14/07/2025
كلمة الرفيق كاوه محمود في افتتاح المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الكوردستاني
أيتها الرفيقات أيها الرفاق!
طابت أوقاتكم
ضمن التقاليد النضالية في مسيرة كفاح حزبنا المقدام، والتزاما بالشرعية الحزبية، نجتمع اليوم في المحطة الاخيرة لمؤتمر حزبنا الثامن، والذي يعقد في اطار وثائقه الاساسية وخاصة نظامه الداخلي، في خضم فعالية سياسية أوسع من كونها حزبية داخلية. فعاليةُ بدأت بانتخاب مندوبي المؤتمر في الكونفرانسات الحزبية، واعداد مشاريع الوثائق العامة ونشرها علناً، وتنتهي بالجلسات الاخيرة المقررة حزبياً. انها المؤتمر الثامن لحزبنا الشيوعي الكوردستاني.
ينعقد مؤتمرنا الثامن في وقت تشهد فيه العالم والشرق الأوسط والعراق وكوردستان، تحولات نوعية عميقة، وسط صراعات حادة تتأثر بعوامل داخلية وخارجية.
أحد أكبر التحديات والمخاطر التي تواجه شعوب المنطقة اليوم هو اندلاع الحروب، مثل الصراع بين إسرائيل وإيران، واستمرار ظاهرة الميليشيات، وعدم حل قضايا الشرق الأوسط وفق إرادة الشعوب، مما يهدد التعايش والسلام والتنمية. وفي هذا السياق فان موقفنا الواضح هو ضد الحرب، وقد كان حزبنا دومًا إلى جانب الحوار والسلام الديمقراطي العادل لحل كافة القضايا.
الحضور الكرام!
يتطلّب الوضع الجديد الذي يشهده العالم بأسره بشكل عام، إعادة النظر وتحليل جميع الظواهر القديمة والجديدة بنظرة تجديدية. نظرة لا تنفصل عن الإطار الفكري العلمي الذي شكّل فيه الماركسية ومصادر الفكر اليساري المنهج والأساس لنضالنا الوطني والطبقي وهوية حزبنا التنظيمية.
واليوم، تظل هذه المبادئ والفكر الجدلي الماركسي أدواتنا لفهم الواقع والعمل على تغييره، وتحديد طبيعة الصراع الطبقي في مجتمعنا، وكذلك تحليل الأزمات العالمية مثل تعمق أزمات الرأسمالية المعاصرة، وتوجهاتها نحو خيار الحرب، وتصاعد النزعات الفاشية الجديدة، واستمرار أشكال الديكتاتورية والاستبداد، وانتهاكات حقوق الإنسان، وانتشار البطالة والفقر.
ان العامل الرئيسي لهذه الأزمات وجذورها يعود إلى سياسات الإمبريالية العالمية، وتراكم الثروة لدى الأقلية، وتوسع ظاهرة توريث الفقر للشعوب، مما يؤدي إلى البطالة وتدمير البيئة وتهميش الحريات وانتهاك حقوق النساء، والاستمرارية لإيجاد أنماط جديدة لاستغلال الشعوب الفقيرة والطبقات الكادحة والمهمشة.
أن الاوضاع الجديدة التي تعمل قوى الديكتاتورية والاستبداد والاستغلال على فرضها، وابعاد العالم عن حلم السرديات الكبرى، لا ينفصل عن محاولات تشويه الفكر التقدمي الذي ينادي بالمساواة والعدالة الاجتماعية والاشتراكية وحق الشعوب في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي، وتسفيه الانجازات التي حققتها الحركة الاشتراكية العالمية في القرن الماضي، والتي حققها العمال والكادحون والشعوب المناضلة.
ولم يكن مواقف حزبنا وتاريخه النضالي بمنأي عن حملات الارهاب الفكري والتضليل والتشويش، بهدف نشر اليأس وإضعاف تأثير الحزب الشيوعي والفكر اليساري الذي يطرح بديلا سياسيا بعيدًا عن الخطاب الشعبوي.
