رسالة مفتوحة إلى حزبي " النور والحرية و العدالة "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الـمبعوث رحمة للعالـمين وعلى آله وأصحابه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد:
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة نوَّرَ الله قلوبكم، وألهمكم رشدكم، وأعاذنا جميعًا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
أكتب لكم هذه الرسالة وقد منَّ الله عليكم بوصول نوابكم إلى مجلسي الشعب والشورى،
واليوم تمرون بامتحان كبير وهو انتخاب رئيسٍ لجمهورية مصر العربية، والذي يتوقف عليه نجاح الانتقال من النظام الاستبدادي السابق ودخول مصر لتكون دولة مؤسساتٍ ونظامٍ وشورى.
ولا شك أن اختيار رئيسٍ لمصر يجتمع عليه المصريون أو غالبيتُهم العظمى سيكون نجاحًا لهذا الأمر بأكمله، والفشل في ذلك سيؤدى بالبلاد إلى الفوضى والرجوع إلى الاستبداد من جديد.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: إن الموقف في مصر يتبدل سريعًا، فلقد رأيت بأم عيني خروج المصريين جميعًا بعد سقوط الملكية الفاسدة، وهم يحملون نسخ القرآن بأيديهم، ويطالبون بتحكيم شرع الله، ورجال الثورة يخرجون من القاهرة إلى الإسكندرية في سياراتٍ مكشوفة، ويصطف لهم جموع المصريين من القاهرة إلى الإسكندرية وقد حملوا المصاحف في أيديهم ويناشدونهم الحكم بالقرآن.
ثم رأيت كيف انقلب هذا المشهد فجأةً بعد أن هيأ الأمريكان ضابطًا مغمورًا (البكباشي) جمال عبد الناصر، والذي كان ضمن فريق الضباط الأحرار( والذين تبناهم الإخوان المسلمون )، وكيف رتبوا له مؤامرة مزعومة وُضِعت مصر على إثرها تحت حاكم مستبد متعطش للسلطة مستعد أن يضحى كما قال هو بسبع ملايين من المصريين ليظل على رأس النظام.
ولقد رأيت بأم عيني في صبيحة يوم كيف كانت فرق من الجيش تقتحم مكتبة الإخوان في مدينتا، وتصب البنزين على محتوياتها، ثم تشعل فيها النار، ولقد علمتم كيف دمروا جميع ما بناه الإخوان من مصانع ومؤسسات وأغلقوا جمعيتهم ومركزهم العام، وصادروا ممتلكاتهم، وزجوا بهم ومن له ميل إلى الإسلام إلى السجون والمعتقلات.
ولقد تغير المشهد المصري بالكامل من جموع صاخبة تطالب بتطبيق الشريعة، وتنادى ببناء مصر بناء جديدًا، إلى أن تقع في قبضة ديكتاتور ظالم هدم اقتصادها، وأقام نظامًا للفقر والتخريب والسرقة (النظام الاشتراكي) وأدخل الأمة المصرية في حروب خاسرة مع اليهود، دمر فيها جيشها وكرامتها وأذلها.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: اعلموا أن الأمة المصرية اليوم على مفترق طرق، فإما أن تجتمع كلمتها على رئيس تبايعه، وتبنى به نظامها الجديد، وإما أن يكون الاختلاف على الرئيس ذريعة بعد ذلك لحصول الفوضى والفرقة والتي ستؤدي حتمًا لرئيس مستبدٍ جديد، يلغى مجالسكم النيابية وما تحقق لكم بعد سقوط النظام السابق.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: أدعو الله سبحانه وتعالى أن يلهمكم رشدكم وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطل وأن يرزقنا اجتنابه.
إخواني: واجبكم اليوم هو التفافكم جميعًا حول الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، إذ هو أوفر المرشحين حظًا، وأكثرهم قبولاً عند عامة المصريين، وليس فيه عيب قادح يعذرنا عند الله أن لم نقدمه، وإن غيره فيما نعلمه من المرشحين لا يساويه ولا يدانيه، وإن وجد فلن يكون له من القبول ما للشيخ حازم.
