Maat ماعت

Maat ماعت "Maat - ماعت: صفحة إخبارية تقدم الحقائق من مصادر متنوعة بهدف تحليل موضوعي وشفاف."

هل الضربة الإيرانية لإسرائيل تمت بضوء أخضر أمريكي؟بقلم: علي الورواري شهدت المنطقة في الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق تم...
15/06/2025

هل الضربة الإيرانية لإسرائيل تمت بضوء أخضر أمريكي؟

بقلم: علي الورواري

شهدت المنطقة في الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق تمثل في ضربة صاروخية مباشرة من إيران إلى إسرائيل، وهو حدث يُعد سابقة خطيرة في الصراع الممتد بين الطرفين. لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح هنا: هل أقدمت إيران على هذه الخطوة دون تنسيق ضمني، أو حتى إذن غير مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية؟

الإجابة قد تكون صادمة للبعض، لكن عند تحليل السياق الأوسع، يمكن وضع أربعة دوافع محتملة تُفسر لماذا قد تسمح واشنطن – ولو ضمنيًا – بوقوع مثل هذه الضربة.

1. تأزيم الداخل الإسرائيلي وإضعاف حكومة نتنياهو

تشهد العلاقات بين إدارة ترامب – وحكومة نتنياهو توترًا مكتومًا، خصوصًا بعد رفض نتنياهو الانصياع لبعض التوجهات الأمريكية في الملفات الإقليمية. توجيه ضربة تُحدث ارتباكًا داخليًا داخل إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى ضغط شعبي كبير على حكومة نتنياهو، ويفتح الباب أمام تغييرات سياسية تخدم المصالح الأمريكية.

2. تبرير "الجزية الخليجية" وتثبيت الخوف من التهديد الإيراني

الولايات المتحدة حصلت في السنوات الأخيرة على مليارات الدولارات من صفقات سلاح واتفاقات أمنية مع دول الخليج، تحت مظلة "الخطر الإيراني". ولكي لا تبدو هذه الأموال وكأنها ذهبت مقابل لا شيء، فإن توجيه ضربة حقيقية ومباشرة من إيران لإسرائيل يجعل التهديد ملموسًا، ويُقنع الحلفاء الخليجيين بأنهم لم يدفعوا بلا مقابل.

3. تذكير إسرائيل بمن هو "الكبير"

في السنوات الأخيرة، وبخاصة خلال إدارة بايدن، بدأت إسرائيل تتصرف بثقة زائدة، ورفضت أكثر من مرة السير على خطى التوجيهات الأمريكية، خصوصًا في ما يتعلق بملف غزة أو التفاهمات الإقليمية. الضربة الإيرانية، لو تم التساهل معها عمدًا، قد تكون رسالة أمريكية مباشرة لإسرائيل: "لا تنسي من يوفر لك الغطاء، ومن يستطيع رفعه إن لزم الأمر."

4. منطق "رجل الأعمال" الذي لا يتحرك بلا مكسب

دونالد ترامب – حتى في السياسة – يتصرف بعقلية رجل الأعمال: كل خطوة يجب أن تحقق ربحًا مباشرًا، أو على الأقل تمنع خسارة مؤكدة. من هذا المنطلق، قد يرى أن استمرار إسرائيل في فتح جبهات بلا نهاية – دون جدوى استراتيجية – يمثل عبئًا غير ضروري. السماح بتلقيها "ضربة تأديبية محسوبة" قد يُعيدها إلى طاولة الحسابات الواقعية.

---

خاتمة

ربما لن تُصرّح واشنطن أبدًا بقبولها أو معرفتها المسبقة بضربة إيران. لكن في عالم السياسة، ليس كل شيء يُقال، وبعض الرسائل تُمرّر بالنار والدخان.

الضربة الأخيرة قد تكون بداية مرحلة جديدة من "الحروب المحسوبة"، حيث تُستخدم فيها الصواريخ لتصفية الحسابات... لا بين الأعداء فقط، بل أحيانًا بين الحلفاء أنفسهم.

اتحاد العرب: معادلة الردع لا الهيمنةفي العقود الأخيرة، كانت العلاقة بين الدول العربية ومراكز القوى العالمية قائمة على مب...
03/06/2025

اتحاد العرب: معادلة الردع لا الهيمنة

في العقود الأخيرة، كانت العلاقة بين الدول العربية ومراكز القوى العالمية قائمة على مبدأ "الاعتماد لا الاستقلال"، و"الاحتماء لا التحالف". هذا النمط من العلاقات جعل كل دولة عربية – رغم ثرواتها وإمكاناتها – حجرًا منفردًا في مواجهة رياح السياسة الدولية المتقلبة. لكن ماذا لو قررت هذه الأحجار أن تبني جدارًا واحدًا؟ هل العالم مستعد لمواجهة هذا الجدار؟ هذا هو السؤال الحقيقي.

---

أولاً: فهم القوة بمنظور استراتيجي

القوة في عالم اليوم لا تقاس فقط بعدد الجنود أو حجم الترسانة النووية، بل تقاس بمنظور أشمل يشمل:

القدرة على الردع.

التحكم في تكاليف أي صراع محتمل.

السيطرة على المصالح الحيوية العالمية (الطاقة، الممرات البحرية، النفوذ الإقليمي).

