08/10/2025
43 مليون حالة إصابة.. تحذيرات عالمية من وباء يضرب أمريكا والأطفال الأكثر عرضة
كشفت بيانات جديدة صادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أن موسم الإنفلونزا 2024-2025 كان قاسيًا بشكل خاص على الأطفال في الولايات المتحدة، إذ تم تسجيل 280 حالة وفاة بين الأطفال.
ويعد هذا العدد أسوأ موسم من حيث وفيات الأطفال منذ أن بدأت سجلات وفيات الإنفلونزا بين الأطفال في عام 2004، باستثناء جائحة إنفلونزا الخنازير (H1N1) في عام 2009، والتي سُجل فيها 288 حالة وفاة.
ويُعد الأطفال الصغار، وخصوصًا من هم دون سن الخامسة، أكثر عرضة للمضاعفات الناتجة عن الإنفلونزا الموسمية مثل الالتهاب الرئوي، والجفاف، وتفاقم المشكلات الصحية المزمنة التي قد يعانون منها، وقد تبين أن أكثر من نصف الأطفال بنسبة (56%) الذين توفوا خلال موسم 2024-2025 كانوا يعانون من حالة حرجة.
وقد نُسبت معظم الوفيات (86%) إلى فيروسات الإنفلونزا من النوع A، والتي تُعرف بأنها تسبب عدوى أكثر شدة، وتشمل هذه الفيروسات أنواعًا فرعية مثل H5N1 وH1N1، والتي قد تصيب الحيوانات أيضًا إلى جانب البشر، وغالبًا ما تكون السبب في الأوبئة العالمية، أما الإنفلونزا من النوع B، فهي تصيب البشر فقط.
ويختلف نوع الفيروسات المنتشرة كل عام، نظرًا لقدرتها الكبيرة على التحور وتغيير أنواعها الفرعية، ولهذا يجب تحديث اللقاح سنويًا، وفقًا لما ذكرته البيانات الصادرة، خاصة وإن اللقاحات المتوفرة حاليًا في الولايات المتحدة ثلاثية المفعول، أي أنها توفر الحماية ضد 3 أنواع فرعية محددة من فيروس الإنفلونزا.
ما هي حالات الأطفال الضحايا؟
ومن بين 208 أطفال توفرت معلومات عن حالتهم المتعلقة بالتطعيم، لم يكن 89% منهم قد تلقوا اللقاح بشكل كامل، وعلى الرغم من بعض التعديلات في سياسات التطعيم في الولايات المتحدة، فإن التوصية بشأن من يجب أن يتلقى لقاح الإنفلونزا لا تزال ثابتة، إذ ينبغي أن يحصل عليه كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر فما فوق، طالما لا يوجد مانع طبي، ويعد أفضل وقت للحصول عليه هو الآن، قبل نهاية شهر أكتوبر، نقلًا عن الموقع العالمي «iflscience».
أفضل اللقاحات لحماية الأطفال من الأوبئة
ومن جانبها، توضح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) أن هناك نوعين من لقاحات الإنفلونزا المتاحة للأطفال، الحقن (اللقاح العضلي) ورذاذ الأنف، وقد يكون أحدهما أنسب من الآخر بناءً على الحالة الصحية لكل طفل، لذا من الأفضل استشارة طبيب الأطفال الذي لديه اطلاع على السجل الطبي للطفل.
كما تشير الأكاديمية إلى أنه لا ينبغي تأخير التطعيم في انتظار نوع معين من اللقاحات، بما في ذلك الصيغة الخالية من مادة الثيميروسال، وقد أثارت هذه المادة الحافظة جدلًا من جديد، لكنها لم تُثبت علميًا كمادة ضارة.. أما الإصابة بالإنفلونزا، فهي بلا شك خطيرة ومعروفة بمضاعفاتها.
كما أنه لا يمكن إعطاء اللقاح للأطفال الرضع دون سن الستة أشهر، وقد يُستثنى بعض الأطفال الآخرين بسبب حالات صحية معينة، وهذا سبب إضافي يجعل التطعيم مهمًا لأنه يسهم في حماية الفئات الضعيفة الأخرى في المجتمع.
43 مليون حالة إصابة
وعلى الرغم أن موسم الإنفلونزا 2024-2025 كان قاسيًا بشكل خاص على الأطفال، إلا أنه كان موسمًا سيئًا بشكل عام للجميع.
ومن جانبه، كتب مؤلفو الدراسة من قسم الإنفلونزا بالمركز الوطني للتحصين والأمراض التنفسية التابع لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC): «وفقًا لتقييم أولي، ارتبط موسم الإنفلونزا 2024–2025 بما لا يقل عن 43 مليون حالة إصابة، و560,000 حالة دخول إلى المستشفى، و38,000 حالة وفاة، وكان أول موسم شديد الحدة منذ موسم 2017–2018»
ولا يزال السبب الدقيق وراء ارتفاع معدل الوفيات غير واضح، إلا أن الباحثين يرجحون أن التخفيف المستمر للإجراءات الوقائية التي وُضعت أثناء جائحة كوفيد-19، إلى جانب الانتشار المتزامن لنوعين فرعيين من فيروس الإنفلونزا A، قد يكونان من العوامل المساهمة.
ومع اقتراب موسم 2025-2026، لا يزال الخبراء يؤكدون أن التطعيم هو الوسيلة الأفضل للوقاية من المضاعفات الخطيرة والوفاة بسبب الإنفلونزا.