن قد ذكره بالإسم وحدد شخصيته فوصفه بالنبوة والصديقية وهو أول بني أدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم وقد ادرك من حياة آدم بثلاثمئة سنة وثماني سنين. كما أنه متفق بين العديد من علماء المصريات أن اوزوريس (النبى إدريس) هو المقصود بتمثال أبو الهول. فالعلم الحديث أثبت أن أبو الهول قد غمرت مياه البحر المالحة الجزء السفلي من جسمه لمئات السنين (طوفان سيدنا نوح أحد أحفاده) في حين أن الأحجار بأجسام الأهرامات المجاورة له لم تغمرها المياه المالحة إطلاقا، و استنتج العلماء أن الفترة بين أقدم أهرامات الجيزة و أبو الهول تتراوح ما بين 800 إلي 1000 عام !! فالعلم الكوني و اللدني العظيم الذي أتي الله به علي يد سيدنا إدريس كان السبب الأساسي في صنع تلك المعجزات الهندسية و الطبية و الزراعية ....إلخ التي تركها قدماء المصريين و بعد وفاته نسوا أنه كان نبيا فجعلوا منه إلها (للأسف). و مما يؤيد ذلك أنه الإله الوحيد لدي قدماء المصريين الذي كان وجهه وجه إنسان وليس وجه أحد الحيوانات المقدسة، كما أن قدماء المصريين أعطوه صفات عديدة كإله ولكنهم امتنعوا تماما عن وصفه بالخالق و هذا مما يدل علي أن سيدنا إدريس في حياته حاول كثيرا أن يبين لهم انه مجرد بشر رسول فاستقر ذلك النهي في خلفية ثقافتهم انه لم يكن يخلق. كذلك كان من الصفات الهامة التي نسبوها له كإله لهم بعد وفاته أنه كان شديد الإهتمام بتبيين أن الموت ليس هو النهاية بل أن كل إنسان سيبعث بعد موته ليلقي حسابه ومن هنا اتسمت حضارة قدماء المصريين أنها الحضارة الوحيدة التي اهتمت بما بعد الممات بأكثر مما اهتمت بالحياة الدنيا. معذور كل من يظن أن الحضارة المصرية جاء بها مخلوقات أو كائنات فضائية لأن العلم الذي أوتيه سيدنا إدريس في الهندسة و المعمار و الفضاء ربما كان يفوق علمنا نحن في العصر الحالي.
و في قصة سليمان مع ملكة سبأ في القرآن : { قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي....} و من هنا علمنا أن صاحب العلم الرباني قد تفوق قدرته قدرة الجن.
أخيرا وليس آخرا، ورد في البخاري أن إدريس هو نفسه إلياس والله أعلم.