وبهذا المعيار، فإن اتحادًا عسكريًا عربيًا يضم كبرى الجيوش العربية سيغير معادلة الردع بشكل جوهري، حتى دون أن يكون هو الأقوى تقنيًا أو عدديًا.

---

ثانيًا: القوة العسكرية العربية... ماذا لو اتحدت؟

وفقًا لتقارير "Global Firepower"، تُصنَّف بعض الجيوش العربية كالتالي (2024):

مصر: المركز 15 عالميًا، بواحد من أكبر الجيوش النظامية وأعمق الخبرات القتالية.

الجزائر: المركز 26، بترسانة روسية متقدمة وتقاليد عسكرية راسخة.

السعودية: المركز 22، بقوة تسليحية هي الأحدث في الشرق الأوسط، وقدرات لوجستية وتمويلية هائلة.

الإمارات، العراق، المغرب، الأردن: جيوش متقدمة نسبيًا، وتتمتع بكفاءة تدريب عالية ونظم قيادة حديثة.

في حال توحيد هذه القوات تحت مظلة استراتيجية واحدة، سيحتل "الاتحاد العسكري العربي" المرتبة بين السابعة والعاشرة عالميًا من حيث القوة الشاملة – متجاوزًا تركيا وإيران، ومقتربًا من بريطانيا وفرنسا.

---

ثالثًا: التكلفة... هل نحن قادرون؟

من يتحدث عن ضعف العرب في مواجهة القوى الكبرى يتجاهل أن الصراعات الحديثة لا تُحسم بالقوة وحدها، بل بالتكلفة.

الولايات المتحدة أنفقت ما يتجاوز 6 تريليون دولار في حربَي العراق وأفغانستان.

روسيا تُستنزف ماليًا وعسكريًا في أوكرانيا.

إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، تواجه استنزافًا يوميًا في أي صدام مفتوح مع غزة أو جنوب لبنان.

وفي المقابل:

الدول العربية الخليجية تملك احتياطيات مالية تتجاوز 2 تريليون دولار.

مصر والجزائر تمتلكان قاعدة بشرية وصناعية ضخمة لدعم أي مجهود حربي.

التعاون المشترك سيؤدي إلى توزيع التكاليف بشكل متوازن يقلل العبء على أي طرف.

إذًا، نعم نحن قادرون على تحمّل تكلفة الصمود، بل وتكلفة الرد إن لزم الأمر.

---

رابعًا: هل ستجرؤ أي قوة على المواجهة؟

بقيام اتحاد عربي عسكري فعّال، تتغير معادلات المواجهة جذريًا:

إيران: ستفقد عمقها الاستراتيجي في العراق وسوريا واليمن، وتصبح محاطة بجدار عربي متماسك، يجعل أي مغامرة عسكرية غير محسوبة بمثابة انتحار سياسي واقتصادي.

إسرائيل: ستواجه لأول مرة احتمال دخول صراع مفتوح مع أكثر من دولة عربية في آن واحد، وهو أمر لم تختبره منذ 1973.

الولايات المتحدة وأوروبا: ستراجعان الحسابات الاقتصادية والسياسية قبل التفكير بأي تدخل مباشر، نظرًا لحجم المصالح الحيوية في المنطقة.

---

خامسًا: منطق الجدار... لا الحجر

الاتحاد العربي لا يهدف إلى التفوق أو الهيمنة، بل إلى الردع والحماية.
فالجدار – وإن لم يكن فولاذيًا – أكثر صعوبة في الهدم من حجر مفرد.
وحين تكون الأمة متماسكة، فإن العدو يُحسب ألف حساب قبل أن يقرر العبث بأمنها.

سادسًا: الجغرافيا... سلاح غير معلن

واحدة من أقوى أسلحة الاتحاد العربي – والتي كثيرًا ما يغفلها صانعو القرار في الغرب – هي المساحة الجغرافية الهائلة التي يغطيها هذا الاتحاد:

يمتد العالم العربي من المحيط الأطلسي غربًا إلى الخليج العربي شرقًا، بمساحة تتجاوز 13 مليون كيلومتر مربع.

أي مواجهة عسكرية – تقليدية أو حتى نووية – ستواجه تحديًا ضخمًا: هل يمكن ضرب كيان بهذا الحجم وتحييده بالكامل قبل أن يرد؟

الإجابة ببساطة: مستحيل.

لا توجد أي قوة في العالم تملك القدرة على شلّ هذا الاتحاد بالكامل في ضربة واحدة. فحتى في أقصى السيناريوهات، سيظل هناك عمق استراتيجي، وجيوش احتياطية، ومواقع بعيدة عن نطاق الضربة قادرة على الرد.

وهنا يصبح قرار الحرب مكلفًا وخطيرًا، ليس بسبب ما يمكن أن يفعله هذا الاتحاد بالضرورة، ولكن بسبب استحالة تحييده بالكامل قبل أن يرد.

---

خاتمة: الاتحاد ليس رفاهية... بل ضرورة

اتحاد العرب – عسكريًا واستراتيجيًا – لم يعد خيارًا نظريًا أو شعارًا عاطفيًا، بل أصبح ضرورة وجودية في ظل عالم تُحسم فيه القرارات بالمصالح لا النوايا، وبالقوة لا المجاملات.

> إننا لا نحتاج أن نكون الأقوى في العالم...
ولكننا نحتاج أن نكون من لا يُمكن المساس به دون ثمن باهظ.

