09/01/2025
الحياة اليوم | لوس أنجلوس احترقت بالكامل
الحياة اليوم | لُوس أَنجِلِس احتَرَقَت بِالكامِل .. نِيران غَ*زَّة تَوقُّد شِتَاء " لُوس أَنجِلس " في أمريكا !
بقلم :خالد الجهيني
بين حرائق الغضب وحرائق الغابات، تشتعل مدن العالم بنيرانٍ تبدو مختلفة في الشكل، لكنها متشابهة في الجوهر. غزة التي احترقت لأكثر من عام ونصف تحت وابل القصف والدمار، تقف في مواجهة صامتة مع لوس أنجلِس، التي تلتهمها النيران الآن، وكأن ما يحدث هناك صدى بعيد، أو إنذار كوني، لما يحدث هنا.
غ*زة لم تحترق فقط بالنار، بل احترقت بالتجاهل. بالصمت الدولي. بتلك العيون التي ترى ولا ترى. مدينة تُباد على مرأى العالم، أطفال يدفنون آباءهم، وأمهات يجمعن أشلاء صغارهن في أكياس، وبيوتٌ تُهدم فوق رؤوس ساكنيها. وما من رادع، ولا عدالة. فقط دخان كثيف يعلو، لا من الحرائق، بل من خيبة الأمل.
وفي الطرف الآخر من العالم، في "أرض الأحلام" كما يسمونها، لوس أنجلِس، المدينة التي لا تنام، أصبحت اليوم مدينة بلا مأوى. النيران اجتاحت الغابات والأحياء، وأجبرت آلاف العائلات على النزوح، بينما تصاعدت ألسنة اللهب لتحوّل الليل إلى جحيم من نار. انقطعت الكهرباء، شحّ الماء، توقفت الحياة. كل هذا في أقل من 48 ساعة!
مشهد يطرح السؤال المدوّي في العقول والضمائر:
هل هذه مجرد مصادفة؟
أم أن ما يحدث يحمل رسالة أعمق؟
البعض يقول إن ما يحدث عقابٌ رباني. وآخرون يرونه مجرد اضطراب مناخي. لكن من ينظر في المشهدين معاً — غ*زة المحاصرة المحترقة، وأمريكا التي تتذوق طعم الحريق — سيدرك أن العالم، في جوهره، يدور في دوائر من الألم والمكابرة.
حرائق لوس أنجلِس قد تكون طبيعية، لكن تزامنها مع صرخات غ*زة المحترقة بالظلم ليس صدفة سهلة الهضم. فكما أن النيران تُشعل الغابات في الغرب، هناك نيران تُشعل القلوب في الشرق، نيران الخذلان، والدم المسفوك، والعدالة الغائبة.
هل ما نراه في كاليفورنيا اليوم مجرد كارثة بيئية؟
أم أنه تذكير بأن الظلم لا يمرّ دون ثمن؟
النار التي تشتعل الآن في قلب أمريكا، حرقت آلاف المنازل، وشرّدت الآلاف. أليست هذه هي نفس الأرقام، نفس المشاهد، التي يعيشها الفلس*طينيون يوميًا؟
اللافت للنظر أن الصور التي انتشرت على وسائل الإعلام لم تكن تختلف كثيرًا. وجوه مذعورة، دخان كثيف، وبيوتٌ تلتهمها ألسنة اللهب. مشاهد توحي بأن الأرض كلها، بكل أطرافها، تتألم.
مهما اختلفت التفسيرات، هناك حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها:أن العالم يحترق، وأن هناك من يدفع الثمن، وآخرون يتجاهلون النار حتى تصل إليهم.
ربما يكون ما يحدث في أمريكا جرس إنذار. دعوة للمراجعة. صرخة كونية تقول: "كفى".
كفى صمتاً أمام دماء الأبرياء. كفى تجاهلاً للمآسي التي تُرتكب باسم السياسة والتحالفات.
فمن يدري؟
قد تكون الحرائق التي تشتعل في الغابات اليوم، هي ذاتها التي ستطال خرائط المصالح غداً.
#كاليفورنيا
#غ*زة
خالد الجهينى
الصحفي خالد الجهينى _ journalist khaled elghiny