13/02/2025
نحن في زمن نفحةٍ ربانية، ومنحةٍ صمدانية ، في شهر شعبان الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكاد يصومه كله لتعظيمًا لرمضان ،وهو الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس، حيث يقع بين رجب الأصم ورمضان، فرجب شهر الله الحرام، ورمضان شهر القرآن، أنتم الآن تقتربون من ليلة البراءة، ليلة الصك ، ليلة النصف من شعبان ، حيث يغفر الله لجميع المسلمين، إلا للمشرك ، وللكاهن الذي يضرب بالغيب ويشوّش أمر الناس، وللمشاحن ، وللمدمن على الخمر الذي يغيب عقله ويخرج عن حدّ التكليف، وللمُصرِّ على الزنا، وللعاقّ بوالديه، ويغفر الله لمن سواهم، ويترك الحاقد في حقده، والغَلاّل في غله.
مع أذان المغرب تبدأ ، التي كان عكرمة مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، يسميها "ليلة البراءة"، لكثرة ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضلها.
وسيدنا النبي ﷺ يرسم لنا وظائفها ، فيقول ﷺ: «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله». فالمسألة يسيرة على من يسَّرها الله عليه .
1- القيام : ﴿قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾، ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾.
2- ذكر الله: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ ، وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا، علمنا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، نكررها ونعيدها، وأهل الله أطلقوا على هذه الخمسة "الباقيات الصالحات" ، لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى. وكان ﷺ يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة».
3- الدعاء والمناجاة : عش مع ربك وناجه .
4- الصيام : في النهار صم، ففي القيام والصيام قربى إلى الله سبحانه وتعالى، وإشارة إلى بداية جديدة لعام جديد، نستقبل فيه رمضان.
أ.د.