أبوبكر واكد - Abu Bakr Waked

أبوبكر واكد - Abu Bakr Waked قارئ ومرتل للقرآن في مصر وخارجها وعضو هيئة التدريس المعاون بجامعة الأزهر.

11/08/2025

﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا﴾
آية قصيرة، لكنها وعد عظيم، وميثاق من الله لعباده الصادقين. المخرج قد يكون من همّ، أو بلاء، أو ضيق رزق، أو حتى من ظلمات النفس، لكنه دائمًا يأتي من حيث لا تحتسب.

قال رسول الله ﷺ: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» [رواه الترمذي].
فالتقوى ليست كلمات تُقال، بل هي يقين يثمر صبرًا، وصبر يثمر مخرجًا، ومخرج يثمر فرحًا بعد الشدة.

تأمل في قصة نبي الله يونس عليه السلام، حين ابتلعه الحوت في ظلمات ثلاث، فما كان منه إلا أن لجأ إلى ربه قائلًا: ﴿لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾، فجعل الله له مخرجًا لم يكن في الحسبان، ونجّاه من الغم.

وكذلك قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فلم يجدوا سبيلًا إلا أن يتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فجعل لهم مخرجًا وفرّج عنهم.

التقوى هي المفتاح، والفرج هو العطية، والوعد من الله لا يتخلف أبدًا.
فأَقبل على الله بقلبك، وراقبه في السر والعلن، وسترى كيف تُفتح لك الأبواب التي ظننتها مغلقة، وكيف يأتيك الرزق والنجاة من حيث لم يخطر لك على بال.

اللهم اجعلنا من المتقين الذين وعدتهم بالمخرج والرزق، واملأ قلوبنا يقينًا بوعدك.

07/08/2025

“صلة الأرحام وما أدراك ما صلة الأرحام؟”
هي وصية الرحمن، وعهد النبي العدنان، وسبب من أسباب طول العمر، وبسط الرزق، ورضا الله جل جلاله.

هي ليست مجرد زيارة أو مكالمة، بل عبادة عظيمة، وعقيدة راسخة، وسلوك نبيل لا يقوم به إلا من عرف عظمة هذا الدين.

قال رسول الله ﷺ:
“من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه”
(رواه البخاري ومسلم)

هل تأملت؟!
صلة الرحم تفتح لك أبواب الرزق، وتزيد في عمرك، وتغرس محبتك في قلوب الخلق، وتجلب رضا الخالق سبحانه.

🔸 صلة الرحم لا تقتصر على من يوصلك، بل كمالها أن تصل من قطعك، وتحلم على من جفاك، وتعفو عمن أساء إليك، امتثالًا لقول النبي ﷺ:
“ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها.”
(رواه البخاري)

🔸 في زمن كثرت فيه القطيعة، واشتغل الناس عن أقاربهم بالدنيا، كن أنت الواصل، تكن عند الله من الفائزين.

🔸 صلة الرحم سبب لصلاح الذرية، وزيادة البركة، وتفريج الكرب، وطمأنينة القلب.



🔹 ابدأ من اليوم…
📞 بمكالمة،
📬 برسالة،
🚶‍♂️ بزيارة،
❤️ أو حتى بدعوة في ظهر الغيب…

🔹 لا تبرر التقصير بالانشغال، فالأعمار قصيرة، والرحم وصية الله التي سيسألك عنها يوم القيامة.



📌 قال الله تعالى:
﴿واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً﴾
[النساء: 1]

💬 اللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامهم، الحاملين لقلوب الرحمة، الناشرين للمودة، ولا تجعلنا من القاطعين فتقطعنا من رحمتك.

04/08/2025

� أدركوا قيمة الأب قبل فوات الأوان… وغرسوا حبه في قلوب الأبناء 🌿

في زحام الحياة، ننسى أحيانًا من كان سببًا في استقرارنا بعد الله، من حمل همّ الأسرة على كتفيه، ومضى يصارع الحياة ليصنع لنا غدًا أفضل… إنه الأب.