ففي عالم اليوم، البقاء ليس للأقوى... بل لمن يصعب استهدافه.

حين تُشترى الأوطان بالدولار: زمن الانكسار أم يقظة الشعوب؟لقد تغيّرت موازين العالم، ولم تعد الهيمنة تحتاج إلى الجيوش والأ...
19/05/2025

حين تُشترى الأوطان بالدولار: زمن الانكسار أم يقظة الشعوب؟

لقد تغيّرت موازين العالم، ولم تعد الهيمنة تحتاج إلى الجيوش والأساطيل ولا إلى الدماء والخراب، بل يكفي الآن أن تُفتح خزائن المال، وتُمد الأيدي لاتفاقيات تُعقد في الخفاء وتُعلَن في العلن على أنها "فرص للسلام" و"بوابات للتنمية". هكذا تغيّر المشهد، وهكذا رأينا دولاً في الشرق الأوسط والخليج تُوقّع على ما لم تكن لتقبل به يوماً، مقابل مليارات من الدولارات أو وعود بمكاسب اقتصادية مؤقتة.

في زمن مضى، كانت هذه الدول نفسها تُقاتَل بشراسة لأجل أن يُسمح للقوى العظمى بدخول أراضيها. كان الدم هو الثمن، والدم وحده. واليوم، فتحت الأبواب بلا قيد، وبيعت السيادة باسم "الشراكة"، وتحوّل الخصم إلى "حليف استراتيجي" لمجرد أنه دفع الثمن المناسب.

لكن، ما غاب عن البعض، وما ينبغي التذكير به، هو أن الشعوب لا تُشترى، والكرامة لا تُباع. نعم، قد تتبدل السياسات، وقد تُبدل الحكومات مواقفها، لكن الشعوب تبقى، والذاكرة تبقى، والتاريخ لا ينسى.

وإننا، ونحن نرى هذه التغيرات المؤلمة، لا يسعنا إلا أن نؤكد موقف مصر الثابت، موقفاً لا يتغير ولا يتلون. فمصر، شعباً وجيشاً وحكومةً، تنأى بنفسها عن أسلوب البيع والشراء في المبادئ، وتؤمن أن القضايا العادلة لا تُقايَض، وأن الكرامة الوطنية ليست ورقة مساومة على طاولة السياسة الدولية.

وما يزال الشعب المصري، بوعيه وبتاريخه الطويل، يدرك أن العزة لا تُشترى، وأن من يبيع اليوم سيُباع غداً، ومن يفرّط في حقه فقد فرّط في وجوده.

فليعلم كل من يعتقد أن المال قادر على تغيير الحقائق أن الشعوب لا تنام إلى الأبد، وأن لحظة الوعي قد تُقلب الطاولة على الجميع.

عنوان المقال: "بين المعارضة والجهل: كيف نُهدم الأوطان دون أن نشعر؟"في كل دولة ديمقراطية، يُعد وجود المعارضة أمرًا صحيًا ...
19/05/2025

عنوان المقال: "بين المعارضة والجهل: كيف نُهدم الأوطان دون أن نشعر؟"

في كل دولة ديمقراطية، يُعد وجود المعارضة أمرًا صحيًا وضروريًا، بل هو أحد أركان التوازن السياسي، لأنها تعبر عن وجهة نظر أخرى وتقدم بدائل للنظام الحاكم. ولكن كثيرًا ما يختلط على الناس الفرق بين المعارضة الوطنية البناءة، والمعارضة الهدامة الفوضوية، خاصة حين تمتزج السياسة بالشعارات العاطفية والأزمات الاقتصادية التي تضرب حياة المواطن اليومية.

أما عن المعارضة، فليست كلها سواء. هناك معارضة عاقلة، تمثلها أحزاب شرعية، تنتقد النظام بوعي، وتشير إلى أخطائه وتقترح حلولًا بناءة. هذه معارضة تحمي الدولة، لا تهدمها، وتشارك في تطوير القرار، لا في إسقاط المؤسسات. لكن في المقابل، هناك معارضة هدامة، تقوم على بث الفتن، والتشكيك في كل شيء، ورفض أي إصلاح مهما كان، ولا تملك أي رؤية ولا مشروع. فقط تصرخ: "النظام فاسد، يلا ثورة!" فإذا سألته: ما سبب فساد النظام؟ يرد بجملة عائمة. وإن قلت له: وما البديل؟ وما خطتك بعد الثورة؟ يسكت أو يتهرب أو يصرخ بلا منطق.

وهنا نقطة مهمة يغفل عنها الكثيرون: ليست كل الأحزاب السياسية تقف دائمًا في صف المعارضة المطلقة. بل من الطبيعي والمنطقي أن ترى بعض الأحزاب تقف مع الحكومة في كثير من القضايا، طالما أن هذه السياسات تتفق مع المصلحة العامة وتُعد خطوات إصلاح حقيقية. فالمعارضة البناءة لا تعارض لمجرد المعارضة، بل تعمل بتوازن: تؤيد حين تُحسن الدولة، وتعارض حين تخطئ. وهذا ليس تلاعبًا، بل هو جوهر العمل السياسي الوطني.

