الكاتبة ولاء علي

الكاتبة ولاء علي سنجد هنا حكاية تروقنا نتعايشها كأننا جزء منها لننغمس فـ مغامرة تسعد قلوبنا وتخفف من معاناتنا اليومية.

جمعة طيبة مباركة 🌹
26/09/2025

جمعة طيبة مباركة 🌹

23/09/2025

يبتليك اللّٰه بما يؤلمك ليصنع منك بطلًا...🌹


20/09/2025

صبَاحُ الخَير🕊🌹

أيامُ عُمركَ لن يطولَ بلاؤها.. وغدًا ستنسى كُلّ همَّ أوجعَك،
ثق في رحمة ربنا.

15/09/2025

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس،
يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم
يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي،
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه
أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل
علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول
ولا قوة إلا بك.🤲
وصلَ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين ليوم الدين.🕊

#أدعية🕊
🦋

14/09/2025

أصبحنا بخيرك الدائم ولطفك الخفي، ندعوك أن تقضِ حاجتنا
ولو لا نعرف كيف ندعوك بها، وأن تقبل توبتنا، وترضى عنا،
ولا تردنا خائبين، وأن تجعل لنا نصيبًا في كل خيرٍ تقسمه.
يا ربّ اشرح صدورنا، ويسّر أمورناوافتح علينا بفتحك المُبين
كل الأبوابِ المُغلقة.🤲

  اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤️
12/09/2025


اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤️

08/09/2025

اللهم إني أخاف الموت علي غفلة وأخاف الموت على معصية وأخاف ظلمة القبر، اللهم أهد قلبي واغفر لي وأحسن خاتمتي وتقبضني في ساعة رضا، اللهم اهدني ثم اهدني ثم اهدني ثم خذني إليك🤲

07/09/2025

اللهم ارحمنا إذا برق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر، اللهم اجعل خسوف قمرك هذا رحمة لنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا ولا تنزل غضبك علينا، واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.

   عادت لي لي بابتسامة تملئ شدقتيها وهي تحمل بعض حبات المانجو، فوضعته بداخل المبرّد لتصنع بهم عصائر وبعض الحلوى المنعشة ...
06/09/2025





عادت لي لي بابتسامة تملئ شدقتيها وهي تحمل بعض حبات المانجو، فوضعته بداخل المبرّد لتصنع بهم عصائر وبعض الحلوى المنعشة فيما بعد.

فدخلت لغرفتها وهي تدندن بعض الأغاني، فإذ بها تتفاجئ بوجود ولادتها تنتظرها.
فأغلقت الباب وهي تردف بتسأل:
ـ قاعدة ليه كده يا ماما؟

ـ مستنياكِ. أجابت جميلة بإختصار

فرمقتها لي لي بابتسامة استغراب وريبة:
ـ مستنياني هنا؟! فأكملت مازحة: ده واضح كده إن الموضوع واعر قوي يا جوجو.

فنظرت لها جميلة بجدية، ودخلت في صلب الموضوع مباشرةً وهي تتابعها بدقة:
ـ كنتي بتعملي إيه مع عمر في جنينة المانجا؟

فنظرت لها لي لي لمدة دقيقة تستوعب حديث والدتها، فمتى تقابلت مع عمر من الأساس، ولكن عقلها أسعفها أخيرًا حينما استوعبت بأنها تقصد سليم، ولكنها لا تعلم، وقبل أن تنبث بحرف وجدت جميلة تنفعل عليها بشكل مبالغ به:

ـ أنتِ بتفكري في إيه يا بنت! سؤالي صعب للدرجة دي يعني؟!

فأتسعت مقلتي لي لي وهي تجد غضب جميلة الحارق، ففكرت سريعًا فلمعت في عقلها فكرة خبيثة، فأقتربت من والدتها وهي تحاول تهدأتها، وتمتمت بابتسامة بريئة:
ـ مش فاهمة يا ماما، ليه متعصبة بالشكل كده؟! اتقابلت مع عمر عادي واتكلمنا شوية، ما أعتقدش اللي حصل ده غريب أو غلط!

