
07/30/2025
بينما كان الكثيرون يفكرون في التقاعد الهادئ والجلوس على كرسي هزاز في حديقة خلفية، كانت شيرون لين، المعلمة السابقة للغات في إحدى مدارس كاليفورنيا، تخطط لشيء آخر تمامًا... شيء أقرب إلى الحلم وأبعد كثيرًا عن المألوف.
في عمر السابعة والسبعين، قررت شيرون أن تقلب حياتها رأسًا على عقب، وأن تودّع الحياة التقليدية بكل ما فيها من فواتير وأعباء وروتين، لتنطلق في رحلة بحرية غير مسبوقة تمتد لـ15 عامًا على متن السفينة السكنية Villa Vie Odyssey، التي تجوب العالم وتزور أكثر من 400 ميناء في نحو 150 دولة.
لم تكن هذه مجرد نزهة بحرية أو مغامرة مؤقتة. لقد باعت كل ما تملك تقريبًا واشترت بكامل مدخراتها كابينة داخلية بسعر يقارب 130,000 دولار، وتدفع 3,000 دولار شهريًا لتغطية كل احتياجاتها: الطعام، الإنترنت، التنظيف، الغسيل، والخدمات الطبية الأساسية. لا ر*هن عقاري، لا فواتير كهرباء أو ماء، لا زحام سيارات... فقط أفق مفتوح وجيران من مختلف أنحاء العالم.
هذه السفينة ليست مجرد وسيلة نقل، بل مجتمع سكني عائم. يُباع سكنها مدى الحياة الافتراضية للسفينة – حوالي 15 عامًا – وقد جرى تجديدها بالكامل لتستقبل سكانها الجدد، من بينهم علماء، أطباء، فائزون بجوائز نوبل، وحتى أحد موظفي البيت الأبيض السابقين.
في كل ميناء تتوقف فيه السفينة لعدة أيام، تتوفر عروض فنية من سكان محليين، وأنشطة ترفيهية، ومحاضرات يلقيها بعض الركاب من أصحاب الخبرات النادرة، فيما يُعرف بـ"زاوية المتحدثين". وهناك أيضًا ثنائي غنائي، عازف بيانو، راقصون محترفون، وخدمات فندقية لا تنقطع: تنظيف أسبوعي، غسيل ملابس مرتين في الأسبوع، وطعام متنوع يشمل المشروبات في العشاء – كل ذلك مشمول ضمن الرسوم الشهرية.
حقيبة واحدة... خمسة عشر عامًا... وصفر ندم.
هكذا اختارت شيرون أن تعيش شيخوختها: ليس في انتظار الزمن، بل في مطاردته حول العالم.