
27/05/2025
ما يحدث في منطقة الخيرات يُظهر الوجه القبيح الحقيقي لدولة الظلم، التي تهيمن عليها أقليات عرقية بعقليةٍ أحاديةٍ وعنصريةٍ نتنة. وللأسف، فإن 80% من شباب منطقة الخيرات يعملون في صفوف القوات المسلحة، وهم الذين شاركوا، إلى جانب غيرهم، في تحرير العاصمة. لكن ما إن تحررت الخرطوم بدماء هؤلاء، حتى عاد الوالي والمسؤولون الهاربون ليمارسوا بطشهم الإجرامي ضد أمهات وأخوات أولئك الجنود، الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل الوطن.
قام هؤلاء المسؤولون بهدم منازل مواطني الخيرات، وهي منازل سكنوها لأكثر من عشرين عامًا، دون تقديم أي تعويضات أو توفير بدائل سكنية مناسبة لهم. هذا السلوك يمثل امتدادًا لعقلية القمع والإقصاء التي تمارسها السلطة المركزية ضد الفئات المهمشة، وخاصة سكان الكنابي والمناطق الطرفية.
ومع ذلك، وقف أهالي المنطقة وأبناؤهم الجنود وقفةً بطولية خلف أطفالهم وأمهاتهم المشردين، وأعلنوا كلمتهم في وجه هذا السلطان المتجبر. هذه ليست مجرد أزمة سكن أو قضية اجتماعية؛ بل هي معركة وعي حقيقية. لقد ظللنا نناشد كل الكادحين والمهمشين في كافة أنحاء البلاد أن يسلكوا هذا الطريق: طريق المطالبة بالحقوق المدنية والسياسية المسلوبة، وانتزاع الحريات من قبضة هذه السلطة الباطشة.
ما يحدث في منطقة الخيرات لا يقلّ عن جرائم الإبادة والذبح الجماعي التي نُفذت ضد مواطني الكنابي سابقًا، وبسلاح الدولة ذاته. إن التوثيق لهذه الانتهاكات والمطالبة بمحاسبة الجناة يجب أن تكون أولوية وطنية، وعلى المجتمع المحلي والدولي أن يتضامن من أجل إنصاف الضحايا وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في أي جزء من البلاد.