
21/07/2025
مبارك ألفا على الأدب وأهله هذه الليلة المباركة بالإبداع والتقدير لكل مستحق:
في قلب القاهرة، حيثُ تتجاور الحضارات وتتلاقى الأرواح، وفي دار الأوبرا، حيث تعلو المقامات والقامات وتغني الفكرةُ لحنَ خلودها، أزهرت الكلمةُ في أمسيةٍ تشبه القصيدة، وتشبه الحلم وتجمع الأيدي متجاوزة الجغرافيا والحدود.
كانت جائزةُ الشيخ محمد بن صالح باشراحيل، وحرمه – رحمهما الله – توزّع أجنحتها على الحاضرين، لا كجائزةٍ فحسب، بل كعهدٍ للمجد، ووعدٍ للجمال، وعناقٍ بين الضاد وسُموّها.
،في مركز الإبداع الفني، تسنّم الأدبُ عرشَه، وجلست القيمُ في صدر المجلس. أزهرت المنصة بزائرين هم زُهور الفكر، وسُدّة الإبداع، وحملة مشاعل في ليلٍ تتكاثرُ حوله الظلمات.
لم يكن الحفلُ مجرّد احتفاء، بل كان وقفةً على أطلال المعنى، ومقامًا للوفاء، ونشيدًا أطلقه الضمير العربي في وجه الصمت، يقول فيه: “ما زال في الأرضِ متّسعٌ للنبيل، وفي اللغة متّكأٌ للعاشق، وفي التاريخ متسعٌ للذكرى الطيبة.”
في تلك الليلة، لم يُكرّم المبدعون وحدهم، بل كُرّمت اللغةُ حين تصدُق، والفكرةُ حين تُثمر، والإنسانُ حين يسمو. كُرّمت روح الشيخ الجليل، الذي آمن أنّ الحرفَ ليس زينةً، بل رسالة، وأن الجائزة ليست مجاملة، بل مسؤولية. والإبداع مسؤولية لأنها التأريخ الصادق الذي رسم حقيقة الأشخاص لا خطواتها وصفاتها.
وهكذا، عبر كفوفٍ تُصفّق، وعيونٍ تلمع، وقلوبٍ تنبض بما لا يُقال، خُتم الحفلُ لا كختامٍ عابر، بل كبدايةٍ أخرى، لطريقٍ تمهّده الكلمة، وتظلّله الرؤية، وتمضي فيه الجائزة رايةَ إبداعٍ لا تنكسر، ومحرابَ وفاءٍ لا يغيب.