إخواني: واجبكم اليوم حشد الأمة المصرية بكاملها رجالها ونسائها لتجتمع على رجل واحد لتخرج به من النفق المظلم، ولتنجحوا في أول اختبار لكم في اتخاذ قرار لصالح الأمة المصرية بكاملها ) وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون(.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: إن تقديكم للشيخ حازم سيكون إن شاء الله وفاءً بأداء الأمانة كما قال الله تعالى ) إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (، وهو خير من ترون الآن بشهادة أهل العلم والفضل، واعلموا أنكم إن عدلتم عن الشيخ حازم خوفًا من الأمريكان، أو أي قوة أخرى فسيكون هذا خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وللأمة المصرية التي انتخبتكم وقدمتكم وإن أرضيتم الناس بسخط الله سخط الله عليكم وأسخط عليكم الناس.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: إذا قمتم بهذا نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فان الأمة المصرية كلها ستشكر صنيعكم وتقدر موقفكم وإخلاصكم وأما إن لم تفعلوا فسيكون ما يلي:
(1) إن هيأ الله للشيخ حازم اصطفاف الناس خلفه فستكونون أنتم في مؤخرة الصفوف. (3) وإن وقع باختلافكم أنتم اختلاف وتفرق في الأمة المصرية، ولم تتفق على رئيس تجتمع عليه الكلمة، وخرج من بين المتفرقين رئيس ضعيف ينال أغلبية ضئيلة، أو جاء إلى مصر رئيس علماني، أو كما يسمونه توافقي، فإن هذا الرئيس سيكون أساسًا لمشكلة حقيقية للأمة المصرية، وسيُختلف عليه، ولن يستقر له أمر، وسيكون هناك تبدل للمشهد كله، وستُحل مجالسكم النيابية، وتلغى تجربتكم الديمقراطية، وقد تكونون أول من يزج به إلى السجون والمعتقلات، وقد يلعنكم الشعب المصري بعد ذلك لأنه سيعتقد أنكم ساهمتم في انتكاسته ورجوعه إلى الفوضى والاستبداد.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: يعلم الله أنه لا تربطني بالشيخ حازم أية مصلحة شخصيه أو دنيوية،
ولا أحمل لغيره كراهة شخصية، وما قلت ما قلت اليوم وأمس إلا رغبة في أن تجتمع الأمة المصرية، وتستكمل بناء دولتها ومؤسساتها، وأن يمكن الله لها وأن يعزها فإن عزها عز للمسلمين جميعًا.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: أرجوا ألا تكونوا سببًا في تكرار الكارثة التي حلت بالأمة المصرية بأثرها في عام 1954، وان كان فيكم من تريدون تقديمه للرئاسة فانتظروا ولاية أخرى، حتى تستقر مصر ونستكمل بنائها، فان الطريق ما زال أمامكم، واجتمعوا اليوم على من يمكن أن تجتمع عليه كلمة المصريين جميعًا، حتى تخرج مصر من مفترق الطرق الذي تقف عليه، لقد أن الأوان لاجتماعكم على كلمة واحدة، وأما الفرقة والاختلاف فقد شاهدتم بأم أعينكم أن القوة المناوئة لكم كادت أن تمنع نوابكم فى مجلس الشعب أن يدخلوا إلى مقاعد البرلمان، ولولا اجتماع كلمتكم لما كان لكم اليوم برلمان ولا نظام، ولرجعت مصر إلى فوضى لا يعلم منتهاها إلا الله سبحانه وتعالى.
إخواني في حزب النور وحزب الحرية والعدالة: أناشدكم الله، أناشدكم الله، أناشدكم الله، أن تجتمعوا على رجل واحد تقدمونه لرئاسة مصر، ولست أرى اليوم في الساحة من يمكن أن يجتمع عليه الحزبين والشعب مثل الشيخ حازم، فلا تضيعوا هذه الفرصة، ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة، ولا تُمهدوا لأعدائكم وأعداء أمتكم أن يدخلوا من خلال الخلاف.
سائلاً الله تعالى أن يوفقكم ويرعاكم ويجعلكم نصرًا وعزًا للأمة الـمـصرية والإسلامية
وكتبه
عبد الرحمن بن عبد الخالق
الأربعاء/21/4/1433هـ
14-3-2012