فرمقتها جميلة بحدة:
ـ لا غلط يا هانم، لما ألأقي تعاملك البسيط والودود معاه بشكل أوفر يبقى دي تصرفات غريبة وما تصحش، لما أشوفك قريبة منه بشكل مبالغ فيه يبقى ده أكبر غلط وما ينفعشي، لما نظرات عيونك تكون فاضحة مشاعر ست لراجل يبقى دي كارثة في حد ذاتها.

فهمست لي لي بعينيها الواسعتين، وقد ارتسمت على ملامحها دهشةٌ وحيرة مصطنعتين مما باحت به والداتها:
ـ كارثة علشان معجبة بشاب!

ـ يا نهار مش فايت! معجبة بمين؟! عمر! مالقتيش غير ده وتعجبي بيه! صرخت جميلة بصدمة شلت حواسها، فأندفعت نحو لي لي، وعيناها تومضان بشررات الغضب وعدم الرضا، وقبضت على رسغها بقسوة، وهي تهتف بنبرة صارمة قاطعة وهي تكزعلى نواكزها:
ـ الهبل ده تنسيه خالص، فاهمة؟إياكِ يا لي لي، شوفي إياكِ ألمحك بس قريبة من عمر أو حتى بتتكلمي معاه، وقتها هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك، هتتصدمي مني في اللي حعمله بجد.
فنفضت يدها بقسوها حتى أوقعت ليليان على فراشها، وكادت تتحرك للخارج، ولكن خطواتها قد شلت وشعرت بالغرفة تدور بها عندما استمعت لحديث ابنتها، فتمنت لو انشقت الأرض وابتعلتها.

فأمسكت لي لي برسغها، وتابعت والدتها التي ترمقها بعدم رضا وتكاد تخرج من الغرفة، فهسهست بصوت حزين بائس به تهمك مرير، وهي تبتلع خسة مقيتة بحلقها، وعيونها قد تجمعت بهما قطرات وجعها:
ـ يعني لا عايزة تخليني أقرب من سليم ولا من عمر! أمال عايزاني أتجوز مين يا ماما؟!

فاستدرات جميلة ببطء وعيون تكاد تخرج محجرهما، وقالت بتوتر ملحوظ وبالكاد الكلمات تخرج من بين شفتاها، وهي تضم يديها لتخفي ارتجافهما، ولا تصدق، هل ابنتها عادت لها ذاكرتها، ولكن كيف؟!:
ـ تقصدي إيه؟

فابتسمت لي لي ابتسامة باهتة مريرة، وقد جفَّ حلقها كصحراء قاحلة، وانتفضت واقفة في مواجهتها، تتابع حديثها بصوت متهدج مبحوح بالأسى وتخنقها عبراتها التى تشبه الجحيم الحارق:
ـ إيه يا أمي نسيتي اتفاقك مع سهر وسعدية على بنتك! ولا تكونيش نسيتي اتفاقك مع أمجد إنه يحاول يقربلي وأنا فاقدة الذاكرة، إزاي تخلي شخص يحاول يقرب من بنتك ويحاول يعلقها بيه وأنتِ عارفة إنها في عصمة راجل تاني!
فتساقطت دموعها ببُئسٍ شديد وهي تهمس بوجع: إزاي تعاونتي مع أكتر اتنين بيكرهوا بنتك وبيتمنوا موتها! إزاي صدقتي حب سهر ليا وخوفها عليَّ! فتحركت بعجلة لخزانة ملابسها وفتحتها بأيدي مرتعشة وأخرجت بعض الأوراق ووقفت أمام جميلة ومدت يدها لها: اتفضلي شوفي الأوراق دي، عارفة دول إيه؟ فأخرجت ورقة من ضمن الأوراق ورفعتها أمام وجه جميلة، وهي تهمس بشفاه مرتجفة: الورقة دي تحليل للدواء اللي كنت بتدهولي، اللي سهر جبتهولك وأقنعتك إنه هيخليني فاقدة الذاكرة وأفضل ناسية سليم والفترة اللي قابلته فيها، فأكملت بعبرات تتساقط بقهر: والورقة دي حالتي اللي وصلتلها بسبب العلاج ده، وتأثيرها بالسلب على القلب، ولولا رحمة ربنا إني ما أخدتش العلاج ده غير مرات بسيطة جدًا كان زمانه مدمر المخ عندي، ومخلص على الباقي من قلبي، أه صحيح نسيت أقولك، بنتك حبيبتك مريضة قلب، وقدامها أيام أو شهور، الله أعلم بقى أجلي إمتى.