ذلك الرجل الذي ينهض مع الفجر، يعود متعبًا صامتًا، يخفي أوجاعه خلف ابتسامة، ولا يطلب شيئًا لنفسه، بل يفرح حين يرى أبناءه بخير.
هو السند، ولو لم يتكلم. هو الأمان، ولو لم يعانق. هو الدعاء الصامت، والنخلة التي تثمر بصبر لا يُرى.

لكن الأب لا ينال التقدير دائمًا…
وهنا يأتي دور الأم، هذه المدرسة الأولى، والمربية الحكيمة، التي بيدها أن تغرس في قلوب الأبناء حبّ أبيهم، واحترامه، والاعتراف بفضله.
هي من تقول لابنها: “أبوك سبب نعمتنا بعد الله، فكن بارًا به.”
هي من تهمس لابنتها: “زوجك قد يكون كأبيك… فاصنعي من حبك له امتدادًا لحبنا لهذا الرجل العظيم.”

كم من أبٍ ظلمته ألسنة صغاره لأن الأم صمتت! وكم من أبٍ عاش مكرّمًا في بيته لأن أمًا عاقلة ربّت أولادها على تعظيمه في الغياب قبل الحضور!

يا أمهات اليوم، اغرسن في قلوب الصغار أن أباهم بطل، حتى ولو لم يحمل سيفًا، فهو قد حمل همّهم عمرًا كاملاً.
ويا أبناء اليوم، لا تنتظروا القبر لتقولوا “أحبك يا أبي”… فالقبور لا تسمع.

الأب لا يُعوَّض… وإن غاب، غاب معه جزء من الروح، وشيء من الدعاء، ومصدر من الطمأنينة لا يُستعاد.

فأدركوا قيمته قبل فوات الأوان، وعلموا أبناءكم كيف يكون البرّ قبل أن يُحرموا منه.

30/07/2025

� وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ 🌿
[فصلت: 46]

حين تضيق بك الحياة، وتنهال عليك الابتلاءات من حيث لا تحتسب…
حين ترى الظالم يعلو، والمظلوم يئن، وتنتظر الفرج فلا يأتي كما تمنيت…
قد تسأل نفسك: “لماذا؟ أين العدل؟ أين رحمة الله؟”

لكن مهلاً…
تذكّر قول الله العظيم:
“وما ربك بظلام للعبيد”
ربك لا يظلم أحدًا… لا يغفل عن دمعة، ولا يضيع عنده ألم، ولا يُؤخر شيئًا عبثًا.

🔸 نعم، قد لا تفهم الآن “لِمَ حدث هذا؟”
🔸 وقد لا ترى الحكمة كاملة من مصيبتك أو من تأخر الفرج…
لكن غياب الفَهم لا يعني غياب الحِكمة.

🔹 الله يعلم وأنت لا تعلم
🔹 الله يرى الصورة الكاملة، وأنت لا ترى إلا مشهدًا واحدًا
🔹 الله يُدبّر الخير، وإن خالف رغبتك

ثِق أن كل ما يجري في حياتك ليس عشوائيًا، بل هو جزء من قصة كتبها الله بحكمة ورحمة وعدل.
وربك لا يظلمك… حتى وإن لم تفهم الآن.

💭 ربك عادل… وإن لم تَفهم، فاسجُد واطمئن

29/07/2025

� استخدام الهاتف في الحمام 🔹

أصبح من الشائع في زماننا دخول الهاتف مع الشخص إلى دورة المياه، والتصفح أو مشاهدة الفيديوهات أثناء قضاء الحاجة. ورغم شيوع هذه العادة، إلا أن المسلم الحق ينبغي أن يتوقف عندها ويتأملها من زاوية شرعية وأخلاقية.

📌 أولًا: تعظيم الأدب مع الله
دورة المياه مكان خُصّ للنَّجاسة، وقد أرشدنا الإسلام إلى أدب واضح فيه: من قول دعاء الدخول، وعدم ذكر الله في هذا الموضع، والخروج منه سريعًا دون مكث زائد.
فكيف يصح أن يُمضي الإنسان دقائق أو ساعات وهو يتصفح منشورات، أو يُشاهد مقاطع فيها ذكرٌ لله أو للقرآن، أو حتى أغانٍ ولهوٍ ومزاح؟
كل ذلك يقع في بيئة لا تليق بحرمة الذكر أو النظر الطاهر.

