
06/07/2025
وائل البابلي
٦ يوليو ٢٠١٥
- في مشهد ملئ بالعبث السياسي، يطل علينا المدعو الجاكومي، رئيس مسار الشمال، بمطالبة صريحة بأن يُمنح ربع السلطة في الحكومة القادمة، وفي ذات التصريح يهاجم مبدأ المحاصصة السياسية! بالله عليكم، ما هذا الهزل؟ كيف يطلب الرجل نصيبه من الكعكة، وهو يشتم من يقسمونها؟ هذا هو النموذج الفاضح للنفاق السياسي الذي قتل هذه البلاد وأفقرها. لا أحد يعترض أن يكون للجهات حقها وصوتها، لكن أن تسعى للمكاسب تحت الطاولة وتدّعي الطهر فوقها، فهذا عبث فج يجب أن يوضع له حد.
- ثم هنالك حالة أخرى من الفوضى، لكنها هذه المرة بأيدينا نحن، الشارع. مع كل تعيين جديد في الحكومة، تنطلق حملات طعن وتشكيك واتهام في الأشخاص قبل أن نرى منهم فعلًا أو قرارًا واحدًا. من أين جاءتنا هذه العادة السيئة؟ من أوهمنا أن الوطن يُدار بالتشهير؟ وأن الرجل يُدان قبل أن يُختبر؟ من حق الجميع أن ينتقد، لكن النقد المسؤول ينتظر الفعل ثم يحكم.
- وفي قلب هذه الصورة، يتجدد السؤال الأهم: متى نكف عن صناعة جيوش صغيرة خارج عباءة القوات المسلحة؟ متى ندرك أن الأرض التي تُحرق اليوم لا تحتمل رفرفة أعلام فصائل جديدة؟ المعركة واضحة، بين جيش صمد، وحركات كفاح مسلح حاربت إلى جانبه، وبين مليشيا متمردة ارتكبت الجرائم وسعت لبيع الأرض والعرض.
- لهذا لا مبرر ولا شرف في أي دعوة لإنشاء معسكرات تجنيد موازية أو مليشيات جديدة. من يريد أن يحمل السلاح فليحمله تحت راية الجيش، تحت علم السودان، لا تحت شعارات مستعارة.
- نحن في لحظة بلد لا تحتمل أنصاف المواقف. إما أن تكون مع الدولة، أو مع الفوضى. ومن يعشق هذه الأرض، لا يطعن في سلطانها بالقوة، ولا يصنع سلاحًا يُشهره في وجه أهله، ثم يحدثنا عن الوطنية.
( فالسودان يحتاج رجال بناء، لا تجار حرب)