كانت جميلة تقف في موقف لا تُحسد عليه، تشعر بأنها عارية أمامه ابنتها التي علمت بما فعلته، ولكن عندما صرحت ابنتها بضرر ذاك الدواء التي كانت تصر عليها أن تتناوله، وبما كانت ستصل إليه، وبحقيقة مرضها، شعرت بالغرفة تدور من حولها ولم تصدق أنها قدمت بيدها ابنتها كقربان للموت، لم تصدق إنها بكل تلك السذاجة لتصدق ما يقال لها وتشارك في تدمير ابنتها، كان يوجد طرق عدة لتبعد ابنتها عن سليم، ولكنها بكل غباء منها لم تعي خطورة ما تفعله، فلم تتحمل كل تلك الحقائق الصادمة وتراخى جسدها وغاب عقلها عن كل شيء، فلقد قررت أن ترحل قبل أن تشهد فقدان ابنتها.

جميلة كأي أم تتمنى الأفضل لإبنتها، كانت تريد لها من هو في عمرها، ومع ذلك لم تكره سليم يومًا، فلقد وجدت به الزوج المحب المخلص لإبنتها، ولكن من بعد حادثة ابنتها وإصابتها بطلق ناري من ابنة عم سليم، والمخاوف تلاعبت بقلبها وعقلها، وما ساعد تلك المشاعر أكثر، استغلال كلًا من: سهر وسعدية للأمر وشكها في سليم وطبيعة عمله، والكثير من الأشياء التي جعلتها تنساق وراء حديثهما بعيون مغيبة، ولكنها لم تكن تتمنى الضرر لفلذة كبدها بأي شكلًا كان.

فاتسعت مقلتي لي لي بصدمة وارتفع وجيب نبضاتها وتجمدت الدماء بعروقها حين أبصرت والدتها تهوي على الأرض كزهرة ذابلة تسقطها الرياح العتية، فاندفعت نحوها بخطوات متعثرة غير قادرة على الصمود، وانحنت بجوارها ترتجف أنفاسها وهي تلتقط وجه والدتها بين كفيها المرتعشتين، وهمست بحروف مرتجفة وملامحها مذهولة فزعة:
ماما ماما، ردي عليا.. طب أنا آسفة، ماكنتش أقصد أزعلك والله، طب قومي وأنا هعمل كل اللي يريحك، ماما...
فأخرجت صرخة مدوية من صدرها كاللهيب المشتعل وهي تضم جسد والدتها بين ذراعيها، وعيناها الواسعتين غمرتهما الدموع حتى حجبت رؤيتها عن كل من أقتحم غرفتها.

وفي الحال تم حمل جميلة للمشفى، والجميع ذهب معها وسط تسلل الرعب لقلوبهم.

في الوقت نفسه، كانت سعدية وسهر تجلسان في مكانٍ آخر، تتبادلان الهمسات وتحيكان بخيوط الغدر ما يُسقط لي لي في بئر لا قرار له، ضحكاتهما الخفية المسمومة تحكي الكثير من المكر، وهما ترتبان خططًا وينسجون الحبال حول رقبة لي لي، كأنهما عناكب تُغزل شباكها حول فريستها، هدفهما الواضح والأسمى لهما: تدمير لي لي بأي شكلٍ كان.

وعلى الجانب الآخر، كان سليم وعمر وشريف قد أحكموا اتفاقهم الآثم، يوقعون بأقلامٍ ملوثة على أوراق صفقتهم، ويصافحون من هم أساس الدمار وسفك الد ماء.
صفقة مشبوهة تُباع فيها الأخلاق ويُشترى فيها الخراب، والنتائج وخيمة لا محالة.