ان استمرار تلك الحملة حتى الآن اشارة إلى أن الحزب الشيوعي والفكر اليساري عموماً يمتلكان دورًا سياسيًا مؤثرا، ويملكان برنامجا سياسيا تستند مشروعيته على خطاب سياسي بديل للشعبوية والاستغلال. خطابُ يستند شرعيته على لغة المنطق وفلسفة التنوير والعقلانية والحداثة، والنضال من أجل بديل ديمقراطي مدني علماني.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق!
إن المؤتمر الثامن لحزبنا لا يختلف في توجهاتها العامة بشكل جوهري عن المؤتمرات السابقة، خصوصًا المؤتمر السادس والسابع الذين شهدت فيهما مناقشة واقرار مجموعة من المفاهيم والأفكار السياسية والتنظيمية. فبعد هذين المؤتمرَين، بادرت قيادة حزبنا بخطوات عملية لجمع القوى والشخصيات اليسارية في كردستان، ما أدّى إلى تحوّل جوهري في هذا المجال، حيث تم تشكيل لجنة عمل مشتركة لليسار في اقليم كوردستان من ثلاث احزاب سياسية، اضافة الى المنتدى اليساري الكوردستاني الذي يضم سبعة أطراف من كردستان الكبرى.
وبحسب رأيي، فإن الحفاظ على هذا التوجه وتوسيعه، والمشاركة الفعّالة للشخصيات اليسارية والتقدمية فيه، يُعدّ أداةً لتفعيل دور القوى اليسارية في المعادلات السياسية وبشكل عام في الحركة التحررية الوطنية لشعبنا الكوردستاني.
ان تحقيق النجاح الملموس في هذا المجال رهن بقناعة اعضاء الحزب ومنظماته وقيادته الجديدة بهذا التوجه، من خلال معالجة الثغرات التي ألمّت بعملنا وتجاربنا السابقة في هذا المجال، والتحلي بقناعة مفادها ان تحقيق التمكين الحقيقي لدور اليسار داخل الساحة السياسية، يتطلب تعزيز وتنشيط العمل السياسي والتنظيمي والجماهيري والفكري داخل كيان الحزب الشيوعي ومنظماته بشكل عام.
كما ان تحقيق النجاح في هذه العملية رهن ايضاً بتوفر عنصرين أساسيين في عملنا السياسي، وهما الانفتاح والمرونة اللازمة لتحديد القضايا المشتركة المتعلقة بالملفات الخاصة بمصالح الجماهير على المستوى اليومي وفي القضايا الاستراتيجية أيضًا.
وارتباطاً بوجهتنا في العمل مع اليسار، يأتي موقف الحزب من السلطة من القضايا السياسية الهامة خلال الفترة الماضية. فقد حدد الحزب موقفه باعتباره معارضة ديمقراطية يسارية مدنية بشكل واضح، وبهذا تختلف وجهة الحزب عن السلطة وعن أحزاب المعارضة الأخرى، سواء الإسلامية أو الليبرالية.
وقد واجه الحزب في هذا المجال ثلاث اتجاهات مختلفة حاولت ان تخلق نوعاً من التضليل والتشويش الفكري والسياسي حول طبيعة المعارضة التي تبناها حزبنا.
أولًا: محاولات قوى من المعارضة استخدام نوع من الخطاب السياسي الذي يركّز على الشعبوية والاثارة، بحيث بكون مفهوم المعارضة مرادفاً للشعبوية، في حين أن السلطة نفسها تستطيع استخدام نفس الخطاب الشعبوي أيضًا في ممارساتها اليومية، وقد استخدمته بالفعل.
ثانيًا: ظهور مشاعر ونزعة لدى بعض اليساريين والماركسيين ـ ليس فقط عندنا، بل هي ظاهرة موجودة في كثير من الأحزاب والحركات اليسارية في العالم، خصوصًا في الشرق الأوسط ـ وهي الرغبة باستخدام الشعبوية اليسارية المعاكسة للتصدّي ومواجهة الشعبوية اليمينية.