والأخطر من ذلك أن بعض هذه الأصوات قد تكون مدسوسة، لها أجندات خفية، وتستغل المواطن البسيط، الذي قد يكون فعلًا موجوعًا أو غاضبًا من الأوضاع، لكنه يفتقد للوعي الكافي لتمييز المخلص من المخرّب. فالمندس لا ينجح إلا إذا وجد بيئة جاهلة وغاضبة.

وهنا نصل إلى جوهر الأزمة: الجهل. الجهل هو مفتاح كل باب للفوضى. الجاهل يُستَغل، يُقاد، يُدفع نحو الهاوية وهو يظن أنه يحارب من أجل الحق.

خذ على سبيل المثال قضية غلاء الأسعار، وخاصة المواد الغذائية والخضروات. الناس تشتكي، وهذا حقها. ولكن من يسأل: لماذا ارتفعت الأسعار؟ أحد الأسباب الجوهرية هو تآكل الرقعة الزراعية، وعدم كفاية الإنتاج المحلي، فنضطر للاستيراد من الخارج بأسعار مرتفعة. ما سبب تآكل الرقعة الزراعية؟ إنه الزحف العمراني العشوائي، وبناء البيوت على الأراضي الزراعية.

فحين جاءت الدولة لتمنع هذا الزحف وتُقنن البناء وتحافظ على الأرض، ثار الناس واتهموها بأنها تمنعهم من بناء بيوتهم! بينما الحقيقة أن الدولة تحاول أن تحل مشكلتين في وقت واحد:

1. حماية الأرض الزراعية لضمان الأمن الغذائي.

2. تسهيل إدخال الخدمات العامة كالصرف الصحي والغاز بطريقة منظمة، وهو ما لا يمكن تحقيقه في العشوائيات.

لكن بسبب الجهل أو ضعف الوعي، يرى البعض في هذا عداءً له، لا مصلحة له.

الخلاصة: المعارضة ليست عيبًا، بل هي صمام أمان، إن كانت واعية وهادفة. لكن الجهل هو الخطر الحقيقي، لأنه يُحرك الناس في الاتجاه الخاطئ، ويفتح الباب للمخربين والمندسين.

ولهذا، فإن أعظم استثمار لأي دولة في مستقبلها، هو في نشر الوعي وبناء العقول، خاصة لدى الجيل الجديد، لأنهم صانعو الغد. فإذا ارتفع وعي الشعب، لن تُخدع الجماهير، ولن يُهدم الوطن بالشعارات الكاذبة.

"وأختم بسؤالٍ موجهٍ إلى كل من يملك الوعي والفهم الحقيقي للمشكلة: شاركنا رؤيتك وحلولك الواقعية، وسنعرضها في مقال قادم لبناء نقاشٍ هادفٍ بعيد عن الجهل والهدم."

خسة العرب... عندما تُباع الأوطان بشعور النساءاللي حصل في استقبال الإمارات لترامب مش مجرد رقصة تراثية أو عرض ثقافي، ده مش...
19/05/2025

خسة العرب... عندما تُباع الأوطان بشعور النساء

اللي حصل في استقبال الإمارات لترامب مش مجرد رقصة تراثية أو عرض ثقافي، ده مشهد خيانة على أصولها، عار على وجه العروبة كلها. لما تشوف نساء يلوحن بشعورهم في وجه رئيس دولة مارّس أبشع الجرائم ضد العرب والمسلمين، ده مش ترحيب عادي، ده إعلان رسمي عن بيع القضية، عن مروءة ضاعت، عن كرامة ذُحِنت.

الإمارات واللي ورّاها من حكومات خليجية قرروا يخلعوا قناع العرب الكرام، وبدل ما يرفعوا راية فلسطين، بيرقصوا بشعور نساءهم كأنها صفقة تُعلن للعالم: "إحنا مع ترامب، إحنا مع أمريكا، حتى لو على حساب دماء أطفال غزة ودموع الشهداء".

الموضوع مش تراث ولا ثقافة، الموضوع خيانة مُعَمَّدة، استخدام لرموز وعاداتنا العميقة كغطاء لصفقات سياسية تبيعنا وتشترينا في سوق المصالح، تُغلق بها أبواب الكرامة، وتُفتح أبواب الاستسلام.

فهل هذا هو حال العرب؟ هل أصبح استقبال أعدائنا رمز مروءة؟ هل أصبح بيع القضية فخر يُعرض على الشاشات؟

لا يا أخي، ده سقوط مدوّي، خيانة من داخل، ذل لا يطاق، وحقيقة مرة لازم نواجهها.

العروبة ماتت عندما تراقصنا بشعور نساءنا لأجل مَن هدم أوطاننا.

العرب... حين باعوا كل شيءلم تعد القضية الفلسطينية هي البوصلة. لم يعد الشرف العربي إلا ذكرى على صفحات كتب مهترئة، تلوكها ...
19/05/2025

العرب... حين باعوا كل شيء

لم تعد القضية الفلسطينية هي البوصلة. لم يعد الشرف العربي إلا ذكرى على صفحات كتب مهترئة، تلوكها الألسنة في الأناشيد والبيانات المعلبة. أما الواقع؟ فالواقع باع العروبة في سوق النخاسة الدولية، ورفع رايات الترحيب بأيدٍ كانت من قبل تُرفع بالدعاء لأجل القدس.

