
21/04/2025
(إمارة الخزاعل تخاطب سماحة السيد مقتدى الصدر و تدعوه للعودة إلى العملية السياسية و المشاركة في الانتخابات المقبلة)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}
صدق الله العلي العظيم
إلى سماحة السيد مقتدى الصدر، رعاكم الله وسدّد خطاكم لما يُحبّ ويرضى، إنه العزيز الرحيم.
أُخاطبكم وأنا العارف بحقّكم، والمُساند لإصلاحكم، لما لمسناه منكم من صدق السريرة، وإخلاص النيّة، وعفّة الجوانب. أُخاطبكم وأتمنى عليكم ألّا تكونوا – وحاشاكم – سببًا في تولّي أهل الفساد على العباد، وذلك بترككم الساحة لهم وحدهم ليعيثوا فيها إفسادًا وفسادًا، فإن الله لا يُحبّ ذلك أبدًا، وإنّ الشعب العظيم، كما وصفتموه أنتم، لا يُريد انتخاب الفاسدين، بل يتوق إلى اختيار المصلحين، فهَيِّئوا لهم ذلك، ولنتذوّق ثمار الإصلاح ولو بعد حين.
(فأنتم قد غرستم شجرة الإصلاح، فنمت وأثمرت وأينعت، وحان قطافها.)
لقد تابعنا وأيّدنا خطواتكم الإصلاحية، وآخرها انسحاب أتباعكم من الكتلة الصدرية، وهو ما أدّى إلى خسائر مرحلية، لكنها كانت لصالح أهداف استراتيجية، تَبيَّن أثرها لاحقًا من خلال انقلابات المواقف الشعبية لصالحكم، بعدما كانت ضدّ شخصكم وتوجّهاتكم الوطنية والإصلاحية.
وكأنكم قد أزلتم الغشاوة عن عيون كثير من أبناء شعبكم المظلوم،
فأصبح هذا الكثير – الذي كان يعتبركم من عشّاق السلطة –
يوقن اليوم بأنكم من أجلها لا تعصون الله، ولا تسلبون نملةً جلبَ شعيرةٍ أو حنطة،
وبات جازمًا بأنها لا تساوي عندكم شِسْع نعلٍ بالية … أي وربّ السماء العالية.
والذي كان يظنّكم من التابعين، أصبح يسميكم اليوم بسيّد الوطنيين.
كل ذلك وأكثر نلمسه ونحن بين أبناء المجتمع… نرى، ونحسّ، ونسمع،
ونشعر كذلك بأنّ الفرصة مُواتية لنُسطّر أروع النجاحات في ميادين الإصلاح،
وأنّ التاريخ يُعلّمنا أنّ التغيير الحقيقي يحدث حين نكون في قلب الميدان، لا خارجه… فنكون في طيّات النسيان.
وأقسم بالله إنّ الفاسدين لغيابكم لفرحون، وبمقاطعتكم مستبشرون، ولرجوعكم وَجلون.
وفي الختام، أدعو الله ألا يجعلنا وإياكم سببًا لفرح الفاسدين،
اللهم آمين، يا ربّ العالمين.