📌 ثانيًا: هدر الوقت والعقل
دخول الحمام للهاتف غالبًا ما يُطيل المكث بلا داعٍ، وربما يؤدي إلى أضرار صحية وبدنية. الإسلام يحث على حفظ الوقت، بل إن النبي ﷺ قال:
«نِعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغُ.»
[رواه البخاري]

📌 ثالثًا: احترام خصوصية المكان
دخول محتوى مرئي أو صوتي إلى الحمام، سواء ديني أو دنيوي، يُعد من سوء الأدب، خصوصًا إن كان فيه آيات أو أسماء الله، إذ لا يجوز تعريضها لمثل هذا الموضع. قال النووي رحمه الله:

“يُكره ذكر الله في موضع القذارة.”

✅ الواجب:

• ترك الهاتف خارج الحمام إلا للضرورة القصوى.
• عدم تشغيل أي محتوى فيه اسم الله، أو ما لا يليق، داخل هذا الموضع.
• التزام الآداب الشرعية، والخروج فور قضاء الحاجة، إحياءً لسنة النبي ﷺ.

🕌 ختامًا:
من رقَّ دينه، رقَّت عاداته.
فالمؤمن الحق لا يُجالس هاتفه في مواضع النجاسة، ولا يُساوي بين زمن الطهارة وزمن القذارة.
احفظ هاتفك… واحفظ قلبك… واحفظ أدبك مع الله.

20/07/2025

الهمّ والحزن من المشاعر الإنسانية التي يمر بها الإنسان في مراحل مختلفة من حياته، وقد يشعر أحيانًا بالضيق الشديد أو انقباض القلب نتيجة ابتلاء أو خوف أو ضيق في الرزق أو غير ذلك من مصاعب الحياة. وقد أرشدنا الإسلام إلى أن الملاذ في مثل هذه الأحوال هو التوجه إلى الله عز وجل، والتضرع إليه بالدعاء، إذ إن الدعاء يشرح الصدر ويبعث الطمأنينة ويزيد اليقين، خاصةً إذا كان مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد وردت في السنة النبوية مجموعة من الأدعية الخاصة بدفع الهموم والأحزان، وهي أدعية جامعة تحمل معاني عظيمة في التوحيد والافتقار إلى الله والثقة برحمته وقدرته.



أدعية الهم والحزن من السنة:

1. دعاء كرب الهمّ والحزن:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ قال:

“اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وغَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهرِ الرِّجَالِ.”
(رواه البخاري: 6369)

✦ هذا الدعاء جامع لأسباب الهمّ وطلب الوقاية منها، ومنها الدَّين والقهر، والعجز عن تدارك الأمور، وكلها أسباب تقود للضيق.



2. دعاء تفريج الكرب والهمّ:

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ:

“ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ، فقال:
(اللَّهُمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي)، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحَزَنَه، وأبدلَه مكانَه فرَجًا.”
(رواه أحمد)

✦ يُعد من أعظم الأدعية في تفريج الكرب والهمّ، وهو تذلُّل وخضوعٌ كامل لله تعالى.



3. دعاء الكرب:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ كان يقول عند الكرب:

“لا إلهَ إلَّا اللهُ العظيمُ الحليمُ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ، لا إلهَ إلَّا اللهُ ربُّ السَّمواتِ وربُّ الأرضِ وربُّ العرشِ الكريمِ.”
(رواه البخاري ومسلم)

✦ هذا الدعاء يؤكد على التوحيد والتسليم لله عز وجل، وهو من أسباب الطمأنينة.



4. دعاء تفويض الأمر إلى الله:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي ﷺ إذا كربه أمر قال:

“يا حيُّ يا قيُّوم، برحمتك أستغيث.”
(رواه الترمذي)

✦ فيه استعانة بالله واستغاثة برحمته، وهو من أقوى أسباب رفع البلاء.



5. دعاء يعلمه النبي لمن أصابه همّ:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله ﷺ المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال:

“يا أبا أُمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟”
قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله.
فقال: ألا أعلّمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟
قال: بلى يا رسول الله.
قال: قل إذا أصبحتَ وإذا أمسيتَ:
(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال).
قال: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله همي، وقضى عني ديني.”
(رواه أبو داوود)
-شارك المنشور لعل الله أن يفرج عنا الهم والحزن.