زيارة ترامب الأخيرة، والاستقبال الإماراتي الفاخر، ما هي إلا صورة واضحة لتلك الخيانة الناعمة... الخيانة المغلفة بالدبلوماسية والبروتوكول. لقد صُفَّت الطائرات، ورفرفت الأعلام، وتزينت الشاشات بعبارات الترحيب، وكأن القادم مبشر بالعدل والسلام، لا رئيس دولة مزق العالم العربي بقراراته وصفقاته.

في لحظة واحدة، أُسقطت الأقنعة. من كان يتشدق بدعم فلسطين، صافح من مزّقها. من كان يتحدث عن وحدة العرب، مدّ يده لمن فرقهم. بل إن بعضهم لم يكتفِ بالترحيب، بل بالغ في التزين لضيفه، وكأنه فاتح منتظر، لا سياسي مغرق في صفقات الأسلحة والدعم المطلق لكيان احتل الأرض وطرد شعبًا كاملًا.

ليس غريبًا أن نرى دولًا عربية اليوم تسارع إلى التطبيع، وتسابق الزمن لمجاراة الغرب ولو على حساب الدين، والعقيدة، والدم. فالمصالح طغت، والنفط غلب، والسلطة أعمت.

أين أنتم من "العروبة"؟ من "الكرامة"؟ من دماء الشهداء؟ من أطفال غزة؟ من نساء المخيمات؟ هل العروبة أصبحت ديكورًا في قاعات المؤتمرات؟ أم شعارًا يُرفع على هامش القمم بلا روح ولا موقف؟

نعم، ظهر العرب على حقيقتهم، لا كأمة واحدة، بل ككيانات متفرقة، كل منها يلهث وراء بقائه في الحكم، حتى لو باع ما تبقى من دينه وشرفه.

أمريكا تُقدَّم للعالم كنموذج للديمقراطية، لكن الواقع يثبت هيمنة حزبين فقط: الديمقراطي والجمهوري.هل التعدد الحزبي مجرد وا...
15/05/2025

أمريكا تُقدَّم للعالم كنموذج للديمقراطية، لكن الواقع يثبت هيمنة حزبين فقط: الديمقراطي والجمهوري.

هل التعدد الحزبي مجرد واجهة؟ وهل هناك اختلاف جوهري حقيقي بين الحزبين؟ أم أن اللعبة أكبر من ذلك؟

---

1. لماذا لا يظهر حزب ثالث؟

النظام الانتخابي الأمريكي (winner takes all) لا يتيح فرصة حقيقية لأي حزب ثالث.

تمويل الحملات الانتخابية بيد الشركات الكبرى، وغالبًا تميل لدعم من يضمن مصالحها (وغالبًا من الحزبين).

وسائل الإعلام الكبرى مملوكة لجهات تتبع نفس دوائر السلطة والنفوذ، وتهمّش الأحزاب البديلة.

---

2. الخلافات الشكلية بين الحزبين

خلاف حول قضايا اجتماعية: الإجهاض، زواج المثليين، الهجرة.

لكن في السياسة الخارجية: شبه تطابق، خاصة في دعم إسرائيل، التدخل العسكري، ومواجهة القوى الصاعدة كالصين وروسيا.

---

3. دور اللوبي الصهيوني "إيباك"

إيباك يُعتبر من أقوى جماعات الضغط في أمريكا، ويقدم تمويلًا ودعمًا انتخابيًا واسعًا.

معظم المرشحين من الحزبين يسعون لكسب تأييد إيباك قبل الترشح.

دعم إسرائيل قضية شبه مقدسة داخل الكونغرس، بغض النظر عن الحزب.

---

4. الإعلام والتوجيه الجماهيري

الإعلام يضخم "الخلافات" ويخلق حالة استقطاب، لكن نادرًا ما يُظهر التشابه في المواقف من القضايا الجوهرية.

هذا يمنع الشعب من التفكير في بدائل خارج الصندوق.

---

5. هل هناك أمل في التغيير؟

رغم محاولات بعض الشخصيات المستقلة (زي بيرني ساندرز أو أندرو يانغ) إلا أن النظام السياسي مُغلق تقريبًا أمام أي تغيير حقيقي.

التغيير يحتاج ثورة فكرية داخل المجتمع الأمريكي نفسه.

---

الخاتمة:

النظام الأمريكي يُدار من قبل "نخبة مؤسسية" قد تستخدم واجهة الحزبية كأداة لإقناع الداخل والخارج بالديمقراطية، بينما القرار الحقيقي يُصنع خلف الكواليس.

السؤال الأهم: هل أمريكا دولة مؤسسات شعبية؟ أم دولة شركات ولوبيات ونفوذ صهيوني مغلف بشعارات الحرية؟

عنوان المقال:حين تُشوَّه القداسة بلحظة: هل نختزل الحرم المكي في لقطة غضب؟المقدمة:في زمن أصبحت فيه الكاميرات مفتوحة دائمً...
15/05/2025

عنوان المقال:
حين تُشوَّه القداسة بلحظة: هل نختزل الحرم المكي في لقطة غضب؟

المقدمة:
في زمن أصبحت فيه الكاميرات مفتوحة دائمًا، بات من السهل أن تُسجّل لحظة، وتُقصّ وتُقدَّم للعالم كأنها كل الحقيقة. لكن الأصعب هو أن نُدرك خطورة استغلال هذه اللحظات، خاصة حين تقع في أطهر بقعة على وجه الأرض: الحرم المكي. هل من العدل أن نُحمّل فردًا تحت ضغطٍ هائل، مسؤولية تشويه قداسة مكان وأصالة رسالة؟

المحتوى:

1. رجال الأمن في الحرم… بشر في اختبار دائم:
رجال الأمن في الحرم المكي لا يقفون فقط للحراسة، بل هم درع بشري أمام زحام لا يهدأ، ومشاعر متباينة من ضيوف الرحمن، وأعراق وثقافات متعددة. هؤلاء الأفراد يتعاملون مع الملايين، في وقت ضيق، ومسؤولية عظيمة. ورغم ذلك، يُتوقع منهم ألا يخطئوا، وألا ينفعلوا، وكأنهم ليسوا بشرًا.

