25/09/2025
الفنان عمر وصفي.. رائد المسرح المصري وصوت الأناشيد الدينية
الفنان عمر وصفي، واحد من أبرز أعمدة المسرح المصري في بدايات القرن العشرين، ومخرج سينمائي ومطرب ترك بصمة فنية خالدة. وُلد عام 1874 باسم السيد عمر محمد الميقاتي، ونشأ في بيئة دينية حيث كان والده مؤذناً وقارئاً في مسجد الحسين، إلا أن وفاة الأب المبكرة وهو في الثانية عشرة شكّلت منعطفاً كبيراً في حياته.
البدايات مع القباني
بدأ وصفي مشواره الفني مع فرقة أبو خليل القباني في عهدها الأخير، حيث كان القباني من أوائل من أسسوا الفن المسرحي التمثيلي في مصر. هذا الاحتكاك المبكر صقل موهبته ومنحه فرصة أن يكون جزءاً من إرهاصات النهضة المسرحية.
الأناشيد والروح الدينية
امتلك وصفي صوتاً جميلاً مكّنه من إنشاد العديد من الأناشيد ذات الطابع الديني، ما أكسبه مكانة خاصة لدى الجمهور، قبل أن ينتقل بكل شغف إلى المسرح والتمثيل والإخراج.
تأسيس الفرق المسرحية
لم يكن عمر وصفي مجرد ممثل، بل كان صاحب طموح لتأسيس كيانات مسرحية مستقلة:
أسس فرقة مسرحية على مسرح منيرفا عام 1917.
شارك في تكوين فرقة ثانية مع عبد الرحمن رشدي عام 1920.
خاض تجربة ثالثة بالتعاون مع الشيخ سيد درويش عام 1921.
أسس فرقة رابعة عام 1927، لتتأكد مكانته كأحد بناة الحركة المسرحية.
ممثل ومدير فني
تنوّعت أدواره بين التمثيل والإدارة الفنية، حيث عمل مع فرق كبرى مثل:
سلامة حجازي
جورج أبيض
عكاشة
أمين صدقي
الفرقة القومية المصرية
وقدّم أدواراً بارزة في مسرحيات مثل: لص بغداد، حسان بك، الحماة، على بابا، الباروكة، أهل الكهف.
الإخراج المسرحي والسينمائي
لم يكتف وصفي بالتمثيل، بل أبدع في الإخراج المسرحي، فأخرج أعمالاً مثل: سر المنتحرة والعواطف. أما في السينما، فقد خاض تجربة مبكرة بإخراج فيلم بنت النيل عام 1929 بطولة الفنانة عزيزة أمير، وهو من أوائل الأفلام المصرية.
المذكرات والتوثيق
في عام 1931، نشر عمر وصفي مذكراته في مجلة الصباح القاهرية في 36 حلقة متتابعة، لتوثق جزءاً من تاريخ المسرح. كما صدر عن منشورات المتوسط – إيطاليا كتاب بعنوان:
«سيرة الأجواق المسرحية العربية في القرن التاسع عشر - مذكرات الممثلين عمر وصفي ومريم سماط»، أعدّه الباحث والروائي تيسير خلف.
كواليس البدايات
يكشف وصفي في مذكراته أن المجتمع آنذاك كان ينظر إلى التمثيل نظرة سلبية، مما أجبره وأقرانه على إخفاء أسمائهم الحقيقية حتى لا ينكشف أمرهم، ومن هنا اتخذ لنفسه اسم الشهرة عمر وصفي.
الرحيل
بعد رحلة مليئة بالعطاء الفني والإبداع، توفي الفنان عمر وصفي عام 1945 عن عمر ناهز 71 عاماً، تاركاً وراءه تاريخاً حافلاً في المسرح والسينما.
خلاصة
عمر وصفي لم يكن مجرد فنان، بل كان شاهد عيان على نشأة وتطور المسرح المصري، وواحداً من الذين ساهموا في تأسيس حركة مسرحية قوية حملت شعلة الإبداع من جيل إلى جيل.
📌