ثالثًا: الاتجاه الذي يدعو إلى النظر نحو المعارضة ككيان سياسي موحد بعيدًا عن تحديد الهوية الخاصة لكل جهة ترى نفسها في خانة المعارضة، في حين لا تقدّم برنامجًا بديلًا واضحًا للوضع القائم أو تساهم في اعادة انتاجه، ومن ثم يتم الحديث من قبلهم عن "وحدة المعارضة".
لقد أشار حزبنا في مجالات عديدة الى خطأ هذا النمط في التفكير حول وحدة المعارضة، فالفكر اليساري والبدائل المبينة على هذا الفكر لا تلتقي مع البدائل والبرامج السياسية المطروحة من قبل الجهات اليمينية بمختلف اتجاهاتها الاسلامية والليبرالية.
وعلى الرغم من أن جميع المواقف التي اتخذها الحزب تجاه السلطة، بدءًا من عدم التصويت على الحكومة في البرلمان، ومواجهة الخصخصة والفساد المستشري، وما يتعلق بموضوعة الرواتب والمخصصات، والعمل من أجل الحوكمة، وموقفنا من الدول الإقليمية مقارنةً بالأحزاب الحاكمة، وحتى بعض أحزاب المعارضة، كانت مواقف واضحة جدًا خصوصًا في المجال السياسي والاقتصادي والعلاقات مع الدولة الإقليمية، إلا أن محاولات خلق الالتباس والظنون بهدف التشويه حول موقف الحزب كمعارضة سياسية، قد تم أُثارته لدى بعض المتربصين بسياسة الحزب ومواقفه، وانطلى الأمر حتى على بعض الرفاق الحزبيين.
لذا لابد أن نشير إلى أن مسألة تبني الحزب موقف المعارضة ترتبط مباشرةً بوضوح، بمفردات الوضع السياسي الملموس والأدوار السياسية والاقتصادية والبرامج والقدرة على تنفيذه، والتي تطرحها السلطة والأحزاب السياسية. فالمعارضة تعني النقد البنّاء للواقع وتبنّي موقف واضح وطرح البدائل والبرامج السياسية، ولا يتناقض هذا الموقف مع الاستعداد للحوار الوطني الكردستاني من أجل تحقيق توافق مشترك في كردستان وضمان الحقوق المشروعة لشعبنا، والتعامل مع التحديات الجديدة بعيدًا عن المواقف المسبقة والرغبات الذاتية.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
في العقد الماضي وخاصة بعد المؤتمرين السادس والسابع، تطورت علاقاتنا مع الأحزاب الشيوعية والعالمية العالمية، وشاركنا في أنشطة مشتركة وفق إمكانياتنا. لدينا علاقات مع الحزب الشيوعي الصيني والروسي وأحزاب يسارية في الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية. وخلال الفترة الماضية، حاولنا بعيدًا عن ردود الأفعال، تعزيز علاقاتنا مع الأحزاب الشيوعية في المنطقة، ومن ضمنها كل من الحزبين الشيوعيين في سوريا، والحزب الشيوعي في الأردن، والحزب الشيوعي في مصر، وحزب التقدم والاشتراكية في المغرب، والشخصيات اليسارية والشيوعية في لبنان، والمنظمات اليسارية في الكويت والبحرين.
وبالطبع فإن علاقاتنا مع الحزب الشيوعي العراقي تمثّل قضية استراتيجية، وتعاونًا مشتركًا ضمن إطار الوثائق الأساسية لكلا الحزبين وبموجب اتفاقيات مبرمة بين الجانبين.
وهنا لا بد أن أشير إلى أنه في تحليلنا للتغيرات والمواقف تجاه بعض الأحداث والمواضيع والتطورات الجارية، لدينا تصورات ومواقف قد تختلف مع مواقف رفاقنا في الأحزاب الشيوعية العالمية. اننا نؤكد بأننا علاقتنا مع أطراف الحركة الشيوعية واليسار العالمي مبني على خصوصياتنا الوطنية والطبقية، ولم ولن نقوم بنسخ تجربة أو خطاب سياسي لأي جهة أخرى.