17/07/2025

🔹 حين يغلق الله عليك كل السبل…

تضيق بك الأرض، وتنسد في وجهك الأبواب، وتتباعد عنك الوجوه التي كنت تحسبها سندًا، وتخفت الأصوات التي كنت تظنها عزاءً، فلا يبقى لك أحد… إلا الله.

تتساقط الأسباب من بين يديك كما يتساقط الورق اليابس في الخريف، وتنهار خططك كما تنهار الرمال تحت القدمين، فلا تجد لك مأمنًا، ولا مخرجًا، ولا ملجأ… إلا الله.

⚡ تلك ليست نهاية الطريق، بل بدايته…
بداية العودة، بداية اليقين، بداية السجود الصادق والدعاء النابع من قلبٍ مكسور، لا يرى في الكون كله إلا وجه الله، ولا يرجو إلا رحمته.

🔹 حين يُغلق الله عنك الأبواب، فهو يُعلمك أن الباب الوحيد الذي لا يُغلق هو بابه.
الباب الذي لا يحتاج إلى موعد، ولا شفاعة، ولا إذن للدخول.
هو سبحانه لا يُغلق بابه في وجه عبد أقبل عليه باكيًا، منكسرًا، محتاجًا، تائبًا.

📖 قال الله تعالى:

“ففروا إلى الله” (الذاريات: 50)
لا إلى الناس، لا إلى المال، لا إلى الحلول الزائفة… بل إلى الله.

💭 تأمل:
• ضيق الرزق؟ لتعلم أن الرازق هو الله.
• خذلان الناس؟ لتدرك أن المعين هو الله.
• سقوط خططك؟ لتثق أن التدبير الحقيقي بيد الله.



🔸 فيا من ضاقت عليه الدنيا،
لا تحزن إن سدت الطرق، فالطريق إلى الله مفتوح.
ولا تيأس إن أغلقت الأبواب، فباب السماء لا يُغلق.

سجدة في جوف الليل، ودمعة من قلبٍ مخلص، تكفي ليفتح الله لك من الأبواب ما لم يخطر لك على بال.

“ومن يتوكل على الله فهو حسبه” (الطلاق: 3)

15/07/2025

أخي الزوج… تعامل مع زوجتك على أنها وصية رسول الله ﷺ

حين قال الحبيب المصطفى ﷺ في خطبته الجامعة:
“استوصوا بالنساء خيرًا”
لم يكن كلامًا يُقال في لحظة، بل كانت وصية نبوية خالدة، تُحمّلك مسؤولية عظيمة أمام الله.

تذكّر دائمًا أن الزوجة ليست خادمة، ولا آلة للطبخ والتنظيف، ولا مجرد جسد…
هي رفيقة الدرب، وستر العمر، وسَكن القلب.

هي من تركت بيت أهلها، واختارت أن تكون تحت جناحك، تستأمنك على حياتها، وتضع بين يديك ضعفها، وتنتظر منك الرحمة والعدل والاحتواء.

🔹 عاملها كما تحب أن تُعامل ابنتك.
🔹 كن لها أمانًا لا خوفًا، وحنانًا لا قسوة.
🔹 لا تهن من أمرك نبي الرحمة أن تستوصي بها خيرًا.

واعلم، أن من علامات الرجولة الحقيقية، الرفق بالزوجة، والرحمة بها، والإحسان إليها في السر والعلن.

🔸 قال ﷺ:
“خياركم خياركم لنسائهم”
فهل تُحب أن تكون من خِيار الناس عند الله؟ اجعل ذلك يظهر في بيتك أولًا.

اللهم اجعل بيوتنا مليئة بالمودة والرحمة، ووفّق كل زوج وزوجة لما تحب وترضى.

