
16/09/2025
قعدنا حوالين الشيخ غلاب، والجو كان تقيل كأن الهوا مش عايز يدخل صدورنا.
محمد مربوط، وأحمد بيبص بخوف، وأنا قاعد مستني أعرف إيه سبب اللي بيحصل معانا.
غلاب مسح دقنه وقال:
ـ "الحكاية كلها بدأت من سنين… من أيام جدك الكبير، أبو أبوك."
أنا اتجمدت في مكاني:
ـ "جدي؟ تقصد جدي يوسف الكبير؟"
ـ "أيوه… كان راجل طماع، شغال في التنقيب عن الآثار. زمان، اكتشف مقبرة تحت بيته بس متقفلة بــ/سـ/ـحر اسود. حاول كتير يفتحها وما قدرش. لحد ما استعان… بدجّال وقاله: 'أنا معايا جن وأقدر أفتحلك المقبرة دي، بس على شرط… يكون فيه عهد بين الجن وبين جدك.' وجدك وافق من غير ما يفكر. العهد كان إن المقبرة تتفتح، وياخد اللي فيها… بس لازم يديهم حاجة في المقابل."
يوسف بلع ريقه وقال:
ـ "إدّاهم إيه؟!"
غلاب رد بصوت مرعب:
ـ "إداهم نسلَه. وجدك معملش كدة والجن تعهد إنه يطارد أي حد من نسل جدك، حتى لو كانوا أبناء الأبناء. واللي حصل فيكم دلوقتي هو بداية تنفيذ العهد."
أحمد اتنفض:
ـ "يعني اللي بيحصل لنا… مش صدفة؟"
غلاب هز راسه:
ـ "مش صدفة. هو مكتوب عليكم من يوم جد يوسف ما أمضى على العهد. واللي فيك يا أحمد، واللي ابتدى يظهر في محمد… ده مش جن عادي. دي قبيلة كاملة مربوطة بالعيلة دي. وكل ما تحاولوا تهربوا… كل ما يقربوا أكتر."
يوسف صرخ:
ـ "طب ليه دلوقتي؟ ليه ما ظهرش الكلام ده قبل كده؟"
غلاب غمض عينه وقال:
ـ "العهد بيظهر لما بتوصل لسن معين."
غلاب مسك عصاه، وقرب من يوسف وقال بنبرة مرعبه:
ـ "يوسف… الحل الوحيد إنك تخلص على أبوك."
اتسمرت مكاني:
ـ "إيه؟! إنت بتقول إيه يا شيخ؟ ده أبويا!"
هز راسه:
ـ "عارف… لكن العهد مربوط بيه. هو الابن الوحيد لجدك، ولو دمه اتقطع… العهد يتكسر. ساعتها كل حاجة ترجع زي الأول، ونسلك ينتهي من اللعنة."
دماغي لفت، حسيت إني هقع… صور أبويا وهو قاعد في البيت، بيضحك ويطبطب عليا، مرت قدام عيني. إزاي أرفع إيدي عليه؟
وقبل ما أرد، أحمد انفجر وقال بصوت عالي:
ـ "طب وإ أنا؟! ومحمد ذنبنا إيه؟ ليه بنتعذب كده؟"
غلاب بصله نظرة غامضة وقال:
ـ "لأنكم مربوطين بيوسف. الروابط بينكم قوية… ودي اللي خلت اللعنة تمسك فيكم كمان. العهد ما كانش محتاج يوسف بس… العهد محتاج كل اللي قريبين منه."
أحمد فك الحبل اللي رابطين بيه محمد، وقال:
ـ "يعني احنا مافيش لنا أمل؟!"
غلاب رد:
ـ "الأمل في إيد يوسف… يقطع الـ ـ ـدم من أصله."
يوسف واقف مشلول، بين إيماني إن أبويا عمري ما أقدر أؤذيه، وبين عيوني اللي شايفة أصحابي بيتحولوا لوحوش قدامي.
غلاب رفع عصاه، وبصلي بحدة:
ـ "القرار دلوقتي… يا تنقذ عيلتك وتضحي، يا تضيعوا كلكم."
فجأة… محمد فتح عينيه بسرعة، لكن العيون كانت سودا بشكل كامل.
وقف واتكلم بصوت متقطع، لكن كان مفهوم وقال:
ـ "أنا مش محمد… أنا ملك قبيلة الظلال السوداء. وبقولكم كل كلمة قالها غلاب حقيقية. بايدك يا يوسف تنقذ عيلتك واصحابك ."
قلبي كان هيقف من الرعب. قبل ما أرد، باب أوضة حمدول اتفتح بقوة.
حمدول طلع، واقف نص الطرقة، وكان غضبان. صوته كان قوي. رفع إيده وقال:
ـ "بسم الله
تعالى يا صفير الصُبح وكسر أجنحة الظل الشيطاني، فليصير رماداً بين الريح."
محمد وقع على الأرض فجأة، كأنه حد كان ماسكه ورماه.
وقف حمدول وقال:
ـ "كل اللي اتقال ده كذب… غلاب كذاب."
الجو اتغيرت في ثانية. الشيخ غلابووشه بان عليه علامات الغضب. واتقدم ناحية حمدول وقال له:
ـ "إنت اللي كذاب يا حمدول!"
حمدول قال:
ـ "انت كذاب يا غلاب."
حمدول رفع إيده فجأة، وصوته خرج بكلمات قالها:
ـ "بسم الله
"أحرق يا لهب الليل كل نجوى الشيطان، واطفئوا أنفاسه في المدى."
الجو اتغير في ثانية… غلاب اتجمد في مكانه، جسمه تصلّب بالكامل، عينه اتسمر، بقى واقف قصادنا زي تمثال حجري، لا قادر يتحرك ولا حتى يتنفس.
حمدول خد نفس وقال:
ـ "اللي بيحاول يضحك عليكم… هو الشــ/ـ/ـيطان."
وبص علينا بنظرة كلها جدية:
ـ "استعدوا… دلوقتي بس هتعرفوا الحقيقة."
انتظروا الجزء العاشر النهاردة بلليل باذن الله
#رعب