
05/08/2025
إعادة الحسابات: مصر بين العاطفة والتحديات الإقليمية
•• هل مصر فعلاً مستفيدة من "التعاون" مع الدول المجاورة؟ ••
في الظروف الحالية، المصريين ممكن يواجهوا تحدي كبير في المستقبل القريب بسبب عاطفتهم الزايدة اللي خلّتهم يقدّموا دعم مش مدروس للدول المجاورة في نقل التكنولوجيا، المعلومات، والفن زي ما عملو في التعليم والصحة. في البداية، كان ممكن يكون الموضوع استثمار مشترك أو تعاون لصالح الجميع، لكن اللي حصل هو إن التعاون ده بقى عملية مش مدروسة لنقل القوة الناعمة من مصر لخصومها الإقليميين. الموضوع مش بس تعاون، ده بقى "نقل وتشويه" لصورة مصر في المنطقة.
•• التعاون أم استنزاف القوة الناعمة؟ ••
من كام سنة بدأنا نشوف إن بعض الدول الكبرى في المنطقة زي المملكة العربية السعودية استغلت التعاون ده لصالحها. على سبيل المثال، قنوات زي MBC بقت جزء من خطة أكبر لتوجيه الإعلام والفن في اتجاه مظلم ومسيئ للمرأة المصرية والمجتمع المصري والأخطر أنه بيحد من تأثير مصر الريادي في المنطقة ويهدف الي نقل صورة نمطية واحدة عن مصر وتشويه صورتها. بينما الدول الكبرى زي أمريكا مثلا الي عملة اتفاقيات دفاع مشتركة مع دول جوارها، بتحافظ على قوتها الناعمة لنفسها، سواء من خلال شركات التكنولوجيا أو صناعة السينما. الدول دي مش بتسمح لحد يستغل قوتها الناعمة أو يشوّهها، بل بتستثمر فيها عشان تعزز مكانتها السياسية والاقتصادية.
•• مصر بتساهم في تقوية منافسيها: هل إحنا بنساعد نفسنا ولا بنضرها؟ ••
رغم إن مصر عندها إمكانيات كبيرة ممكن تعزز بيها قوتها الناعمة في المنطقة، لكن بنلاقي إننا في الواقع بنساهم في تقوية مكانة منافسينا. مشاريع زي "استوديوهات الحصن" مثلاً وغيره اللي أعلن عنها تركي آل الشيخ في فيلم 7dog's ، علي الرغم أن مصر عندها مدينة الإنتاج الإعلامي اللي تعتبر من أكبر المراكز الإعلامية في المنطقة، بتطرح تساؤلات كبيرة. هل معقول نساعد في تقوية منافسينا في الوقت اللي إحنا عندنا إمكانيات ممكن تعزز مكانتنا الإقليمية والدولية؟
•• اللاجئين: عبء ولا فرض؟ ••
مصر بتحمل مسؤولية كبيرة في استضافة اللاجئين من مختلف الجنسيات، بينما بعض دول الجوار لسه مستمرة في التخطيط لمصالحها الخاصة. دول اللاجئين مش بس بتستفيد من الوضع ده، لكن كمان بتربح على حساب مصر، اللي بتتحمل العبء الأكبر من ناحية الموارد والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. الوضع ده بيحط مصر في موقف صعب، فبينما بتقدم الدعم الإنساني، بتلاقي نفسها في الآخر بتدفع الثمن والأغرب هو أن الدول دي بتطلب من مصر الاستضافة والمساعدة على الرغم أنهم رفضوا يعملو كد علشان مصالحهم.
الوقت حان لإعادة الحسابات
في وسط التحديات دي، الوقت جه لإعادة التفكير في الاستراتيجيات اللي بنتبعها. مصر محتاجة لاستراتيجية جديدة تحمي قوتها الناعمة وتستغلها لصالحها، بدل ما تبقى مجرد أداة في يد الآخرين. لازم نفهم إن لو مفيش خطوات جادة دلوقتي، ممكن نخسر مكانتنا الإقليمية والدولية.
إعادة الحسابات ضرورة للحفاظ على مكانة مصر القيادية
الوقت ده هو الأنسب لإعادة حساباتنا، ولو ما تحركناش دلوقتي، ممكن نفقد فرص القوة الناعمة والريادة اللي بتميز مصر في المنطقة. مصر محتاجة لإعادة تقييم علاقاتها الإقليمية والدولية، واستغلال إمكانياتها بشكل أفضل لصالح مستقبلها ومكانتها في الساحة الدولية.
مقالة من ٥ مارس
مع خالص التقدير،
فريق عمل #قومي
|