22/07/2024
العراق، الذي يشار إليه غالبا باسم مهد الحضارة، لديه تاريخ غني وعميق يعود إلى بلاد ما بين النهرين القديمة، وتقع بين نهري دجلة والفرات. تشتهر هذه المنطقة بأنها مهد العديد من الجوانب الأساسية للحضارة الإنسانية، بما في ذلك الكتابة والقانون والتحضر.
ظهرت واحدة من أقدم الحضارات المعروفة، السومريون، في جنوب بلاد ما بين النهرين حوالي 4500 قبل الميلاد. طوروا الكتابة المسمارية، وهي واحدة من أقدم أنظمة الكتابة في العالم، وأنشأوا دول مدن مثل أوروك وأور. خلفت السومريين الإمبراطورية الأكادية، التي أسسها سرجون الأكادي، والتي وحدت الكثير من بلاد ما بين النهرين تحت قاعدة واحدة حوالي عام 2334 قبل الميلاد.
عززت الإمبراطورية البابلية، تحت حكم الملك حمورابي، إرث المنطقة حوالي عام 1792 قبل الميلاد مع قانون حمورابي الشهير، وهو أحد أقدم القوانين القانونية المكتوبة وأكثرها اكتمالا. بعد البابليين، صعدت الإمبراطورية الآشورية إلى السلطة، والمعروفة ببراعتها العسكرية وإنجازاتها المعمارية، بما في ذلك قصور نينوى الكبرى.
في عام 539 قبل الميلاد، سقطت بلاد ما بين النهرين في أيدي الإمبراطورية الأخمينية الفارسية، التي حكمت حتى غزو الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد. ثم أصبحت المنطقة جزءا من العالم الهلنستي، تليها الإمبراطوريتان البارثية والساسانية.
مع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، أصبح العراق مركزا حاسما للعصر الذهبي الإسلامي، لا سيما خلال الخلافة العباسية، التي أسست بغداد عاصمة لها في عام 762 م. أصبحت بغداد مركزا للتعلم والثقافة والتجارة، مما أثر على العالم الإسلامي وخارجه.
طوال تاريخه، كان العراق فسيفساء من الثقافات والأديان واللغات، مما يعكس دوره المركزي في تطوير الحضارة الإنسانية.