19/06/2025
🔴🔴 تحقيق استقصائي “مرمية في الشارع بعد الأشعة”.. عندما تتحول الخدمة الطبية إلى شروع في قتل
✍️: قسم التحقيقات الاستقصائية
الشارع القنائي: قنا العاصمة
📆 الخميس ١٩ يونيو ٢٠٢٥
“من الساعة عشرة ونص الصبح لحد الواحدة ظهرًا.. المريضة على السرير، في الشارع، بدون أكسجين ولا رعاية.. ولو ما كناش اشترينا أنبوبة الأكسجين من جيبنا، كانت ماتت!” – مناشدة أطلقتها أسرة مريضة بجلطة دماغية، نُقلت من مستشفى جامعة جنوب الوادي إلى فرعها في المعبر، لكن القصة لم تنته عند الأشعة، بل بدأت من هناك مأساة جديدة.
◾ مأساة بين مستشفيين
القصة بدأت حين قرر أطباء مستشفى الجامعة في الكيلو 6 إجراء أشعة رنين مغناطيسي على مريضة بحالة حرجة تعاني من جلطة في المخ. وكما هي العادة، عطل الجهاز في فرع الجامعة، وتَوفّر مثيله في مستشفى الجامعة في المعبر، فاضطرت الأسرة لنقل المريضة على نفقتها الخاصة، عبر سيارة إسعاف كلفتهم 450 جنيهًا، بموافقة المستشفى، وبتصريح طبيب مرافق.
تمت الأشعة في أقل من نصف ساعة، لكن الكارثة بدأت بعد الانتهاء: اختفت سيارة الإسعاف التي جاءت بالمريضة، وظلت الحالة ملقاة على السرير خارج قسم الأشعة، في الهواء الطلق، دون وجود أي طاقم طبي أو تجهيزات دعم تنفسي.
♦️أسطوانة الأكسجين المصاحبة للمريضة نفدت، ولم يتحرك أحد. اضطرت الأسرة لإعادة تعبئتها على نفقتها الخاصة، ثم شراء أنبوبة إضافية، مرة أخرى على حسابهم، وسط تجاهل تام من المستشفى وهيئة الإسعاف.
الاتصال بالهيئة لم يجدِ نفعًا، وكان الرد: “طول ما معاكم عربية طلعالكم من المستشفى، إحنا مالناش دعوة”. بهذا المنطق تُدار حياة إنسان في حالة حرجة!
◾ الانتهاك الصارخ لمعايير الرعاية الطبية والنقل الآمن
من الناحية الطبية، ووفقًا للمعايير الدولية المعتمدة في رعاية مرضى السكتات الدماغية، وتوصيات جمعية القلب الأمريكية (AHA)، وأكواد السلامة الطبية في النقل الطبي (ISO 9001 & ISO 13485)، هناك عدة قواعد صارمة لا يجوز تجاوزها:
1. استمرارية الدعم التنفسي:
لا يجوز تحت أي ظرف فصل المريض عن أنظمة الإنعاش أو أجهزة الأكسجين، خاصة في حالات الجلطات الدماغية، نظرًا لاحتمال تدهور الحالة المفاجئ.
2. الإشراف الطبي الكامل أثناء النقل:
يُشترط وجود طبيب مختص أو طاقم تمريض مدرب خلال مراحل النقل بين المنشآت الصحية، وهذا لم يتم بشكل لائق، رغم وجود “مرافق طبي” على الورق.
3. تأمين المريض في موقع الفحص:
لا تُترك الحالات الحرجة دون متابعة فورية بعد الإجراءات التشخيصية، ويجب تنسيق مسبق لعودة الحالة إلى العناية أو الوحدة الأصلية، وهو ما لم يحدث.
4. إلزام الإسعاف بالبقاء تحت الطلب:
في أنظمة الصحة المهنية، لا يُسمح لمركبة إسعاف بمغادرة موقع النقل دون تسليم المريض رسميًا إلى منشأة طبية أخرى أو قسم تابع للمستشفى ذاته.
◾ سؤال يفرض نفسه: من المسؤول؟
• مستشفى جامعة جنوب الوادي:
مسؤولة عن توفير وسيلة النقل المناسبة والآمنة، وعن التنسيق مع فرع المعبر، وضمان بقاء المريضة تحت الرعاية.
• إدارة الإسعاف:
مطالبة بتوضيح كيف تُترك مريضة في حالة حرجة في الشارع، بينما تحمل سيارة الإسعاف تصريحًا رسميًا وتكلفة مدفوعة الأجر.
• الطاقم الطبي المرافق:
إذا كان الطبيب المرافق يعلم أن سيارة الإسعاف ستغادر دون تأمين الحالة، فأين واجبه المهني؟ وإن لم يكن يعلم، فأين إشراف المستشفى؟
◾ حياة بشرية تُدار بـ”الإهمال والتجاهل”
هذه ليست مجرد واقعة فردية، بل صورة من صور الانهيار التدريجي في منظومة الرعاية الصحية في مستشفيات جامعة جنوب الوادي، حيث تتحول حياة المرضى إلى رحلة موازية للعذاب، بين نقص الإمكانيات وسوء الإدارة، وعدم احترام حق المريض في العلاج الآمن.
هل تنتظر وزارة التعليم العالي التي تقع مستشفيات جامعة جنوب الوادي في نطاق مسؤوليتها، كارثة موثقة بكاميرا ليتحرك التحقيق؟
وهل إدارة جامعة جنوب الوادي على علم بتفاصيل ما يحدث لمرضاها؟
وهل لا يجب أن تُفتح ملفات المحاسبة إلا عندما تصبح القضية قضية رأي عام؟
◾️ “لا نطلب إلا الحياة بكرامة”
تطالب أسرة المريضة بفتح تحقيق رسمي وعاجل، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الفضيحة الطبية، بدءًا من إدارة المستشفى، ومرورًا بمسؤول تنسيق النقل، وحتى سائقي ومرافقي سيارات الإسعاف.
“بندفع، بنشتري الأكسجين، بننقل على حسابنا، ومع ذلك بنتساب في الشارع؟!”
صرخة مؤلمة.. فهل من مجيب؟!
📍 إذا كنت شاهدًا على حالات مشابهة من الإهمال الطبي في قنا، فراسلنا على بريد منصة الشارع القنائي. صوتك لن يُدفن.
🟦 | صحافة الناس من الناس وإليهم.