26/06/2025

﴿هذا خلقُ اللهِ فأروني ماذا خلق الذين من دونه﴾
🔹 [لقمان: 11]

في هذه الآية الكريمة يقف القلب خاشعًا والعقل منبهرًا أمام تحدٍ إلهيٍ جليل، لا يُراد منه الجدال بل الإيقاظ، لا يُقصد به الاستعراض بل الاستنهاض:
تفكروا… هذا هو خلق الله، فأروني ماذا خلق الذين تعبدونهم من دونه؟

🔸 الشمس في مدارها، لا تزيغ ولا تضل، تنير الأرض بدقة لا تخطئ، وتغيب لتُعلن ليلًا تَنسَج فيه الأرواح سكونها… من الذي علّقها في السماء دون أعمدة؟ من الذي ضبط مسارها فلا تسبق القمر ولا يتأخر هو عنها؟

🔸 قلبك… هذه المضخة التي تنبض بلا توقف منذ أن كنت جنينًا في ظلمة الرحم، تضخّ الدم لكل جزء في جسدك، بحجم قبضة يد، لكنها تحمل على عاتقها حياة الجسد كله… من الذي أنشأها؟ من الذي برمجها بلا أسلاك؟

🔸 النحلة الصغيرة، تهتدي إلى الزهرة وسط الحقول، تجمع رحيقها وتصنع منه شهدًا مصفّى، فيه شفاء للناس… أي عقلٍ دلّها؟ أي علمٍ ألهمها؟

🔸 الجنين في بطن أمه، يتقلب في أطوار الخلق: من نطفة، إلى علقة، إلى مضغة، ثم يُكسى عظمُه لحمًا، ثم يُنشأ خلقًا آخر… من الذي صوّره؟ من الذي قدّر له رزقه ونَفَسه ومصيره؟

🔸 النجوم التي ترصّع السماء، كل واحدة منها شمس عظيمة، تُسبّح الله في موضعها، وتدلّ السائرين في ظلمات البر والبحر… من الذي نظّم مواقعها؟ من الذي زيّن بها السماء الدنيا؟

🖋️ أيها الإنسان، مهما بلغت من العلم، لن تخلق ذبابةً ولو اجتمع لك أهل الأرض.
كل اختراعاتك ما هي إلا تقليد لخلقٍ أعظم، أو استفادة من قانونٍ سبقك الله إليه، وضعه منذ خلق السماوات والأرض.

🎯 إن هذه الآية ليست مجرد دعوة للنظر في الكون، بل صفعة على وجه الغفلة، ونفخة في قلبٍ نام عن إدراك العظمة.

فلا تكن كمن يمرّ على آيات الله كأنها جدران صامتة،
بل كن من الذين إذا رأوا الجبل قالوا: “سبحان من أرساك!”
وإذا تأملوا البحر قالوا: “سبحان من سخره!”
وإذا نظروا في المرآة قالوا: “تبارك الله أحسن الخالقين!”



✒️ قف مع هذه الآية: “هذا خلقُ الله” — وقل بعدها من أعماقك: “آمنتُ بعظمتك يا رب، فثبّت قلبي على طاعتك.

21/06/2025

يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي

يا لها من كلماتٍ خَرَجَت من أفواهٍ بعد فواتِ الأوان، كلماتٌ تحترقُ فيها القلوب، وتجفّ معها العيون، وتندمُ لها الأرواح، لكنها لا تُعيد ما فات، ولا تُصلح ما انكسر.

“يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي”…
ليس المقصود حياةَ الدنيا الزائلة، ولا أيامَ اللهو العاجلة، بل الحياةُ الأبدية، الحياةُ التي لا فناءَ لها، حيثُ القرار الأخير، والمصير الأبدي.

كم من جسدٍ تحرك في الدنيا، لكن قلبه كان ميتًا؟
كم من لسانٍ نطق، لكن لم يذكر ربه؟
كم من يدٍ امتدت، لكنها ما أعطت فقيرًا ولا مسحت دمعة يتيم؟

يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي…
صرخةٌ من قلبٍ أُغلق دونه الباب، ونُسي في ظلمة القبر، لا أنيس له سوى عمله، لا دفءَ إلا في آياتٍ تلاها، ودمعاتٍ خشي بها، وركعاتٍ في سواد الليل ناجى فيها ربه.