2. حين تُصوَّر لحظة وتنقطع عن سياقها:
مقطع فيديو لا يتعدى ثواني قد يصوّر ردة فعل غاضبة، أو تصرّفًا قاسيًا من أحد رجال الأمن تجاه حاج، لكنه لا يخبرنا ما الذي سبق هذه اللحظة، ولا الضغوط التي أحاطت بها، ولا حتى حقيقة ما جرى. ومع ذلك، تنتشر هذه المقاطع وكأنها تمثل الواقع الكامل، وتُتخذ دليلًا على تقصير أو قسوة، في حين أنها ربما لا تمثل سوى لحظة إنسانية ضعيفة في يوم طويل من العمل الشاق.

3. الفتنة في النشر قبل الفتنة في الفعل:
الأخطر من التصرف نفسه، هو من يستغل هذه المقاطع لينشرها بطريقة خبيثة. يُظهر الحرم المكي وكأنه مكان للغلظة، ويُصوّر الإسلام دين قسوة لا رحمة. بعض هؤلاء مدفوعون بالكراهية، وبعضهم يجهل الأثر الذي يتركه نشرهم لهذا المحتوى، خاصة في قلوب "المؤلفة قلوبهم"؛ أولئك الذين لا يزالون في بداية الطريق نحو فهم الإسلام، أو من انبهروا بسماحته، فيرتبكون أمام هذه الصورة المجتزأة.

4. نحن شركاء في الصورة التي نرسمها لديننا:
لا يوجد مجتمع بلا أخطاء، ولا مؤسسة بلا بشر يخطئون. لكن علينا أن نفرّق بين خطأ فرد، وقدسية مكان، وروح رسالة. حماية صورة الإسلام لا تعني التستر على الأخطاء، ولكن تعني الإنصاف، والرحمة، والحرص على عدم تضخيم الخطأ على حساب الأصل.

الخاتمة:
الحرم المكي ليس مجرد مكان، بل هو رمز لوحدة المسلمين، ووجهٌ ناصعٌ للإسلام في قلوب الملايين. إن شوهناه بلحظة منفصلة، فقد نكون نحن من طعنّا قدسيته في أعين الآخرين. فلنكن أكثر وعيًا، وأكثر رحمة، وأكثر إنصافًا. ولنعلم أن من يُحب هذا الدين، سيحرص على صورته كما يحرص على قلبه.

عنوان: لماذا الإعلام لا يُظهر إلا القبح؟في عالم يفيض بالأحداث، تظل التغطية الإعلامية منحازة بشكل واضح نحو كل ما هو مظلم،...
14/05/2025

عنوان: لماذا الإعلام لا يُظهر إلا القبح؟

في عالم يفيض بالأحداث، تظل التغطية الإعلامية منحازة بشكل واضح نحو كل ما هو مظلم، مثير، ومقلق. أخبار الحروب، الأزمات الاقتصادية، الانهيارات السياسية، الصراعات الداخلية… بينما تبقى الإنجازات، قصص النجاح، ومظاهر التقدم إما غائبة، أو تُعرض على استحياء، وكأنها لا تستحق الضوء.

لماذا يُبنى المشهد الإعلامي على هذا النمط؟ هل هي مجرد مصادفة؟ أم أن هناك ما هو أعمق؟

أولاً: الإعلام أداة.. لكنها ليست محايدة

الإعلام في صورته الحديثة لم يعد ناقلاً محايدًا للحدث، بل أصبح أداة توجيه واصطفاف. في كثير من الأحيان، تتحول القنوات إلى منصات تخدم أهدافًا أبعد من المعلومة. توجّه، تُضخّم، تُختلق، أو تُقصي بناءً على ما يخدم الرسالة لا الحقيقة. والرسالة أحيانًا لا تكون موجهة للشعوب فقط، بل للنخب، لصناع القرار، وللرأي العام العالمي.

ثانيًا: السوق لا يعترف بالهدوء

من الناحية التجارية، المشاهد لا يتفاعل بقوة مع الأخبار المريحة أو "العادية". الأزمات تُلهب الحواس، تُثير الخوف، تحفّز النقاش، وتدفع الجمهور للمتابعة والانفعال. وهكذا، تتحوّل النشرات الإخبارية إلى مسرح للصدمات اليومية، لأن الإثارة تعني نسب مشاهدة أعلى… والمشاهدات تعني المال.