هكذا تفرقت الطرق والخيوط:
فهناك لي لي تجلس على المقعد الخشبي البارد أمام الغرفة في المشفي، يداها معقودان، وعيناها شاخصتان مدمعتان نحو الباب المغلق الذي ابتلع خلفه أنفاس والدتها، كانت ترتجف بلوعة وذعر، وصدرها يضيق كلما مر الوقت، فكل دقيقة تمر عليها بدون أي خبر يطمئنها على والدتها كان كدهر عليها.
يحيطها أصدقائها يساندوها ويشدون من أزرها ولكنها كانت مغيبة عن كل شيء، كل ما تنتبه له أن تطمئن على القابعة بالداخل ويرافقها أبيها وأخيها.

فهكذا انقسمت السبل بين هذا وذاك.
فماذا سيحدث؟ هذا ما سنعلمه.

بعد مرور الوقت، كانت لي لي ما زالت قابعة أمام باب غرفة الطوارئ، عيونها معلقة عليه في انتظار خروج أي شخص ليطمئن قلبها على والدتها
فكل دقيقة تمر تزهق سلام روحها وتزيد اضطراب قلبها، حتى خرج أخيرًا أبيها ويجواره الطبيب المختص.

وبمجرد أن أبصرت لي لي خروج أبيها، اقتربت منه سريعًا وهي تهمس بصوت متحشرج يغلفه اللهفة والرجاء:
ـ بابا، ماما عاملة إيه، طمني عليها أرجوك

فزفر أحمد بضيق قلق وأسئ، وأجاب بصوتٍ حزين:
ـ مامتك أصيبت بجلطة، الحمد لله قدرنا نلحقها، بس للأسف أثرت على النطق شوية عندها...
فشهقت لي لي بصدمة وهي تضع يدها على شفاها وعيونها تربع بهما الرعب امتزج مع دموعها التي اغرورقت وجنتيها.

فأحتضنها أبيها بداخل أحضانه وهو يردف بحنان وتهوين على ابنته:

ـ اهدي يا روحي، ماما هتكون بخير، الحمد لله الحالة بسيطة، موضوع النطق ده مسألة وقت مش أكتر وهترجع طبيعي بالأدوية.

فارتجف قلب لي لي وهي تحمل ذاتها ما حدث مع والدتها، فلولا تلك المواجهة ما كانت أمها راقدة فراش المشفى ولا تأثر نطقها، فهسهست بدموع تنهمر أكثر وصوت مرتجف:
ـ أنا السبب، أنا السبب في اللي حصلها، يا ريتني موت قبل ما أزعلها بالشكل ده،...
فضمها والدها لصدره أكثر وهو يحيطها بحنان، خوفًا عليها من حالة الهستيرية التي تكاد تبتلعها، فأكملت برجاء: قولها يا بابا، إني هسمع كلامها وأنفذ كل اللي بتقول عليه... عايزة أشوفها يا بابا...

كانت لي لي تشعر بضيق يلتهم أنفاسها، كلاماتها متقطعه، شقهاتها في ازدياد، قلبها يؤلمها بشدة ليس من مرضها ولكن من خوفها المميت على والدتها.
فتجمع الجميع حولها يحاولون تهدأتها وشد أزرها.

رفض الطبيب المعالج أي زيارات لجميلة تلك الليل، لحتى تستقر حالتها، وأمر الجميع بالمغادرة ولكن لي لي رفضت بشدة الذهاب وترك والدتها دون أن تطمئن عليها، وأصرت على المبيت في المشفى.

في نفس الليلة سافر الطوفان للقاهرة لإنجاز شيءٍ هام، ولم يعلم بما حدث.

