
16/09/2025
خدعوك فقالوا: الضربات التي لا تقتلك تجعلك أقوى.
جميل. لكن هل سألوا أحدًا من الناجين؟
الناجون لا يكتبون قصائد نصر، بل تعليمات إسعاف أولي للروح.
الضربات القاتلة لا تُعلّمك القوة، بل تُعلّمك كيف تُخفي انهيارك باحتراف.
تُعلّمك أن تبتسم وأنت تتأكد أن لا أحد يلاحظ أنك لم تعد تثق في أحد، ولا حتى في نفسك.
الناجون لا يخافون الضربة القادمة، بل يخافون أن ينهاروا أمام أحد.
لأنهم يعرفون أن الزحام لا يحمي، بل يختفي عند أول صفعة.
الناجون لا يشعرون بشيء. لا لأنهم أقوياء، بل لأنهم تعبوا من الشعور.
السعادة؟ لحظة مؤقتة. الحزن؟ ضيف ثقيل.
كل شيء مؤقت، وكل أحد مؤجل، وكل أمان قابل للاسترجاع.
الضربات القاتلة تُعلّمك الأنانية، لا لأنك شرير، بل لأنك لم تعد تملك ما توزعه.
تُعلّمك القسوة، لا لأنك قاسي، بل لأنك لم تعد تطيق أن تُكسر مرة أخرى أمام من لا يفهم لغة الأنقاض.
القوة الحقيقية؟
أن تحمل أنقاضك بصمت، أن تضحك وأنت تعرف أن لا شيء يدوم،
أن تقول "أنا بخير" وأنت تقصد: "أنا لم أمت بعد، لكن لا تراهن على ذلك."