ان الاختلافات في تحليل الاحداث والمواقف مع أشقائنا في الأحزاب الشيوعية هي نتيجة مجموعة من العوامل، من ضمنها الاختلاف في قراءة التحولات والتطورات الجارية في العالم، وتحديد دور اليسار والماركسية الذي ـ كما نرى ـ لا يزال بعض التيارات اليسارية يتعامل معها بشكل دوغمائي.
كما ان طبيعة المهام التي تواجهنا وعدم استيعاب البعض لتلك المهام تخلق حالة من الاختلاف في الرؤوى السياسية. ان حزبنا يواجه مهام مرحلة حركة التحرر الوطني، وتتزامن مهامنا الوطنية والطبقية مع مهامنا الاممية. ان حزبنا يمثل الهوية الوطنية الكوردستانية وهو حزب أممي يضم في صفوفه جميع القوميات والمكونات الاجتماعية المتنوعة الكوردستانية. ويتجلى الطابع الأممي لحزبنا ايضا في النضال الأممي المشترك مع الاحزاب الشيوعية العالمية ومع اليسار العالمي، ضد الحرب والفاشية الجديدة والاستبداد، ومن أجل السلام والعدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية.
ومن هذا المنظور، فإن المهام الوطنية والطبقية والأممية لحزبنا تشكل حزمة واحدة لا يمكن أن تتجزأ، وتشكّل طبيعة حزبنا وهويته السياسة والفكرية.
أيتها الرفيقات أيها الرفاق
يأتي مفهوم المركزية الديمقراطية من بين المواضيع المهمة التي تم اعادة اقرارها في المؤتمر السابع للحزب كمبدا جوهري، وأُدخلت إلى وثيقة النظام الداخلي للحزب.
وعلى الرغم من أن البنود المتعلقة بهذا المبدأ كانت دائمًا موجودة في النظام الداخلي للحزب عبر جميع مؤتمراته، إلا أن استخدام مصطلح "الديمقراطية المركزية" في هذا السياق يأخد بعداَ سياسياً وفكرياً واضحاَ في حياة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية. فهذا المبدأ ضمان أساسي لمواجهة حالات الليبرالية واللامركزية والتسيب في العمل الحزبي و صمام أمان في حالات اتخاذ القرار وضمان تنفيذه.
ان مظاهر اللامركزية والتي قد تصل احياناً الى مستوى الفدرالية في العلاقة بين المركز الحزبي الاساسي أي اللجنة المركزية باعتبارها النواة القيادية للحزب في التعامل مع المنظمات الحزبية، من شانه تحويل الحزب على أقل تقدير الى حزب اشتراكي ديمقراطي أو ليبرالي، وهذا مناف تماماً لطبيعة الحزب الشيوعي وهويته الماركسية.
وتبقى المركزية الديمقراطية هي أساس الوحدة في الفكر والعمل والإرادة داخل الحزب على أساس وحدة المفهوم وعدم امكانية تجزئته الى مظاهر ديمقراطية ومظاهر مركزية متناقضة. ان المركزية الديمقراطية أساس لنواة موحد حقيقي فعّال داخل الحزب.
وارتباطا بالتحديات التنظيمية، تشير وثائق المؤتمر، وخاصة التقرير الانجازي الى عدد من القضايا المهمة والحيوية التي تمس نشاط الحزب وعمله بشكل عام، ونتاج فعالياته المتنوعة والثغرات الحاصلة في حياتنا الحزبية التي تحولت بعضها الى ظواهر ينبغي معالجتها، وتنحصر بعض الثغرات في حالات لا ينبغي السكوت عنها. لقد عرضت تلك الوثائق الأسباب الموضوعية والذاتية لتقصيرنا في تلك المجالات. ومن واجب المؤتمر دراسة هذه الأوضاع والظواهر في حياتنا الحزبية بعقلية نقدية وبضمير شيوعي، في إطار مناهج الفكر الماركسي، بعيدا عن التجريح والاتهامات الشخصية والتملص من المسؤولية.