وصلت عقارب الساعة لمنتصف الليل، حيث لي لي ما زالت تجلس على المقعد أمام غرفة جميلة بملامح متعبة، عيون جامدة تحوي الكثير من الأسرار، فنظرت حولها بتمعن وحين وجدت المكان خالي من الحركة، وقفت بخفة واقتربت من باب الغرفة وفتحته برفقٍ شديد وأدارت وجهها تراقب الرواق أمامها مرة أخرى بحذر والتأكد من خلوة من أي متطفل، وحين اطمئنت دخلت الغرفة وأوصدتها خلفها جيدًا.
فنظرت لجسد والدتها المسجي على الفراش، فاقتربت منها بتمهل وانحنت بالقرب من وجهها وهمست بصوتٍ حاني:
- قومي يا جوجو، كفاية تمثيل يا ست الكل.
أنهت حديثها بابتسامة خافتة تزامنًا مع انفراج جفني جميلة ببطء، فاعتدلت قليلًا وسط مساعدة لي لي لها.
فاحتضنت جميلة ابنتها بحب وقلق، والدموع تترقرق من عينيها:
- طمنيني عليكي يا حبيبتي، أنتِ بخير يا قلبي...

فابتعدت لي لي عن أحضان جميلة وجلست على طرف الفراش، وهي تلثم يد جميلة بحنان وحب:
- أنا زي الفل يا ماما، مش أنا خليتك تكلمي الدكتورة وهي فهمتك إن حالتي بسيطة، والعملية سهلة جدًا، فأكملت بضيق: أنا أصلًا ما كنتش عايزة حد منكم يعرف، منه لله بقى اللي كان السبب.

فوجدت من يضربها على رأسها بخفة، وهو يردف بغيظ:
- بتدعي عليا يا زفتة، شكلك وحشك تعليقة زمان يا بت.

فرفعت رأسها وهي ترمقه بغضب وعلى حين غره أمسكت كفه وقضمتها بأسنانها بقسوة، فشد يده٧ وهو يتأوه بتألم، وتمتم بنزف:
- مفترية وظالمة طول عمرك، فنظر لجميلة واقترب منها واحتضنها بتأثر كطفل صغير: شايفة يا جوجو بنتك بتعمل إيه في ابنك البرئ الطيب، عاقبيها بقى.

فابتسمت لي لي بتهكم وهي تتمتم باستفزاز:
- يا نوغا، لسه صغيرة يا بيضة يا حلوة.

فرماها حازم بنظرة طفولية غاضبة فضحكت لي لي بمرح وهي تقرص وجنته بخفة.

وابتسمت جميلة وهي تضم طفليها بين أضعلها، وتهسهس بحب وحنان وعيون مدمعة:
- ربنا يباركلي فيكم يا حبايبي، ودايمًا مع بعض يا رب، الحمد لله إني فوقت قبل فوات الأوان، مش عارفة يا بنتي لو كنتي كملتي في العلاج ده كان إيه اللي حصل.

فاردف حازم بجدية حانية، على عكس عيونه المشتعلة بلهيب الانتقام:
- مستحيل حاجة تمس لي لي واحنا حواليها يا أمي، صدقيني كل اللي فكر يأذيها هيلاقي مننا الهلاك، فأكمل بتهوين على والدته: اللي حصل مالكيش ذنب فيه، قلبك الطيب ماكنش يعرف إن فيه بشر بالغدر والقساوة دي، فنظر لوالدته وهو يمسك بكف شقيقته بحنان: المجنونة بنتك دي ما يتخفش عليها يا حبيبتي، والعملية بسيطة جدًا وهتقوم منها زي القرد. أنهى حديثه بنبرة مازحة.

فابتسمت شقيقته وهي تشعر ببعض الراحة جوار أسرتها الحبيبة، ولكن يتبقى شيء واحدًا لتكتمل تلك الراحة والسعادة، فالتمعت عيناها بوميض غضب حارق، شعور يوجعها من الداخل.
فمن الواضح أن مواجهتها لكشف الأوراق جميعها قد قربت.
فقطع تلك الجلسة، فتح باب الغرفة، فنظروا جميعهم بفزع ولكنهم اطمئنوا عندما ظهر أحمد، الذي أغلق الباب خلفه، واقترب من فراش زوجته الحبيبة، وبدون حديث أزاح حازم من جوار جميلة وجلس هو جوارها وهو يضمها لصدره بحب وحنان، ويقبل مقدمة رأسها.

