09/08/2025
حين تُعطِّل الأنوثة المُدللة لغة الرجل الأولى
بقلم د.H
قبل الغوص في هذا النص، تجدر الإشارة إلى أن مفهوم ((الأنوثة المُدللة )) حيث لا يُقصد به الدلال بالمعنى العاطفي المتعارف عليه، بل توصيف نمط من الأنوثة المعاصرة التي تشربت الخطاب النسوي في أكثر صوره انفعالية وتهربًا من المسؤولية.
📌النص
في عالم العلاقات، لا تمثل العلاقة الحميمة بين الزوجين مجرد استجابة لغريزة بيولوجية
بل هي لغة الرجل الأولى للتوازن النفسي، كما تعد شكل من أشكال الحب والتقدير.
فالرجل حين يجد هذا الباب مفتوحًا، يشعر بأن مكانته محفوظة، وبأن قلبه له مرسى آمن.
لكن حين تُغلق هذه اللغة في وجهه بلا سبب واضح أو عذر مفهوم، يتكوَّن بداخله ما يشبه ( الخنقة )؛ والتي تتمثل في طاقة مكبوتة تبحث عن مخرج فلا تجده، فتبدأ بالتسرب إلى ملامحه وسلوكه.
ولكن الخطر لا يكمن فقط في الحرمان الجسدي، بل في الرسائل الصامتة التي يتلقاها من الطرف الآخر:
( ما تحتاجه ليس مهمًا )،
( مشاعرك ليست أولوية )
هذه الرسائل، وإن لم تُنطق، تؤذي أعمق من الامتناع نفسه، لأنها تمس كرامة وجوده لا مجرد رغبته.
ومع تراكمها، يتحول الضغط الداخلي إلى ملامح قاسية: عصبية
جفاف
انكماش عاطفي
قد يصل الي غياب وجداني تام.
وهنا تظهر الأنوثة المُدللة، في صورتها الأنانية، حيث تمارس هذا التعطيل دون أن تدرك حجم الكسر الذي تزرعه فيه.
لانها حين تمنع بلا حوار
وترفض بلا تفسير
وتؤجل احتياجاته وكأنها تملك الحق المطلق في تحديد موعد حبه
فهي تحوله من شريك حيّ إلى موظف يؤدي واجبًا بلا روح. وحين يشعر الرجل أن حضوره غير مُرحب به
وأن صوته مكموم في مساحة العلاقة، يبدأ في الانسحاب من الداخل، حتى وإن ظل موجودًا جسديًا.
والمؤكد ان هذا الانسحاب لا يترك أثره عليه وحده
بل على البيت كله: فينعكس
على طريقته في الحديث مع أبنائه،
على حماسه في عمله
وحتى على صورته في عيني نفسه. فالبيت الذي ينكسر فيه الرجل عاطفيًا، يصبح بيتًا مُهددًا بالتصدع، حتى لو ظل قائمًا بالجدران.
واخيرا يجب الاعتراف بان العلاقة الحميمة ليست رفاهية، بل هي جسر للأمان والاحتواء، ومتى تم هدمه بلا سبب، صار من الصعب إعادة بنائه
دون مصارحة وتفاهم. لأن أقسى ما يمكن أن يعيشه الرجل ليس الجوع الجسدي
بل الجوع العاطفي الصامت، الذي لا يُرى ولا يُعترف به، لكنه قادر على إطفاء كل دفء في حياته
