
01/08/2025
🎤 يوسف شتا القليوبي.. صوت الشعب وحكاية الموال المصري الأصيل
في زمن كانت فيه المواويل تحكي هموم الناس وتفرحهم في الأفراح وتبكيهم في الأتراح، بزغ نجم يوسف شتا القليوبي، المغني الشعبي المصري، ابن محافظة القليوبية، الذي أصبح صوتًا مألوفًا في الإذاعة والدراما المصرية، وواحدًا من أبرز الأصوات التي حملت على عاتقها هموم الوطن والمواطن.
🎭 بداية الاكتشاف.. من المسرح الشعبي إلى الإذاعة
في الخمسينيات، لفت صوت يوسف شتا القليوبي انتباه رائد اكتشاف المواهب الشعبية زكريا الحجاوي، الذي كان له الفضل في تقديم العديد من نجوم الفن الشعبي إلى جمهور واسع.
ضمّه الحجاوي إلى مسرح وزارة الثقافة، وفتح له أبوابًا لم تكن سهلة المنال، أهمها بوابة الإذاعة المصرية، حيث ساعده في تقديم أوراق اعتماده، لينطلق بعدها القليوبي ويُثبت نفسه كصوت شعبي أصيل.
🎧 موال وتتر.. دخل بيوت المصريين بصوته
لم يكن يوسف شتا مجرد مطرب شعبي، بل كان صوته يدخل كل بيت مصري عبر التمثيليات الإذاعية والمسلسلات.
ألف وغنّى تتر التمثيلية الإذاعية "المدعية"، من بطولة النجم شكري سرحان والفنانة الكبيرة كريمة مختار، حيث استطاع أن يدمج بين الكلمة الحية والإحساس الشعبي، فعلق صوته في الأذهان.
كما غنى موالًا مميزًا في مسلسل "اللاعبون بالنار" بطولة دلال عبد العزيز، واعتُبر هذا الموال من أبرز ما قُدم على مستوى الأداء الشعبي المصاحب للدراما.
🇪🇬 صوت في قلب الوطن
لم يكن يوسف شتا فنانًا منعزلًا عن مجريات الحياة المصرية، بل كان صوتًا للناس والوطن، غنى في أهم اللحظات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد:
ثورة 23 يوليو 1952
نصر أكتوبر 1973
زلزال القاهرة 1992
كان يُعبّر بالغناء عن مشاعر الفرح والألم، ويحول الأحداث إلى مواويل تُخلّد في الذاكرة.
🎶 أشهر المواويل.. من التراث إلى الخلود
قدّم يوسف شتا عشرات المواويل التي أصبحت من علامات الغناء الشعبي المصري، منها:
"أدهم الشرقاوي" – ملحمة شعبية خلدت البطل الأسطوري.
"خاين العيش" – موال يحمل أوجاع الغدر والخيانة.
"فهيم وفهيمة" – حكاية اجتماعية غنائية ذات طابع درامي.
كما ألّف الأغنية الشهيرة "الفكك والفكوك"، التي غناها الفنان الشعبي عمر الجيزاوي، وشاركت فيها الراقصة كيتى، ضمن أحداث فيلم "لسانك حصانك" عام 1953، لتصبح واحدة من الأغاني الساخرة والمرتبطة بالتراث الشعبي السينمائي.
🕊️ الرحيل في صمت.. 12 ديسمبر 2012
ظل يوسف شتا يغني حتى آخر أيامه، وظل صوته حاضرًا في القرى والمدن، في الإذاعة والمسرح، في قلوب البسطاء.
وفي 12 ديسمبر 2012، رحل هذا الصوت الشعبي النبيل، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا لن يُنسى، ورسالة غنائية خالدة تحكي عن مصر والمصريين.
#كيتى