فأعتدلت لي لي وهي تغمز والدها بشقاوة وهي تردد:
- الله يسهلو يا دكتور، شايف الرومانسية يا واد يا زوما، أتعلم يا منيل حاجة من البوب.
فنظر حازم لأبيه بغيظ مصطنع:
- البوب ياختي واكل علينا الجو دايمًا، مش سايب لينا فرصة خالص.

فرمقه أبيه بتكبر، وأقر بحاجب مرفوع:
- لأنك غبي يا حبيبي، وطول ما أنت مش مقدر النعم اللي معاك هتفضل غبي وحمار.

- حمار! ردد حازم بذهول
فقهقة لي لي وهو تستعد للخروج:

- طيب بالإذن أنا بقى هخرج أشم شوية هواء، تكونوا خلصتوا المناقشة الودودة، فأكمل بمرح: كمل يا بوب مش هوصيك.

فنظر لها والدها بابتسامة وهو يؤشر بإبهامه على عينيه، فبادلته ابتسامته بأخرى رقيقة، وكادت تخرج ولكن أبيها أوقفها بحديثه:
- لي لي، هتعملي إيه مع سليم؟

فاستدارت له لي لي، وهي تجيب بملامح جامدة:
- اللي المفروض يتعمل يا بابا، بنتك مش هتتصرف غير باللي اتربت عليه على إيديك، اللي يغلط يتحمل نتيجة أفعاله، فابتسمت وهي تُكمل بحب: اطمن على بنتك يا أبو حميد، أنا قوية مش بالسهل انكسر وأقعد.
فأنهت حديثها وخرجت من الغرفة.

فتمتمت جميلة بحزن:
- بنتنا هتروح مننا يا أحمد، مش هستحمل أخسرها أو أشوفها تعبانة أو موجوعة، كفاية قوي كل اللي كنت هأذيها بيه وأنا مش عارفة.

فتحولت ملامح كل من حازم وأحمد للقلق والحزن على حبيبتهما الصغيرة.

أما بالخارج فبمجرد أن خرجت لي لي من الغرفة انقلب وجهها المبتسم إلى آخر جملودي، لا تعلم بأي شيء تفكر تلك الشقية، وأي فعل تنتوية، فخرجت لحديقة المشفى وجلست على إحدي المقاعد الخشبية فيها، فأغمضت جفنيها وهي تستقبل تلك النسمات الرقيقة على وجهها، فاستنشقت الهواء حتى امتلأت ريئتيها ثم زفرته ببطء، وما زالت مغمضة العينين، فتذكرت لي لي الفترة الفائتة عندما وجدت رقم والدتها على هاتف المدعوة سعدية، ثم وضعها لبرنامج للتصنت على تلك الخبيثة، ومن خلاله علمت أن والدتها متورطة معهما في شيءٍ ما، ثم معرفتها بأن الدواء التي تعطيها له والدتها ضار بشدة عليها، فحاولت وقتها التأكد فذهبت ببعض حبات الدواء لتحليلها، وعندما تأكدت بالفعل بضرر ذلك الدواء صدمت بأن والدتها مشتركة مع هاتان الحياتان، وأثناء خروجها حدث...

كانت تنظر للورق بين يديها بدموع متحجرة بعينيها، لا تصدق أن والدتها التي لا تتحمل أن تراها حزينة تفعل بها هذا، وأثناء خروجها من المشفى صدمت بمن يناديها، فلم يكن غير أخيها حازم.
- حازم! أنت بتعمل إيه هنا؟! مش المفروض إنك في البلد عند جدو.

