
08/05/2025
"ده يُـوسـف . . .
الساعة كانت ٩ الصبح، قاعد في ألف مسكن أنا وصاحبي، بشرب قهوة فرنساوي كنت جايبها من عند العبد…
فجأة، لقيت طفل قاعد على الأرض جنب مني بشوية، وبصلي وقاللي:
“ياسطا… هات شوية”
ضحكت وهزرت معاه، وقولتله: “تعالى اقعد جنبي”
سألته: “اسمك إيه؟”
قالي: “يوسف”
وقبل ما أكمل، قالي: “هات خمسة جنيه!”
ضحكت وقلتله: “لا يا عم، اختار حاجة من الاتنين”
ولعبت معاه شوية، وقلتله: “لو عرفت أنا بشرب إيه، هديك شوية”
وبعدين قلتله: “بص، هفك الفلوس من كرم الشام وهديك الخمسة جنيه، بس اصبر شوية يفتحوا”
رد عليا وقاللي: “فتحوا خلاص… أنا عارف، أنا ساكن هنا”
قلتله: “ساكن فين؟”
قالي: “هنا… في الشارع… ده بيتي”
الكلمة دي قشعرتني ..
أنا عارف إنه عايش في الشارع، ومعندهوش أهل، بس لما قالها كده ببساطة…
“ده بيتي”
حسيت قد إيه أنا في نعمة، قد إيه احنا بننسى الحاجات الصغيرة اللي أصلاً هي الكبيرة.
لما اديت يوسف الخمسة جنيه، خدها وجري!
كان خايف أرجع في كلامي، أو آخدهم منه، أو أضربه زي ما ناس كتير بتعمل معاه.
بس طمنته وصاحبته وقولتله تعالي نتصور
ولما مشي رجعلي تاني بيقولي بالله عليك هات 2 جنيه
بقوله ليه ، قالي معايا تلاته جنية هكمل عليهم وأجيب ماية للقطة اللي هناك عايزة تشرب !!
انت متخيل .. في ناس عايشة حياتها عادي ومبتفكرش حتي تعمل كدة
يوسف أبسط حقوقه خمسة جنيه… بس بالنسباله دي الدنيا كلها.
احنا مهما كنا مخنوقين، في مشاكل، في ضغط،
بس إحنا تحت سقف، لينا ناس، لينا أمل
حتى لو الدنيا ضاغطة علينا، في دايمًا حاجه مخلّيانا مكملين.
لكن يوسف؟
يوسف مش باقي على حاجة
ولا متمسك بحاجة
الدنيا بترميه في أي حتة… وهو بيعيش زي ما ربنا كاتبله.
يوسف ممكن ينهار وهو لوحده بالليل،
بس قدامك هيبان عربجي، أو متربي في الشارع
فـ قبل ما تتقرف منه، أو تزعقله، أو تضربه…
افتكر إنه إنسان… زيه زيك
بس الفرق إن الدنيا ما وقفتش في صفه.