أفيقوا أيها الغافلون…
فكلُّ شمسٍ تُشرق، تقربنا من النهاية، وكلُّ ضحكةٍ نطلقها، قد تكون الأخيرة.
فاجعلوا بينكم وبين هذا النداء حاجزًا من طاعة، وسورًا من إخلاص، وقلبًا عامرًا باليقين.

قدِّموا لحياتكم الحقيقية ما تحبون أن تلقوا به الله، فإن لحظة الندم لا تنفع، ودمعة الحسرة لا تُرجِع، و”يا ليت” لا تفتح بابًا كان قد أُغلق.

اللهم اجعلنا ممن يقدمون لحياتهم قبل أن يقولوا:
“يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي…"

04/06/2025

الإحسان إلى الزوجة في الإسلام: شكرًا لمن تعبت وسهرت من أجلنا

في زحمة الأيام، وقبل أن تنشغل القلوب ببهجة العيد، يقف التأمل واجبًا عند نعمة قد يغفل عنها الكثيرون: الزوجة الصالحة. تلك التي جعلها الله سكنًا ورحمة، وأمانًا للبيت، وأمًّا تذوب من أجل أولادها بصمت، وتصنع الفرح من تفاصيل بسيطة، وتُخفي تعبها وراء ابتسامة لا يقرأها إلا قلبٌ منصف.

الإسلام لم يجعل الحياة الزوجية عقدَ نفقات، ولا شراكة جافة في بيتٍ من جدران، بل جعلها ميثاقًا غليظًا، يقوم على الرحمة والإحسان والعِشرة بالمعروف، كما قال الله تعالى:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].

والمعروف لا يقتصر على النفقة ولا على تأمين حاجات الجسد، بل يشمل الكلمة الطيبة، والنظرة الراضية، والامتنان الصادق، والعرفان بجميل ما تبذله الزوجة ليلًا ونهارًا.

وفي هذه الأيام المباركة، حيث تتسابق الزوجات في تجهيز بيوت العيد، وترتيب الثياب، وتحضير الحلوى، وتنظيف المنزل، وتزيين الجو، بل وتهدئة الأطفال، وإعداد كل ما يدخل السرور على قلب الزوج وأولاده… هنا يجب أن نقف وقفة وفاء وشكر.

كم من زوجة سهرت والكل نيام، تصنع كعك العيد بيديها، لا لأجل نفسها، بل لتُفرح قلوب صغارها، وتُبهج زوجها، وتحفظ صورةً جميلة في ذاكرة الأسرة.

كم من أم نسيت تعبها وألمها واحتياجاتها لتضع أولادها أولًا، ثم بيتها، ثم أهل زوجها، ثم المجتمع كله، ثم ربما تفكرت أخيرًا في نفسها… أو لم تفكر.

أليس من الواجب أن نشكرها كما جاء في حديث يقول فيه النبي ﷺ:
“لا يَشكُرُ اللهَ من لا يَشكُرُ الناس” [رواه أبو داود]،
فلنبدأ نحن — الأزواج — بشكر هذه الزوجة العظيمة التي تشاركنا رحلة الحياة؟

فلنقل لها من القلب:
شكرًا يا من كنتِ بعد الله سكنًا وسندًا.
شكرًا لتعبكِ مع أولادنا، ولكل لحظةِ صبرٍ وتضحيةٍ وأمل.
شكرًا لأنكِ تصنعين فرح العيد بيديك، وتزرعين فينا الطمأنينة بصبرك، وتعيدين ترتيب الحياة كلما اضطربت.
شكرًا لأنكِ لستِ مجرد زوجة، بل نعمة من نعم الله التي تستحق الشكر في كل سجدة.

فلنتذكّر دائمًا أن الإحسان إلى الزوجة ليس تفضُّلًا، بل واجب شرعي، ومقام عظيم يرقى بالعبد إلى مراتب القرب من الله. قال النبي ﷺ:
“خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.

فلنكن من خيار الناس… لا بكثرة القول، بل بحسن العشرة، وكلمة الشكر، وصدق الوفاء.

❓ السؤال الأول:(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، كيف ذلك وقد ثبت علميًّا أن الشمس ثابتة والأرض والكواكب تدور حو...
01/06/2025

❓ السؤال الأول:

(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، كيف ذلك وقد ثبت علميًّا أن الشمس ثابتة والأرض والكواكب تدور حولها؟

✅ الجواب:

هذه الآية ليست فقط صحيحة… بل إعجاز علمي سبق ما عرفه البشر بقرون.