فكان حازم مظهرها غريب، ملامحه بائسة، نظراته تحيطها الندم والبغض من نفسه، فلم يتحدث بكلمة، كل ما فعله إنه احتضنها فقط دون اعتبار لمن ينظرون لهما وهماستهم الساخرة المتشككة، على الرغم من قرب ملامح كل من حازم ولي لي، ولكن نفوس بعض البشر تعشق القيل والقال، وإلقاء غيرهم بالتهم، فلم يهتم حازم بهم وهمس لشقيقته بنبرة منكسرة نادمة:
- سامحيني يا لي لي، أنا آسف على وجعك طول السنين دي كلها، آسف على غبائي في تعاملي وعدم تصديقي لكلامك، صدقت واحدة زي الحرباية سهر وكذبت أختي المتربية على إيدي، عارف إن ألف كلمة أسف مش هتبررلي كل القرف ده، ولا هتمحي لحظة واحدة من اللي عملته معاكي، أنا مش عارف لو ماكنتش شوفت الفديو اللي كنتي بتصوريه يوم كتب كتابك ودخول اللي اسمها سهر وكشف وشها الحقيقي كنت هعمل إيه، الفديو ده معايا من يومها بس ما فكرتش أتفرج عليه إلا انهاردة...

كانت لي لي تستمع لحديث شقيقها بعيون يغيشهما الدموع، كانت بالفعل تحتاج إليه في ذلك الوقت، كانت تريد احتوائه لها وحنانه الذي كان يغدقها به سابقًا، فأبتعدت عنه وهي تزيل أثار حزنها ووجعها، وابتسمت بحب صادق:
- مش محتاج تبرر حاجة يا حازم، ولا حتى تطلب سماحي، لأن ببساطة أنا مزعلتش منك علشان أسامحك، أنت أخويا وصاحبي، أقرب شخص لقلبي، وكل اللي حصل انتهى من زمان، خلينا في دلوقتي، يكفيني إنك فهمت وعرفت الحقيقة قبل فوات الأوان، فتنهدت وهي تبتعد عنه بابتسامة حنونة: كنت محتاجة ليك في الوقت ده قوي، جيت في الوقت المناسب.

فنظر لها بملامح قلقة:
- إيه اللي حصل يا حبيبتي؟ مالك طمنيني عليكِ؟
فأخبرتها بكل شيء، وتوريط والدتها، فأتفقا على خطة محكمة، وعند ذهابها لبلدة جدها، ووجود الطوفان وباقي عائلته، وأثناء تواجدها في غرفتها، وجدت والدتها تقتحمها وتخبرها بعيون حزينة قلقة بعدما استمعت لحديث سعدية مه سهر عبر الهاتف بعبارات تدل على سوء نيتهن تجاه لي لي، وخداهما لجميلة، سردت لها كل ما حدث، وكانت تعتقد إنها خسرت ابنتها، ولكنها تفاجئت باحتضان ابنتها لها واخبارها بأنها تعلم الحقيقة كاملة، وبالأخص بعدما أتت لهنا، وأثناء حديثهما دخل حازم الغرفة وتفاجئ بوجود جميلة، فأخبرته لي لي ما حدث، وعقد ثلاثتهم خطة متينة للقضاء على سعدية وسهر، وتمثيل حازم على سهر الحب ووهمها بالزواج منهم، وباقي التفاصيل التي قد حدثت.
وكل ذلك من أجل إيقاعهما في الشباك، بعدما توصلت لي لي لعملها الغير شرعي، من خلال التجسس على هاتف سعدية.

فتنهدت لي لي بثقل يحثو على صدرها، وهي تفتح مقلتاها بعيون تملئها عبرات خذلها ممن أحبته، لم تصدق أن طوفانها قد خدعها وكذب عليها في الكثير والكثير، فوقفت بعيون حمراء غاضبة وحملت هاتفها وهي تحاول الاتصال به، وقد عزمت الأمر على مواجهته، فأجاب سريعًا عليها وهو يهتف بلهفة محب:

- ملكة قلبي، طمنيني عليكِ يا عمري، أنا لسه عارف حالًا باللي حصل مع مامتك، أنا أسف علشان مش جنبك في الموقف ده.