ثالثًا: عُقدة المواطن من حكومته

في كثير من المجتمعات، هناك قناعة راسخة بأن "الحكومة ظالمة"، مهما تغيرت. كأن العقل الجمعي اختار أن يضع السلطة في خانة العدو، ورفض أن يمنحها أي رصيد من الثقة. هذا ما يجعل المواطن لا يرى في أي إنجاز دليلاً على العمل، بل فقط خدعة جديدة. وهنا يستفيد الإعلام المتحيز، فيبني خطابه على تلك العاطفة الجماعية: "نحن الضحية، وهم الجناة".

رابعًا: أين ذهب صوت العقل؟

في خضم هذا الزحام، تضيع الأصوات الهادئة، العاقلة، التي تحاول أن ترى الصورة كاملة. أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة لا الإثارة، عن الفهم لا التجييش. ولكن للأسف، هذا الجمهور أقلية. وسط الطوفان، لا يسمع أحد صوت الحكمة، لأن الضجيج دائمًا أعلى.

وأخيرًا: ماذا نفعل؟

الوعي هو خط الدفاع الأول. أن نعرف كيف تُصنع الأخبار، كيف يُوجَّه الرأي، كيف يتم التلاعب بالعناوين واللقطات والمشاعر… هذا وحده كفيل بأن يجعلنا لا ننخدع. الإعلام ليس عدوًا في حد ذاته، لكنه ليس صديقًا دائمًا أيضًا. كل ما نحتاجه هو عين تفرّق، وعقل لا يُستدرَج بسهولة.

بين من يركض لأجل غزة، ومن يموّل قاتليهافي شوارع لندن، شاب اسمه نديم قرر أن يشارك في ماراثون ليس من أجل الرياضة أو الشهرة...
08/05/2025

بين من يركض لأجل غزة، ومن يموّل قاتليها

في شوارع لندن، شاب اسمه نديم قرر أن يشارك في ماراثون ليس من أجل الرياضة أو الشهرة، بل من أجل غزة. قطع أكثر من 320 كيلومترًا سيرًا على الأقدام، يربط بين قلبه وبين وجع المحاصرين في القطاع، وكل خطوة يخطوها كانت صرخة: "أنتم لستم وحدكم".

في المقابل، هناك من يعيش يومه بشكل عادي تمامًا، لا يقصف بيته، ولا يرى أطفاله يُنتشلون من تحت الأنقاض، ومع ذلك لا يجد أي مانع في أن يشتري مشروبًا من شركة تدعم الاحتلال، أو وجبة من مطعم تذهب أرباحه جزئيًا إلى دعم آلة القتل، أو منتجات من شركات تنخرط في منظومة تمويل الظلم.

لم يُطلب منه أن يركض، ولا أن يسير مئات الكيلومترات، فقط طُلب منه أن يُقاطع. لكن حتى هذا، استعصى عليه.

والمفارقة أن أثر المقاطعة لم يكن مجرد صدى على وسائل التواصل، بل كان واقعًا ملموسًا، لدرجة أن بعض الشركات التي اعتادت أن تملأ الشاشات في كل موسم رمضاني، اختفت فجأة هذا العام. لم يكن اختفاؤها عبثيًا أو صدفة، بل انسحابًا استراتيجيًا مدروسًا حتى لا تُذكّر الناس بالمقاطعة.

منتجات اعتادت أن تصرخ بالإعلانات في رمضان، غابت فجأة. لماذا؟ لأن صوت المقاطعة كان أقوى من صوت الموسيقى الدعائية. بعض الشركات شعرت أن الظهور قد يكلّفها، وأن أي محاولة للتجمّل وسط بحر الدماء ستفشل، ففضلت الصمت. وكم من شركة كانت بالأمس تتباهى بحصتها في السوق، واليوم تحاول النجاة من السقوط.

هذه ليست أوهامًا ولا مبالغات، بل أرقام وخسائر ظهرت في تقارير الشركات العالمية والمحلية، بعضها اعترف بانخفاض غير مسبوق في المبيعات في الشرق الأوسط، وبعضها اضطر لتعديل استراتيجياته التسويقية بالكامل.

فمن قال إن المقاطعة لا تؤثر؟ من قال إن ما تشتريه لا يغيّر شيئًا؟ الحقيقة أن كل قرار شراء، هو تصويت. إما أن تصوت للعدل، أو تصوت للقتل.

إن المقاطعة ليست فقط سلاحًا اقتصاديًا، بل موقف أخلاقي. هي الحد الأدنى من النصرة، عندما لا نملك سلاحًا ولا قرارًا سياسيًا. هي اختيارك أن لا تجعل من أموالك وسيلة لتمويل رصاصة في جسد طفل، أو قنبلة على منزل آمن.

فبين من يمشي لأجل غزة، ومن يجلس في بيته غير مكترث، يقف ضميرك ليختار الجهة التي تنتمي إليها.
فأي الفريقين أنت؟

عنوان: الحماة المزيفون: هل تحتاج القوى إلى حماية أم إلى بُعبُع؟في إحدى التصريحات المثيرة للجدل، أبدى الرئيس الأمريكي  دو...
08/05/2025

عنوان: الحماة المزيفون: هل تحتاج القوى إلى حماية أم إلى بُعبُع؟

في إحدى التصريحات المثيرة للجدل، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبته في انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو). كان التصريح وقتها صادمًا للبعض، لكنه من زاوية أُخرى يفتح بابًا للتساؤل: لماذا تحتاج أوروبا إلى الحماية الأمريكية أصلًا؟ وهل الحماية الأمريكية هي فعلًا درع، أم أنها ورقة ضغط مموهة؟

