10/09/2025
توضيح بسيط فقط لأن كثيرا من الناس يفهم كلام الشارع الحكيم على مراده وعلى ما يؤول إليه عقله لا على مراد الشارع الحكيم نسأل ربنا العافية
حديث: " أنت ومالك لأبيك" رواه ابن ماجه، والإمام أحمد، والحديث معتضد بأحاديث أخرى منها : حديث عائشة الذي رواه الحاكم وابن حبان في صحيحه، ولفظ أحمد أخرجه الحاكم وصححه أبو حاتم، وأبوزرعة. ذكر ذلك الشوكاني في نيل الأوطار. و صححه الألباني في صحيح الجامع 2. أما مناسبته، فعن جابر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي مالاً وولداً ، وإن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال: "أنت ومالك لأبيك". ولفظ أحمد وأبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيا أتى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال : " أنت ومالك لوالدك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإنّ أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئاً ". وذكر الشوكاني في هذا الحديث طرقاً، ثم قال: وبمجموع هذه الطرق ينتهض للاحتجاج، ثم قال: فيدل على أن الرجل مشارك لولده في ماله، فيجوز له الأكل منه، سواء أذن الولد أو لم يأذن. ويجوز له أيضا أن يتصرف به كما يتصرف بماله ما دام محتاجاً ولم يكن ذلك على وجه السرف والسفه، ونقل الشوكاني القول عن العلماء أن اللام في الحديث، لام الإباحة لا لام التمليك، فإن مال الولد له، وزكاته عليه، وهو موروث عنه. والله تعالى أعلم.
فحديث “أنت ومالك لأبيك” لا يُفهم على إطلاقه بأن الوالد يملك مال ولده كما يملك ماله الخاص، وإنما المراد به – كما بيّن أهل العلم – أن للوالد حقًا في مال ولده إذا احتاج إليه، بشرط ألا يكون في ذلك ضرر على الابن، ولا يكون الوالد مسرفًا أو مبذرًا. فالمال في الأصل ملك للولد، لكن الوالد يُباح له أن يأخذ عند الحاجة بغير إذن، وهذا من باب البر والإحسان والقيام بحق الوالدين، لا من باب التمليك التام
وختامًا تذكروا بأن دين الله جملة فلا تأخذ منه ما يهواك وتترك ما يخالف هواك لتحقيق مراد لك
قال تعالى :
﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)﴾
اللهم ارزقنا الفهم ونعوذ بك من الوهم 🤲🏻