01/07/2025
الإمام الجليل سفيان بن عيينة رحمه الله، كان في مجلسه يومًا يعلم الناس في المسجد، فدخل صبيٌّ صغير المسجد ومعه أدواته وجلس يريد أن يدرس ويتعلم.
فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصِغَر سِنّه.
فقال سفيان رحمه الله: (كَذلِكَ كُنتُم مِن قَبلُ فمَنَّ اللهُ علَيكُم)، ثم قال:
يا نضرُ (أحد طلابه)، لو رأيتَني ولِي عشرُ سنين .. طولِي خمسةُ أشبار..
ووجهي كالدِّينار، وأنا كشُعلَة نار ..
ثيابي صغار، وأكمامي قِصار، وذَيلي بمِقدار، ونَعلي كآذانِ الفار ..
أختَلِفُ إلى علماء الأمصار، مثل الزُّهريّ وعمرو بن دينار ..
أجلِس بينَهم كالمِسمار، مِحبَرتي كالجَوزة، ومِقلَمتي كالموزة، وقلمي كاللَّوزة ..
فإذا دخلتُ المجلس قالوا: أوسِعوا للشيخ الصغير، أوسِعوا للشيخ الصغير
ثم تبسَّم ابنُ عيينة وضَحك.
(انظر: الخطيب البغدادي: الكفاية في علم الرواية، ص61)