إن أوروبا، بقوتها الصناعية والاقتصادية، ليست عاجزة عن بناء دفاعها الذاتي. لكنها ظلت لسنوات تتكئ على الولايات المتحدة، لا لضعف في الموارد أو الإمكانات، بل ربما لأن هناك دائمًا "بُعبُعًا" اسمه روسيا. هذا التهديد المستمر جعل من أمريكا درعًا لا يمكن الاستغناء عنه. لكن ماذا لو انهارت روسيا؟ ماذا لو سقطت في مستنقع الحرب مع أوكرانيا، واستُنزفت عسكريًا واقتصاديًا؟ ببساطة، ستقول أوروبا لأمريكا: شكرًا لك، لسنا بحاجة إلى حمايتك بعد الآن.

ولهذا بالتحديد، توقفت أمريكا تدريجيًا عن ضخ الدعم الحيوي لأوكرانيا. فليس من مصلحتها انهيار روسيا، كما أن انهيار "البُعبُع" يعني انكشاف اللعبة أمام الجميع. ومن جهة أخرى، تلعب إيران نفس الدور في منطقة الخليج. فهي البُعبُع الذي يجعل الخليج العربي وشبه الجزيرة بحاجة دائمة للدعم الأمريكي. ولكن، هل ستحطم أمريكا إيران؟ ليس قبل أن تضمن ترسيخ وجود إسرائيل كقوة أولى ومهيمنة، ولاعب لا ينازعه أحد.

هنا يتضح الوجه الحقيقي للسياسات الكبرى: أمريكا لا تتحدى "الكبار" بقدر ما تحافظ على وجودهم. فلو لم يوجد تهديد حقيقي، لما احتاج أحد إلى الحماية، ولما كانت أمريكا لاعبًا أساسيًا على الساحة الدولية.

فهل نحن أمام نظام عالمي تحكمه القوة، أم مسرح تُوزع فيه الأدوار بإتقان؟ وهل "البُعبُع" موجود فعلًا... أم أنه صُنع بعناية؟
يبقى السؤال مفتوحًا.

الحُلم العربي... بين النشيد والنهضةحينما انطلقت كلمات أغنية "الحُلم العربي" قبل عقود، لم تكن مجرد أنشودة تتردد في الحناج...
30/04/2025

الحُلم العربي... بين النشيد والنهضة

حينما انطلقت كلمات أغنية "الحُلم العربي" قبل عقود، لم تكن مجرد أنشودة تتردد في الحناجر، بل كانت نداءً من القلب إلى القلب، وصدى صادقًا لحلمٍ عميقٍ يسكن وجدان كل عربي: حلم الوحدة، والكرامة، والعزة، والعدل.

ولكن، بعد كل هذه السنين، يقف العربي اليوم متسائلًا:
هل كنّا نحلم فعلاً؟
أم أننا كنا نُسكِّنُ آلامنا بلحنٍ جميل؟
وهل الحلم ما زال في الأفق، أم ذاب بين ضجيج الأحداث وسُبات الشعوب؟

إن الحُلم العربي لم يكن أكذوبة، ولا وهمًا كما يروّج البعض، بل هو شُعلة حقيقية أشعلها الإيمان بالمصير المشترك، وبالدم الواحد، وباللسان الواحد. لكنه لم يتحقّق لأن الأمل وحده لا يصنع الغد، ولأن الحُلم إذا لم يحرسه الفعل، ضاع في زحام الشعارات.

ليست المشكلة أن "العرب لا يتفقون"، بل أن كثيرًا منهم لم يُعطوا للاتفاق فرصةً حقيقية. والمصيبة ليست في الخلاف، فالخلاف سنة بشرية، ولكن في أن يتحوّل الخلاف إلى قطيعة، والاختلاف إلى عُذر للتقاعس.

ومع ذلك، لا ينبغي أن نجلد ذواتنا. فقد رأينا في سنوات قليلة مواقف عربية مشرّفة، وشبابًا عربيًا ينهض بالعلم والفكر والإبداع، وتضامنًا شعبيًا عبّر عن أن الروح لا تزال حيّة. ربما لم نصل بعد إلى "الحلم العربي" كاملًا، لكننا لم نفقد الطريق إليه بعد.

فلنتساءل بصدق: ما الذي قدّمناه نحن –كشعوب– للحُلم؟
هل آمنّا به في سلوكنا اليومي، في وحدتنا، في دعمنا لبعضنا، في حبّنا للغة العربية، في دفاعنا عن قضايا أمتنا؟
أم اكتفينا بالغناء في المناسبات والعودة إلى الانقسام بعد انتهاء النشيد؟

الحُلم العربي لا يُمنح، بل يُصنع.
ويبدأ من الفرد، من البيت، من الكلمة الصادقة، من التعاون، من احترام الآخر، من الإخلاص في العمل، من التمسك بالحق.

فلنُعد إحياء الحُلم، لا بالحنين فقط، بل باليقظة.
فلنحمله في قلوبنا وعقولنا، لا كأمنيةٍ بعيدة، بل كواجبٍ مُلح.
فما زال في أمتنا خير كثير... والحُلم، لا يزال ممكنًا.

Address

Egypt
Ismailia
41511

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Maat ماعت posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share