16/07/2025
"الموت غيبه لكن الذكرى خالدة لا تموت "
د. جواد تونسي الخفاجي
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية، الراحل عباس المعموري رجل من مدينتي " المحاويل "، عمل بنزاهة واخلاص ضمن الهيئة الادارية لنادي المحاويل الرياضي عند ما كنت رئيساً للنادي حقبة التسعينيات ، المرحوم " ابا رشاد " أحد أعمدة المجلس الرياضي في محافظة بابل وكان حينها رافضاً لجميع أشكال النفاق والتلون، كان مثالاً يحتذى به في الاخلاق والوطنية ، وهكذا قدر الله المنية للمرحوم الراحل عنا ، نهاية في الموت ونحن الاحياء بلا روح وانت الراحل عنا , نحن " المحاويليون" نعزي أنفسنا برحيلك أيها الأصيل ، ويا لسخافة الحياة عندما يصبح الأنسان أمثالك يا " عباس " يتمنى أبسط شيء ولا يطاله, سكت قلبك ، وكان خبر رحيلك عاصفة هوجاء وزلزال حزين حزن الرجال ، كنت رفيقاً لبداياتنا الرياضية والثقافية عندما وضعنا البنى التحتية لمنتدى المحاويل الثقافي ، واصدار أول مجلة ثقافية للمدينة ، مجلة " الآن" ، وكان قرار الهيئة الادارية في ان يكون نادي المحاويل الرياضي مقراً رئيسياً للمنتدى، وكان لك الدور الفعال مع اخواني اعضاء المنتدى الثقافي الموقرين ، والذي لا مجال لذكر اسماؤهم الآن وهم غنيون عن التعريف ، ونحن في غاية الألم والحزن ، تميزت يا "أبا رشاد " بموضوعية عملك بين اللجنة الاولمبية ورياضة بابل عامة والمحاويل خاصة ، ونقلك للوقائع الرياضية بكل دقة وامانة ، والتزامك بمعايير المهنة حضوراً واداءاً فنلت الاحترام والتقدير , خلفت لنا ذكريات لا تنسى هي " قديمة _ جديدة " ، عندما نفتقد "راحلاً "، وحينها كنت تردد قولك المأثور" الرياضة حب وتسامح " ، في هذه الحياة البائسة رحلت عنا وأنت اليوم جميلنا لأن الموت دائماً هو رفيق الروح الجميلة ,أُعزي نفسي أم أُعزي مدينتي المحاويل أم أُعزي ذويك أم أعزي شهداء وموتى "الديرة " رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته ،نعم أنها لحظات تاريخية قد مرت وانت تزورنا عام 2017 في قناة النهار الفضائية ببغداد عندما كنت رئيساً لتحرير جريدة النهار المستقلة ومديراً لأخبار القناة السياسية ، كنت صديقاً واخاً ووفياً عندما كنت تتفقدني وتسأل عني وتزورني ، في حين كان الآخرون لا يعرفوني ، واقول لهم لا تغب طويلًا ثم تأتي لتسأل عن حالي، فالحكايات تموت مع الوقت، لان في قانون الأوفياء العتاب مرتين والثالثة أراك بخير، ،كنت يا أخي ادارياً ورياضياً قد تجمعك صلاة وثيقة بجميع الرياضيين بأخلاقك قبل مهنيتك في النقاش ، وابداء الرأي وقد يكون هذا هو اللغز الوحيد أو الشفرة الحرفية التي أحتوت هذه الشخصية الانسانية التي جمعت بين الرياضة والحرفة , ومن اصعب الامور التي يقع بها أي شخص في الحياة الا وهي وفاة عزيز وزميل غالي ،الرحمة والغفران لروحك الطاهرة يا" عباس ".