
15/06/2025
نهاية دولة إسرائيل
في آخر الزمان، حين يكثر الفساد، وتشتد الظلمات على الأرض، وتختلط الأمور على الناس، يظهر من بين الخلق جيل لا يُهادن الباطل، ولا يركن للذل، يؤمن بأن النصر وعد الله، وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده. يشتد الصراع بين الحق والباطل، وتُسفك الدماء، وتُهتك الحرمات، ويُحاصر أهل الإيمان في أرض فلسطين كما يُحاصر القمر بين سحب سوداء في ليلة عاصفة.
يتفرق الناس بين خائف وطامع، وبين من باع دينه بدنياه، ومن قبض على دينه كالقابض على الجمر. ويشتد الظلم، ويزداد طغيان الذين استعلوا في الأرض بغير الحق، ويظنون أنهم مانعتهم حصونهم من الله، وأن قوتهم تدوم، وسلطانهم لا يُزال. لكن الله لا ينسى، ولا يُمهل إلا لحكمة، وإذا جاء وعده، فلا مرد له.
في زمن كثرت فيه المؤامرات، واجتمع أهل الأرض على قهر شعب أعزل، وبيع قضية مقدسة، يُبعث في الأمة رجلٌ من نسل النبي، لا يُعرف بين الناس في البداية، لكنه يحمل في قلبه نورًا وصدقًا، ويمشي على الأرض متواضعًا، تُجمع حوله القلوب قبل السيوف، ويقود الأمة من ظلمة التشتت إلى نور الوحدة، ومن ذل التبعية إلى عزة الاستخلاف.
تبدأ الأحداث تتغير، وتتحول الموازين. يُقاتَل المسلمون، لكنهم لا يهنون ولا يستكينون. تُنصر قلوبهم قبل أبدانهم، ويظهر فيهم من يقول: “هذه الأرض لنا، قد كتبها الله لنا، ولن نتخلى عنها، ولو حُرّقت أجسادنا، وشُرّدت بيوتنا، وسُجنت نساؤنا.”
في خضم الصراع، وبين ركام البيوت وهدم المساجد، ينطق الحجر، ويتكلم الشجر، كما أخبر الصادق المصدوق، ليشهد على الذين كتموا الحق وهم يعلمون، وعلى الذين حاربوا الله في أرضه، وظنوا أنهم يملكون الحياة والموت.
يتراجع الظالمون، ويقعون في الحيرة، وتضيق عليهم الأرض بما رحبت، بعدما كانت لهم ملاذًا وملجأ، ويعودون إلى ما جاؤوا منه، لا لأن قوة المسلمين عظيمة، بل لأن الله قضى أن لا يستمر الظلم، وأن لا تدوم دولة على باطل.
في لحظة فاصلة، يُرفع الأذان في القدس بلا قيد ولا قيدون، وتُصلّى الجمعة في المسجد الأقصى بحُرية كما لم تُصَلّ منذ قرون، ويعلم العالم أن الحق لا يُمحى، وأن هذه الأرض لا تقبل إلا أهلها، وأن الله إذا وعد وفى، وإذا كتب شيئًا، كان.
ينظر الناس من بعيد، كيف زال كيانٌ ظن العالم أنه خالد، فإذا هو ريح مرّت، وإذا تاريخه صفحة طُويت. ويُدرك الناس أن الأيام دول، وأن العاقبة للمتقين، وأن من طغى وظن أنه فوق الحساب، فإن الله لا يغفل، ولا ينسى.
وتبقى فلسطين، وتبقى القدس، شاهدة على نصر من الله وفتح قريب، ويكتب التاريخ أن أهل الأرض خانوا، ولكن رب السماء لم يَخُن.