25/05/2025
نار الاحتلال تحرق غزة والضفة: مجازر متواصلة في الشمال والجنوب واعتداءات دموية في نابلس وسلفيت
يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية بوتيرة متصاعدة، وسط مجازر مروعة وانتهاكات واسعة النطاق تطال المدنيين العزّل، وتستهدف منازلهم وملاجئ نزوحهم في مشهد ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
غزة: مجازر في جباليا وخان يونس والنصيرات
في شمال قطاع غزة، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة بحق عائلة "دكة" في جباليا النزلة، حيث استشهد سبعة أفراد من العائلة، قبل أن يُعلن لاحقًا عن ارتفاع الحصيلة إلى تسعة شهداء، معظمهم من النساء والأطفال، جراء استهداف مباشر لمنزلهم.
كما استشهد الصحفي حسان أبو وردة مع عدد من أفراد أسرته في القصف ذاته، ما يرفع عدد الصحفيين الذين قضوا منذ بدء العدوان إلى أرقام صادمة.
وفي غرب خان يونس، استشهد الداعية حمادة العامودي وزوجته إثر قصف استهدف منزلهم في حي البراق، بينما أُصيب آخرون من أفراد العائلة. وودّع المؤثر المعروف "أبو سمير" شقيقه حمادة وسط مشهد مؤلم عمّ وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مجزرة أخرى، قصفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة الحساينة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة 11 آخرين، بينهم أطفال ونساء، وسط صعوبة شديدة في عمليات الإخلاء ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
كما طالت الغارات مواقع متفرقة في بيت لاهيا، وحي التفاح شرق غزة، والقرارة، وعبسان الكبيرة، وبني سهيلا جنوب خان يونس، وسط إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال شمالي وغربي رفح.
الضفة الغربية: اجتياحات واعتداءات دامية
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بروقين غرب سلفيت، حيث أضرم مستوطنون النار في أحد منازل المواطنين، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين، من بينهم اثنان أُصيبا باعتداء مباشر؛ أحدهما دهسًا من قبل مستوطن.
كما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة نابلس، ما أدى إلى إصابة فتى بالرصاص الحي، وعشرات حالات الاختناق بالغاز، وسط انتشار مكثف لدوريات الاحتلال وإغلاق مداخل المدينة.
وفي جنين، توغلت قوات الاحتلال في بلدة قباطية، وسط مواجهات عنيفة وعمليات تفتيش للمنازل.
خسائر متبادلة وتصعيد ميداني
وسائل إعلام إسرائيلية أكدت نقل عدد من الجنود المصابين من قطاع غزة إلى مستشفيي "تل هشومير" و"بلنسون"، في دلالة على حجم الخسائر التي تتكبدها قوات الاحتلال ميدانيًا.
تحذيرات أممية وكارثة تلوح بالأفق
من جهتها، قالت وكالة الأونروا إن غزة على شفا كارثة إنسانية شاملة، مؤكدة أن الحد الأدنى المطلوب يوميًا هو إدخال ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات عبر الأمم المتحدة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السكان المحاصرين.
وأكدت أن "سكان غزة لا يستطيعون الانتظار أكثر، وأن السبيل الوحيد لتفادي المجاعة والانهيار الصحي هو التدفق الفوري والمنظم للمساعدات الإنسانية".
حصيلة مؤقتة
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، بلغ عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ فجر اليوم الأحد نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع أكثر من 9 شهداء، بينهم أطفال ونساء وصحفيون، إضافة إلى عشرات الإصابات، بعضهم في حالات خطرة، فيما تستمر عمليات البحث تحت الأنقاض وسط تحليق مكثف للطائرات المروحية والمسيرة.