
08/07/2025
رواية الموظفة: آخر مكالمة مع وائل
قالت الموظفة، بصوت يغلب عليه الحزن والذهول، إنها بمجرد ما سمعت باندلاع الحريق، كان أول ما فكرت فيه هو زميلها "وائل مرزوق"، اللي بيشتغل معاهم في إدارة الموارد البشرية، وكان لسه في المكتب وقتها.
تحكي وتقول:
"جريت أتصل بيه على طول…
قلتله:
أنت بخير يا أستاذ وائل؟ إنت فين؟ والقطط فين؟
— كنا متعودين نطعم القطط اللي عايشة حوالين المبنى، وكان بيحبهم جدًا.
رد عليا بصوت متقطع وقاللي:
أنا مش شايف حاجة... لا قطط ولا بشر...
إحنا محبوسين في المكتب...
فصلوا الكهربا، والدخان خانق...
وكلنا خايفين نتخنق."
تكمل وهي تحاول تتمالك نفسها:
"سألته: طب الحماية المدنية وصلت؟
رد بصوت متهدج مليان سعال:
أعتقد... جات... بس الدخان جامد جدًا...
وكان بيكح بشكل يوتر القلب.
فجأة... الخط اتقطع."
تحاول مرة واتنين وثلاثة، لحد ما أخيرًا رد:
لا… مش عارف أخرج...
حاولي تقفلي...
إحنا كده… خلاص.
وبعدين... حصل الصمت.
وصوت زجاج بيتكسر…
والمكالمة تقفلت للأبد.
تختم كلامها والدمعة في عينها:
"كانت آخر مرة أسمع فيها صوت وائل…
كان لحد آخر لحظة، ثابت مكانه، مش قادر يخرج،
محبوس وسط الدخان، والكهربا مقطوعة،
لكن صوته فضل في ودني... لحد دلوقتي."
🕊️ وداعًا وائل مرزوق
شيعت جنازة الراحل وائل مرزوق وزملائه مساء اليوم، وسط حالة من الحزن الكبير بين زملائهم وأصدقائهم… رحلوا وهم في مكاتبهم، يؤدون عملهم... ويحاولون النجاة.