لقد أثبتت تجربة نضال حزبنا أن لغة التشهير والغطرسة وافشاء الاسرار الحزبية وخصوصيات الاجتماعات الحزبية وغيرها من حالات خرق الانضباط الحزبي، تلحق الضرر الكبير بالعلاقات الرفاقية وتضعف عمل حزبنا بشكل عام، وأن التأخير في التعامل مع هذه القضايا سيكون على حساب تنفيذ السياسات والبرامج الحزبية وعملنا بين الجماهير.
ومن هذا المنطلق أدعو المؤتمر الى مراجعة جدية بموضوعة العضوية داخل الحزب والتفكير الجدي لزيادة مصادر العضوية، ويتعلق هذه الأمر بضرورة مراجعة طبيعة الاجتماعات الحزبية، ومراجعة جوهر وآليات العمل الجماهيري، آخذين بنظر الاعتبار أن المنظمات والاتحادات المهنية والجماهيرية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية ولعبت دوراَ أساسياً أبان فترة الحرب الباردة، ربما لم تعد ملائمة اليوم لتغطية مجالات التنظيم، وقد آن الأوان لمراجعة طبيعتها وآليات عملها، وخاصة تلك المنظمات التي يعمل الشيوعيون والشيوعيات في مجالات الطلبة والشبيبة والنساء والعمال والفلاحين والفئات المهمشة وكافة المنظمات الجماهيرية العاملة مع شغيلة اليد والفكر. ان من مهام القيادة الجديدة المنبثقة من المؤتمر العمل الجدي لابتكار أشكال جديدة للتنظيم والعمل داخل تلك الفئات الجماهيرية.
ان مجمل المواضيع التنظيمية التي أشرنا اليها تؤثر بشكل مباشر على القوى البشرية للحزب وهيبته بين الجماهير. فهذه القوى تشمل أعضاء الحزب واصدقائه وجماهيره بشكل عام. وبهذا الصدد ينبغي الاشارة الى دور الثغرات الذاتية والتلكؤ في معالجتها على تراجع أصواتنا في الانتخابات البرلمانية الى جانب الاسباب الموضوعية.
الرفيقات والرفاق الأعزاء!
بعد انتهاء مهامنا كسكرتير للجنة المركزية للحزب بين المؤتمر السادس و السابع وصولاً الى عقد المؤتمر الثامن، أتوجه بالشكر إلى جميع الرفاق الذين عملت معهم. لقد عملنا جميعًا حسب تجاربنا وإمكانياتنا، ولم نكن بمنأى عن الأخطاء. كما أن دوري كسكرتير للجنة المركزية، الذي يحق له تولي المنصب لولايتين أي لمؤتمرين، وفق تقاليد الحزب، قد اكتمل. وقد كنت أنا من اقترح تحديد ولايتين في المؤتمر السادس للحزب، وما زلت مقتنعًا بهذا الرأي. المؤتمر الثامن له الحق في تعديل هذه المادة من النظام الداخلي، ولكن حتى لو قرر المؤتمر ذلك، لن أترشح مجددًا للقيادة الحزبية وعموما لا يجوز تعديل مواد في النظام الداخلي وفق اعتبار رفاق معينين.
ان عدم ترشحي للقيادة لا يعني اعتزالي النضال كعضو في الحزب. ان العضوية في الحزب الشيوعي بالنسبة لي شرف والتزام تجاه الشعب الكوردستاني والطبقة العاملة وعموم الكادحين، لذا أجدد وعدي ألذي قطعته للرفاق الذين ساهموا في تكويني خلال أكثر من 45 عامًا من النضال، والذين رحل الكثير منهم أو استشهدوا، بأني سأظل متمسكًا بالفكر الشيوعي كخيار تاريخي متجدد.
كما أعد رفاق المؤتمر الثامن وجميع أعضاء الحزب بأني سأظل في خندق النضال من أجل حق شعب كوردستان في تقرير المصير والاستقلال، ومن أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية.
كل النجاح لمؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني الثامن.
عاشت كوردستان... عاشت الاشتراكية... عاشت الحزب الشيوعي الكوردستاني.
18/ حزيران/ 2025
**