
24/09/2025
في أكتوبر 1973، كانت حر.ب السادس من أكتوبر تشتعل بنير.انها، وكان جبل مريم المطل على الإسماعيلية يمثل مفتاح السيطرة على قيا.دة الج.يش الثاني الميد.اني وطريق القاهرة. في اليوم السادس من معر.كة ثغرة الدفرسوار، 21 أكتوبر، كانت المعا.رك في أوجها، والثغر.ة التي بدأت في 16 أكتوبر كانت اختبارًا حقيقيًا لبسالة وصمود القو.ات المصرية، خاصة ك.تيبة المظلا.ت 85 بقيادة المقد.م عاطف منصف.
لحظة إلهام في خضم النير.ان
في خندق بعمق ثمانية أمتار، تلقى المقدم عاطف اتصالًا من اللواء عبد المنعم خليل، قا.ئد الج.يش الثاني، يطلب منه انتظار مكالمة حاسمة. بعد لحظات، دوّى صوت الرئيس أنور السادات عبر الخط، مفعمًا بالعزيمة: "يا عاطف، مريم أمانة في رقبتك، دا.فعوا عنها لآخر رجل وآخر طل.قة، ربنا معاكم." كلمات أججت الحما.س في قلوب الجنو.د. لكن المفاجأة الأعمق كانت مكالمة ابنته سهيلة، البالغة من العمر ثماني سنوات، تسأله بحنان طفولي عن موعد عودته. كانت لفتة إنسانية من اللواء خليل، ليذكّر رجاله بأحبائهم الذين يد.افعون عنهم.
اختبار الصمود
منذ اندلاع الثغرة في 16 أكتوبر، استعدت ك.تيبة المظلا.ت 85، المدربة أصلًا للقتا.ل كفرسان جو بالهبو.ط خلف خطوط العد.و، لكن الظروف أجبرتهم على القتا.ل كمشاة. تحركوا نحو الإسماعيلية لتأمين طرق الدفرسوار ومرسى أبو سلطان. في 17 أكتوبر، تصدوا لمد.رعات العد.و المتحصنة عند مطار الإسماعيلية، وتحت وابل من النير.ان، وجهوا مد.فعية الج.يش الثاني بدقة متناهية. في اليوم التالي، خاضوا معا.رك شر.سة أثناء إعادة تمركزهم، مستمرين في القتا.ل حتى المساء.
جبل مريم: حصن الإرادة
في 19 أكتوبر، أُمرت الك.تيبة بتأمين جبل مريم، تبة الشيخ حنيدق، وعين غصين. وبعد استطلاع دقيق، تبين أن العد.و استولى على الشيخ حنيدق وعين غصين بعد ق.صف عنيف. بحلول مساء 20 أكتوبر، ا.نسحبت قو.ات المشا.ة المصرية من جبل مريم، تاركة الك.تيبة 85 وحدها تدا.فع عن الموقع الحيوي، مدعومة بسر.ية مد.فعية هاون 120 ملم. كان جبل مريم الخط الأخير لحماية مدخل الإسماعيلية وقيا.دة الج.يش الثاني. لو سقط، لعبر العد.و بحيرة التمساح وتقدم نحو كوبري الجلاء، مهددًا قلب المدينة.
يوم الحسم: 21 أكتوبر
في 21 أكتوبر، بلغت المعر.كة ذروتها. مع اقتراب وقف إطلا.ق النا.ر بقرار مجلس الأمن، شن العد.و هجو.مًا محمومًا لتحسين مواقعه. لكن رجال المظلا.ت، بتحصيناتهم القوية وإرادتهم الصلبة، صمدوا أمام جحيم النير.ان. استمر القتا.ل حتى آخر لحظات الضوء، وفي السادسة مساء 22 أكتوبر، بدأ وقف إطلا.ق النا.ر. لكن الجنو.د المصريين لم يستسلموا للهدوء؛ فمنذ 24 أكتوبر، شنوا د.فاعًا نشطًا، يرهقون العد.و ليل نهار، حتى بدأت مفاوضات الكيلو 101، التي أجبرت العد.و على التراجع، محققين نصرًا عظيمًا بدأ شرارته في السادس من أكتوبر.
عيد الأضحى 1974: ملحمة الصمود
في الثاني من يناير 1974، اليوم الثامن والسبعين من الثغرة، جاء عيد الأضحى وسط أزيز الر.صاص. زار اللواء محمود عبد الله، قائد قو.ات المظلا.ت، جبل مريم لتهنئة رجاله، برفقة الشيخ محمد أبوداود، واعظ المظلا.ت وصديق المقدم عاطف. رغم تحذيرات عاطف من هجوم وشيك، أصر الشيخ على البقاء لرفع الروح المعنوية. وسرعان ما تحول الجبل إلى جح.يم تحت ق.صف مد.فعي استمر ثلاث ساعات، أودى بحياة سبعين ش.هيدًا، وهز الروح المعنوية.
لكن المقدم عاطف، بعزيمته ودهائه، وضع خطة محكمة. كان قد رصد سبعة موا.قع لتشوينات العد.و، وأعد إحداثياتها بدقة. قرر قص.فها قبل غروب الشمس بعشر دقائق، مستغلاً الظلام لإخفاء مواقعه. العد.و، مطمئنًا بعد صمت مصري استمر ثلاث ساعات، أمر بإطلا.ق المد.افع. دكت النيرا.ن الموقع، وأوقعت 167 قت.يلًا من العد.و، في ضربة أجبرتهم على الشكوى للأمم المتحدة.
إرث النصر
زار اللواء فؤاد عزيز غالي، قا.ئد الجيش الثاني، جبل مريم ليشارك رجاله طعام العيد، في مشهد يجسد الروح القتا.لية والإنسانية. ك.تيبة المظلا.ت 85، بقيادة عاطف منصف، صنعت ملحمة خالدة. عاطف، خريج الكلية الحر.بية 1960، شارك في حر.ب اليمن، وحصل على نوط الشجاعة في أكتوبر 73، ثم قاد مدرسة المظلا.ت ولواء الاقتحا.م الجوي. قو.ات المظلا.ت، بقيادة أمثال عبد المنعم خليل ومحمود عبد الله، أثبتت جدارتها منذ حر.ب 67، محافظة على تنظيمها وقو.تها.
هكذا، في جبل مريم، كتب رجال المظلا.ت ملحمة الصمود والنصر، بقلوب مشتعلة بالإيمان والإرادة، ليظل اسمها محفورًا في تاريخ مصر العريق.
#ترامب #أمريكا #شخصيات #روسيا #مصر #تاريخ #تركيا #تراث #السعودي