الشمس ليست ثابتة كما كان يُظن قديمًا. بل تجري فعلاً، تتحرك بسرعة 828,000 كم/ساعة في الفضاء، في مدار هائل حول مركز مجرتنا (درب التبانة)، ضمن مسار يُسمى علميًّا بـ Solar Apex.

💡 القرآن قال إنها “تجري لمستقر لها”، وهو ما أكده علماء الفلك اليوم: للشمس نقطة استقرار تصلها في رحلتها الكونية.

❗وما من كلمة في القرآن إلا وفيها حكمة لفظية ودقة علمية وتناسق مع الحقائق الكونية، لأن الذي أنزله هو خالق الكون.



❓ السؤال الثاني:

لماذا يموت أطفال غ زة وأهلها المستضعفون، وهم لا ناصر لهم إلا الله؟

✅ الجواب:

سؤال موجع، لكنه لا يُسقط عدل الله، بل يكشف جهل الإنسان بسنن الله.
1. الموت ليس عقوبة دائمًا، بل قد يكون تكريمًا. فموت الأطفال الأبرياء ليس ظلمًا، بل انتقالٌ إلى رحمةٍ أوسع، وعدالةٍ خالدة. فهم من أهل الجنة بلا حساب، كما جاء في الحديث الصحيح.
2. الابتلاء سنة ربانية ثابتة:

“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ” [العنكبوت: 2]
ولولا البلاء ما تميز المؤمن من المنافق، ولا الصابر من الجاحد.

3. الله لا يغفل عن الظالمين، ولا يضيع دمع طفل أو صرخة مظلوم، لكنه يُمهل ولا يُهمل:

“وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ” [إبراهيم: 42]

4. قد تكون نُصرة الله مؤجلة لحكمة أعظم: ابتلاءً للأمة، وتمييزًا للصفوف، وفضحًا للمجرمين. فالله لا ينصر بالعدد والعدة، بل حين تنضج الأمة إيمانًا ووعيًا ووحدةً.



❓ السؤال الثالث:

ما الحكمة من خلق طفلة بثقب في القلب، تتعذب 5 أسابيع ثم تموت؟ لماذا خلقها الله أصلاً؟

✅ الجواب:

أعمق سؤال… لكنه يحتاج قلبًا لا عقلًا فقط.
1. الله لا يخلق شيئًا عبثًا، بل كل مخلوق له أثر، حتى إن لم ندركه:

“أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا” [المؤمنون: 115]
تلك الطفلة الصغيرة ربما كانت سببًا في توبة أمها، أو رفع درجات أبيها، أو لفت انتباه قلبٍ قاسٍ كان غافلاً.

2. الآلام التي مرت بها لم تذهب سُدى، بل هي رصيد يُكتب لها في صحيفة أهلها، وشفاعة يوم القيامة، ورحمة تُصبّ عليهم من حيث لا يعلمون.
3. الموت ليس النهاية، بل البداية الحقيقية.
والجنة تنتظر من صبر واحتسب، وقد قال ﷺ:

“إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟… فيقول: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد” [رواه الترمذي].

4. ولنا في الأنبياء أسوة:
أيوب ابتُلي في بدنه وولده، ويعقوب فُجع بابنه، وموسى أُلقي في اليم رضيعًا…
لكن النهاية كانت دائمًا: رحمة، حكمة، وجنة⸻✨

الأسئلةالمطروحة تحتاج إيمانًا عميقًا وثقة في من قال:

“وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ” [البقرة: 216]

قد لا نفهم حكمته دائمًا… لكننا نؤمن أنه حكيمٌ لا يُخطئ، رحيمٌ لا يُعذّب إلا بعدل، عليمٌ لا يُبتلي إلا لحكمة.
فاستعن بالإيمان حين يعجز العقل… وقل:
“رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا.
-من رسائل صراحة

http://887267780.sarhne.com

Address

Cairo

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when أبوبكر واكد - Abu Bakr Waked posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category