فابتسمت لي لي بتهكم، وهي تسأل بسخرية واضحة:
- للدرجة دي بتحبني يا سليم؟

فقطب سليم جبينه باستغراب، وشعور بالخوف وعدم الراحة يتسربا لوريده، وارتفاع نبضات قلبه بقلق، فابتلع ريقة وهو يجيب بصدق:
- ما عنديش أغلى منك يا حبيبة عمري.

فدمعت عيونها قهرًا وهي تهسهس بصوت ملئ بالحسرة الموجعة، تفتّت أحلامها كالزجاج المهشَّم، كتساقط أوراق الشجر الذابلة في فصل الخريف، كل ما حلمت به انهدم أمامها، كقصرٍ من طين عصفت به الأمطار:
- طالما أنا غالية عندك ليه تخدعني يا سليم؟ كنت استاهل منك الوجع ده؟ للدرجة دي أنا ولا حاجة عندك، قولتهالك قبل كده يا خوفي نهايتي تكون على إيديك، أنا موجوعة منك قوي، حقيقتك بشعة في عيوني، الشغل المهم بتاعك عرفته، كل حاجة انكشفت يا سليم وتتر النهاية خلاص هينزل...

فارتعش صوته وهو يهمس برعب سيطر على نبضه، فابتلع رمقة بصعوبة بالغة:
- اهدي يا حبيبتي، أنا هفهمك كل حاجة، وغلاوتك عندي هفهمك كل حاجة، خلاص مش هخبي عنك أي حاجة، اسمعيني كويس أنا جايلك حالًا، أنا هخلص الميعاد اللي أنا فيه دلوقتي وهجيلك علطول، اديني فرصة واحدة وبعد كده اعملي كل اللي أنتِ عايزاه، بس اسمعيني مرة بس، أرجوكٍ خليكي جنب عيلتك وبلاش تقعدي في مكان لوحدك، حافظي على نفسك يا ملكة حياتي اللي عايش علشانه.

فتساقطت عبراتها قد أغرقت وجنتيها، وهي تهسهس بصوت مبحوح يكاد يُسمع:
- أخر فرصة يا سليم، لأن ما بقاش في وقت معايا للسماح والفرص، أخر مرة هسمع فيها تبرير وخداع.

كلماتها كانت كالسيف الذي غرز بقلبه أدماه، لم يشعر بالراحة من حديثها، صوت تنفسه ارتفع بتوتر بالغ، ارتعدت فرائصه وغشاه الفزع بحديثها الغامض، حتى انعقد لسانه ولم يقدر على الرد.

فأغلقت لي لي معه، وهي تضع يدها موضع دقات قلبها المتألمة، ودلكتها بخفة، واستدرات لتذهب للداخل، ولكنها وجدت من يضع على فمها منديلًا ويكتم أنفاسها بقوة، فحاولت المقاومة ولكنها لم تستطع، فشعرت بالتخدر يسري بكامل جسدها، حتى اختطفتها دوامة سوداء، فسقط جسدها بلا حول ولا قوة، فحملها ذلك المجهول بعيون تلتمع بالنصر الخبيث...

فماذا سيحدث بعد...؟
منتظرة رأيكم في الأحداث يا شباب، وسامحوني على التأخير، كنت مشغولة جدًا ومش قادرة أكمل الفصل، ويا دوب كتبته ونزلته علطول بدون مراجعة حتى.
خلاص وصلنا للنهاية، قريبًا هنودع الرواية وترتاحوا منها😊 بس طبعًا هندخل على عمل آخر وأبطال أخرين🥰


#رواية
.

جمعة مباركة طيبة🌹
05/09/2025

جمعة مباركة طيبة🌹


اللهم صلِّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحلُّ به العقد🌿 وتنفرج به الكرب، وتقضي به الحوائج🌿 وتنال به...
03/09/2025

اللهم صلِّ صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحلُّ به العقد🌿 وتنفرج به الكرب، وتقضي به الحوائج🌿 وتنال به الرغائب🌿 وحسن الخواتم 🌿واستسقاء الغمائم بوجهه الكريم في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك🌹❤️

Address

Kafr El Sheikh

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الكاتبة ولاء علي posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share