
23/07/2025
الإعلام الإلكتروني ودوره في المرحلة القادمة مع اقتراب انتخابات مجلس النواب
بقلم الأديب/ د. حسين شاكر الخفاجي.. رئيس الاتحاد العام للأعلام الإلكتروني فرع بابل
تأتي هذه المقالة لتسلط الضوء على الدور المحوري الذي بات يلعبه الإعلام الإلكتروني في رسم معالم المرحلة السياسية القادمة لا سيما ونحن على أعتاب انتخابات مجلس النواب العراقي
ففي زمن تتسارع فيه تدفق المعلومات وتبدلت فيه وسائل التأثير الجماهيري أصبح الإعلام الرقمي أداة لا يمكن تجاهلها في تشكيل الرأي العام وتوجيه الناخب وتحقيق الشفافية والمساءلة
أولاً: الإعلام الإلكتروني منابر جديدة للرأي العام
لم يعد المواطن يعتمد على وسائل الإعلام التقليدية كالقنوات التلفزيونية والصحف بل انتقل إلى منصات الإعلام الرقمي مثل:
مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك. تويتر. إنستغرام. تيك توك)
المدونات والمنتديات
القنوات الإلكترونية على يوتيوب
تطبيقات المراسلة مثل تلغرام وواتساب
هذه الأدوات أصبحت ساحات رئيسية للتفاعل مع القضايا السياسية ومنابر للتعبير عن المواقف والمطالب
ثانياً: التأثير السياسي للإعلام الإلكتروني في العراق
نقل الأخبار والتغطية المباشرة:
تنقل صفحات ومواقع إعلامية الأحداث لحظة بلحظة مما يسهم في زيادة الوعي الشعبي
المحاسبة وكشف الفساد: يستخدم الناشطون والإعلاميون هذه المنصات لكشف التجاوزات ومراقبة الأداء النيابي والحكومي
تعزيز المشاركة:
يشجع الإعلام الإلكتروني فئات واسعة خاصة الشباب على الانخراط في العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات
ثالثًا: الإعلام الإلكتروني في خدمة الحملات الانتخابية
الترويج للبرامج الانتخابية: أصبحت الصفحات الرسمية للمرشحين وسيلة أساسية لنشر رؤاهم وخططهم
الحملات الدعائية الرقمية: تعتمد الكتل السياسية بشكل متزايد على الإعلانات الممولة والمنشورات الفيروسية للوصول إلى أكبر عدد من الناخبين
إدارة الحوارات والتفاعل مع الجمهور:
تتيح وسائل الإعلام الإلكتروني للمرشحين فرصة التفاعل المباشر مع الجمهور والرد على تساؤلاتهم وهمومهم
رابعًا: التحديات والمخاطر
رغم الأهمية البالغة للإعلام الإلكتروني إلا أنه يواجه تحديات حقيقية:
انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات
حملات التضليل الإعلامي المدفوعة
الانقسام الرقمي وغياب المهنية في بعض الصفحات
تسخير الجيوش الإلكترونية لتسقيط الخصوم
خامساً: نحو إعلام إلكتروني مسؤول في المرحلة القادمة
لتحقيق أثر إيجابي من الإعلام الإلكتروني في الانتخابات المقبلة يجب
1. تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور للتمييز بين المعلومة والدعاية
2. إرساء مدونات سلوك إعلامي رقمي تلتزم بها الصفحات والمؤسسات
3. مراقبة الأداء الإعلامي الانتخابي من قبل منظمات المجتمع المدني
4. تشجيع الإعلاميين على المهنية والحياد وتقديم محتوى موضوعي
يمثل الإعلام الإلكتروني اليوم سلاحاً ذو حدين فهو إن استخدم بمسؤولية يعزز الديمقراطية ويعمق الشفافية وإن استغل لأغراض التضليل فإنه يقوض العملية الانتخابية ويفقد المواطن الثقة من هنا تقع المسؤولية على الجميع الإعلاميين المرشحين الأحزاب والناخبين في جعل الإعلام الإلكتروني ركيزة لبناء العراق لا أداة لتقويضه