
17/09/2025
قرية ماركتلوس
الاسم غريب… وأنا أول واحد استغربته، لحظة كدا سألت نفسي: هو ده اسم قرية بجد؟ ولا أنا شايف المسدج غلط؟ وحتى لو صح… يعني إيه "ماركتلوس" أصلاً؟ أسئلة كتير في دماغي ملهاش إجابة، بس في الآخر قُلت مش مهم، لازم أروح علشان صاحبي ما يزعلش
وصلت حوالي الساعة ستة ونص أو سبعة المغرب… أول ما دخلت، حسيت حاجة خبطتني في قلبي، مفيش أي حد ولا بني آدم ف الشارع ولا صوت حتى الهوا كان واقف الشوارع فاضية كأنها اتشفطت من الحياة الغريب إن البيوت شكلها نضيف… شبابيك مفتوحة ستاير خفيفة بتتهز من غير هوا، لمبة مطفية في بلكونة… تفاصيل صغيرة بس كلها بتقول إن في حد هنا
قُلت لنفسي يمكن كلهم في الفرح، وافتكرت مشهد فيلم أبو علي لما راح الوادي علشان فرح "أخت أمين" حاولت أضحك على نفسي، بس من جوه قلبي متوتر
رنيت على صاحبي كذا مره ومردش، قُلت عادي، يمكن مش سامع من صوت الأغاني، يمكن بيجهز نفسة للفرح، فضلت ألف… شارع ورا شارع، كل ما أخش حارة، أحس إن في حد بيراقبني من بعيد، عينين من ورا شباك، ظل بيتحرك، صوت خفيف زي حركت رجلين ورايا، أول ما أقف وأبص… ولا حاجة هوا
بعد ساعة تقريبًا من اللف ع الفاضي، اليأس امتلكني طلعت الموبايل بتاعي أصور فيديو اثبات لصاحبي اني جيت كنت عمال اتكلم بهبل زي مثلا … بص أنا جيتلك، بس مش لاقيك وشوارعك فاضية، وأنا بصور، حسيت إني مش لوحدي، كأن في نفس ورايا… ضعيف… بيتردد في ودني، حاولت اتجاهل الإحساس وقفلت الكاميرا بسرعة مهتمتش اشوف الفيديو، اصل دا مجرد شارع فاضي يعني
ركبت العربية وخرجت بعد تلات دقايق بالظبط… الموبايل رن وكان صاحبي
- انت فين يا بني؟ مجيتش ليه؟"
اتجمدت للحظة من الغضب
- أنا لسه خارج من عندك ياعم وفضلت أرن عليك كذا مره ورا بعض لما مردتش مشيت"
- إنت بتهزر؟ أنا تليفوني مارنّش"
للحظة حسيت الدم جمد في عروقي، حلفتله إني جيت وحكيتله كل اللي حصل، وحتى قُلتله انا مصورلك فيديو قالي سيبك من كل دا انا هبعتلك اللوكيشن مظبوط تعالي ولما توصل نتكلم
قفلت معاه ولفيت تاني علشان ارجع القرية كان وصلي اللوكيشن ع الواتس
فتحته… لقيت بيني وبين المكان نص ساعة...؟
نعم إزاي؟! دا انا لسه طالع منه من تلات دقايق!
المشكلة ان عيني جت ع الساعة
والكارثة الأكبر… الساعة كانت عشرة بالليل
ايه الهبل دا ؟! أنا داخل القرية سبعة وقعدت ساعة… المفروض تبقي تمانية بالكثير هو ايه اللي بيحصل؟
فجأة مبقتش فاهم حاجة، بس الفضول مخليني أكمل الطريق قدامي بدأ يضيق، وفي أشجار بتقرب مني وتسد النور قلبي بينبض أسرع مع كل متر بقربة، لحد ما لقيت نفسي واقف قدام كوبري
وفوقه… يافطة كبيرة مكتوب عليها باللون الأحمر
قرية ماركتلوس
كانت الكلمة بتنور كأنها مكتوبة بدم
اليافطة دي مكانتش موجودة أول مرة دخلت الكوبري دا مكنش هنا ……
#يتبع